صفحات سورية

تعقيب على “معقل عدي” و “إعلان دمشق”

null
محمود الصباغ
الى الأستاذ معقل أخي العزيز لقد أثار فضولي مقالك المنشور على موقع كلنا شركاء بعنوان -إعلان دمشق هل حان وقت إعادة التموضع السياسي؟
الذي تتناول فيه بيان اعلان دمشق الاخير، فهرعت ابحث عنه في النت ، لانني احد المدمنين السوريين على قراءة المقالات و السجالات الفكرية بين المثقفين السوريين، و الذين يراقبون الاحداث من بعيد و بصمت دون الانحياز او التعليق او اخذ أي موقف كان ! و بالنسبة لي اعلان دمشق هو مجرد نكهة مستحبة تشجع على التنوع في ظل المطبخ السياسي الفقير في بلدنا الحبيب.
وقد لاحظت بعد قراءة مقالك و النكش في موقع اعلان دمشق و بيانهم الاخير انك انتقدته ضمن موقف و تصور نمطي مسبق لاعلان دمشق، لانني لم اجد في بيان اعلان دمشق الاخير او أي بيان سابق ما يشير الى انه يعتبر نفسه مظلة لجميع اطياف المعارضة، على الرغم من انه اوسع تحالف معارض شهدته سوريا، كما انني لم اقرأ مطلقا اية مواقف لاعلان دمشق مؤيدة أو معارضة لأطراف دولية او اقليمية او لبنانية، فبالله عليك دلني من أين استنتجت تأييده لجمبلاط او معارضته لحزب الله و دعم المقاومات ، فقد قلبت –فوقاني تحتاني- موقع اعلان دمشق و بالاخص بيانه الاخير و لم اجد شيئا يشير الى مثل هذه المواقف الاقليمية او الدولية، اللهم الا ما ورد في بيانهم الاخير عن -أن الانتقال بسوريا نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان سيبقى هدفاً ثابتاً للشعب السوري والمعارضة الوطنية الديمقراطية بغضّ النظر عمّا ستؤول إليه حالة الانفتاح الجارية، وبخاصة إذا لم تنعكس فعلياً في الواقع السوري- و هم يشككون هنا بالتأثير الاجابي داخليا لانفتاح سوريا على الغرب ! كما انني و جدت -على عكس ماذكرت في مقالك- ان لديهم ملاحظات و تحفظات على نهج المفاوضات مع اسرائيل و يضعون معايير للقبول بها، من عدم التفريط بالحقوق و الاراض و المياه و المصالح الوطنية و التأكيد على الاحتكام للشعب السوري، الى الاشارة لارتباط نجاح العملية السلمية بقضية فلسطين المركزية : -وإذا كان هناك من تحفظات أو شروط لإعلان دمشق على المفاوضات، فإنها تتركز في الحفاظ على حقوق الشعب السوري كاملة في الأرض والمياه والأمن المتبادل، وأن تُدار على مستوى معقول من الشفافية، وأن تُقرّ نتائجها النهائية من قبل الشعب السوري حسب المعايير المعروفة دولياً. كذلك يجب ألآ تعطي للطرف الإسرائيلي، كما سوف يحاول فعله، أية مكاسب على حساب الطرف الفلسطيني الذي يسعى إلى تحقيق دولته المستقلة كما أقرتها القرارات الدولية ذات الشأن. ونعتقد أ، حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية هو الوحيد الذي يمكن له أن يؤمن استقرار المنطقة باعتبار أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت في أسّ الصراعات في المنطقة. – ، هذا و لم يصفوا في بيانهم الأخير من يتحفظ على نهج المفاوضات –و هم يتحفظون عليه- بالكيدية ، بل عبروا عن رفضهم بشكل واضح لحالة اللا حرب و اللا سلم او لاستخدام القوة حين لا نملكها بقولهم في بيانهم الأخير – إن الطروحات التي تدعو إلى خيار استعادة الجولان بالقوة فقط في ظل الضعف الذي يسِمُ الوضع السوري والعربي القائم، أو تلك التي تسعى إلى تأبيد حالة اللاسلم واللاحرب القائمة منذ حرب 1973، تلك الحالة التي استنزفت الشعب السوري وعطلت نموه، هي طروحات تصوغها الكيدية والمزايدة والهروب، وهي بالتالي لا تبني أوطاناً.-
ان ما دفعني الى الخروج من صفوف أغلبية السوريين الصامتة هو ما لاحظته من تغير لسلوك العديد من كتاينا و مثقفينا بعد اعتقال قيادات اعلان دمشق التي بثت حالة من الرعب في صفوفهم و دفعتهم الى تجميد مقالاتهم النقدية الخجولة للمسؤولين السوريين و سياساتهم العبقرية و الاسراع الى انتقاد اعلان دمشق باجتزاء عبارات و افكار من سياقها في بياناته و التبري منه لاجتناب أي شبهة او ملاحقة او مساءلة، و قد ملّ القراء من هذا السجال الذي لا طائل و لا فائدة منه، و الحمد لله اننا وصلنا اخيرا الى رمضان كي افش خلقي بمشاهدة بعض المسلسلات الناقدة و الساخرة اثر وصول منتقدي سياسات الحكومة الى حدهم الادنى بعد و ضعهم في مواجهة خياري الملاحقة او الاعتكاف!
مجرد قارئ سوري
كلنا شركاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى