صفحات الشعر

قصائد: تشارلز سيميك

null
ترجمة سنان أنطون
إلى القاريء

ألا تسمعني
أضربُ جداركَ
برأسي؟
طبعاً تسمعني
فلماذا
لا تجيبني؟
أضرب برأسك
جهتك من الجدار
وآنسني

العمل والرأسمالية

نعومة فراش الفندق هذا
الذي نمنا عليه
تؤكّد لي بشكل مقنع
تفوّق الرأسمالية
أتخيل العمال سعداء اليوم
في معمل المراتب
فاليوم الأحد وهم، مثلنا،
يعملون ساعات إضافية بلا أجر
مع ذلك، فالطريقة التي تفتحين ساقيك بها
وتمدين يدك نحوي
تجعلني أفكر بالثورة
برايات حمراء وحشود تندفع
يعتلي أحد ما صندوقاً ليخطبَ
وبينما تحيط النيران بالقصر
يظهر الأمير المسنّ في الشرفة
ويخطو نحو موته

أيتام الأبديّة
كنّا نمشي، أنا وأنت، ذات ليلة
كان القمر لامعاً
حتى أننا كنا نبصر طريقنا تحت الأشجار
ثم جاءت الغيوم وخبّأته
فاضطررنا لتحسس طريقنا في العتمة
حتى شعرنا بالرمل تحت أقدامنا الحافية
وسمعنا الأمواج تصطفق
أتذكرين كيف قلتِ لي:
”كل شيء خارج هذه اللحظة كذب“؟
كنّا نتعرّي في الظلام
عند حافة الماء

حين نزعتُ ساعتي عن معصمي
ودون أن تريني أو أن أجيب بشيء
ألقيت بها في البحر

في دكان الخردة

سلّة صغيرة من القش
مليئة بأوسمة
من حروب قديمة
لا يتذكرها أحد
قلّبت واحداً منها
لألمس الدبوس
الذي اخترق ذات يوم
صدر البطل المنتفخ

إلى الضجر

أنا طفلُ آحادِك الماطرة
راقبتُ الوقْتَ يزحف
كذبابة مجروحة
على السقف
اليوم الواحد يدوم إلى الأبد
في عجن كريات الخبز
أو بانتظار أن يتحرّك غصن
على شجرة عارية
الصمت يصبح أعمق
والسماء أغمق
بينما جدتي تحوك
من كرة صوف أسود
هكذا هي الجنّة
يجلس الملائكة كأطفال ضجرين
في صفوف الأبدية
ورؤوسهم مطأطأة

متقمّص الحيطان البيضاء

حتى عندما كنتَ طفلاً
كنت تحاول أن تكون لامرئياً
عندما يحين وقت العشاء
كنت تختبيء تحت السرير
وتدعهم يبحثون عنك
في كل مكان
في المدرسة أحببتَ المحّايات
أكثر من الأقلام
الغرف الخاوية في الغروب
كانت تعني أكثر بالنسبة لك
من الذهاب لمشاهدة الأفلام
كانت صديقتك تنتظر في المتنزه
بينما كنت أنت تجلس في المطبخ
تقص رأسك ورقبتك
من صور العائلة القديمة
كي تعطي نفسك ثانية
مظهرك في الأماسي المثلجة
وأنت تعود إلى والديك
بشعر وحواجب بيضاء

* من مجموعة That Little Something الصادرة عام 2008 عن دار هاركورت.
** تشارلز سيميك 1939 بلغراد) من أهم الشعراء الأمريكيين. هاجر عام 1954 إلى الولايات المتحدة. نشر عشرات المجموعات الشعرية والمقالات والترجمات من الشعر الفرنسي والصربي والكرواتي والسلوفيني . أستاذ في جامعة نيوهامبشير منذ عام 1973 حاز على جائزة بوليتزر عام 1990 وعلى جائزة والاس ستيفنز عام 2007
سنان أنطون شاعر وروائي عراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى