صفحات الجولان

غموض العظام البشرية في الجولان المحتل

null
موقع الجولان/ أيمن أبو جبل
كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن اكتشاف عظام بشرية في منطقة بيت الجمرك السورية المحتلة قرب جسر بنات النبي يعقوب، ربما تعود إلى هياكل عظمية لجنود سوريين استشهدوا في معارك حزيران عام 1967 في الجولان السوري المحتل. اكتشاف عظام بشرية في الجولان المحتل تحتل العناوين في الصحف الإسرائيلية في الفترة الأخيرة، حيث تبين بعد فحص العظام في معهد التشريح في ابو كبير ان جزء من هذه العظام يعود الى جنود سوريين او مدنيين سوريين قضوا أثناء وبعد المعارك التي شهدها الجولان المحتل في حزيران عام 1967، والاهتمام الإسرائيلي في تلك العظام يعود الى احتمال ان تكون  لجنود إسرائيليين ما زالوا مفقودين كمصير الجندي “غاي حيفر” ومجدي حلبي” اللذان اختفت أثارهما في الجولان  منذ سنوات عديدة، وما زال البحث جاريا عنهما، الا ان ضباط في الجيش الاسرائيلي بدأوا في الآونة الأخيرة يدلون بتصريحات ومعلومات عن أمور وإحداث جرت في حزيران عام 1967 على الجبهة السورية في الجولان المحتل، ما زالت إسرائيل تتكتم عليها وتتعامل معها بالسرية المطلقة نظرا لحساسيتها
وبعيدا عن الأضواء الإعلامية  واهتمامات الرأي العام الإسرائيلي يقول ضباط إسرائيليون سابقون شاركوا في حرب حزيران عام 1967 إن هناك إمكانية ان تكون هذه العظام البشرية تابعة لجنود إسرائيليين قتلوا أثناء وبعد حرب حزيران، الأمر الذي سببا إحراجا للجيش إسرائيلي ولقيادة المنطقة الشمالية بشكل خاص، ففي حزيران عام 1967 وبعد انتهاء المعارك وتراجع القوات السورية وخلال عمليات التمشيط وتنظيف القرى السورية من سكانها وإفراد الجيش السوري المنهزم، وقعت حادثة خطيرة في منطقة الجولان راح ضحيتها 11 جندي إسرائيلي، ما زال ذويهم يجهلون  حقيقة ما جري لأبنائهم ويأملون  ان يتم الإعلان عن حقيقة المصير الذي  انتهى بأولئك الجنود، بعد رفض الجيش الإسرائيلي ولمدة أكثر من 41  عاما الاعتراف  بحقيقة الحوادث التي وقعت أبان تلك الفترة، وتحديدا في 15 حزيران 1967 أيام قليلة بعد انتهاء الحرب. ويستعرض احد الضباط  السابقين في الجيش الإسرائيلي حادثة ذاك اليوم حيث يقول ”  تنفيذا لأوامر دافيد بن اليعزر،قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي تم إرسال جنود من فوج “د” من الكتيبة 13 التابعة لوحدة غولاني إلى  موقع  عسكري سوري بهدف تمشيطه والتحقق من عدم وجود جنود سوريين داخله، ومصادرة قطع السلاح والأجهزة التي بداخله”. بنحاس نوي  الملقب ” الوش” كان قائدا للوحدة قال في هذا الصدد ” لقد اعتقد دافيد بن اليعزر انه مع انتهاء المعارك سيتوجه العشرات من الإسرائيليين لزيارة الهضبة السورية للتفاخر بانجاز الجيش الإسرائيلي واحتلاله للهضبة بعد سنوات من العدوان السوري على مستوطنات الشمال، ومن  اجل تجنب  الحوادث والكوارث اصدر قرارا  لقوات الجيش الإسرائيلي، بتمشيط وتفتيش كل المواقع السورية التي تركها الجيش السوري ورائه”.  قائد الوحدة الوش  شكل قوة مؤلفة من 11 جندي إسرائيلي من وحدة غولاني بقيادة يعقوب دبير الذي يشغل اليوم القائم بأعمال السفير الإسرائيلي في كازاخستان،  الذي قال بعد اكتشاف العظام البشرية في الجولان لصحيفة معاريف الإسرائيلية:” انتهت القوة التي شكلتها من مهمتها بتنظيف وتمشيط المنطقة الواقعة شرقي منطقة بيت الجمرك، وكانت تستعد للعودة إلى قاعدتها ، وباللحظة الأخيرة  تلقينا أمرا بالتوجه إلى خندق سوري كانت قوة أخرى قد قامت بتمشيطه كما أكد لي شخصيا قائد اللواء الذي قال ان المكان امن ولا يشكل اي خطر، وبإمكان افراد  القوة التي اقودها الدخول الى الخندق السوري، وبطبيعة الحال فقد كنت مطمئنا بعد ان قال لي قائد اللواء ان المكان امن وتم فحصه.فأشرت لإفراد قوتي بالدخول  الى الخندق السوري وجمع ما تبقى من أسلحة وأجهزة تركها الجنود السوريين،  وبعد ان بداوا بدخول الخندق دوى صوت انفجار هائل  قادم من  داخل الخندق السوري، قضى الانفجار على كل أفراد القوة التي أقودها”
الضابط بنحاس نوي ” الوش” يستعيد ذكرياته أمام صحيفة معاريف ويقول”  أنا شخصيا أصدرت أوامري الصارمة بان يأتي خبير متفجرات  وعبوات ناسفة ليتفحص المكان ويتأكد من خلوه من أي  أفخاخ وألغام عسكرية، على مايبدو ان الخبير لم يصل ودخل أفراد القوة إلى الكمين السوري ، اعتقد ان السوريين  وضعوا مكائد والغام داخل مواقعهم التي انسحبوا منها، وفي هذه الحادثة فان كمية المتفجرات التي كانت داخل الخندق تتجاوز 7 اطنان لهذا لم  تتبق اي اثار للجنود الإسرائيليين ”

.الجيش الاسرائيلي .. ببساطة تجاهل
اهالي الجنود الاسرائيليين ما زالوا يوجهون أصابع الاتهام إلى الجيش الإسرائيلي في عدم اتخاذه كافة الإجراءات الأمنية للحفاظ على سلامة ابنائهم، ويتهمون الجيش في انه لم يفعل ما كان عليه ان يفعل من اجل جمع أشلاء أبنائهم بعد الانفجار، ويقول احد أهالي الجنود” ان اهتمام الجيش في تلك الفترة كان منصبا على التكتم والتستر  على الحادثة، وما قدمه الجيش لنا بطانية واحدة تحتوي على اشلاء 11 جندي تم دفنهم في قبر جماعي في المقبرة العسكرية في مدينة نهاريا. وحتى أثناء الحادثة لم يتجرأ أحدا من قيادة الجيش بإبلاغ العائلات الثكلى وإنما عرفت جميعها  عن الحادثة من خلال الأخبار المقتضبة التي تناقلها الناس،ووصل الاستهتار بأفراد العائلات الثكلى ان قيادة الجيش أبلغتنا ان الجنود الموتى قد تم دفنهم في قبر جماعي دون ان يوجهوا الدعوة لذويهم بحضور  طقوس الدفن، إلا بعد مرور اشهر حيث تم دعوة الأهالي الى طقوس الدفن دون اي يكون هناك اي جثث او اي علامات مؤكدة تدل على أبنائنا.
بعد أكثر من أربعين عاما على الحادثة يطالب اهالي الجنود الاسرائيلين سلطات الجيش ببذل المزيد من الجهد والبحث  والدقة في تحديد هوية  العظام البشرية التي  يتم الكشف عنها بين الحين والأخر في الجولان، على امل ان يستطيعوا التأكد ان لديهم قبرا لأبنائهم يزورونه كل عام…
ما يثير الذكريات المؤلمة  لأهالي الجنود القتلى هو استمرار إيجاد عظام بشرية في منطقة سيطرت عليها إسرائيل قبل اكثر من أربعين عاما، ولربما  تكون هذه العظام لإحد الجنود الاسرائيلين دون أن يدري أصحابها…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى