صفحات الحوارلافا خالد

حوار مع الإعلامي التونسي غسان بن جدو

null

سأترك الجزيرة وأتفرغ للسياسة !!!

لافا خالد – ثناء الكردي

بن جدو اسم متميز في مشهد إعلامي هو مميز أيضا بسلبياته وإيجابياته , أشد ما يلفت أي شخص يعرفه عن قرب هو تواضعه الشديد كذلك جمهوره العريض جدا , حينما علمنا بوجوده في دمشق لم نترك فرصة للوصول إليه ,وبعد عدة اتصالات بعضها دولية تمكنا الحديث معه مباشرة ,
طرحنا فكرة أن نجري حوارا خاصا حول ملفات متعددة قبل الموضوع دونما مناقشة وهو دعانا كي نحضر معه كيفية الإعداد لبرنامجه وهو مكسب لنا كصحفيين شباب , إنه غسان بن جدو سنحاوره .. سنكلمه بهمومنا كشباب … سنطرح عليه أسئلة كثيرة حينما التقيناه في المتحف الوطني وهو يصور البرنامج قلت له أستاذي أنا سعيدة لأني التقيت بك و سأحاورك , ليجيب أنا اشد سرورا بوجودكم ثقي أنا متواضع أكثر مما أنا عليه الآن أيضا , قدرنا انشغاله ووقته المزدحم بالمواعيد وفور انتهاء برنامجه كانت الأسئلة القليلة التالية في زحمة تساؤلات أخرى كثيرة كان الوقت سببا في أن نتركها لفرصة أخرى, في الملفات التالية نحاور غسان بن جدو في قضايا كثيرة نبدأها بالتالي :

فليكن الحديث حيث البدايات في تجربتك المهنية , عملت مع مؤسسات إعلامية مطبوعة ومسموعة ومرئية أي تجربة تركت بصمتها في مسيرتك وأيها تفضل حالياً؟

ج:أنا لم ادرس الصحافة , بالأساس أنا خريج كلية الآداب علم اجتماع واقتصاد سياسي دولي ولكني كنت اتعاطى الصحافة بحكم الهواية ليس أكثر وبحكم حبي للكتابة في مراحل مبكرة من عمري استهواني العمل خاصة إنني وجدت المنبر الذي يهتم بما عندي كما انتم في الجزيرة توك الآن , فكنت اعبر عن رأي وقناعاتي وقتذاك وبدأت عملي كباحث ولم أكن أفكر بالصحافة كمهنة بمعنى أن تصبح الصحافة مصدر رزقي في لقمة عيشي لكن الذي حصل إنني تواصلت بالكتابة مع صحف ومجلات متعددة وهكذا نضجت الموهبة فتحولت لمهنة ربما التجارب الإعلامية الأربعة التي خضتها وهي تجربتي في جريدة الحياة وتجربتي في هيئة الإذاعة البريطانية وعملي كرئيس تحرير مجلة شؤون دولية في المعهد العربي للدراسات الدولية في واشنطن وتجربتي الحالية في قناة الجزيرة هذه المحطات الأربعة الأساسية كلها كانت ايجابية في حياتي ومؤثرة

أين وجدت نفسك أكثر؟

ج: في التجارب المختلفة وجدت نفسي اعمل بمهنية وأتطور شيئا فشيئا ولا شك إن الكتابة لها نكهتها الخاصة المميزة فهي تحتاج عمقا وتأنيا ثم الذي يكتب يبقى ويوثق ويدون وبصمته اشد بقاء, بينما العمل التلفزيوني والإذاعي أكثر تأثيرا أنا حينما عملت في هيئة الإذاعة البريطانية كانت تلك المرحلة اشد مراحل الهيئة عملا وتأثيرا مكنتني العمل في مجالات أخرى كثيرة وساعدتني التحرك ميدانيا فعملت في مناطق نزاع كانت مهمة عالميا واستطيع القول أن هيئة الإذاعة البريطانية هي من أبرزتني للساحة الإعلامية وأنا ما أحاول أن أقوم به من عملي في مجال التلفزيون أن أوفق بين ما اعتبره ضرورة من عمق في الكتابة وعمق في الإعلان وبين الحرفية والمهنية التي تعتمد الصوت والصورة والعمل الميداني هذا ما أحاول التوفيق فيه سواء عندما كنت مراسلا أو أنا الآن كمعد للبرامج

أي وسيلة أنضجت تجربتك الإعلامية أكثر؟

كل وسيلة إعلام عملت معها كانت بنت مرحلتها في نهاية الأمر , ففي نهاية الثمانينات وبداية التسعينات كنت في الصحافة المكتوبة ووقت ذاك كانت الصحافة المكتوبة هي الملكة المتوجة على عرش الإعلام في العالم العربي خصوصا , وعندما انضممت لهيئة الإذاعة البريطانية بقيت في الصحافة المكتوبة وهي أيضا كانت تجربة مؤثرة وحينما بدأ عمل الفضائيات وبخاصة في المشهد الإعلامي العربي انضممت لفضائية الجزيرة ومنها كانت بداية العمل الإعلامي العربي الفضائي ومنها كانت تجربتي التي أفادتني ولا تزال وخيرت في وقت معين بين العمل في صحيفة الحياة وهيئة الإذاعة البريطانية والجزيرة اخترت الفضائية لأني اعتبر قناة الجزيرة هي المؤثر الفاعل الآن والأشد قدرة في بلورة رأي عام واحد حول مختلف القضايا التي بتنا نعيشها لحظة لحظة بالإضافة لمهنية الجزيرة العالية ولا أخفيك إنني اعتبر نفسي محظوظا عندما اعمل في هذه الوسائل الهامة أنا متيقن أن ثمة رعاية إلهية أوصلتني لهذه المنابر المهمة

متى تتوقع نهاية لعملك في فضائية الجزيرة ؟

ج: طبعا نعم أتصور ذلك, أكيد سيأتي يوم وينتهي عملي واترك قناة الجزيرة لأتفرغ لوسيلة إعلام أخرى أو مجال آخر

بعني يوجد مشروع بديل ؟

ج: لا.. لا يوجد مشروع لكن ثمة عروض كثيرة ولا تزال ولكني اعتقد انه سيأتي يوم واترك قناة الجزيرة للتفرغ لشيء آخر ربما أتفرغ للشأن العام أو للسياسة أنا الآن ناشط في المجتمع المدني لكني ربما أتفرغ لمجال غير الإعلام نهائيا

أفصح لنا أكثر عن مشروعك المستقبلي.

ج: هناك رؤية لكنني حتى الآن أفضل البقاء إعلاميا لكن هناك رؤية جدية للانتقال للعمل السياسي

في أي دولة عربية ستمارس نشاطك السياسي المستقبلي فيما لو تم؟

ج: إذا كنا سنتحدث عن الأقطار فانا لأني احمل الجنسيتين اللبنانية والتونسية فانا مهتم بوضع تونس ولبنان وانطلق منها لا تحدث عن الشأن السياسي العربي

الجزيرة توك : بماذا تنفرد بيروت عن العواصم العربية في هامش الحريات ؟

ج: الآن تقصدين أم بشكل عام

بشكل عام

ج: بشكل عام بيروت منذ عقود طويلة هي مركز أساسي في البلاد العربية في العمل الإعلامي المحترف والراقي وللحريات السياسية والإعلامية الكبرى أيضا, كانت بيروت حقا بوابة للبلاد العربية وأنضجت تجارب إعلامية مؤثرة وخرّجت إعلاميين كبار والبيئة الثقافية والسياسية اللبنانية هي التي تدفع هذا العمل الإعلامي ليكون متميزا

في الفترة الأخيرة بسبب الأزمات السياسية الطاحنة الموجودة هناك في لبنان وجهان لهذه الحرية:

وجه ايجابي ووجه آخر سلبي مؤسف ودعيني أعلن بلا تحفظ أن أهم وجه ايجابي موجود هناك في لبنان هو ما يتعلق بالمقاومة ضد إسرائيل وأنا اعتقد انه الوجه الناصع ل لبنان وينبغي أن يفتخر به الجميع وهناك وجه ايجابي آخر أن هناك صراع سياسي حقيقي في لبنان يعني هناك حريات وديمقراطيات

بينما الجانب السلبي الخطير هو بلوغ ما أتحدث عنه درجة من الاحتقان محيرة, ودرجة من الانفلات مذهلة ,وتلامس الإجرام بعينه, وثمة خطاب سياسي منحط لأقصى درجة يستبطن الشتيمة ويعلنها في كثير من الأحيان انه خطاب يعلن التجريح واستهداف الذوات واستهداف الناس , هناك خوف حقيقي أن تصل الأمور لدرجة العنف , هناك عنف سياسي حقيقي , هناك تحريض طائفي ومذهبي مقيت وأنا احمّل المسؤولية مباشرة وبلا تحفظ إلى عدد من رجال الدين المسئولين عن هذا التحريض وهذه الفتنة التي تستهدف المسلمين سنة وشيعة وتثير الحساسيات عند المسيحيين كل ذلك أمر خطير نلامس تبعاته السلبية في الشارع اللبناني المحتقن وفي الوقت نفسه هناك رغبة حقيقية في تجاوز كل ذلك , ولكنه خطر كبير على لبنان والفتنة الطائفية من اشد النقاط الكبرى التي تستهدف لبنان أولا وأخيرا

استهلكوا المهنة ولكن ؟

انتقل مكتب الجزيرة الإقليمي من طهران إلى بيروت , ما سر هذا التحول في نقل مكتبكم من طهران ؟ ولما اختارت إدارة الجزيرة بيروت حصرا ؟

ج: ما يتعلق بإيران لاشك إن إيران مركز مهم جدا وفي الحقيقة عندما ذهبت إلى إيران واهتمامي البحثي بإيران هو ما ساعد على نسج علاقات جيدة وبالتالي كانت الأرضية ممهدة لأعمل كصحفي هناك , وهيئة الإذاعة البريطانية هي التي عينتني في طهران قبل أن اعمل في الحياة والجزيرة والذي حصل حينما بدأت ببرنامج حوار مفتوح كنت مضطرا للسفر كل أسبوع ولمدة عام ونصف وأنا أسافر كل أسبوع وأصبح الأمر منهكا فقررت أن استقر في بلد آخر ففضلت بيروت .

يعني سبب اختيارك بيروت هو منك أنت؟ وليس من إدارة الجزيرة ؟

ج:

أنا معين مدير مكتب الجزيرة في بيروت منذ العام 2000 لكني ذهبت إلى بيروت وقت ذاك كنت أريد أن استلم المكتب ولمعوقات كثيرة تركت بيروت ولكن بقي قرار تعييني كمدير مكتب ساريا إلى أن قررت أن اذهب فكان الأمر ( موجب )

الجزية توك : هل ترى إن مهنة الصحافة أتعبتك ؟

ج: الذي يتعبني هو الاستهلاك اليومي للعمل الصحفي , والاهتمام اليومي بالتفاصيل والقضايا , هذا أصبح مرهقا لي بشكل كبير ولم يعد يستهويني ؟

قضايا حساسة ورقابة بلا قيود

هل تعاني من قيود في تصوير برنامجك كونك تنتقل من دولة لأخرى وكل دولة يختلف سقف الحريات عن مثيلتها ؟ هل عانيت هذه القيود وكيف كنتم تتصرفون ؟

ج: إن كنت تلاحظين برنامج حوار مفتوح هو برنامج بلا ديكور هو حوار مفتوح بالكامل ؟

كل أسبوع انتقل من مكان لآخر فالمشاهد ينتقل معي من مكان إلى مكان لكن لا ديكور ثابت ولا موضوع ثابت ولا صيغة ثابتة , فانا في كل أسبوع أتطور , مرة مع جمهور ومرة بلا جمهور , مرة مع غناء ومرة بلا غناء , مرة في الهواء الطلق , ومرة داخل القاعات , هذا جزء من أسرار حوار مفتوح ويجعله مستمرا أو يلقى صدى بين مختلف الشرائح , وهذا الأمر فيه جزء من العمل لأنك في النهاية كل أسبوع تفكر في مكان آخر وبطريقة أخرى وبهوية أخرى كل أسبوع هو حالنا في التنقل والأمر ليس مرهقا لي وحدي بل للفريق التقني الذي يعمل معي بطبيعة الحال , المسألة الأخرى هي أني انتقل كثيرا , فبرنامج حوار مفتوح في الجزيرة هو أكثر برنامج يسافر وينتقل حتى الترويج الدعائي له , هو برنامج جذب العالم من اليابان إلى الصين إلى ماليزيا إلى البرازيل إلى أمريكا إلى أفريقيا يجوب العالم وأنا راض عن هذا الأمر ( هو فيه تعب ) لكن أنا راض فيما يتعلق بالقيود نعم هناك بعض الأقطار التي لا تستطيع أن تقدم فيها برامج إما لأنها تفرض قيودا بالأساس على قناة الجزيرة وهم أصلا لا يفتحون شيئا للجزيرة وإما لأنهم لا يستطيعون تحمل برنامج يكون حرا بشكل كامل وهذا لا ينسحب على برنامج حوار مفتوح بل على بقية البرامج الموجودة في الجزيرة ؟

الجزيرة والدول العربية عمالة لمن ؟

هل تستطيع اعتبار سوريا من الدول التي تقيد عملكم بأطروحات أمنية معينة ؟

ج: سوريا مررنا فيها بثلاث مراحل : مرحلة كانت فيه العلاقات سيئة جدا بين الجزيرة وبين دمشق , ثم تحسنت العلاقات , وبدأت علاقات طبيعية ولكن فيها جذر , الآن العلاقات طبيعة جدا بين الطرفين ونحن نعمل بشكل عادي وطبيعي .

الجزيرة توك : العديد من الدول العربية خونت الجزيرة حين انطلاقتها وسوريا كانت إحدى الدول

الجزيرة توك :الآن ثمة أسئلة تثير استفسارات كثيرة حول سر التحول الكبير , هل قدمت الجزيرة لسوريا تنازلات كما تقول بعض الأطراف في المعارضة السورية ما الحقيقة في التحول الكبير ؟

ج: نعم سوريا خونت قناة الجزيرة , وهذه كانت المرحلة الأولى أي مرحلة القطيعة التي تحدثت عنها وليس سوريا فقط بل كان معها عدد من الدول بسبب إن الجزيرة انطلقت بقوة وبجرأة رهيبة جدا لم يتصورها احد , ونفس الخطاب كان في سوريا ومصر والكويت والسعودية ودول خليجية أخرى يعني معظم الدول … 95 % من البلدان العربية كانت تنظر إلينا بسلبية بالغة وتخوننا وتشكك فينا فإما نحن صنيعة CIAأو صنيعة ( الموساد ) ومن ثم اتهمنا بالعمالة ل بن لادن وصدام , حتى اقتنع هؤلاء بواحدة من الاثنتين إما الجزيرة ليست هذه فلا عميلة ولا صنيعة أي جهاز مخابرات في العالم أو إنها قوية ومؤثرة أمر واقع

هناك وجهة نظر أخرى : هي أن قناة الجزيرة بات لونها عروبيا بحتا , يقال أنها تصحح خطئها في حرب العراق فالإعلام ساهم باندلاع تلك الحرب بشكل أو بآخر , وبما إن سوريا تعيش وضعا قلقا فالجزيرة لن تكرر الخطيئة معها كما فعلت مع نظام العراق هذا السؤال يكرره الكثيرون من أقطاب المعارضة في تفسير التحول بين علاقة الجزيرة ودمشق ماذا تقول في ذلك ؟

ج: أظن إن ما تفضلت به بالجانب العروبي دعيني أقول لك إن الجزيرة تعتمد على عدة ثوابت لديها ,أولا تنقل الواقع كما هو لا كما يريده هذا أو ذاك , ثانيا هي منحازة للناس وهذا ليس خافيا , منحازة لهم ضد الديكتاتورية , منحازة لهم ضد الفقر والتخلف منحازة للناس , منحازة للناس ضد الاحتلال وهذه القضية الأخيرة التي أتحدث عنها , نحن نعم ضد الاحتلال ايا كان وضد تسلط أي جهة أجنبية علينا وهذه النقطة بالتحديد هي أكثر نقاط الالتقاء بين سوريا وقناة الجزيرة

لكن هذا الالتقاء لم يكن موجود بل كان غائبا

ج: انظري… عندما يعتقل أناس في دمشق ألا تتحدث عنهم الجزيرة …؟ وهي تستضيف معارضين , ما الجديد ؟ في السابق السلطات السورية لم تكن تتقبل هذا النمط فبمجرد الاتصال بمعارض واستضافة شخص كانت تعتبره حربا عليها والآن السلطات السورية تعتبر الأمر طبيعي وعادي

لسنا الوحيدون لكننا الأفضل منافسة !

الجزيرة توك : في المشهد الإعلامي اليوم من من ينافس فضائية الجزيرة ؟ هل تعتبرون فضائية العربية منافسا فاعلا لها ؟

ج: اعتقد أن عدد كبير من القنوات العربية تنافس قناة الجزيرة والسؤال هل تنجح منافستها أم لا …؟ نعم العربية تنافس الجزيرة …LBC تنافس الجزيرة … المنار تنافس الجزيرة … كل قنوات العالم العربي تنافس الجزيرة …

الجزيرة توك : ثمة غياب تام لأي تبادل إعلامي ومعرفي بين فضائية الجزيرة والعربية لم هذه القطيعة ؟ كيف تقييم العلاقة الإعلامية بين العربية والجزيرة وهما أقوى مؤسستين إعلاميتين موجودتين على الساحة الإعلامية العربية ؟

ج: على المستوى الشخصي لا أرضى عن أية قطيعة بين الجزيرة وبين أي وسيلة إعلامية أخرى , لا ارضي شخصيا عن أي تباعد وعن العلاقة مع فضائية العربية فلست راضيا عن أي قطيعة بيننا وبين فضائية العربية , أنا مع التعاون والتعاطي بشكل طبيعي , أظن أننا في الجزيرة ليست لدينا مشكلة في التعاون ولكن ماذا يعني التعاون في النهاية ؟ المهم في الأمر أن تكون هناك علاقات طبيعية وعادية , دعيني أقول لك وبصراحة : إن هناك تباين في النهج الإعلامي , في الهوية الإعلامية بين قناتي الجزيرة والعربية … نعم هناك تباين وهناك اختلاف وبتصوري الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية أما من الأفضل فهذا شأن آخر لكن هناك تباين

النمطية والتكرار في مشهد إعلامي عربي متشابه

ما رأيك بالنمطية والتكرار في الفضائيات العربية ومنها الجزيرة ؟ ألا يتشابه حوار مفتوح مع حوار العرب مثلا, هنا روافد وهناك اشراقات أمثلة كثيرة عن أوجه النمطية ؟ ما رأيك بهذه الصورة ألا تفقد مؤسسات كبيرة ومنها الجزيرة بعضا من بريقها ؟

ج: دعيني أقول أن حوار مفتوح كان قبل كل البرامج التي باتت تتشابه معها في الطرح وحتى في الاسم تقريبا أليس صحيحا ذلك أم لا ؟ برنامجي يقدم كل أسبوع بطريقة مختلفة وبهوية مختلفة .. وديكور مختلف .. لكن غيرنا ثابت في طرحه وطريقة تقديمه واعتقد هو ثابت على البرامج التي ذكرت , بالنسبة لسؤالك حول النمطية والتكرار نعم هناك نمطية , هناك تجمد , لكن هناك برامج لا تزال حية ومؤثرة وخارجة عن إطار التكرار والتشابه , على سبيل المثال الاتجاه المعاكس في الجزيرة هو برنامج ثابت لكنه من البرامج الناجحة بل من انجح البرامج في العالم العربي

بالرغم من الضجيج المثار حول الاتجاه المعاكس هل تراه حقا ناجحا ؟

ج: نعم بالرغم من كل الضجيج المثار حوله أو الذي يثيره البرنامج , لكنه برنامج ناجح جدا

ما سقف الحرية المحدد لكم من قبل قناة الجزيرة ؟

ج: الحرية .. هناك حرية كبرى وضخمة جدا نتمتع بها داخل قناة الجزيرة , دعيني أقول لك شيئا … احتضان الناس لقناة الجزيرة ساعدنا أمام الضغوط الكبرى التي كنا نواجهها ونعانيها أمام جبروت أنظمة كثيرة , احتضان الناس كان عاملا أساسيا لنا ولولا هذا الأمر لكانت الأنظمة سلطت سيف رقابتها علينا أكثر مما هو عليه الآن .

يقال إن فضائية الجزيرة تعاني خللا كبيرا من الداخل , ثمة صراعات بين كوادرها , ومحسوبيات دخلت على الخط فأي مذيع أو أي مراسل أو كادر آخر سيصطحب للعمل معه في الفضائية ابن أخته أو ابن عمه أو زوجته ما رأيك بذلك ؟

ج: قناة الجزيرة مؤسسة وفي النهاية نحن لسنا ملائكة نحن بشر نخطئ ونصيب هناك إشكالات داخل القناة واتفق مع ما ذكرتيه ولكن لتحصلي على جواب شاف اسألي هذا السؤال لمن هم في الدوحة سيحدثونك أكثر عن هذه المسالة أنا خارج الدوحة , لكن أنا كشخص إن كان لدي ملاحظات ولدي ملاحظات جدية طبعا داخل القناة فأنا أذكرها فقط داخل قناة الجزيرة , حتى هذه اللحظة لست مستعدا أن أتحدث عما يجري داخل القناة واقصد الجوانب السلبية طبعا , وثقي حتى عندما اترك قناة الجزيرة لن أتحدث عنها بسؤ هذا قراري

لكن زملاء آخرين لك بعد أن تركوا القناة تحدثوا وبعلانية عن أشياء كثيرة تخص فضائية الجزيرة وتعرفهم بالتأكيد

ج: هم أحرار أن يتحدثوا بما يشاءون لكن أنا أتحدث عن نفسي , داخل قناة الجزيرة عندي ملاحظات جدية وكثيرة ولكن لن اذكرها خارج القناة واكرر حتى لو تركت الجزيرة ذات يوم لن أتحدث عنها بسوء

هذه أخلاق شخصية أم أخلاق المهنة ؟

ج: لم اذكر يوم أي مؤسسة إعلامية عملت معها بسوء , لم اذكر صحيفة الحياة بسوء .. لم أتحدث عن هيئة الإذاعة البريطانية مع إن لي ملاحظات على كل وسيلة

بن جدو : لست من أنصار الشباب وحدهم

ماذا عن الشباب ؟ برأيك أين يمكن أن يجد نفسه في ظل تهميش الحكومات له في ظل بطالة وغزو ثقافي سلبي مؤثر

ج: أنا من أنصار التوجه للإنسان العربي كإنسان سواء كان شابا أم امرأة أنا لم أكن ( بصراحة ) من أنصار للنساء فقط بالرغم من أهمية البرنامج , لكن لا داعي أن يكون هناك برنامج للنساء فقط نحن نتحدث عن أزمة إنسان في العالم العربي عموما الآن مثلاً حينما تتحدثين عن قضية الحرية فقضية الحرية لاتعني فئة معينة , يجب أن تعني الشباب والنساء وكل الفئات , وعندما تتحدثين عن قضية التنمية وعن الديمقراطية وعن الإصلاح وعن التربية والتعليم عن كل هذه المسائل وعن الانتفاضة والمقاومة هذه القضايا تعني الجميع بدون استثناء والشباب هو جزء أساسي ومحوره الأساس , وأنا حينما اخصص شيئا للشباب ماذا يعني هذا ؟ يعني عندما أتحدث أن الشباب واجب على الجميع أن يوفر له مختلف الاحتياجات ولكن يعني ذلك أن نوفر الاحتياجات لمختلف الفئات , أنا من أنصار توجه الرسالة لكل إنسان عربي

الجامعات تخرج سنويا مئات الإعلاميين ولكنهم لا يجدون المنابر , ألا يستحقون اهتماما من مختلف الوسائل الإعلامية ومنها الجزيرة مثلا؟

ج: الشباب الإعلامي مهمشون حقا .. نعم الجزيرة أصبحت مدرسة وحق لهؤلاء الشباب الإعلاميين أن يجدوا جزء من الاهتمام داخل القناة وأظن أن اليسير منه موجود ولكن حق كبير لهؤلاء على قناة الجزيرة أن تهتم بهم أكثر

وجهة نظر في الجزيرة توك

هل تتابع موقع الجزيرة توك ؟ ما رأيك بهذا المشروع ؟

ج: هذا الموقع يحمل اسم الجزيرة وطالما حمل اسمه فعلى الجزيرة أن تتحمل مسؤولية أي شيء فيه ثمة من كتبوا بسطحية وهاجموا زملاء آخرين ليس في كتابتهم ما يشير إلى أية مهنية أو علاقة بالصحافة وفي حال خلل ما ستتحمل الجزيرة وحدها التبعات بالإشارة لو قام نفس المراسل بهذه الأشياء في مكان آخر فلا اعتراض هو وشأنه وأخلاق المهنة عنده وبما لأنهم يحملون اسم الجزيرة فعليهم التقيد بأشياء معينة

ثانيا : هذا المنبر فلسفته جميلة وهي أنها تسمح للناس أن يعبروا عن ذواتهم ولكن على منبركم الحذر من أن يكتب أي احد أي شيء فالكلمة مسؤولية وعليها تبعات ونحن حينما نترك الباب مفتوحا هكذا دونما ضوابط فإننا نشيع ثقافة اللاضوابط والانفلات , أنا مع الحرية الكاملة ولكن حرية بلا تطاول وجرأة بلا وقاحة , هو ذا الذي يجب أن يبحث عنه جميعنا

ولكن الآراء التي تنشر في الموقع لا تعبر عن رأي الموقع نفسه أولا ولا عن الجزيرة ككل وفكرة الجزيرة توك هو تواصل الشباب العالمي بمهنية وموضوعية لطرح ونقل ما عندهم من آراء متعددة ومعاناة مختلفة :

ج: اعرف ذلك , ولكن لأنكم أحرار عليكم التزام ضوابط اشد من المتبعة في تقديم التقارير التي تقدمونها واخص الذكر عدم انتهاج أسلوب النقد لغرض النقد , ثمة أقلام تكتب بتميز وثمة أقلام تتطرق لمواضيع حساسة ومهمة, مثلا تم التطرق لقضايا تخص تنظيم القاعدة أو مثلما حدث من تهديد لمذيعة العربية وهي زميلة لنا ,يكتب كل مراسل بسجيته نعم ولكن هذه المواقف محسوبة مثلا أيضا ما حدث في الضاحية وتجمع بضعة أشخاص وحرق الدواليب بشكل اعتباطي وهذا الاحتجاج حدث كما أشرت بسجية مرة ولكن بتكرارها تحول لشيء منظم فأثارت مشاكل وردود أفعال لم يحمد عقباها ونفس الأمر ينطبق على هكذا مدونات المراسل سيكتب على سجيته مرة واثنتين وعشرة ومن ثم سيتحول لشيء منظم سيؤثر على مصداقيتكم وسيثير أشياء كثيرة فيما بعد وفيما لو تركتم المجال لأي أحد يكتب فيما يشاء دونما ضوابط

هل أوصلت رأيك حول الجزيرة توك للإدارة في القناة أو للعاملين في التوك نفسها ؟

ج: لا لا .. أنا أحيانا ألاحظ هذه الأمور وأتابعها , الفكرة الجميلة في الجزيرة توك هي إنهم شباب وصبايا يستحقون كل الاهتمام والجزيرة توك انفردت بهذا السبق في وقت تأخرت الفضائية في هذه الخطوة وحقيقة إن مجتمع الجزيرة توك لا مؤطرين ولا مقولبين يتكلمون بشكل طبيعي وجميل بالرغم من بعض التحفظات التي ذكرتها ,كنت أقول أنها تأتي بناس عاديين ليعبروا عن رأيهم ولكن من الضروري وجود ثقافة صحفية معينة وحرية تعبير حتى بعدين الفكرة ما تفوت بالحيط هذه وجهة نظري

ما البديل في رأيك ؟

ج: تنبيه فقط لا غير… فالجزيرة توك موقع جميل فقط لابد من لفت انتباه الناس الذين يعملون فيها وإن المشروع سيتطور وإنه سيخرج غدا مراسلين وسيصبحون زملاء لنا في القناة هل سيدونون نفس الثقافة التي هاجموا بها مذيعين في فضائيات أخرى نتمنى للجزيرة توك ان تتفوق بمهنية وأن تحقق الرسالة التي انطلقت من أجلها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى