صفحات الشعر

زيبيل فولكس: أنا كيس مليء بالكرز

null
– راينه/ فيستفالن
أيلول
في الصيف لا يملك الإنسان قلبا
مَن يتحدّث عن الحبّ
حين ليلا ونهارا
نتمتّع باحتضان الهواء
وهوى الشمس يصلنا
حتّى الشفاه
القلب يولد في الخريف
إنّه فقط الجزع
من الصقيع المبكّر
الذي مثلما دائما
يودي بالأزهار الأخيرة
ومن برد الأجساد
في الليالي التي تدوم.
•••
إليك
أمشي معك خلال نزول الثلج
المصبوغ بالأزرق
على شاشة هشّة
لفيلم حبّ
من عهد قديم
أفسّر لك الدخان
أدفع بالضباب إلى قلبك
فقط افشِ لي موضع قدومك
من بيضة الوقواق
المرقّشة بالأزرق
أقفز خلال خاتم الدخان
أتدرّب ساعات
وراء ساعات على التوازن
اشرح لي السبيل
إلى ما لا يمكن السير إليه.
•••
حديقة كرز
في حزيران كنتُ
طفلة كرزة
حتى النعيب أحمر كان لساني
مغرّدة في الغصون
في حزيران
كنت فتاة
زوج كرز
توأمان يتدلّيان
حول الأذن في أخضر العشب
في حزيران
أنا كيس مليء بالكرز
العصارة تتسرّب حلوة خلال
بشرة الورق
في حزيران
سأصبح كعجوز
نواة كرز
مصرّة بشدّة
أن أسقط في الأرض الخصيبة.
•••
المرآة
المرآة عمياء
وجهي ممحو
جسدي بغير نواة
اللحم يرشد
الوجع
في تشقّقات الحجارة
أنا معلّقة بالنفَس
كأنّما بحبل الشنق
الذي نُسي أن يقطع
الزمن مبترّ
لا يجري بعد
المرآة الشظيّة
غير مكسوّة بعد
بنفَسك
منذ الثانية وعشر دقائق
وإحدى عشرة ثانية.
•••

كلّ شيء يختفي
في مكان ما

المظلاّت ملقاة في قطارات الشوارع
الشخص – آ- يمسح الغبار
الذي يتجمّع خلف ظهره
مع الحلوى تختفي
أشواك الطعام في الشعاب
مثلّثات بيضاء تشير إلى
حيث اللوحات كانت
على الجدران بعد زيارة صالات الرسم
الذي جاء في هذه اللحظة بقبّعة
يمضي بدون رأس إلى البيت
التي جاءت مع الزوج
تعلق أثناء المضي إلى البيت
في الأسفل بالهواء
حمامة تطير
لترتطم بنافذة وتسقط
الشخص فلان يقبّل فلانة
على تقاطع الطرق ويستعجلان
إنّهما لا يعلمان بعد
أنّ هذا كان كلّ شيء
في الشارع تتقدّم واحدة في اتجاهي
تلك التي أنا كنتها ذات يوم
أمدّ بيدي
ولكنها تمضي عابرة
نعم صحيح
إنّها لم تجد البتة في ذلك الوقت نظّارتيها
ما كان البارحة جبلا
هو الآن حفرة
هنا كانت الغابات
حيث الآن خرير البحر
أمّا النظّارات
فبقيت في قطارات الشوارع.
•••
لو كنت
لو كنتُ سائق القطار في الليل
ذاك الذي يتقاطع مع حلمي
لكنت استيقظت وفرحت
بمنزل وهدف
لكنت لن أعرف نفسي
لو كنت الكلب
الذي ينبح عند سدّ السكّة
لما كانت رغبتي تصل
أبعد من الشهيق التالي
لكنت بلا صاحب
وربّما جائعة
لو كنت جلجلة القطار
في الليل، لما كان لديّ قلب
وكلب، ولا شهوة إليك
ولا إلى أيّ شخص آخر
لما كنت أعرف ما
تعنيه جلجلة القطار.
لو كنت الحجر
بين الحجارة بين السكك الحديد
فإنّني لما كنت أفكّر في الأمس أو الغد
في اللحظة التي كانت للتوّ،
ولا في التاريخ
الذي هو لمرّة واحدة مكتوب على حجري.
لو كنت توت العلّيق الذي
يزهر من الظهيرة طعمه
على لساني
حلاوة حرف صوتيّ بأحمر ورديّ
لكنت أهمس في الظلام توت العلّيق
ولا أقدر إلاّ أن أذوّبني
لو كنت ندفة الثلج في الزوبعة –
خاطرة باردة وخفيفة في الوهج الكسلان
لهذه الليلة، متخلّلة من قبل غناء الجداجد –
لرقصت إلى الأسفل كشكل لا يكرّر
ولتركتني رسيمة الوحدة
لا مبالية
لو كنتُ النور الذي يلج خلال
شقّ الجفون نصف المفتوحة
داخلا في الأحلام عن عوالم ممكنة –
لربّما كنت سريعة بما فيه الكفاية
لأتخطّى نفسي.
•••
لكلّ واحدة فم كرزة
حين في حزيران يمشي
العشب حتّى الحلق
بشفاه متفتّحة حين
في حزيران الحبّ
يقف في أعلى الأعالي
إنّها كرزات قلب مصّات فمك حين
الحبّ في حزيران
يدقّ بأشدّ سرعة
ونواة في أحمر الكرز لها
في اللحم الخصب عيدٌ
حين في حزيران فم في
أحمر الكرز يتعلّق بهيجا
على الغصون.
•••
سفائن
سفنٌة تجلب
النفط والفحم
البحر والسجّاد
السيّاح والحرب
تجعل الجزر
أمكنة للبشر
بالمجيء والذهاب
بالطعام والبريد
تجلب السمك
من الماء إلى النبيذ الأبيض
الفنطيسة مليئة بالليمون
ومدهوشة كالزجاج
إنّها تحمل الأطفال
حول الحوافّ
الجؤجؤ مطويّ
ومدوّر البطن
إنّها تفتح شدقها
على الضفّة الأخرى
وإلى النور تصل كما آنذاك
ولكنّكَ هذه المرّة
إلى ذراعيّ
الحمد للسفائن.
•••
تجريب
الأسابيع التي تتجوّل فيها الكتب وأشواك الطعام،
الأحذية والأمشاط خلال يديك،
رسائل من أناس بالكاد تستطيعين تذكّر
وجوههم، لحظات بالأبيض والأسود
كانت ذات مرّة –
كما الآن هو الآن في هذه الدقيقة
الأيّام التي فيها الأشياء
ثمينة وبلا فائدة، كلّ الآثار مبعدة
الصباح في هذا السرير تحت النافذة
التي خفق عليها نفسك للمرّة الأخيرة
اللحظة التي ترجعين فيها المفتاح
فقط للتجريب
لأجل مرّة أخرى.
•••
بطن السفينة
البطن هو أفضل
ما في السفينة
يحملك إلي أيّ مكان تريد
وليس بمظلم
كأمّ أو حوت
استلقِ حين يحلّ الليل
مطويّا في شراع
اترك كلّ شيء يمرّ ويعبر
الزبد والنجوم
كن قويّ الإيمان أنّك ستصل
ولتطمئنّ بالكامل:
لا حافة للعالم.
( ترجمة عبد الرحمن عفيف)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى