ميشيل كيلو

توضيح: لا علاقة بين الجنرال والمثقفين


            ميشيل كيلو

بلغني أن الرفيق رافي مادايان، إبن زوجة الشهيد الصديق جورج حاوي، قد قال في معرض تعليقه على التغييرات التي شهدتها الأجهزة الامنية السورية بعد نهاية المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث السوري إن اطاحة اللواء بهجت سليمان تعني غياب وجه إصلاحي من السلطة كان يحاور المثقفين السوريين من تيار ميشال كيلو.

 

هذه المعلومة عارية عن الصحة بنسبة مئة في المئة، ومع أن الرفيق رافي يوردها في سياق ودي، فمن الضروري نفيها مرة واحدة وإلى الأبد، لأن اللواء سليمان – وغيره من ألوية الأمن – لم يحاور المثقفين من نشطاء “ لجان إحياء المجتمع المدني” في أي يوم من الأيام، وإن كان صحيحا أنني ذهبت بصحبة زميلين سابقين من اللجان إلى مكتبه يوم 13 أيلول عام 2001، للاحتجاج على اعتقال زملائنا من نشطاء اللجان، وخاصة منهم الدكتورعارف دليلة والطبيب وليد البني، وبقية معتقلي ما صار يعرف بـ”ربيع دمشق”، وفي مقدمهم الرفيق رياض الترك، وأن الحديث دار في أجواء من الصراحة الجارحة وغير المعهودة بالنسبة إلى الأمن، وأنه انقسم إلى قسمين: واحد يشرح ما تريده اللجان وما فعلته. وآخر يبين فداحة ما أقدمت السلطة عليه من اعتقال وخطورته على البلد، مع ملاحظات حول وضع البلد، الذي قلت خلال الحديث إنه يطرح علينا جميعا خيارا من اثنين: إما أن نعتبر أنفسنا يوم 26 شباط 1982، عشية تدمير حماه بدلالاته الفظيعة بالنسبة إلى المجتمع السوري بمختلف أطيافه وتكويناته، وبالتالي فالمشكلة الرئيسة، التي تواجه البلد هي الأمن ولا داعي إذن للحديث عن الإصلاح والتغيير، أو أننا نعيش يوم 13 أيلول عام 2001، في زمن جديد، يواجه بلادنا بألف مشكلة، لكنه لا يواجهها بمشكلة أمنية، مما يفتح باب الحوار الوطني والمصالحة الوطنية وحل مشاكل البلد في إطار من الهدوء والتكامل. وذكّرته بأن من ذهبوا إلى السجون طائعين مختارين في زمن حافظ الأسد وسياسات القبضة الحديد والسلطة الأمنية القوية لا يخشون الذهاب إليها اليوم، في الزمن المختلف، قبل أن أؤكد على أهمية مشروع المعارضة باعتباره المشروع الوحيد الوطني والجدي المطروح على البلاد. وقد أيد الزميلان كلامي وأضافا عليه، واستمع الرجل بأدب وتفهم ورد بلباقة ووضوح، منكرا أن أجواء البلاد تحسنت بفضل نشاطنا وجهود المعارضة.

 

منذ ذلك اليوم وإلى اللحظة، لم ألتقِ باللواء سليمان، بناء على موعد أم بالمصادفة، ولم أحاوره أنا كما لم يحاوره أي واحد من زملاء وأصدقاء اللجان سواء في مكتبه أم خارجه، بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ولست أبالغ أو أتباهى إذا قلت إنني لن أعرفه لو رأيته في الطريق.

 

أما مصدر معلومة الرفيق العزيز رافي فقد يكون النظام أو أحد أتباعه داخل سوريا أو خارجها، ذلك أن هؤلاء دأبوا على نسج أكاذيب كثيرة حول علاقة تربط اللواء بالمثقفين، وبي شخصيا بصورة خاصة، حيث كتب أحدهم في باريس يقول بالحرف الواحد: ولا شك في أنك سترى رياض الترك أو ميشال كيلو خارجا من مكتب بهجت سليمان، إن مررت في جادة الخطيب. من الجلي أن هذه الكتابات هي جزء من سعي النظام إلى تشويه سمعة المعارضة والمعارضين.

 

أخيرا، تبذل المعارضة الديموقراطية دون جدوى حتى الآن جهودا صادقة لتحويل النظام السوري إلى نظام منفتح يحاور المجتمع والشعب ويتفاعل معهما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى