صفحات العالمما يحدث في لبنان

جنبلاط ودمشق… علاقة امر واقع محكومة بحسابات المصالح

موسى عاصي
خلال أيام قليلة، اذا ما صدقت التوقعات والمعلومات التي يسربها المقربون من سورية في لبنان، فان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط سيُستقبل من جديد في العاصمة السورية، ومن قِبل الرئيس السوري بشار الاسد مباشرة، ليعيد بذلك علاقة انقطعت تماماً منذ خمس سنوات، تحول خلالها جنبلاط الى ألدّ اعداء النظام السوري وشخص الرئيس الاسد.
وبحسب المعلومات المستقاة من أوساط مقربة جداً من القيادة السورية، فان زيارة جنبلاط ستتم خلال أيام، بعد أن قطع الشوط الأخير في ‘رحلة العودة’ الى الحضن السوري من خلال الضمانة التي أخذها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على عاتقه أمام الرئيس السوري، وهو شرط كان قد وضعه الاسد لاستقبال الزعيم الدرزي، وبهذا تعيد الزيارة ـ الحدث، حرارة الى علاقة بين المختارة ودمشق دامت أكثر من ربع قرن، أيام الرئيس الراحل حافظ الاسد، علاقة مرت خلال هذه الفترة بهبّات ساخنة وأخرى باردة، كان يخرج منها زعيم الدروز دائماً، منتصراً، محافظاً على زعامته وموقعه المميز لدى دمشق.
الاجتياح نقطة انطلاق العلاقة
ورث وليد جنبلاط زعامة طائفته وزعامة ‘الحزب التقدمي الاشتراكي’ و’الحركة الوطنية اللبنانية’ بعد اغتيال والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط في آذار عام 1977، لكنه بقي يعتمد في حراكه السياسي على دعم حليف والده الكبير ياسر عرفات حتى العام 1982، في صيف هذا العام اجتاحت اسرائيل لبنان وأخرجت عرفات و’منظمة التحرير الفلسطينية’ من لبنان بعد حرب دامت نحو ثلاثة أشهر، حينها يتذكر المقربون من جنبلاط نقطة انطلاق العلاقة الجدية بين جنبلاط وسورية، ويروي هؤلاء، أن جنبلاط وبعد خروج أبو عمار من بيروت، جمع عدداً من كوادر الحزب التقدمي الاشتراكي في منزله في المصيطبة في بيروت، من بينهم سعيد القادري وعلي الموسوي، وأبلغهم قراره الذهاب الى اوروبا وحل الحزب الاشتراكي، ونيته توزيع بعض من ممتلكاته الخاصة، وممتلكات الحزب على عدد من الكوادر والمسؤولين في الحزب.
وبالفعل، رحل جنبلاط الى اوروبا عن طريق دمشق، لكن الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد استدعاه ليقنعه بالعودة الى لبنان، وقال له بالحرف الواحد: ‘اذا بقي لنا كسرة خبز واحدة فسنتقاسمها واياك، عليك أن تبقى وتواجه، هناك اناس معك يجب العمل على حمايتهم وحماية وجودهم’، سافر جنبلاط الى اوروبا حيث التقى عدداً من مسؤولي الاحزاب الاشتراكية، ثم عاد الى دمشق ومنها الى الجبل واطلق ‘حرب الجبل’ الشهيرة، مستنداً الى دعم لا حدود له أمّنه له الاسد، على المستويين البشري (مقاتلين فلسطينيين) واللوجستي ـ العسكري، اذ كانت مستودعات الاسلحة السورية التي ما زالت في حينه في لبنان، أو تلك الموجودة داخل الاراضي السورية مشرعة أمام مقاتلي جنبلاط وحلفائه.
فتحت حرب الجبل الباب لعلاقة استراتيجية بين جنبلاط وسورية، مكّنت الزعيم الدرزي من السيطرة على اجزاء من بيروت بالاضافة الى اجزاء كبيرة من الجبل، وسيطر الى جانب حليف سورية الاول في لبنان في ذلك الوقت نبيه بري على بيروت والضاحية والجبل، بالاضافة الى البقاع والاجزاء المحررة من الجنوب، وبات معظم لبنان من جديد في قبضة حلفاء سورية، ولكن من دون الوجود السوري المباشر.
عودة العسكري السوري
عام 1987، شن جنبلاط بمساعدة القوى اليسارية هجوماً على معاقل حركة ‘أمل’ في بيروت الغربية وسيطر على أجزاء كبيرة من العاصمة، مقلصاً بذلك حضور ‘الحركة’ التي خاضت ‘حرب مخيمات’ دامية في مواجهة الفلسطينيين في مخيمات بيروت تحديداً، الامر الذي اعتبره الاسد محاولة لاعادة القوى الفلسطينية بقيادة الرئيس الفسطيني الراحل ياسر عرفات الى العاصمة اللبنانية بعد خروجها مكرهة نتيجة اجتياح اسرائيل عام 1982، وكان هذا مبرراً وفرصة لعودة القوات السورية الى بيروت التي كانت تركتها بدورها خلال الاجتياح الاسرائليي.
لكن علاقة دمشق بجنبلاط لم تتأثر كثيراً بهذه المعركة وهذا الاتهام، فسورية كانت بحاجة لزعيم منطقة الجبل، قاعدة انطلاق معظم عمليات المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، وساحة المواجهة الاقوى مقابل القوى المسيحية في المناطق الشرقية، وعبره خاضت دمشق معاركها السياسية في مواجهة حكم الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل.
إلا أن هذه الحاجة تقلصت بعد عامين فقط، عندما اجتمع زعماء لبنان في الطائف (السعودية) وانجزوا اتفاقاً حمل اسم المدينة السعودية، أوقف الحرب الاهلية، وأوكل للسوريين مهمة رعاية بلاد الارز، فحولتها الى وصاية بموافقة القوى الكبرى الدولية والاقليمية، ولا سيما الولايات المتحدة والسعودية.
لم يدرك جنبلاط في حينه ان هذا الاتفاق غير قابل للسقوط، ويبدو انه اعتقد في البداية انه سينتهي كما انتهى الاتفاق الثلاثي (بري ـ جنبلاط ـ حبيقة)، عام 1985 الذي سقط بعد أيام على يد تحالف القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع والرئيس الاسبق أمين الجميل، ورأس حربة هذا السقوط كان الجيش اللبناني بقيادة الجنرال ميشال عون.
تعاطى جنبلاط مع اتفاق الطائف على هذا الاساس، فردّ السوريون بمحاولة تحجيمه، من خلال تحويل الانظار الى زعيم درزي آخر، يتقاسم وجنبلاط زعامة الطائفة، هو ‘المير’ طلال ارسلان، ابن رجل الاستقلال مجيد ارسلان، فاختير من قبل دمشق نائباً عن المقعد الدرزي الذي كان يشغله والده، على الرغم من صغر سنه، (تمّ تكبير عمره سنتين لتحقّ له النيابة بحسب القوانين اللبنانية) وانتخب للمقعد ذاته عام 1992 وعُيّن في نفس العام وزيراً في الحكومة التي ترأسها الرئيس عمر كرامي.
علاقة سيئة مع لحود
استمرت العلاقة بين مدٍ وجزر بين جنبلاط والسوريين حتى عام 1992 عندما اختارت دمشق العماد اميل لحود قائد الجيش اللبناني رئيساً للجمهورية، ويُروى ان جنبلاط قال للحود في أحد لقاءات التقارب بين الرجلين: ‘لا تراهن بشكل خاطئ، فحافظ الاسد مريض وضعيف جداً، وبشار لن يتمكن من حكم سورية، وستؤول الامور في سورية الى خدام (عبد الحليم نائب الرئيس السوري السابق)’.
بعد ذلك، حصل الخلاف الاكبر بين جنبلاط ولحود عندما قرر الرئيس اللبناني ازالة تمثال كمال جنبلاط من المقر الصيفي للرئاسة في بيت الدين، وارساله الى المختارة على متن شاحنة عسكرية، الامر الذي اعتبره جنبلاط اهانة كبيرة لذكرى والده. مرة جديدة تدخل اللواء غازي كنعان رئيس جهاز الامن والاستطلاع السوري في لبنان، مطلع العام 2000 أي قبل أشهر من وفاة الاسد، وصالح الرجلين، عندها قال جنبلاط للحود: ‘لن اسامحك لأمرين، الاول ازالة تمثال والدي من بيت الدين، والثاني انك نقلت للسوريين توقعي عدم وصول بشار الى الرئاسة’.
بعد رحيل حافظ الاسد، بدا جنبلاط في جوٍ من الوئام مع سيد دمشق الجديد، وتعمّدت العلاقة بمواقف سياسية جذرية بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 واتخاذ الزعيم الدرزي مواقف حازمة في مواجهة ‘المشروع الامريكي’، لكن ذلك لم يدم طويلاً، في آذار/مارس2003 اجتاحت الولايات المتحدة العراق، فظن جنبلاط أن العصر الامريكي قد بدأ في المنطقة، وان السقوط الثاني بعد صدام حسين، سيكون من نصيب النظام السوري وشخص بشار الاسد، ساهم في تكوين هذا الاعتقاد، بحسب مقربين من جنبلاط، معلومات كانت تسرب له من داخل الادارة الامريكية توحي باقتراب سقوط نظام دمشق، فبنى سياسته على هذا الاساس، وبدأ يتصرف وكأن عمر النظام في سورية لن يستمر أكثر من أسابيع.
الطلاق النهائي
استغل جنبلاط المسعى السوري لتمديد رئاسة اميل لحود ثلاث سنوات اضافية خريف العام 2004، وصدور القرار الدولي 1559، فبدأ رحلة الانقلاب على سورية، وشن الهجمات عليها بداية، ثم على حلفائها في لبنان ولا سيما ‘حزب الله’ وشخص الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، واستطاع خلال فترة وجيزة، من تجميع قيادات متنوعة ومختلفة، في ما سمي في حينه ‘لقاء البريستول’ الذي تحول الى تحالف ’14 آذار’ بعد جريمة اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، عندها بدأ جنبلاط حملة لا هوادة فيها على سورية وحلفائها، فكان العقل المدبر والمحرك الاول لهذه القوى التي استطاعت ان تحظى بدعم أميركي سياسي واعلامي مباشر، ومن قوى ‘الاعتدال العربي’ وتحديداً السعودية ومصر.
وقع جنبلاط في فخ ما يسميه هو ‘لعبة الامم’، أي الحسابات السياسية الخاصة بالدول الكبرى، والتي تسقط على جدرانها مصالح ومصائر الشعوب والدول الصغرى، ويبدو أن اعتقاده القوي بزوال النظام السوري قد دفعه الى تجاوز ‘الخطوط الحمر’ مع السوريين، وأحد هذه الخطوط آل الاسد، الذين نالوا من عبارات جنبلاط الكمّ الوفير خلال مناسبات التجمعات الشعبية، ولا سيما في ذكرى 14 شباط عام 2007، عندما نعت الرئيس السوري بالافعى، و’الحوت الذي لفظته البحار’، وهو خطأ لم يرتكبه حتى أشد خصوم سورية في لبنان الحليف السابق لجنبلاط في قوى 14 آذار، سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية.
انذار رامسفيلد المبكر
يستغرب أحد العارفين بالمزاج الجنبلاطي اصراره على مواصلة حملة التصعيد مع دمشق حتى بعد حرب تموز 2006، التي انتهت سياسياً لصالح سورية وحلفائها، على الرغم من الانذار المبكر الذي ابلغه اياه وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد عندما التقاه في واشنطن بعد حرب تموز، ويروي أحد من رافق جنبلاط في هذه الزيارة أن زعيم ‘الاشتراكي’ استوضح من رامسفيلد الموقف الامريكي من سورية فرد قائلاُ: ‘لا أحد يقبل أن تعم الفوضى سورية، لأن هذه الفوضى تهدد كل المنطقة’، عندها خرج جنبلاط من اللقاء ليقول امام من كان يرافقه: ‘أكلناها يا شباب’.
لكن جنبلاط لم يغير مواقفه من النظام السوري وحلفائه في لبنان ولا سيما ‘حزب الله’، وهنا يتهمه خصومه بأنه كان يراهن، كما عدد من حلفائه في ’14 آذار’، على حرب اسرائيلية جديدة على لبنان تضعف قوة الحزب، وتضع حداً للنفوذ السوري في لبنان، وتقول أوساط اطلعت على عدد من اللقاءات اللاحقة لجنبلاط بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله انه اعترف بأنه وحلفاءه كانوا يتمنون اطالة أمد حرب تموز وان تنتهي على الاقل بانتشار قوات دولية على طول الحدود بين لبنان وسورية لقطع التواصل بين الحزب ودمشق.
فشل رهان حرب تموز، وتحولت الانظار الى الداخل اللبناني، الذي غرق مباشرة بعد انتهاء الحرب بالسلاح تمهيداً لفتنة، خصوصاً، بين السنة (تيار المستقبل) والشيعة (حزب الله)، رهان حمّل فيه ‘حزب الله’ المسؤولية الاولى لجنبلاط، الذي سماه نصر الله عشية احداث 7 أيار 2008، الرئيس الفعلي للحكومة اللبنانية، نظراً لدوره في القرارين الشهيرين اللذين اتخذتهما الحكومة في 5 ايار، الاول، بشأن عزل المدير العام لأمن المطار وفيق شقير المقرب من ‘حزب الله’، والثاني حول لاشرعية شبكة الاتصالات التابعة للحزب والتي يعتبرها جزءاً اساسياً من سلاح المقاومة.
‘صدمة’ 7 أيار
صبيحة السابع من أيار 2008 فاجأ ‘حزب الله’ قوى الرابع عشر من آذار الذين راهنوا طويلاً على نية الحزب عدم توجيه سلاحه الى الداخل. وخلال ساعات سيطر مقاتلو الحزب، المتمرسون في القتال، على بيروت، وسحبوا من أيدي مناصري تيار ‘المستقبل’ التابع للرئيس الحالي للحكومة سعد الحريري مبادرة الشارع، وبعد يومين فقط انتقلوا الى الجبل من محوري خلدة ـ عالية المحاذي للضاحية الجنوبية، ومن الشوف باتجاه المختارة البلدة الرمز للزعامة الجنبلاطية منذ 300 عام، وباتوا على بعد كيلومترات قليلة من البلدة، فيما بقي جنبلاط محاصراً في منزله في بيروت محاطاً بمقاتلي الحزب، ولكن من دون المساس به أو بمرافقيه.
استفاق جنبلاط من وهم السنوات الاربع الماضية على الواقع الجديد، حلفاء سورية في لبنان استعادوا زمام المبادرة، وأمسكوا من جديد بخيوط اللعبة السياسية، وايقن أن الدويلة التي بناها في الجبل طيلة ثلاثين عاماً مهددة بالسقوط، في هذا اليوم المفصلي، أدرك جنبلاط ان شيئاً ما قد حصل على المستوى الدولي والاقليمي، وانه ترك، والقوى المتحالفة معه لمصيرهم في مواجهة قوة ‘حزب الله’ العسكرية وحنكة النظام السوري السياسية.
لم يكن الهجوم العسكري لحزب الله على الجبل مجرد معركة مع خصم بهدف الفوز العسكري وترجمته سياسياً، انما رسالة تاريخية، مفادها أن وجود الدروز في لبنان (أقل من 250 الف نسمة) بات بخطر، وأن معركة، أو معارك استنزاف مع ‘حزب الله’ الشيعي (نحو مليون ونصف المليون) الذي يعتبر، بقياس المواجهة التي دارت بينه وبين اسرائيل عام 2006، من أقوى الجيوش العربية، تهدد هذا الوجود، وهذا تحديداً ما دفع جنبلاط لتغيير مواقفه جذرياً، وبدأ يعد العدة لمصالحة مع دمشق بأي ثمن.
توريث الزعامة
يسابق جنبلاط، المتشائم من وصوله الى عمر الستين، الزمن لتأمين انتقال هادئ وثابت للزعامة الى نجله تيمور، فتراه يتحمل كل ما يقال اليوم عنه في الصحف والذي يبلغ احياناً حدّ الاهانة، لكنه في حساباته يعتبر انه قادر على ان يُنسي الناس هذا الامر فور ان تحط قدماه دمشق، وانه قادر على تقديم خدمات لا يستطيع أن يقدمها الآخرون، وهو يعتبر ان سورية بحاجة اليه في لعبة التوازنات المحلية.
لكن هل هذه فعلاً هي رغبة القيادة في سورية؟
على هذا السؤال تجيب زعامة درزية مقربة من القيادة السورية، ان اجواء دمشق لا توحي بذلك، وتشير الى ان سورية لم تعد بالفعل بحاجة الى جنبلاط كما كان في السابق، أو كما يعتقد جنبلاط نفسه، خصوصاً بعد تجريده من أي مساندة خارجية، وتحوله الى واحدٍ من زعماء الطائفة الدرزية، وان يكن الاكبر والأكثر شعبية بينهم، وقد انعكس ذلك على حجم جنبلاط على المستوى اللبناني العام من منظور دمشق، التي تجد نفسها بغنى عن تقديم تنازلات لفريق ضعيف فيما هي تمسك بتحالفات مع القوى اللبنانية الكبرى، ‘أمل’ و’حزب الله’ عند الشيعة، العماد ميشال عون عند الموارنة، وصداقة حديثة واعدة مع رئيس الحكومة سعد الحريري (بعد المصالحة الاخيرة) عند السنة.
لكن جنبلاط سيزور دمشق، والملف اليوم بيد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهو رهن توقيته الافضل، وتقول أوساط حزب الله في بيروت ان ضمانة ‘السيد’ أُبلغت الى الجانب السوري، وأن المسألة مسألة وقت فقط.
الا أن العلاقة بين الطرفين تبقى علاقــــــة أمر واقــــع، فرضــتها تاريخياً مصالح مشتركة، لكنها باتت اليوم حاجة جنبلاطية.

‘ اعلامي لبناني
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى