صفحات من مدونات سورية

مدونة أم منتدى ؟

قرأت ما كتبه الأخ مستربلوند عن التدوين السوري وثقافة الموضة ، ورأيت أن أجرب أن أرد على تدوينته بتدوينة اكتبها هنا .. لأرى ان كنت على صواب او على خطأ في كلامي التالي..
لا اتفق مع مقولة أن التدوين هذه الأيام “موضة”  بمعنى الكلمة ولكن هو تطور لكيفية استخدامنا للانترنت، لذلك نرى ونلاحظ جميعنا أن الدول التي سبقتنا بالانترنت مثل السعودية يمكن أن نلاحظ المدى الشاسع بيننا وبينهم في كيفية استخدام النت واستغلالها .
عندما بدأت الانترنت سوريا أتذكر كيف تعلقنا بمواقع الشات وخاصة غرف الشات الصوتي التي كانت في بدايتها أيضا وكان شيء عجيب غريب أن تسمع صوت شخص بعيد عنك جدا يتحدث وتسمعه ويسمعك ،
واذكر أن أول شات صوتي ادخله كان هناك 4 أشخاص  من جنسيات مختلفة في غرفة صوتية يتبادلون الشتائم بينهم .. لماذا ؟ لم اعرف ربما وصلت متأخرا ! ، الجميل بالأمر أنهم كانوا يعطون بعضهم البعض المجال لأخذ الدور لاستلام المايك ليرد عليهم بالشتائم، أحببت أن أجرب التحدث ويسمعني الآخرين .. وصلني المايك ومع أول شات صوتي لي بحياتي على النت بدأت بكلمة السلام عليكم فبادرني احدهم بشتيمة جعلتني أنسى كل أخلاقي التي كنت ادعيها وانهلت على الأربعة بشتائم لم يسمعوا بها من قبل وخاصة الشتائم على الطريقة السورية !!! (ذكرت هذه القصة لنتعرف كيف يتعامل بعض العرب مع التكنولوجيا الحديث العهد بها ) واعتقد أن من عاصر هذه السنوات الأولى يعرف ما اعنيه،
ثم جاء دور المنتديات وازدادت شعبيتها ومرت عليها سنين ذهبية ،ثم تطور الأمر مع بعض أعضاء المنتديات للخروج منها وتأسيس مدونات ومواقع شخصية خاصة بهم ، ليطرحوا أفكارهم وآراءهم الشخصية دون رقابة المنتديات ومشاكلها وخلافاتها، هذا التدرج ربما مر به الكثير ممن عاصروا الانترنت في بداياتها في سوريا وربما سيمر به لاحقا من دخل للانترنت حديثا أو سيدخل إلى هذا العالم لاحقا.
أما بخصوص الفكرة التي أحببت أن اطرحها بعد قراءة تدوينة مستر بلوند وهي فكرة أن المدونة  شيء والمنتدى شيء أخر ..
ما لاحظته هو الدعوة إلى تفاعل المدونات مع بعضها البعض والدعوة لتدوينات نرد بها على تدوينات أخرى بمكان أخر… بصراحة هذه الطريقة  لا أؤمن بها وستشتت القاريء العادي ولن يستوعبها إلا مجتمع المدونين الذين يتابعون مدونات بعضهم البعض واللي راح يفوت بالحيط هو القاريء العادي الذي قد يمر على مدونتك ولا يمر على غيرها ولن يفهم ما تعنيه تدوينتك التي كتبتها ردا على تدوينة أخرى وسيجد نفسه مضطرا لمتابعة لينك ورا لينك حتى يستوعب ماذا يحدث ، لذلك ان كان هناك داعي للنقاش فليكن في مكان واحد وتحت تدوينة واحدة فهذا افضل
ما أود قوله أن هناك شيء اسمه منتدى وستايل المنتدى وخصائصه مهيأة لان يكون موقع نقاش وحوار  بين الأعضاء وهو خلق لأجل النقاش والحوار أساسا فهناك تكافؤ  بين عرض الموضوع وبين الردود عليه ويمكنك بسهولة متابعة عدة أشخاص يناقشون قضية في قسم معين أنت تختاره.
وللأسف هذا ما يحاول البعض من المدونين نقله إلى مدوناتهم أن ينقلوا نفس الحالة من خلق نقاش وحوار في مدوناتهم الشخصية، وبما ان الحديث وصل للمنتديات فأنا اعتبر ان منتديات الحوار والنقاش خلقت لاضاعة الوقت ولا فائدة منها باستثناء المنتديات المتخصصة وهذا رأي شخصي .
المدونة كما افهمها أنا هي موقع شخصي مثل دفتر المذكرات أو دفتر شخصي اكتب فيه أفكاري ومعتقداتي وأتناول فيه قضية معينة حسب وجهة نظري وانتقد ما أريد انتقاده كما ارغب، لذلك أرى أن على المدون أن لا يطرح تدوينة وهو ينتظر ردود وتعليقات ومناقشات عليها وإلا سيصاب بالإحباط بعد فترة، لذا عليه أن لا ينسى انه يكتب في مدونة وليس في منتدى، وربما ما يهم المدون حقيقة هو أمر واحد فقط.. عدد الزوار والقراء الدائمين لمدونته، ونوعية الزوار يحددها مضمون المدونة، فكم من مدونة تافهة تتصدر أعلى الأرقام لتفاهتها وتفاهة مضمونها وتفاهة زوارها الكُثر، لذلك فإن عدد الزوار ليس مقياس لمحتوى المدونة ومضمونها
الأمر الجميل الذي لاحظته والذي تم إيجاده ليكون كحل بديل لنظام المنتديات هو مجتمعات التدوين مثل موقع المدون السوري وكوكب سوريا انشئت هذه المواقع ليتم تجميع كل ما تكتبه المدونات هنا وهناك وتكون أشبه بفهرس أو دليل للمدونات ولكن وكما انتقدها البعض يؤخذ عليها خلط المدونات مع بعضها فترى عنوان عن الأديان ويتبعه مباشرة الـ اي فون واندرويد ثم تقرأ عن القطط !! ، لا انتقد احد هنا ولكن يجب أن يكون هناك تصنيف لتوجه كل مدونة ، أضف إلى ذلك فالمواقع هذه اخذ البعض منها على عاتقه إبراز وتفضيل التدوينات التي تستحق ذلك ولكن يبقى ذلك التفضيل هو اجتهاد شخصي .
نقطة هامة أود الإشارة لها وهي حالة الهدوء السلمي بين المدونين وعدم الرد على بعضهم البعض والسلام المعقود بينهم بسب الاحترام الزائد أو الحذر … لا اعرف سبب رئيسي لذلك ، ولكنني متأكد أن بدأت تتحرك الردود بين المدونين لن يدوم الاحترام طويلا وسيسقط القناع التثقف والاحترام الذي نرتديه ومتأكد جدا بأننا سندخل مرحلة لم نكن نتمنى دخولها، وما كان يحدث في المنتديات ليس ببعيد عنا هنا فأغلب أصحاب المدونات هم أعضاء حاليين أو سابقين في المنتديات ولهم خبرة وباع طويل في إدارة النقاشات والحوارات وأصول المهاترات والخناقات، وأود ان اذكر هنا ان غالبية المدونين كتبوا انهم لن يحرروا او يحذفوا اي تعليق مهما كان محتواه ربما من باب الديمقراطية او من باب ما عانوه من رقابة وتسلط في المنتديات او في حياتهم العادية.. ومع ذلك اعتقد ان هناك خط احمر لدى كل مدون او لنقل نقطة ضعف لو وصل اليها التعليق لكفر صاحب المدونة بكل الديمقراطيات والحريات.
نحن ما زلنا ورغم أنوفنا نسير في خطى الطائفية والمذهبية والمناهج الفكرية المتعددة وكل فئة تلتف حول نفسها، ومع ذلك من الجميل أن نرى بعض الأصوات تنادي بـ “لا للطائفية” ولكنها تنفخ في قربة مثقوبة.. إلا من رحم ربي وكان عقله أوعى من قلبه ومن القطيع الذي يتبع له، وبهذا الصدد اذكر بأحد المرات أننا قمنا بإنشاء تجمع أسميناه تجمع “بلاش” وهو مكون من بعثي وليبرالي وإسلامي وشيوعي، التجمع كان نوع من السخرية، ولكن في الحقيقة وفي وقت لاحق استطعنا بما يشبه المعجزة أن نكوّن مجموعة أصدقاء وأخوة من كل الطوائف والمذاهب والمناهج الفكرية وكانت جلساتنا تثير استغراب الجميع لما تحويه من خليط يصعب تصديقه، والأخ عبدالسلام يؤمن بالمعجزة هذه.
لذلك أرى أن ما يسمى بالحملات بان تطرح قضية ما ويكتب عنها المدونون كل حسب طريقته وحسب توجهه وأسلوبه أن كان بشكل جدي أو نقدي أو ساخر أو عاطفي هو أفضل وعلى مجتمعات التدوين أرشفة هذه التدوينات تحت الاسم المناسب للقضية التي طرحت
ودمتم ..
http://zahzaha.com/?p=589

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى