سمر يزبكصفحات ثقافية

الباب الموارب

null
سمر يزبك
يبدو من باب الإجحاف القول، إن أداء الشاشة السورية لم يشهد نقلة نوعية، تكمن في انحيازها الى طرق موضوعات، كانت منذ وقت قريب غير مسموح بها، وكان أمر الخوض فيها مستحيلاً.
الاختلاف يمكن رصده في مظهرين، يتعلق أولهما بالدراما. التغيير أحدثه صناع الدراما أنفسهم، لكن يحسب للشاشة أنها عرضت هذه الدراما المختلفة، بل وأفردت برامج لمناقشتها، سادت فيها طبيعة مختلفة لنوعية الجدال والحوار؛ فقضية الزواج بين الأديان، وطرح فكرة الزواج المدني، والتصويت لمصلحة هذا الزواج، والإشادة بضرورة اختراق القوانين القائمة أمثلة مهمة، إضافة إلى رصد رأي الشارع الذي قدم رؤية جدلية ومتباينة، كما حصل في برنامج «جيلنا» الذي عرض أخيراً، واستضاف فادي قوشقجي كاتب مسلسل «ليس سراباً» في حوار حول أهمية خرق الصمت في ما يتعلق بقانون الزواج المدني، والزواج بين الطوائف والأديان. ولعل الجرأة في طرح موضوعات كهذه هي في تزامنها مع ما يجري الحديث عنه حول غلبة التشدد الإسلامي على الشارع العربي. ولو أخذنا بالاعتبار ما أكدته مجموعة من الشباب السوري، عرضت الكاميرا أراءهم حول الزواج المدني، والزواج بين الطوائف والأديان، وكانت النتيجة الايجابية، المتناصفة والمتراوحة بين مؤيد ومعارض، تعطي صورة مختلفة عن واقع هذا التشدد، لوجدنا أن الشارع الاجتماعي السوري، أكثر تطوراً مما يظن بعض المتخوفين ممن يتذرعون بتطرف الشارع!
المظهر الثاني للاختلاف يتعلق بالتغطيات الإخبارية السياسية، فكما هو معلوم أن الحدث السياسي الداخلي في سورية كان ممنوعاً من الإشهار، وكان السوريون ينتظرون أخبار ما يحدث في بلدهم على الشاشات الفضائية العربية. حادثة الإنزال الأميركي الأخير في منطقة البوكمال، وحادثة التفجير على طريق المطار، نقلتهما الفضائية السورية، بحيث دخلت الكاميرا إلى أماكن لم يكن مسموحاً بها قبلا.
ربما تحسب هذه الخطوات كنقاط مهمة في تطوير الشاشة السورية، حتى لو جاءت من ضرورة فرضها واقع الحال، ونتيجة التطورات التكنولوجية التي مكنت المشاهد المحلي من الرؤية من مصادر أخرى خارج إطار شاشته التي أصبح عليها أن تجاري التطورات.
السؤال هنا: هل من الممكن القول إننا سننتظر تحولات أكثر تجعل ما يعرض على الشاشة أقرب إلى واقع حياة الفرد السوري، وهمومه؟
من الناحية التقنية الأمر ممكن، فالتلفزيون لا تنقصه الكوادر البشرية ومن الناحية المادية فإن موازنة وزارة الإعلام لا يستهان بها، ولو استُخدمت في مكانها الصحيح، لتغير وجه الشاشة السورية.
الجياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى