صفحات سورية

دير شبيغل تتحدث عن اختراق الموساد الإسرائيلي حاسوب مسؤول سوري والحصول على معلومات عن موقع ‘الكبر’ السوري

null
برلين ـ يو بي اي: ذكرت مجلة ‘دير شبيغل’ الألمانية ان الموساد الإسرائيلي استطاع عام 2006 اختراق حاسوب مسؤول سوري في لندن وجمع معلومات عن موقع ‘الكبر’ السوري الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية عام 2007 على أنه منشأة نووية. وقالت المجلة انها تحدثت إلى سياسيين وخبراء بينهم الرئيس بشار الأسد وكبير الخبراء الاستخباراتيين الإسرائيليين رونين بيرغمان ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي والخبير الأمريكي الشهير ديفيد ألبرايت.
وأضافت انها تحدثت إلى أفراد على اطلاع على الموضوع وافقوا على كشف ما لديهم من معلومات شرط عدم الكشف عن هوياتهم.
واستناداً إلى ما جمعته من معلومات قالت المجلة الألمانية ان موقع الكبر وضع على لائحة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية ‘الموساد’ منذ العام 2004 حين رصدت وكالة الاستخبارات الامريكية القومية خط اتصالات بين العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ ومنطقة الكبر السورية الصحراوية.
وأرسلت الوكالة الامريكية ملفاً بهذا الخصوص إلى وحدة الاستخبارات الإسرائيلية ‘8200’ المسؤولة عن عمليات الاستطلاع اللاسلكية والتي تثبت هوائيات على تلال قرب تل أبيب.
وأشارت المجلة إلى انه في نهاية العام 2006 قررت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية طلب المساعدة من البريطانيين، وتوجه وفد استخباراتي من تل أبيب ولدى وصوله إلى لندن كان مسؤول حكومي سوري رفيع المستوى قد حجز في فندق بضاحية كينسينغتون في لندن.
وكان هذا المسؤول يخضع لمراقبة الموساد وقد ترك حاسوبه الشخصي في غرفة الفندق بعد خروجه واستغل عملاء إسرائيليون الفرصة لتنزيل برنامج ‘حصان طروادة’ الذي ينشر فيروسا في الحاسوب وينسخ المعلومات الموجودة داخله.
وتابعت المجلة ان العملاء عثروا في القرص الصلب للحاسوب على خرائط هندسية ورسائل ومئات الصور التي تظهر موقع الكبر في المراحل المختلفة لبنائه بدءاً من العام 2002 وأخرى داخل الموقع والتي أظهرت أن هناك عملاً يجري على مواد انشطارية.
وقالت ‘دير شبيغل’ ان إحدى الصور أظهرت شخصاً آسيوياً يرتدي بنطالاً أزرق فضفاضاً ويقف بالقرب من شخص عربي، وتعرّف الموساد فوراً على الرجلين وهما تشون تشيبو وهو أحد الأعضاء الرائدين في البرنامج النووي الكوري الشمالي ويعتقد الخبراء انه المهندس الرئيسي وراء مفاعل يونغبيون الشهير للبلاتونيوم. والشخص الثاني هو إبراهيم عثمان مدير لجنة الطاقة الذرية السورية. وقد وضع الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في أقصى حالات التأهب ورفعت هذه المعلومات إلى رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت الذي طلب المزيد من المعلومات قبل التحرّك. ونقلت المجلة عن أمير فرشد إبراهيمي وهو منشق إيراني فر إلى برلين عام 2009 وكان عضواً سابقاً في الحرس الثوري الإيراني، ان مساعد وزير الدفاع الايراني السابق علي رضا أصغري الذي اختفى في تركيا في شباط (فبراير) 2007 قد انشق عن النظام الإيراني وفر من البلاد وسلم معلومات للموساد ووكالة الاستخبارات الامريكية المركزية تتعلق بموقع الكبر.
ونقل عن أصغري أن طهران تقوم ببناء مفاعل سري ثان إضافة إلى مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم في إشارة ربما إلى المفاعل الذي كشفت عنه إيران مؤخراً قرب قم. والأهم بحسب أصغري ان إيران تموّل مشروعاً نووياً سرياً في سورية بالتعاون مع الكوريين الشماليين.
وقال أصغري ان الكبر كان مفاعلاً مسانداً لمفاعل الماء الثقيل الذي يتم إنشاؤه قرب مدينة آراك الإيرانية المصمم لتوفير البلوتونيوم لبناء قنبلة إذا لم تنجح إيران في صناعة أسلحة من خلال اليورانيوم المخصّب. وأشارت المجلة إلى انه’على الرغم من انه قبل الغارة الإسرائيلية على موقع الكبر في 6 أيلول (سبتمبر) 2007 لم تتوصل الاستخبارات الإسرائيلية إلى نتيجة تفيد ان الكبر يشكّل خطراً وجودياً على إسرائيل، إلاّ ان أولمرت أصر على قصفه بعد أن حصل على ضوء أخضر من مستشار الأمن القومي الامريكي في تلك الفترة ستيفن هادلي.
وقالت المجلة انه بعد القصف اتصل أولمرت بنظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي كان وسيطا في المفاوضات غير المباشرة مع سورية وشرح له الوضع وطلب منه إبلاغ الأسد بأن إسرائيل لن تسمح ببناء مفاعل نووي ثان في سورية. وكشفت المجلة أيضاً ان العلاقات بين دمشق وطهران ساءت كثيراً في الأسابيع الماضية، ونقلت عن الاستخبارات الغربية ان القيادة الإيرانية تطالب سورية بإعادة شحنات اليورانيوم التي لم تعد تحتاجها سورية بعد أن تم تدمير برنامجها النووي.
ونقلت عن مصادر في دمشق انه نتيجة لهذا الوضع يفكر الأسد في اتخاذ خطوة سياسية حساسة، وأن الرئيس السوري كان أبلغ في اتصالات مع بيونغ يانغ انه يفكّر في الكشف عن برنامج بلاده النووي من دون الإشارة إلى التعاون مع الإيرانيين والكوريين الشماليين.

محام بعثي سوري: التحقيق في الاغتيالات التي حدثت في سورية من مهمة الأجهزة الأمنية.. وكل من يمس أمن سورية يقدم خدمة مجانية لإسرائيل
اعتبر محامي بعثي مقرب من السلطات الحاكمة في سورية؛ أن أجهزة الأمن السورية تتابع بدقة مجريات التحقيق في عمليات الاغتيال التي طالت عددا من الشخصيات الأمنية مثل رئيس اللجنة النووية السورية العميد محمد سليمان والمسؤول الأمني لحزب الله المهندس عماد مغنية، والتفجيرات التي استهدفت عددا من المواقع في دمشق، لكنه أشار إلى أن الجهات الأمنية تملك كل الحق في تقدير توقيت وحجم المعلومات التي يمكن أن تفصح عنها بشأن هذه العمليات.
وصف عضو حزب البعث الحاكم في سورية المحامي عمران الزعبي في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” المعلومات التي نشرتها صحيفة “دير شبيغل” عن عملية الاغتيال التي تعرض لها رئيس اللجنة النووية السورية العميد محمد سليمان، بأنها معلومات غير موثوقة، وقال: “بالنسبة للمسائل الأمنية من حجم اغتيال العميد محمد سليمان والمهندس عماد مغنية والتفجيرات التي استهدفت مواقع أمنية، هي كلها مسائل دقيقة حجم المعلومات فيها ضئيل للغاية لدينا كمتابعين، وهي بيد الجهات الأمنية المختصة التي تقدر وحدها الظرف وحجم المعلومات التي يمكن أن تكشفها. ومع ذلك أعتقد أن “دير شبيغل” هي مرجعية غير موثوق بها بالنسبة لهذه القضايا”.
ونفى الزعبي وجود رابط بين اغتيال العميد محمد سليمان والمهندس عماد مغنية والتفجيرات الأخرى التي شهدتها سورية، لكنه قال: “ليس بالضرورة أن يكون هناك رابط بين هذه الأحداث جميعا، لكن المؤكد أن كل من يستهدف أمن سورية هو بالضرورة يقدم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي. وللعلم فإن سورية لا تترك أمرا يحدث على أرضها إلا وتتابعه حتى النهاية”، على حد تعبيره.
وكانت صحيفة “الشروق المصرية قد نقلت في عددها الصادر اليوم الثلاثاء (3/11) عن مجلة “دير شبيغل” الألمانية في عددها أمس الإثنين (2/11) أن إسرائيل اغتالت العميد محمد سليمان رئيس اللجنة النووية السورية فى العام التالى لتدمير الطيران الحربى الإسرائيلى ما يردد مسئولون إسرائيليون أنها منشأة نووية سورية، وقالت: “في عام 2008 أطلق قناص من على سطح يخت فى مياه البحر المتوسط رصاصة من بندقية كاتمة للصوت على رئيس اللجنة النووية السورية بينما كان على الشاطئ، فأرداه قتيلا. وكانت دمشق قد أعلنت في آب (أغسطس) 2008 عن اغتيال العميد محمد سليمان (49 عاما)، بينما كان في منتجع سياحي بمدينة طرطوس على البحر المتوسط، مكتفية بتوصيفه بأنه “ضابط أمنى كبير”.
وأشارت الصحيفة إلى أن معلومات “دير شبيغل” جاءت ضمن تقرير عن كيفية تدمير إسرائيل قبل نحو عامين لمنشأة “الكبر” في سورية، حيث قالت “إن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) تمكن عام 2006 من سرقة معلومات من حاسوب آلى محمول تابع لشخصية سورية رفيعة المستوى يحتوى على مئات المستندات والصور المتعلقة بالمنشأة. وفى العام التالى، نجحت عناصر من القوات الإسرائيلية الخاصة فى التوغل داخل دمشق، والحصول على عينات من التربة، ثم تمكنت طائرات سلاح الجو الإسرائيلى عام 2007 من شل قدرة محطة ردار سورية، وقصف المنشأة وتدميرها كليا”.
خدمة قدس برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى