صفحات الناسنبيل الملحم

لا انفلونزا خنازير عند وزارة الصحة السورية

null
نبيل الملحم
ان تصلنا انفلونزا الخنازير، فهذا وارد بكل المقايس، فالانفلونزا الوليدة، دخلت كل الكرة الارضية   من بداوتها في سيبيريا،  الى ناطحات سحابها في نيويورك، والامريكيون الذين أنجبوا بالاضافة الى غزو الفضاء، أنجبوا ناطحات سحاب عملاقة اجتاحتهم الانفلونزا، فبلغت اصاباتهم على حد تصريح لمسؤولة ضخمة في وزارة الصحة الامريكية 22 مليون اصابة، مايعني أن عدد المصابين بهذه الانفلونزا يساوي عدد سكان سوريا.. يعني باختصار أن الانفلونزا ان وصلت الينا فليست تعبيرا عن :
فشل الفريق الاقتصادي السوري في التوصل الى رفع رواتب السوريين.
وليست تعبيرا عن فشل وزارة الثقافة السورية في انتشال السينما السورية من ترهلها رغم مهرجان دمشق السينمائي السنوي.
ولا تعبيرا عن فشل وزارة الزراعة في انقاذ الحزام الاخضر في السويداء السورية من الجفاف.
وليست تعني فشل هيئة الاذاعة والتفزيون السوري، من أن تتحول شاشاتها الى منافسة لمحطة عائلية تطلق من منطقة حرة في دبي.
وليست تعبيرا عن تهالك محاصيلنا الزراعية على أبواب التسويق.
وليست تعبيرا عن فشلي أنا شخصيا في أن :” أكون أو لا أكون”
كما انها ليست تعبيرا عن الأحزان العاطفية التي أصابت ممثلة سورية لهلوبة في الاعتداء على خادمتها المطيعة.
وصلت الينا انفلونزا الخنازير، لأننا ككل بقاع الارض مفتوحون على الماء والهواء ، والمسافر والعائد، ولأن الفايروس الحامل لهذه الانفلونزا مثله مثل كل الفايروسات لايمكن تحميله بحقيبة يوقفها مفتش جمارك على الحدود، مايعني أن الحكومة لاتتحمل اللائمة بوصولها، ومع ذلك فالحكومة تخبئ المعلومات المتصلة بالاصابات، وكأن الاصابات مسؤولية حكومية مثلها مثل فشل الحكومة في تيسير قروض الشباب، أو حل معضلات العمل ، أوالدخول في منافسة مع المنتجات الاوروبية والتايوانية.
تخبئ الامر، وكأنه رشوة يتقاضاها موظف من كل الدرجات..
تخبئها ولا تعطي معلومات عن عدد الاصابات ولا المصابين وكأنها ليلة سرية، لمن لايرغب بافتضاح أسراره من رجال مال عبثوا بالبلد ومواردها وخبز ناسها..
تخبئها وكأنها نوع من ارتكاب الاثم الذي لابد وأن يختبئ في الليل ليكشف عنه النهار.
وزارة الصحة السورية، تتحفظ على أسماء وأعداد  المصابين بالانفلونزا كما  بالايدز تضامنا مع وزارة السياحة التي ستخسر سياح البلد ان افرج عن عدد المصابين، ولكن النتيجة أن ابن البلد ينام فوق المجهول فلا يعرف ان كانت اصابته انفلونزا خنازير أم مجرد كريب، أم داء الديكة الذي يجعل المواطن كما الديك وهو الأكثر قربا ورغبة بعالم الدجاج.
وزارة الصحة تتحفظ على الارقام، فتنتقل من موقع الوزارة الراعية الى الوزارة الساكتة.
شئ يجعل الواحد مصابا بانفلونزا :
الديك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى