صفحات سوريةفلورنس غزلان

مولود لا هو من الجن ولا من الإنس سيخرج من كم الحاوي اللبناني

null
فلورنس غزلان

الاجتماع الحادي عشر للجنة الوزارية، بعد أن خرجت الحكومة للعلن بقدرة الدفشة الدمشقية، قبل الزيارة الرئاسية لباريس معقل المصالحة العربية الغربية، وفتح الأبواب المغلقة أمام سدة الرئاسة السورية، بعد اثنان وأربعين يوما عداً ونقداً ...وبعد مخاض طويل الأمد جاءت الحكومة المؤقتة أو الانتقالية لترعى الدولة اللبنانية ومصالحها المُؤَجلة وعلاقاتها المعلقة بين الحرب والسلم بين ايران وسورية…بين الأخوة الأعداء وشرور النزعات التسلطية…ومع هذا خرج المارد بحجمه الصغير المشوه من تحت العباءة القطرية في الدوحة ذات الحسب والنسب والدويخة المُؤَجلة للكثير من القضايا والمُعَجلة لبعضها، فشاطت الطبخة ولم تستطع المعدة اللبنانية بلعها ولا هضمها…كما لم يستطع المواطن تبنيها ..لأنها غير معروفة الأب ولا الأم …لقيطة وهجينة…لكنها قوبلت بالرضا…فعصفور باليد خير من عشرة على الشجرة…والرمد أفضل من العمى…
اجتمعت الوزارة وخاطت ثوب انعقادها فجاء فضفاضا وغير مريح بالنسبة للبعض وضيقا يصعب ارتداءه بالنسبة للبعض الآخر…كما أنه مُلتبس الصناعة ومجهول البضاعة والتصنيع …البعض يريد خياطته بطهران كي يكون متميزا كالقفطان، تلامسه أيدي الفقيه وتمنحه البركات ليصبح صالحا للتفريخ في أرض لبنان، أو تمر عليه أيدي الدمقس الدمشقي فتوليه من الرعاية والعناية بما يفيد في البداية والنهاية…يكون مرجعاً وموئلا لخوض غمار السلام وفتح باب الأمان في بلاد العربان المسماة بالممانعة المهاجمة والمقاوِمة باسم الحزب الإلهي صاحب الكر والفر في البيت اللبناني…متعهد التحرير في بازار التنوير، للمخدوع والمخلوع ممن تحمله بيارق الفقر والجوع نحو حُلم يقيه شر الخضوع في عهود الإبداع وصنوف الاختراع لهويات تشترى وتباع في سوق النخاسة لهدر الكرامة والكياسة في بلاد ضاعت بها الطاسة، واختلط فيها الحابل بالنابل ..فلم يعد يُعرف تاجر القنابل من بائع البصل والفلافل.
قالوا اليوم وأخبرونا، إعلامنا وحكامنا…أن اللجنة الوزارية ستُخرج بيانها العتيد للعلن ويلقى التوافق ونخلص من هزات البدن ، فموضوع سلاح المقاومة سيؤجل لمستقبل غير آمن ووضع الآتي فيه أصعب من الماضي وأَمَّر من الحاضر في جبر الخواطر، فالدولة اللبنانية وجيشها الحاشد لا تستطيع أن تحرس ولا أن تدافع عن حدودها وأرضها بوجه عدوها الطامع، ولا أن تتصدى لجحافل الصهيونية المتربصة والمنتظرة رمي السلاح من حزب الله صاحب الصلاح، حتى على البلاد تهجم وتدمر وتردم كل قائم على رأس اليقظ والنائم ، فالجيش ضعيف وقلب أبنائه خفيف ، لا يتقن الذبح والسلخ ولا يميز بين العداوة والصلح ، لهذا اقتضى الأمر والتشدد في البت والحضر على كل جملة لا تعترف بالمقاومة وسلاحها البعيد عن المساومة، وسيبقى على الزناد قابض وعلى قلب الراضي والزعلان رابض…وماكان من المحامي الكبير صاحب الحكمة والتدبير السيد الأستاذ إلا أن يجد حله السريع بعد تمحيص وتدقيق…ليخرج البيان من بيضة القبان وتضعه الدجاجة اللبنانية في الميزان، لتكون على قدرته شاهدة وفي التاريخ رائدة…
انتظروا إذن خاتمة الأحزان وإعلان البشرى والأذان بخلاص بلاد لبنان، من بلائها الطويل وخروج مولودها العليل …بيان وزاري لو امتدت أيامه للثلاثين لقضت على الحكومة وسلمت البلاد لأوضاعها المشئومة، من بيروت لطرابلس ومن صيدا للناقورة انعدمت الحيلة وندرت المشورة والآراء البديلة، فاقتضى الأمر والواقع الفارض رأيه بالقوة والمدافع، تحويلها لأصحاب الملايين الملالي حراس الجنوب والشمال وضامري المحبة تحت العباءة والجبة، أو أصحاب النخوة والأخوة في القصور والعلالي من قاسيون المحروس بالعسس وأجهزة الكابوس والحرس يسهرون لحماية الروابط المقدسة من التلفيق وعالم الأبلسة، القادمة من الغرب وأصحاب الأمركة…نريدهم راعين لسلامنا ومحققين لأحلامنا في بسط السلطة وبعث المودة بيننا وبينهم ، دون تدخل للشعوب ولا لمالكي العقول والقلوب، فهؤلاء رعايا تحكمهم السلطة وتتخذهم مطايا، فلا يُعَّول عليهم ولا يؤبه إليهم، المهم قبل نفاذ الصبر يجب أن يخرج البيان من القبر، لتُفتح النوافذ والأبواب وتشرع القوانين فتأخذ أنظمتنا بالحساب قبل أن يأتيها العقاب ونسومها العذاب فنرسل لهم ما أعددناه من خطط في الإرهاب.
دمتم ودامت عليكم العافية وطالت بكم الأيام الخافية، لتحسنوا التصرف ويمكنكم التكيف مع بيانات جديدة في حكومة رشيدة، تأخذ برأي الأخوة الحميدة والقيادة الحكيمة في قم المجيدة، القادرة بفعل الفقه والفقيه أن تخرج الزير من البير وتنقذ الأعسر والضرير، فلماذا السخط والإنكار لما تخفيه لكم الأقدار، من عذاب يصيبكم وغياب عن الفعل ينوبكم، احفظوا الدرس واتعظوا من تجارب الأمس، قبل أن تقع الفاس بالراس، وحينها لا من شاف ولا مَن دري وتكونون آخر مَن علم وأول من افترى على أهله وأبناء جلدته وناسه.

باريس 29/07/
2008

خاص – صفحات سورية-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى