ما يحدث في لبنان

شريط الأحداث

null

أعنف مواجهات منذ نهاية الحرب الأهلية وقنص وجرحى وعزل بيروت والمطار

* حكومة السنيورة تتمسك بموقفها والتحالف الشيعي يرفض «اقصاء طائفة» ويلوّح بعصيان مدني

لبنان: الاضراب يتحوّل «حرب شوارع» والأكثرية تتحدث عن «انقلاب» بقرار ايراني والمعارضة تعتبره «أول الغيث» …

والمفتي قباني يتهم «حزب الله» بخطف العاصمة

محمد شقير: الحياة 8/5/2008

غاب العمال عن الإضراب «السلمي الديموقراطي» الذي دعا اليه أمس الاتحاد العمالي العام، وحضرت الفتنة المذهبية بقوة في بيروت، مشرّعة الأبواب أمام فوضى عارمة، يمكن ان تمتد الى مناطق أخرى اذا لم يصر الى تداركها سريعاً، خصوصاً ان العاصمة شهدت عيّنة دموية من «حرب الشوارع» حالت إجراءات الجيش دون سقوط قتلى خلالها، بعدما عُزِلت باتقان عن الضاحية الجنوبية، مركز نفوذ «حزب الله» وحركة «أمل» بمتاريس وسواتر ترابية ومكعبات إسمنت وإطارات مشتعلة، فيما بات لبنان مهدّداً بعزله عن العالم نظراً الى تراجع حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي، على رغم إعادة فتحه في الثالثة بعد ظهر أمس بعد توقف عن استقبال الطائرات استمر ست ساعات.

ولم يحضر المتظاهرون الى المكان الذي حدّده لهم الاتحاد العمالي العام، للإنطلاق في تظاهرة من أمام ساحة البربير باتجاه مصرف لبنان المركزي، مروراً بكورنيش المزرعة، مار الياس، الحمراء. وسارع رئيس الاتحاد غسان غصن الى اتّهام «المندسّين» و «الطابور الخامس» بإقفال الطرق بالسواتر التراية، فيما بقيت المناطق الأخرى اللبنانية لا سيما جبل لبنان والبترون وزحلة وطرابلس وعكار هادئة، وشهدت حركة عادية، على رغم دعوة رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون الى التظاهر لـ «ترحيل» حكومة الرئيس فؤاد السنيورة من السراي. وبخلاف خطة المسار الذي كان يفترض ان تجوبه التظاهرة تحوّل الى ساحة لحرب شوارع هي الأعنف والأكثر في بيروت، منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان.

هذه الحرب دارت بين المعارضة بقوّتيها الضاربتين «حزب الله» وحركة «أمل» وبين الأكثرية ممثلة بقوتها الرئيسة «تيار المستقبل» بزعامة النائب سعد الحريري. وشهدت كراً وفراً في الشوارع والأحياء التي تحولت خطوط تماس وجزراً أمنية مذهبية، يُخشى ان تستمر في ظل انقطاع التواصل بين قوى 14 آذار والمعارضة التي تهدّد كما قالت مصادرها، بعصيان مدني بدأت بوادره أمس، اذا لم تتراجع حكومة السنيورة عن قراريها الأخيرين في شأن شبكة الاتصالات الخاصة بـ «حزب الله» وإعفاء رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير من مهماته على خلفية اكتشاف كاميرت يُعتقد بأن الحزب ركّبها خارج حرم المطار لمراقبة المدرج 17 المخصص للطائرات الخاصة.

وفي سياق تحرك المعارضة التي اتّهمت محازبين ينتمون الى الأكثرية بـ «الاعتداء على المتظاهرين» في شوارع بيروت، معتبرة أنهم مجموعة من العاطلين عن العمل وعمّال وسائقي باصات نقل صغيرة أقفلوا الطرقات وأشعلوا الاطارات ورفعوا السواتر الترابية، تحديداً على امتداد الطرق المؤدية الى مطار بيروت، سواء من وسط العاصمة أو من خارجها، احتجاجاً على عدم استجابة الحكومة مطالبهم المعيشية والاجتماعية، و «ضلوعها بالمشروع الأميركي» وجرّ البلد الى الفتنة إضافة الى إصرارها على «شن حرب مفتوحة ضد المقاومة».

ولم يصدر أي موقف عن قيادات المعارضة باستثناء بيان لحركة «أمل» بعد اجتماع استثنائي لهيئة الرئاسة فيها، ترأسه رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحضره جميع الأعضاء.

وجاء في البيان: «بعد تدارس التطوّرات الميدانية الخطيرة، الناجمة عن المقررات الهمايونية الصادرة عن الحكومة البتراء، اعتبرت الهيئة ان مسؤولية ما حصل ويحصل هي على عاتق هذه السلطة أولاً وأخيراً».

وخلصت الهيئة الى توجّهات وتدابير لكوادرها ومناصريها، وأبقت جلساتها مفتوحة.

لكن مصادر في أمل» قالت لـ «الحياة» ان ما حصل هو «أول الغيث والتحرك مستمر ولن يتوقف اذا لم تتراجع الحكومة الفاقدة للشرعية عن قراراتها». وسألت «أين الخطأ الذي ارتكبه العميد شقير؟ وهل من الجائز التصرّف معه بهذه الطريقة مع ان المسألة التي استدعت من الحكومة إعفاءه من مهماته حصلت خارج حرم المطار، ولا صلاحية له بهذا الشأن، وكان يمكن لفت نظره أو توجيه اللّوم اليه، أما ان يُعفى من منصبه قبل إجراء تحقيق فهذا ينم عن كيدية؟».

وقالت مصادر أخرى مقربة من التحالف الشيعي (أمل وحزب الله) ان التحرك الى تصعيد، وأن الأكثرية «مسؤولة عن التدهور لأنها تريد إقصاء طائفة بكاملها من المعادلة السياسية»، مشيرة الى ان الوضع على الأرض سيتطور باتجاه إيجاد واقع جديد سيفرض نفسه، للبحث في المخرج الذي لا نراه قابلاً للسير فيه، اذا لم ينطلق من تراجع الحكومة عن قراراتها».

وأوضحت ان المعارضة «ليست مسؤولة عن التدهور، والبلد الى شلل تام»، مشيرة الى ان الكلام الفصل سيصدر عن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، في مؤتمره الصحافي اليوم الذي «يأتي في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان والمنطقة».

وزادت: «السنيورة لا يهمّه سوى ان يبقى في كرسي الحكم، والغضب مستمر حتى تكف هذه المجموعة يدها عن البلد».

في المقابل، استمرت المشاورات بين قيادات الأكثرية والرئيس السنيورة الذي اتّصل بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الموجود في الولايات المتحدة، ووضعه في أجواء المستجدات أمس. وكذلك اتصل السنيورة بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، كما بحث المستجدات مع رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي زاره مساء في السراي. ونقلت مصادر وزارية عن السنيورة ان «الحكومة صامدة ومتمسّكة بموقفها»، وأن «أحداً لا يأخذ البلد بالقوة وإنما الطريق الوحيد للسيطرة على السلطة يكون عبر إجراء انتخابات ديموقراطية، يُحتَكم فيها الى اللبنانيين». وقالت مصادر نيابية في الأكثرية ان «ما يحصل ما هو إلا انقلاب ينفََّذ بقوة السلاح بخلاف ما يشيعه قادة المعارضة من انه دفاع عن النفس». وإذ شدد النائب الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط على التهدئة وضبط النفس، أكدت المصادر ذاتها إن الاكثرية لا تريد إبعاد الشيعة عن الشراكة، وأن «المشكلة مع قوى أساسية في المعارضة تكمن في انها تدير ظهرها لدعوتنا الى التوافق، وتراهن على عوامل اقليمية، تحديداً سورية وإيران، والتخلي عن رهاناتها يفتح الباب على مصراعيه امام التوافق، ولا أظن ان ما يحصل بداعٍ محلي وإنما لاعتبارات خارجية».

وأبدت المصادر استعداداً للبحث في المخارج للعودة الى التهدئة، و «إنهاء الحالة الشاذة التي يراد منها شل البلد، بعدما تقرر نقل تجربة الاعتصام في الوسط التجاري في بيروت الى المطار لتعطيله تدريجاً»، وهذا ما دفع رئيس لجنة الاشغال النيابية النائب محمد قباني (كتلة المستقبل) الى المطالبة بتشغيل مطار القليعات في عكار شمال لبنان، كبديل موقت عن مطار بيروت، لإعادة اتصال لبنان بالخارج.

وسألت المصادر عن الأسباب التي أملت على عون الغياب عن السمع وعدم اعلان أي موقف، وقالت أنه «محرج أمام قاعدته والشارع المسيحي الذي رفض استجابة دعوته الى التظاهر، تماماً كما حصل مع غصن الذي نجح في إجهاض ما تبقى من الحركة النقابية التي لم تستجب له».

وأكدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في بيان أصدرته ليلاً ان «حزب الله خطا خطوة انقلابية تحت ستار الاضراب المزعوم من أجل مطالب معيشية، وهو الآن على طريق تقويض ركائز الدولة وتسعير الفتنة المذهبية والطائفية وتحدي مشاعر الغالبية العظمى من اللبنانيين، عِبر القيام بعمليات عسكرية استهدفت أحياء بيروت وانتهكت حرمة المنازل والمكاتب، موقعة الإصابات بين الأبرياء».

واتهمت قوى 14 آذار مسلحي «حزب الله» بالسيطرة على مرفأ بيروت «انطلاقاً من المخيم المسلح الذي يقيمونه في وسط بيروت»، مؤكدة ان «هذا الانقلاب المسلح موحى به من إيران وينفذه الحزب ولكن لن يمر»، ومشيرة الى أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي حيال هذا الاعتداء السافر على السيادة اللبنانية وضرب الصيغة اللبنانية، ما يقود الى وقوع لبنان في دائرة المشروع والقرار الإيرانيين».

ودعت الشعب اللبناني الى الصمود باعتباره الأساس في «إفشال هذه المؤامرة لإخضاع اللبنانيين والشيعة قبل غيرهم، وتغيير نظامهم وأسلوب عيشهم ومما يؤلم هؤلاء ان يروا مطارهم عرضة لإقفال وحصار من قبل العدو الاسرائيلي مرة ومن قبل «حزب الله» مرة أخرى».

وأعلنت قوى 14 آذار «استمرار مؤازرتها الكاملة للحكومة في دفاعها عن سيادة لبنان واستقلاله وقراراتها الحاسمة على هذا الصعيد لا سيما الأخيرة منها. ولفتت الى ان «هذه القرارات لا تستهدف الطائفة الشيعية الكريمة»، معتبرة ان «محاصرة مطار بيروت من قبل مجموعات مسلحة متمرّدة على الدولة، تشكّل انتهاكاً فاضحاً للقرار 1701، فضلاً عن كونها اعتداء على السيادة اللبنانية، يرتب على الدول العربية والمجتمع الدولي تحمّل مسؤولياتهم ازاء هذا التطوّر الخطير المهدد للاستقرار في لبنان والمنطقة».

وعلى صعيد الاتصالات المحلية لتطويق تدهور الوضع في بيروت، وفيما ظلت مقطوعة بين الاكثرية والمعارضة، علمت «الحياة» ان سفير السعودية لدى لبنان عبدالعزيز خوجة تواصل مع السفير الإيراني محمد رضا شيباني، في محاولة لإعادة الامور الى نصابها.

وتفيد المعلومات بأن شيباني اتصل بقيادتي «أمل» و «حزب الله» وعاد بجواب نهائي مفاده ان الحل في تراجع الحكومة عن قراراتها التي «تشكل اعتداء على الشيعة واستخفافاً بهم».

وفي هذا السياق، تشاور خوجة ونظيره التركي عرفان أركان الذي عاد وأبلغه انه اتصل بوزارة الخارجية وأن حكومته وعدت بتحرّك عاجل لدى سورية لما لديها من تأثير على القوى التي تتحرّك على الأرض.

وأكدت مصادر ديبلوماسية عربية ان اتصال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس السوري بشار الأسد تمحور حول عدة نقاط أبرزها قيام الأخير بدور ضاغط لوقف الاشتباكات في لبنان.

وعلمت «الحياة» ان قيادات في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي كانت على تواصل مع مسؤولين كبار في «حزب الله»، وأن هؤلاء بادروا الى وضع السنيورة في أجواء الاتصالات وفيها ان الحزب يقترح حلاً من اثنين: إستقالة الحكومة فوراً أو عودتها عن قراراتها الأخيرة.

لكن الأكثرية والسنيورة لم يأخذا بالاقتراحين، واعتبراهما من باب فرض الشروط التعجيزية، بينما كشف قيادي في الأكثرية اقتراحاً نقل بالواسطة الى قيادة «حزب الله»، يتضمن استعداد 14 آذار للبحث في مخرج لإنهاء الأزمة والسيطرة على التوتر، انطلاقاً من تعيين ضابط شيعي خلفاً للعميد شقير، لكن الاقتراح قوبل بالرفض، بذريعة أن إعفاء الأخير «قرار تعسفي».

الى ذلك، علمت «الحياة» ان الاتصالات التي أجريت بالواسطة بين «حزب الله» والأكثرية، عن طريق القيادات الأمنية، تطرّقت الى البحث في الوضع الامني المستجد، وأن المسؤولين في الحزب أكدوا أن لا نية لتصعيد الموقف، وأن الوضع سيبقى على ما هو عليه الآن، إلا في حال قامت الاكثرية باستهداف المعارضة التي سترد، بالتالي «لن تكون هناك ضوابط، وهي تدافع عن نفسها»، ما يعني ان الوضع الراهن سيبقى على حاله، ولن ينحسر الا باتفاق على مخرج لإنهاء الأزمة.

وقال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في كلمة الى اللبنانيين ليلاً: «إن الأحداث الأمنية الخطيرة التي تفجرت في بيروت تشكل بالنسبة إلينا، في أسلوبها وأهدافها، اعتداء سافراً على الوطن اللبناني وأمنه وسيادته وشرعيته، وعلى كرامة بيروت وأمن أهلها والمناطق الأخرى التي اجتاحها المعتدون». وأضاف: «اعتقدنا أن ثمة دعوة نقابية للاضراب من أجل الإعلان عن مطالب اجتماعية واقتصادية محددة، فإذا بالأمر يتحول إلى عصيان واجتياح لشوارع بيروت قامت بها عصابات مسلحة خارجة على القانون مارست أبشع أنواع الاعتداءات على كرامة المواطنين وسلامته». وتابع: «كنا نعتقد أن «حزب الله» معني بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي فاذا به يتحول الى قوة مسحلة لاحتلال بيروت وانتهاك حرماتها، لذا نتوجه من دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، الى العالمين العربي والاسلامي مستصرخين الضمائر الحية لوقف هذه الانتهاكات المفجعة ووضع حد لها». واعتبر قباني أن «لبنان بمسلميه ومسيحييه، يتعرض اليوم لمحاولة هيمنة حزب سياسي، هو «حزب الله» بدعم خارجي وتحت غطاء المقاومة. اختطف هذا الحزب مع الأسف الشديد، قلب العاصمة منذ أكثر من عام وحوله إلى معسكر لمسلحيه وها هو اليوم يختطف مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويحاول أن يبتز الدولة اللبنانية لتمرير مراقبة المطار وشكبة الاتصالات التي يقيمها متجاوزاً الشبكة الرسمية للدولة».

وقال: «انه من المؤسف والمحزن معاً أن تتولى دولة اسلامية تمويل كل هذه التجاوزات التي تسيء إلى وحدة المسلمين اللبنانيين وهي الوحدة التي نعض عليها بالنواجذ ونحرص على صيانتها وتجنبيها كل مكروه». وأضاف: «إننا إذ نتوجه الى أبنائنا وإخوننا في بيروت والمناطق للعمل على درء الفتنة المذهبية والتمسك بالوحدة الوطنية، نحذر في الوقت ذاته من استمرار «حزب الله» في الاعتداء على كرامة الموطنين ومحاولة الهيمنة على الدولة اللبنانية ومؤسساتها وتعطيل عودتها الى الحياة الطبيعية».

وناشد قباني من موقعه الديني والوطني، قادة «حزب الله» أن «يبادروا الى سحب المسلحين من شوارع بيروت وفك الاعتصام الذي يخنق العاصمة وان يتقوا الله في أهلهم وإخوانهم ووطنهم. المسلمون السنّة في لبنان ضاقوا ذرعاً بالتجاوزات والانتهاكات، واللبنانيون جميعاً لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من المغامرات السياسية والأمنية، فلبنان وطننا جميعاً مسلمين ومسيحيين، نحن له جميعاً. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد».

اشـتباكات داميـة تضـرب قلـب بيـروت وتقـفـل المـطـار … والتسـويـة متعـثرة

قائد الجيش يرفض فرض «الطوارئ»… وبوش يستدعي السنيورة إلى شرم الشيخ

قرار السلطة بتجريم المقاومة يشعل خطر الحرب الأهلية

السفير: 8/5/2008

تسارعت التطورات سياسيا وأمنيا، بصورة دراماتيكية غير مسبوقة، واستفاقت العاصمة اللبنانية والضواحي القريبة، أمس، على مشهد أعاد تذكير اللبنانيين بالمشاهد السوداء التي عاشوا فصولها أكثر من 15 سنة، وظنوا أنها ذهبت الى غير رجعة، فإذا بخطوط التماس المذهبية الجديدة ترتفع، وإذا بالبلد ساحة جاهزة وجذابة ومغرية للمنازلات، الكبيرة منها والصغيرة.

كان اللبنانيون على موعد مع تظاهر وإضراب نقابي عمالي، فإذا بهم أمام حصاد موجع لتداعيات القرارات الحكومية الأخيرة التي شكلت نوعاً من الانقلاب على البيان الوزاري للحكومة الحالية وعلى كل سياق ما بعد اتفاق الطائف، وذلك في اتجاه خوض مواجهة سياسية مكشوفة مع المقاومة، عبر تجريدها من صفتها الوطنية واعتبارها مجموعة ميليشيوية خارجة عن القانون.

وفي الوقت نفسه، أقدمت الحكومة، من حيث تدري أو لا تدري، على نسف مضمون الاتفاق السياسي القاضي بتنظيم مرحلة الفراغ، حيث كان يفترض بها أن تتصرف كحكومة تصريف أعمال لا حكومة اتخاذ قرارات من نوع الإقالة والتشكيل في المواقع الحساسة، الأمر الذي طرح سؤالا كبيرا حول من يتحمل مسؤولية اتخاذ هذه القرارات التي إن دلت على شيء إنما على فقدان الحد الأدنى من الحكمة والمنطق.

وفيما كان ينتظر أن تبادر المعارضة، وخاصة «حزب الله» و»أمل»، الى الرد سياسيا وبموقف مسؤول وكبير يكون في مستوى الخطوات التي أقدمت عليها الحكومة، بدا أن «التسلل» تحت راية العنوان النقابي، إنما يضر بالعنوان الاجتماعي الجامع من جهة وبالقضية السياسية الخطيرة التي تتصدى لها المعارضة من جهة ثانية.

وقد عاشت بيروت والضواحي وبعض المناطق، جواً محموماً من المواجهات بين عناصر الموالاة والمعارضة، اتخذ في أحيان عدة، خاصة في بعض أحياء العاصمة، طابع مواجهات مسلحة، حيث سجل سقوط عدد من الجرحى بالرصاص والحجارة، فيما أقفلت طريق مطار بيروت الدولي وبعض المداخل الجنوبية للعاصمة، وذلك في أسوأ مشهد يرتسم منذ عام 1990 حتى الآن.

وبدا واضحا أن المعادلة التي أبلغتها المعارضة، الى الموالاة، قبيل ساعات من جلسة الحكومة الأخيرة، قد ظلّلت التحرك المعارض، ومفادها أنه مقابل إقالة العميد وفيق شقير من منصبه، «سيكون عليكم أن تتحملوا كلفة تعطيل مطار بيروت الدولي»، وهو الأمر الذي حمل في طياته تهديدا واضحا بأن يستمر إقفال طريق المطار حتى عودة الحكومة عن قراراتها.

وقد ارتفعت سحب الدخان في أجواء العاصمة جراء حرق الإطارات ومستوعبات النفايات، فيما ارتفعت «جبال» من الأتربة والعوائق والسيارات الهالكة، في عدد من الشوارع، خاصة باتجاه المطار ومرفأ بيروت، وتردد أن عددا من عناصر المعارضة يستعدون لتنظيم اعتصام على طريق المطار في خطوة احتجاجية مفتوحة قال قياديون في المعارضة إنها لن تتوقف إلا إذا تراجعت الموالاة عن قراراتها الأخيرة، أي قرار نقل العميد وفيق شقير من جهاز أمن المطار ونزع شبكة الاتصالات الهاتفية الخاصة بالمقاومة.

وفي موازاة ما سيعلنه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في مؤتمر صحافي يعقده اليوم، من أن قرار قطع يد من يمد يده الى المقاومة وسلاحها (من ضمنها شبكة الاتصالات) «قد دخل حيز التنفيذ»، فإن الرئيس نبيه بري عبّر أمام هيئة رئاسة حركة «أمل» التي عقدت اجتماعا استثنائيا مساء أمس عن قلقه مما يجري، وأبدى خشيته من الأسوأ اذا لم تتراجع السلطة عن مواقفها، وحمّلت «أمل» في بيان لها «الحكومة البتراء مسؤولية المقررات الهمايونية»، وقالت إن مسؤولية «ما حصل ويحصل هو على عاتق هذه السلطة أولا وأخيرا».

وعلم أن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، سيلتئم اليوم استثنائيا بهيئتيه برئاسة الشيخ عبد الأمير قبلان وبحضور جميع الوزراء والنواب الشيعة، وذلك من أجل صياغة موقف رسمي يتضمن ردا على قرارات الحكومة وما صدر من بعض المراجع الروحية في الساعات الأخيرة.

في المقابل، لم يصدر أي موقف عن الزعيم الفعلي للموالاة النائب وليد جنبلاط، وكذلك عن النائب سعد الحريري، فيما برز موقف لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة أعلن فيه بعد اجتماعه، مساء أمس، بقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن ما يحدث في بيروت لم تتجرأ إسرائيل على القيام به، وأبلغ «إخبارية المستقبل» أن موضوع إعلان حالة الطوارئ مدار نقاش حاليا «ولن أتكلم عن شيء إلا إذا أصبح واقعاً»، وشدد على أن مجلس الوزراء في حالة انعقاد دائمة و»البحث جار عن الإجراءات الكفيلة بإنهاء هذا الوضع الشائك».

وأجرى السنيورة سلسلة اتصالات بعدد من وزراء الخارجية العرب، بالإضافة الى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الموجود في واشنطن، الذي أجرى اتصالا برئيس مجلس النواب نبيه بري.

وتلقى السنيورة اتصالا من نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي أجرى اتصالا مماثلا بالرئيس بري وشدد على مسؤولية الجميع في حماية السلم الأهلي في لبنان.

وأبلغ السنيورة أردوغان أن الذي يحمي «حزب الله» وفكرة المقاومة هو الشعب اللبناني (…)». وشدد على حل الأمور بعيدا من التشنج ومع الحرص على تثبيت السلم الأهلي.

يذكر أن البيت الأبيض أعلن رسميا، أمس، أن الرئيس الأميركي جورج بوش، سيلتقي السنيورة في شرم الشيخ خلال زيارته الى المنطقة في الأسبوع المقبل.

واتهم مصدر حكومي لبناني «حزب الله» بالتحضير «لعصيان مسلح من أجل الاستيلاء على السلطة»، وقال لـ»فرانس برس» إنه قد «وصلتنا معلومات متطابقة عن وصول عشرات المسلحين في فانات تواكبها دراجات نارية الى منطقة الاعتصام» (وسط بيروت)، وأشار الى احتمال «وجود نية لدى «حزب الله» لتوسيع انتشاره المسلح لاستخدامه في خطوات لاحقة في الساعات المقبلة»، معتبرا أن «ما يجري ليس عصيانا مدنيا، هو عصيان مسلح يقوده حزب الله للاستيلاء على السلطة».

ورأت «قوى 14 آذار» أن ما جرى أمس انقلاب مسلح لن يمر. وشنت حملة على «حزب الله» مؤكدة استمرار مؤازرتها للحكومة. واعتبرت أن «محاصرة مطار بيروت تشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1701».

ووجه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني رسالة إلى اللبنانيين اتهم فيها «حزب الله» باحتلال بيروت وخطفها وانتهاك حرماتها، وقال «كنا نعتقد أن حزب الله معني بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فإذا به يتحول إلى قوة مسلحة لاحتلال بيروت، وانتهاك حرماتها».

ودعا قباني العالم العربي والإسلامي الى وقف هذه الانتهاكات المفجعة، وقال إنه «من المؤسف أن تتولى دولة إسلامية تمويل هذه التجاوزات»، في إشارة مبطنة الى إيران، وناشد قادة «حزب الله» أن يبادروا الى سحب المسلحين من الشوارع وإنهاء الاعتصام في وسط العاصمة. وختم أن المسلمين السنّة، «قد ضاقوا ذرعاً بالتجاوزات والانتهاكات، واللبنانيين جميعاً، لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من المغامرات السياسية والأمنية».

على صعيد الاتصالات، علم أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كلف السفير السعودي في بيروت د. عبد العزيز خوجة الاتصال بنظيره الايراني محمد رضا شيباني والطلب اليه العمل سوية على معالجة الموقف «ولمّ الوضع» من دون أن تتبلور أية مواقف ملموسة.

وتردد أن قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان قد حاول منذ مساء الثلاثاء الماضي القيام بمساع باتجاه الفريقين تحسباً لما يمكن أن يحصل أمس، حيث أوفد ضباطا الى فريقي الموالاة والمعارضة عارضا أكثر من صيغة للتسوية أبرزها أن يعلن عن تجميد قرار الحكومة بانتظار انتهاء التحقيق القضائي في قضية الكاميرات، غير أن فريق الموالاة رفض الاقتراح.

وتردد أن صيغا مختلفة طرحت، أمس، وخاصة عبر قناة الاتصال الأمنية السياسية الوحيدة بين «حزب الله» و»المستقبل» (المتمثلة بالحاج وفيق صفا عن الحزب والمقدم وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي) من أجل إيجاد مخرج للأزمة. وعُلم أن فريق الموالاة عرض على الرئيس بري وقيادة «حزب الله» إعلان موقف يتم فيه التراجع عن موضوع نزع شبكة الاتصالات، ولكن مع الإبقاء على قرار نقل العميد شقير وأن يُترك لكل من بري وقيادة «حزب الله» تسمية البديل الشيعي. وعلم أن رد بري و«حزب الله» كان بالتمسك بالتراجع عن نزع الشبكة، وكذلك عن نقل شقير لأن البديل عنه هو العميد وفيق شقير نفسه. وقد تعثرت المفاوضات عند حد رفض الموالاة التراجع عن قرار النقل وفي المقابل رفض المعارضة للمقايضة بين «الشبكة» وشقير.

وتردد أن فريق الأكثـــرية ضغط على قيــــادة الجيش اللبناني من أجل إعلان حالة الطوارئ، غير أن قائد الجيش رفض أية محاولة للزج بالجيش في أتون حروب الشوارع، ولوّح بالاستقالة اذا استمر الوضع على الأرض على حاله مع تشبث كل من الطرفين بمواقفهما، كما لوّح بسحب الجيش الى الثكنات من أجل إبقائه موحـــدا، ورفض تحميله مسؤولية تداعيات قرارات لم يكن شــريكا في اتخاذها، علماً أنها تمس صلب عمل المؤسسة العسكرية.

يذكر أن أية مواقف دولية لم تصدر أمس، فيما أفاد مراسل «السفير» في نيويورك أن مجلس الأمن الدولي سيناقش اليوم تقرير ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن من دون أن يعرف ما اذا كان سيصدر بيانا رئاسيا حول تطورات الوضع في لبنان.

المفتي اللبناني يتهم حزب الله بمحاولة الهيمنة على لبنان تحت غطاء المقاومة

بيروت – أ ف ب: 8/5/2008

اتهم مفتي الجمهورية اللبنانية للطائفة السنية الشيخ محمد رشيد قباني الاربعاء حزب الله الشيعي “بمحاولة الهيمنة على لبنان بدعم خارجي تحت غطاء المقاومة”، داعيا قادة الحزب الى “سحب المسلحين من شوارع بيروت“.

وقال قباني في كلمة متلفزة وجهها الى اللبنانيين “لبنان يتعرض لمحاولة هيمنة حزب الله بدعم خارجي وتحت غطاء المقاومة“.

وقطع مناصرو المعارضة التي حزب الله احد اقطابها الاربعاء طريق مطار بيروت، فيما شهدت شوارع العاصمة اللبنانية اشتباكات بين مؤيدي المعارضة القريبة من سوريا وايران والغالبية النيابية المناهضة لدمشق والمدعومة من الغرب.

وجاءت هذه المواجهات على خلفية اضراب دعا اليه الاتحاد العمالي العام الذي يطالب بتحسين الاجور واثر اتخاذ الحكومة قرارات اعتبرت مساسا بامن حزب الله.

واضاف قباني “من موقعي الديني والوطني اناشد قادة حزب الله المبادرة الى سحب المسلحين من شوارع بيروت”، مؤكدا ان “السنة في لبنان ضاقوا ذرعا بالتجاوزات واللبنانيين جميعا لم يعودوا قادرين على تحمل مزيد من المغامرات السياسية والامنية“.

واتهم المفتي حزب الله بـ”خطف قلب العاصمة” عبر استمرار الاعتصام الذي نظمته المعارضة في وسط بيروت منذ اكثر من عام ونصف عام، معتبرا انه “يحاول ان يبتز الدولة لتمرير مراقبة المطار وشبكة اتصالاته“.

واذ اعرب عن “اسفه وحزنه ان تتولى دولة اسلامية تمويل كل هذه التجاوزات المسيئة لوحدة المسلمين التي نحرص على صيانتها”، في اشارة الى ايران التي تدعم حزب الله، قال “اتوجه الى العالم العربي والاسلامي مستصرخا الضمائر الحية وقف الانتهاكات المفجعة ووضع حد لها“.

ودعا قباني “اهلنا خصوصا في بيروت الى العمل على درء الفتنة المذهبية والتمسك بالوحدة الوطنية والدينية“.

واتهم مصدر حكومي في وقت سابق حزب الله بالتحضير “لعصيان مسلح من اجل الاستيلاء على السلطة”، في حين اكد مصدر معارض ان “الاضراب الجاري بكل ما فيه سيستمر وهو مثل العصيان المدني وذلك حتى تتراجع الحكومة عن قراراتها الاخيرة“.

وكانت الحكومة قررت الثلاثاء احالة قضيتي شبكة اتصالات حزب الله الهاتفية ومراقبته مطار بيروت الدولي امام القضاء المختص باعتبارهما “اعتداء على سيادة الدولة”، كما قررت تنحية قائد جهاز امن المطار العميد وفيق شقير الذي تعتبره الاكثرية قريبا من حزب الله، واعادته الى ملاك الجيش.

حزب الله يسيطر على الشارع ..ولا حلول سياسية في الافق

إيلاف من بيروت -وكالات : حزب الله يسيطر على الشارع ،والمبادرات السياسة مرفوضة من كلي الطرفين .المعارضة رفضت مبادرة رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري ،والموالاة رفضت شروط الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله .وبين الرفض رصاص ينطلق في شوارع بيروت ومراكز حزبية يستلمها الجيش وخطابات واتهامات متبادلة .وفي تطورات اليوم عودة الهدوء إلى منطقة صيدا بعد الإشتباكات الليلية التي أدت إلى سقوط قتيل وحوالي سبعة جرحى. وانتشر الجيش في المنطقة وتسلم مراكز تيار “المستقبل”. كما عاد الهدوء الى منطقة عالية بعد انتشار الجيش وانسحاب المسلحين من الشارع .كما قام الحزب التقدمي الاشتراكي باقفال مركزه في منطقة الشويفات بعد ان قام باخلائه .وعاد الهدوء إلى منطقة البقاع الأوسط حيث أعيد فتح كل الطرقات في المنطقة إلا طريق المصنع . اما في العاصمة فقد عاد الهدوء إلى شارع الحمرا بعد الإشتباكات التي دارت في المنطقة بين مناصري المعارضة والموالاة. وقام مناصرو الحزب “السوري القومي الاجتماعي” برفع أعلامهم في المنطقة بعد إنزال شعارات تيار “المستقبل”. وكانت اشتباكات قد اندلعت بين أنصار الأكثرية النيابية وأنصار المعارضة في مدينة عاليه في لبنان، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أسوأ اقتتال داخلي منذ الحرب الأهلية. وذكرت التقارير إن المواجهات بين المعارضة التي يقودها حزب الله والأكثرية النيابية التي يتزعمها تيار المستقبل بقيادة سعد الحريري انتقل الى الجنوب. وكانت الأكثرية النيابية أدانت استيلاء حزب الله على معظم بيروت الغربية، ووصفت هذا الإجراء بأنه “إنقلاب دموي”. وقالت إن هذا “الانقلاب” يهدف الى زيادة نفوذ ايران وإعادة الهيمنة السورية. وفي غضون ذلك، أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن دعمهما المطلق لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في مواجهة حزب الله وقوى المعارضة في الصراع العنيف الذي يعصف بلبنان.

من جانبها نفت اليونيفل خبر التعرض لاليتها العسكرية في منطقة المصنع وذلك بعد ان ذكرت قناة anb التابعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري ان االية لليونيفل قد تعرضت للاعتداء في منطقة المصنع ويذكر ان طريق المصنع ما تزال مقطوعة من قبل عناصر الموالاة .

وشهد منطقة “دير زنون” البقاعية تشهد إطلاقا كثيفا للنار وعمليات قطع طرق. اما اشتباكات حلبا بين منصاري الحزب “السوري القومي الاجتماعي” ومناصري تيار “المستقبل” في حلبا أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.

وعلى صعيد متصل أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وجود “حالة عاجلة في لبنان تتمثل في ما يحدث في الشارع وارتفاع عدد الضحايا”، مشيرا إلى التراجع الملحوظ في الحديث السياسي، ولافتا بذلك إلى أنه “كان اللبنانيون يتكلمون عن الحوار واليوم أصبحوا يتكلمون عن إطلاق الرصاص”. و أشاد بالجيش اللبناني معتبرا أن “الدور الذي يلعبه كبير”، كاشفا عن إتصال إيجابي أجراه مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان.

مصدر رفيع في المعارضة اللبنانية قال في تصريح صحفي انه لن يتم رفع الحواجز ولن يتم وضع حد لشلل العاصمة الا برجوع الحكومة عن قراراتها وقبولها بالتحاور والتوصل الى حل سياسي شامل في البلاد. من جهته كشف وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي لل بي بي سي مساء الجمعة إن الحكومة اللبنانية لن تستقيل كما تردد في عدة صيغ خلال النهار. وكشف ان اول صيغة طرحت هي استقالة الحكومة الحالية ثم طرحت بعد ذلك فكرة استقالة الحكومة وتحولها الى حكومة تصريف اعمال وبعد ذلك طرحت فكرة استقالة الحكومة وتسليم المجلس العسكري برئاسة قائد الجيش السلطة.

واكد العريضي ان الحكومة الحالية ليست بوارد الاستقالة كما نفى ان يكون حزب الله قد هدد باقتحام السراي الحكومي لحسم الوضع، الا انه لم يستبعد اي شيء بعد كل الذي جرى في بيروت في اليومين الماضيين، كما قال. ومع تطور الموقف، اجتمعت قوى الرابع عشر من مارس/ آذار الداعمة للحكومة في مقر رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في قرية معراب شرق بيروت، واكد المجتمعون في بيان لهم عن تضامنهم مع الحريري وجنبلاط المحاصرين في بيروت، ودعوا الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية الى تحمل مسؤولياتهم، كما ابدوا دعمهم المطلق للحكومة.

الى ذلك، دعت الحكومة الايطالية رعاياها الى مغادرة لبنان ونصحت وزارة الخارجية البريطانية الرعايا البريطانيين الى تجنب السفر الى ذلك البلد، بينما قال رئيس الدولة الاسرائيلي شيمون بيريس إن اعمال العنف التي شهدتها بيروت جزء من محاولة ايران بسط سيطرتها على منطقة الشرق الاوسط برمتها. كما بدأت كل من الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين باجلاء رعاياها من لبنان عن طريق البر الى سورية. وقال وزير الشباب والرياضة في الحكومة اللبنانية احمد فتفت ان “الحكومة اللبنانية هي التي تبقى السلطة الشرعية في البلاد“.

قتلى وجرحى

وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات التي بدأت الاربعاء بين انصار المعارضة والموالاة في لبنان الى ثمانية عشرة قتيلا سقط سبعة منهم خارج خارج بيروت، كما افادت مصادر امنية اليوم السبت. وبلغت حصيلة المواجهات التي اندلعت الجمعة بين انصار الطرفين خصوصا في مناطق الشوف (جنوب شرق بيروت) والجنوب وشرق البلاد الجمعة سبعة قتلى. ففي بلدة عاليه شرق بيروت، قتل شخصان في اشتباكات بين طرفين درزيين يتبع احدهما للزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد ابرز قادة الاكثرية المدعومة من الغرب والاخر لطلال ارسلان ووئام وهاب المواليان لسوريا.

وقبل ذلك، قتل مناصران للمعارضة في اشتباك وقع في بلدة عرمون جنوب غرب بيروت كما قتل شخصان هما امرأة وزوجها في صيدا كبرى مدن جنوب لبنان وقتلت امرأة في بلدة بر الياس في شرق البلاد. وقد سقط ضحايا الجمعة جميعهم في مناطق خارج بيروت بعد ان سيطرت المعارضة على القسم الغربي من بيروت غداة تفجر ازمة بينها وبين الاكثرية النيابية ادت الى قطع طرق العاصمة ومطار بيروت وحصدت 11 قتيلا الخميس في بيروت.

واشنطن تريد “محاسبة” حزب الله وإيران وسوريا

حملت الولايات المتحدة الجمعة حزب الله وايران وسوريا مسؤولية اعمال العنف التي دفعت لبنان الى حافة حرب اهلية وحذرت من انها ستقوم “بمحاسبتهم”. وقال البيت الابيض ان “الولايات المتحدة تجري مشاورات مع حكومات اخرى في المنطقة ومجلس الامن الدولي حول الاجراءات التي يمكن اتخاذها لمحاسبة المسؤولين عن العنف في بيروت”. ورفض مسؤول اميركي كبير ذكر اي من الاجراءات التي يمكن ان تتخذ لكنه اكد انه لن تكون هناك “اجراءات من مقاس واحد” تجاه طهران ودمشق والحزب اللبناني الشيعي الذي تعتبره واشنطن منظمة ارهابية.

وفي واشنطن، اكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مجددا دعم الولايات المتحد للحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة والمدعومة من الغرب واجرت اتصالات مع كبار القادة في العالم للبحث في سبل مساندة هذه الحكومة. وقالت رايس في بيان “سنقف الى جانب الحكومة اللبنانية والمواطنين المسالمين خلال هذه الازمة وسنقدم لهم الدعم الذي يحتاجونه لمواجهة هذه الزوبعة”. وعبر البيت الابيض عن “قلقه الشديد” لهذه الاضطرابات بينما دانت رايس اعمال العنف وانتقدت سوريا وايرن لدعمهما حزب الله الذي يحاول “حماية الدولة التي اقامها داخل الدولة” على حد تعبيرها.

وقالت رايس “ندين استخدام العنف من قبل مجموعات مسلحة غير شرعية وندعو الجميع الى احترام حكم القانون”. واضافت ان “حزب الله وحلفاؤه يقومون بدعم من ايران وسوريا، بقتل وايذاء مواطنيهم ليضعفوا بذلك سلطة الحكومة اللبنانية الشرعية ومؤسسات الدولة اللبنانية”. وذكر مسؤولون في الخارجية الاميركية طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ان الولايات المتحدة ستقدم دعما دبلوماسيا وسياسيا للسنيورة واستبعدوا اي عمل عسكري لمساندته حاليا. وكانت المعارضة اللبنانية بقيادة حزب الله سيطرت على غرب بيروت بعد مواجهات مع مؤيدين للحكومة.

من جهته، دعا المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو حزب الله الى “وقف محاولته لتحدي القرارات الشرعية” للحكومة التي قررت مؤخرا احالة شبكته للاتصالات الى القضاء مما ادى الى رد فعل عنيف من قبل التنظيم. وتابع جوندرو “ندعو سوريا وايران ايضا الى وقف دعمهما لحزب الله وتأثيرهما الذي يزعزع استقرار لبنان“.

اما الرئيس جورج بوش الموجود حاليا في مزرعته في كروفورد في تكساس بمناسبة زواج احدى ابنتيه اليوم السبت، فقد قال انه ما زال يأمل في لقاء السنيورة في مصر الاسبوع المقبل لكنه اكد انه سيتفهم وضع رئيس الحكومة اذا اضطر لالغاء زيارته. وقال جوندرو “نتوقع لقاء رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الاسبوع المقبل ويأمل الرئيس (بوش) في الاجتماع معه السبت او الاحد. لكن اذا شعر ان الوضع على الارض لا يسمح له بذلك، سنتفهم هذا الامر ايضا“.

ودعا جوندرو “دول المنطقة الى دعم الحكومة المنتخبة بشكل ديموقراطي في لبنان”، مشيرا الى انه “بعد اشهر من شل الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطيا، يوجه حزب الله الآن سلاحه الى الشعب اللبناني ويتحدى قوى الامن اللبنانية للسيطرة على الشوارع”. من جهته، اكد ماكورماك ان هناك ادلة على وجود افراد ومجموعات مرتبطين بسوريا “يؤججون العنف” في لبنان.

وقال “نرى الآن بعض الادلة على هذه المجموعات المرتبطة بسوريا وتقوم الآن بدور اكبر في لبنان في مفاقمة العنف”. واضاف ان هذه الادلة تشمل رؤية مجموعات وافرادا مرتبطين بدمشق بدأوا “يشقون طريقهم على الارض في الشوارع”. واتهم دمشق “بتشجيع اعمال العنف هذه على الاقل”. الا انه اضاف “لدينا اسئلة كثيرة حول ايران وسوريا وعلاقاتهما مع حزب الله وما اذا كانتا تلعبان دورا في الازمة الجارية الآن. حتى الآن لا استطيع ان اقول ذلك“.

وتابع ان واشنطن لا تملك ادلة على ارتباط ايران باعمال العنف في لبنان. لكن مسؤولا كبيرا في الخارجية الاميركية قال انه “من الصعب ان نتصور ان حزب الله يمكنه القيام بهذه الخطوة بدون ضوء اخضر من رعاته في الخارج وخصوصا ايران”. واضاف ان ايران تمت مشاورتها لان اي نزاع بين السنة والشيعة يمكن ان يمتد الى كل المنطقة، معبرا عن اعتقاده بان اتساع رقعة النزاع “امر لا ترحب به سوريا ولا ايران“.

وتابع ان حزب الله اظهر ان اهدافه محدودة. واضاف انه قد يكون سيطر على محطة التلفزيون التي يملكها سعد الحريري زعيم تيار المستقبل ذي الغالبية السنية ثم سلمها الى الجيش اللبناني ربما لانه “ليس في مصلحتهم سياسيا الاحتفاظ برموز تعود الى الطائفة السنية”. ورأى مسؤول آخر طالبا عدم كشف هويته ايضا ان ادلة تؤكد ان السوريين “يشاركون في هذا الوضع ويستغلونه” لكنهم لا يقفون وراء اندلاع اعمال العنف. واكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية طالبا عدم كشف هويته ان تحرك حزب الله قد يكون “عرضا للقوة” يهدف الى انتزاع تسويات من الاكثرية المدعومة من الغرب.

وقال “لا نعرف بالتأكيد ماذا سيحدث في لبنان”. واضاف ان “فكرة انقلاب لحزب الله قابل للاستمرار في لبنان لا تبدو لي واقعية نظرا للوضع الديموغرافي”. وصرح مسؤول آخر طالبا عدم كشف هويته ايضا انه يعتقد ان اهداف العملية محدودة ولا تصل الى حد اسقاط حكومة السنيورة.

الاخبار اللبنانية في الصحف

أكد مصدر مطلع لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى استكمل فور وصوله إلى القاهرة بعد أن قطع زيارته للولايات المتحدة المشاورات بشأن اجتماع وزراء الخارجية العرب وتحديد موعده، مستبعدا عقد اجتماع لمجلس السلم والأمن العربي الذي دخل حيز النفاذ، مؤكدا أن “فرص هذا الخيار ضئيلة”. ورجح المصدر أن يكون موعد اجتماع وزراء الخارجية العربة يوم الأحد، إلا أنه لمح إلى أن هناك ضغطا مصريا من أجل عقد الاجتماع السبت. ولفت المصدر إلى إن “من المتوقع أن تسعى الحكومة اللبنانية في الاجتماع إلى تجديد الدعم العربي لشرعيتها ورفض الأعمال التي قام بها حزب الله وحلفاؤه، إلا أنه في الوقت ذاته فلن نشجع المؤتمرين العرب على تشديد اللهجة تجاه المعارضة اللبنانية في ظل تأزم الوضع على المستوى الميداني، والحصار الذي تعانى منه”. وأوضح المصدر أنه من المتوقع أن يثير اجتماع وزراء الخارجية العرب مشكلة أخرى، هي من يرأس وفد لبنان في الاجتماع، خاصة في ظل قطع طريق مطار بيروت، والوضع الأمني في العاصمة، فـ”إما ستكون هناك تسوية من الأبواب الخلفية تسمح لوزير الخارجية بالوكالة طارق متري أو أي مسؤول بارز بالحكومة وأن تمنع المعارضة مغادرة رئيس الوفد مما سيعنى أن رئاسة الوفد ستؤول لمندوب لبنان في الجامعة العربية“.

من جهتها أكدت مصادر قريبة من المعارضة لـ «الراي» الكويتية ان “عناصر من حركة «أمل» تقف وراء إطلاق الصاروخ على قصر قريطم في حين ان «حزب الله» ابلغ الى عناصره بوجوب الامتناع عن اي تعرُّض لهذا القصر”. اما صحيفة الاتحاد فنقلت عن مصادر معارضة قولها ” أنه “تم ابلاغ قادة تيار المستقبل بضرورة سحب جميع المسلحين الذين استقدمهم التيار من الشمال ويقدر عددهم بحوالي 800 مسلح واقفال مكاتب التيار” وأكدت المصادر أن “خروج المسلحين واقفال مكاتب المستقبل في طريق الجديدة جنبها معركة كسر عظم لا يمكن تصور نتائجها”. وأشارت المصادر إلى أن “قيادات فلسطينية في مخيم صبرا المجاور لطريق الجديدة حذرت تيار المستقبل من خطورة فتح المعركة على تخوم مخيمهم“.

من جهتها توقفت مصادر متابعة في “القبس” الكويتية امام الحياد غير الايجابي للجيش اللبناني، والمسهل لهجمة الميليشيات في بعض الاماكن لا سيما ما حصل في مبنى تلفزيون “المستقبل”. واكددت مصادر مطلعة للصحيفة نفسها ان المعارضة “ستبقي على حصار بيروت حتى التوصل الى حل سياسي ينهي الازمة”، وأشار المصدر إلى أن «الامور كلها مرتبطة بعضها ببعض، فبيروت مقفلة حتى الحل السياسي». وعلى صعيد متصل وجه وزير بارز في الحكومة سؤالا عبر صحيفة “الشرق الأوسط”، قائلا: “السؤال الكبير هو أين (قائد الجيش) العماد (ميشال) سليمان؟

صحيفة الراي نقلت عن مصادر مطلعة قولها ” ان شرط البندين اللذين كان حددهما الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله (تراجع الحكومة عن قراريها حول شبكة الاتصالات ورئيس جهاز أمن المطار، والعودة إلى طاولة الحوار) تجاوزته الوقائع، مشيرة إلى ان استقالة الحكومة وتشكيل اخرى حيادية لوضع قانون الانتخاب والاشراف على الانتخابات صارت «الممر الاجباري لأي تسوية في البلاد

اما صحيفة “عكاظ” السعودية فرأت أن الوضع في بيروت انتهى الى ما حذر منه جميع الذين يحرصون على ان يبقى لبنان آمناً مستقراً معتبرة أن ما انتهى اليه هذا الوضع لم يكن مستبعداً “في ظل استمرار العجز عن الوصول الى حل يوفق بين الأطراف المتنازعة ويعيد لم شمل اللبنانيين ويوحد بين فئاتهم ويحفظ للبنان وحدته وسلامة مواطنيه”. ولفتت الصحيفة إلى أن العجز في انتخاب رئيس للجمهورية سبب الوصول إلى حالة الفوضى الراهنة في لبنان، معتبرة أن “عجز مؤسسته الدستورية والمتمثلة في مجلسه النيابي مؤذناً بتشظي الوضع وازدياد حدة الانقسام وترك الامور للشارع الذي لا يمكن ضبطه أو توجيهه أو اعادة ترتيبه دون دفع الثمن باهظاً سواء كان هذا الثمن في ترك الفوضى تعم الشارع اللبناني أو الاحتكام الى الجيش لفض النزاع بين مختلف الأفرقاء“.

وأشارت الصحيفة أنه “وسط هذا الانفلات الأمني والانقسام السياسي يصبح من السهل على كثير ممن لا يمتلكون الانتماء الوطني الصحيح ان يسمحوا بتدخل الفرقاء الخارجيين وأن يسهلوا لهم تحقيق أهدافهم حتى وان كانت على حساب لبنان وعلى حساب اللبنانيين أنفسهم”. وأكدت الصحيفة أن على الفرقاء المتنازعين في لبنان أن يدركوا “أن لبنان على منعطف خطر يمكن له ان ينتهي الى حرب أهلية لا يعلم الذين يثيرونها متى يتمكنون من انهائها وعليهم جميعاً أن يتحلوا بضبط النفس وأن يدركوا أنهم جميعاً خاسرون في معركة لا يربح فيها أحد“.

سجالات على وقع حرب الشوراع

الياس أبو عاصي: لن نقبل باستقالة الحكومة حتى لا يدخل البلد في الفراغ

أكد أمين عام حزب “الوطنيين الأحرار” الياس أبو عاصي دعم قوى “14 آذار” للحكومة، مشيرا إلى ان “الحكومة تستقيل أمام رئيس الجمهورية وتبقى لتصريف الأعمال إلى ان يتم انتخاب أخرى”، معتبرا أن “اليوم الوضع مختلف ولن نقبل بالإستقالة لكي لا ندخل البلد في الفراغ”. و تناول ما حدث في شوارع بيروت، موضحا أنه لا يتوقع من “فكر شمولي ومن مجموعة تخضع لإملاءات وقناعات الخارج غير هذا التصرف”، طالبا “عدم التمادي بإغتصاب المدينة”. ودعا أبو عاصي من “قوى الأمن إلى القيام بواجباتها على أكمل وجه“.

محمد الحوت :الـ“MEA” جاهزة لاستئناف العمل فور إزالة العوائق

أكد رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط الـ“MEA”” ان الشركة جاهزة لاستئناف العمل فور إزالة العوائق من أمام طريق المطار، مشيرا إلى أن أسطول الشركة لم يتضرر جراء الأحداث الأخيرة في بيروت.

مروان حمادة نفى “بشدة” إمكانية استقالة الحكومة

رأى وزير الاتصالات مروان حمادة أن “الوضع السياسي سيكون رماديا جدا لأن الأوراق السياسية ليست في يد حزب الله الذي يمتلك القرار العسكري والأمني الآن في بيروت” متوقعا “انطلاق الأزمة بصيغة جديدة”. و نفى بشدة إمكانية استقالة الحكومة، “فبعد الإستقالة يمكن أن يفلت زمام البلاد دستوريا”، مشددا على “أن الحكومة ستمارس شرعيتها على الأقل إذا لم تستطع أن تمارس سلطتها“.

جنبلاط تحدث عن إمكانية قبول صفقة شاملة اذا تضمنت انتخاب الرئيس

أبدى رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط “رضاه عن أداء الجيش على رغم بعض الملاحظات”، مؤكدا أن الموالاة لاتزال تنتظر الجواب على المبادرة التي أطلقها رئيس كتلة “المستقبل” النائب سعد الحريري. و تحدث عن إمكانية “القبول بصفقة شاملة اذا تضمنت ضمانات مؤكدة حول انتخاب الرئيس”، مشددا على أن لا مجال لاستقالة الحكومة. وأوضح جنبلاط انه والحريري اتخذا “قرارا حكيما” باعطاء التعليمات للمحازبين لتسليم مكاتبهم الى الجيش لمنع اي احتكاكات. وأكد أنه كان يتمنى “أن لا يسقط هذا العدد من الشهداء والجرحى والأضرار، فهناك عدد من المواطنين الذين فضلوا الدفاع عن أنفسهم”. ورأى أن “حزب الله” سيطر عسكريا وأمنيا، سائلا: “ماذا بعد؟”. كما سأل “هل هذه هي صورة المقاومة التي يريد السيد حسن (نصرالله) ان يبرزها في أزقة بيروت؟“.

عمار حوري: المعارضة مسيطرة بشكل كامل على الشارع ولا بد من حل داخلي

اكد عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري أن “المعارضة تسيطر بشكل كامل على الشارع”، مشيرا إلى أن “ما سلم إلى الجيش هو مجموعة مكاتب للموالاة، اما المعارضة فما زالت تحتفظ بأسلحتها”. و اعتبر أن ما آلت إليه الأمور “بعيد عن المتوقع وعن المنطق”، مشددا على أن “الوضع خطير وسيئ جدا”. وأوضح حوري أن الموالاة “لم تحظ بأي دعم غير شرعي من الخارج”، مشيرا إلى أنه “لا بد من حل سياسي نابع من الداخل ومبارك من الدول العربية“.

فرنسوا باسيل: ما حصل سلبي على مردود أعمال المصارف لكن السيولة جيدة

أعلن رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل ان كل المصارف الواقعة في منطقة الاشتباكات أغلقت أبوابها أمس، لكن المصارف في الضاحية الجنوبية من العاصمة فتحت أبوابها بيد أن الحركة لم تتجاوز 10 في المئة بالمقارنة مع أيام العمل العادية. وأضاف ان المصارف في منطقة البقاع كانت مقفلة عموماً، خلا بعض الفروع في مدينة بعلبك وزحلة وبعض هذه الفروع عمل داخلياً فقط. أما في الشمال والمنطقة الشرقية من العاصمة والجنوب والجبل فكان العمل طبيعياً والحركة خفيفة جداً. وعن حركة الشيكات والسحوبات في المصارف العاملة وفروعها قال باسيل إنه تمت تلبية الزبائن مع تراجع حركة الايداعات لحساب السحوبات.

وتابع ان الشيكات التي سحبت على المصارف العاملة وفروعها بقيت قيد التحصيل بطبيعة الحال، نظراً لاقفال غرفة المقاصة في مصرف لبنان. وكشف باسيل أن بعض رؤساء مجالس إدارات المصارف تعرض للتفتيش من مسلحين لدى محاولته تفقدها. وقفل عائداً أدراجه. وعن انعكاس الأحداث الأخيرة على المصارف قال باسيل: لا سلبيات سريعة في حال عادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الأحداث، فسيولة المصارف جيدة وعالية وتناهز 40 في المئة. وأموالها الخاصة كذلك مرتفعة، إنما ما حصل يؤثر سلباً على مردود أعمال المصارف، لأن الفوائد الخارجية الى تراجع، ونحن ندفع فوائد لعملائنا تتجاوز فوائد السوق. وهذا يؤثر في توظيفات المصارف التي كنا ننتظر أن تذهب إلى الاقتصاد والجمهور. وهل يتوقع أن تتشدد المصارف في تسليفاتها، وتتبع سياسة تسليف أكثر تحفظاً في ضوء التطورات، ختم رئيس جمعية المصارف: هذا يتوقف على مدى استمرار الوضع الطارئ والحلول السياسية، انما الحيطة واردة تبعاً لعلاقة المصرف ومعرفته بزبائنه وسجلهم الائتماني.

طارق متري: لا يجب أن نرفع توقعاتنا من مبادرات الخارج فالحل بالحوار

اكد وزير الخارجية بالوكالة طارق متري أن “الحكومة تفجع لما آلت إليه الأمور ولكنها ستقوم بواجبها عبر مساعدة لبنان على استعادة حراكه السياسي ليصار إلى انتخاب رئيس للبلاد”، مشيرا إلى أن “استقالة هذه الحكومة إحتمال غير وارد وغير مطروح”. و اعتبر أن “العنف المسلح له بعده الطائفي من جهة، وبعده الإنقلابي على العملية السياسية من جهة أخرى”، مشيرا إلى أن “هذه العملية تبدأ فقط بانتخاب رئيس للبلاد الذي هو شأن طبيعي في بلد ديمقراطي”. وبالحديث عن الإتصالات الخارجية، أكد متري أن “الدعم الخارجي الذي يستدعيه فريق السلطة هو دعم للإقتصاد وللمؤسسة العسكرية وللسيادة اللبنانية”، لافتا إلى أنه “لا يجب رفع توقعاتنا من المبادرات العربية والدولية لأن الحل هو عبر الحوار الداخلي“.

الأحدب : بري أثبت أن لا مقدرة لديه بأن يكون صاحب قرار

إعتبر النائب مصباح الأحدب أن ما شهدناه في الايام الماضية من أحداث “أسس لمرحلة جديدة أكدت أن السلاح استعمل للداخل”، مؤكداً أن “الحكومة لن تقدر الا أن تحافظ على ما تبقى من شرعية”. وقال”خوفا على الجيش، أقول له أن ليس بهذه الطريقة تستمر الأوضاع”. ورأى الأحدب أن “رئيس المجلس النيابي نبيه بري أثبت في هذه الاحداث الاخيرة ان مقدرة لديه أن يكون صاحب قرار في هذه المرحلة التي هي مرحلة حساسة وصعبة وانتقالية“.

حسن الرفاعي: لبنان “الدولة” لم يسقط ولا جدوى من وجوده إذا اهتزت صيغته

أكد الخبير الدستوري حسن الرفاعي أن “مسؤولية أحداث الشارع تقع على الحكومة إذا لم تكن قد أعطت أمرا واضحا لقيادة الجيش باتخاذ التدابير”، مشيرا إلى أنه “لا يمكن للجيش أن يتصرف إلا بأمر من السلطة التنفيذية”. و شدد على أن “لبنان الدولة لم يسقط بل سقط بعض سياسيوه”، معتبرا أنه “بسبب ديمقراطيته عليه أن يكون أمثولة لجواره”. ورأى أنه “لا يمكن لبلدنا أن يكون حياديا او فيديراليا أو كونفيديراليا لأنه إذا اهتزت صيغته فلا جدوى لوجوده“.

شهيب اكد أن إرسلان لعب دورا مهما لتهدئة الأجواء في الجبل

أكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب أكرم شهيب ان الموالاة كانت تأمل ان يتم التجاوب مع مبادرة رئيس كتلة “المستقبل” النائب سعد الحريري إلا أن الرد كان “مزيدا من الإنفلاش في المناطق”. و أكد أن رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” طلال إرسلان لعب دورا مهما لتهدئة الأجواء في الجبل وتثبيت الجيش في المناطق.

بيروت في قبضة حزب الله العسكرية و”عينه” على باقي المناطق

“14 آذار”: ما جرى “انقلاب مسلح” أسقط شرعية “المقاومة

إنها الجولة الاولى من الانقلاب. بيروت في قبضة “حزب الله” الذي عمل بعد السيطرة عليها بالتعاون مع “حركة امل” الى تلزيم بعض مناطقها لقوى 8 آذار أمثال “الحزب السوري القومي الاجتماعي” وحزب “البعث”. وسيرت قوى المعارضة المواكب السيارة مطلقة النار بكثافة ابتهاجاً “بالنصر”، وعمدت الى تجديد “الشكر لسوريا” عبر رفع صور الرئيس السوري بشار الاسد مجدداً في قلب العاصمة. وأول المهنئين بالنصر كان العماد ميشال عون الذي توجّه الى اللبنانيين بالقول: “اليوم هو انتصار للبنان بالعودة الى الميثاق الوطني … عادت القاطرة الى السكة“.

وواصلت قوى 8 آذار سياستها التوسعية لفرض هيمنتها بقوة السلاح في البقاع والجنوب، ولكن الاخطر ميدانيا محاولة توسعها باتجاه الجبل. وهي سيطرت على كل مراكز “تيار المستقبل” وفي مقدمها مؤسساته الاعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة، إضافة الى حرق المبنى القديم لتلفزيون “المستقبل” في الروشة الملاصق لمبنى السفارة السعودية. كما فُتحت طرق البقاع بعد اجتماع في دار الفتوى برئاسة مفتي البقاع الشيخ خليل الميس باستثناء الطريق الدولية عند المصنع حيث تكفّل الميس وعدد من المشايخ باقناع مناصري المستقبل بإعادة فتحها. وفي منطقة خلدة ـ عرمون وقعت مواجهات شرسة مساء بين عناصر من 8 و14 آذار ادت الى سقوط خمسة قتلى في معلومات اولية.

وليلاً، افادت معلومات امنية لصحيفة “النهار” ان سبعة قتلى سقطوا في عاليه في صفوف عناصر “حزب الله” خلال مواجهات في رأس الجبل مع الحزب التقدمي الاشتراكي. وقد سحبت ثلاث جثث تبين ان اصحابها ليسوا من ابناء المنطقة، فيما بقيت اربع جثث في ارض المعركة. الا ان “وكالة الصحافة الفرنسية” ذكرت نقلاً عن مصادر امنية ان ثمانية عشر قتيلا سقطوا منذ اندلاع المواجهات، سبعة منهم خارج بيروت، هم: قتيلان في عاليه ومناصران للمعارضة في عرمون، وشخصان هما امرأة وزوجها في صيدا، وامرأة في بر الياس.

ولم يجد مصدر رسمي ما يصف به لصحيفة “النهار” ما جرى في بيروت امس سوى قوله “ان حزب الله نفّذ في بيروت انقلاباً توأماً مشابهاً لانقلاب حماس في غزة. وهو كمثل كل الانقلابيين سيكمل خطواته راضياً ربه ولو ذبح كل شعبه”. واضاف: “اصبحت السلطة من مسؤولية ميليشيا حزب الله باعتبار انه يمسك بزمام الامور على الارض. وكل العالم والشعب اللبناني ينتظران كيف ستطبق ميليشيا حزب الله نظرية السيد حسن نصرالله التي قال فيها ان حزبه يتمسك بمنطق الدولة وليس بمنطق العصابة. وكانت البواكير الاولى لهذا المنطق احتلال منازل النواب، وقتل الآمنين في الطرق، واسكات وسائل الاعلام. لقد اعطت ميليشيا حزب الله اللبنانيين والعالم درساً بليغاً في كيف تكون ممارسة العصابة والدولة. ومن الآن فصاعداً على حزب الله وميليشياته ان تتحمل مسؤولية ما فعلته“.

وفي وقت تصاعدت المواقف الدولية المنددة بأحداث بيروت، واصل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أمس مباحثاته الهاتفية مع عدد كبير من الشخصيات السياسية اللبنانية والعربية والدولية. وأفادت مصادر ديبلوماسية لـ”النهار” ان المشاورات تدور عربياً ودولياً حول طريقة مساعدة لبنان وشعبه في “مواجهة انقلاب حزب الله”. وقالت إن الانظار متجهة الآن الى اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً الاحد في القاهرة والقرارات التي ستصدر عنه. وأشارت الى ان هناك تفكيراً في عواصم عدة في التوجه نحو “خيارات انفرادية”. كذلك يتجه التفكير الى طلب انشاء “قوة حماية عربية واسلامية“.

وكانت قوى 14 اذار عقدت اجتماعاً استثنائياً في معراب لتقييم التطورات المتسارعة وابعادها. واكد رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في بيان تلاه باسم المجتمعين ان ما جرى هو “انقلاب مسلح” نفذه “حزب الله” بواسطة “القذائف المرسلة من طهران عبر بوابة دمشق. وهذا أسقط نهائياً شرعية سلاح حزب الله ونزع عنه صفة السلاح المقاوم”. ورأى ان قيادة الجيش “مدعوة بكل إلحاح الى الاضطلاع بالواجبات الأساسية للمؤسسة العسكرية في حماية ارواح المواطنين والمحافظة على الاملاك الخاصة والعامة”. وتوجه الى الدول العربية “لتحمل مسؤوليتها حيال لبنان لان الانقلاب المسلح والدموي الذي ينفذه حزب الله هدفه اعادة سوريا الى لبنان وايصال ايران الى المتوسط”. ودعا المجتمع الدولي الى “ممارسة الضغط اللازم على الدول المجاورة التي تساعد على تمرير السلاح الى لبنان”. وجدد وقوف قوى 14 آذار “الكامل وبكل قواها خلف حكومة لبنان الشرعية والدستورية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة“.

ورفض النائب وليد جنبلاط المحاصر في كليمنصو بشدة استقالة الحكومة، مؤكدا لـصحيفة “الشرق الأوسط” امكانية الوصول الى تسوية بين مطالب المعارضة والموالاة. وانتقد جنبلاط بشدة اداء “حزب الله”، معترفا له بالسيطرة العسكرية، لكنه سأل عن الافق السياسي لهذه المعركة.

اما على صعيد قوى 8 اذار، فاعلن مصدر بارز في المعارضة لوكالة “رويترز” انهم سيبقون على اقفال بيروت بما في ذلك الطريق المؤدية الى مطار بيروت، الى حين التوصل الى حل سياسي. واكّد “ان الامور كلها مرتبطة بعضها ببعض. بيروت مقفلة حتى الحل السياسي”. من جهته، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري ليل أمس اتصالا هاتفيا بالنائب وليد جنبلاط أبلغه خلاله انه ما يزال ينتظر جواب الاكثرية على اقتراح المعارضة تراجع الحكومة عن قراراتها والعودة الى طاولة الحوار، كما تلقى اتصالا هاتفيا من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي وضعه في اجواء الدعوة للاجتماع الوزاري العربي. وحذر بري في حديث الى صحيفة “الشرق الأوسط” الموالاة من التأخر في التجاوب مع مساعي المعارضة، معتبرا ان ذلك سوف يجر البلاد الى العصيان المدني. وكشف انه اقترح على موسى أن يعمد الاجتماع الوزاري العربي إلى تشكيل لجنة ثلاثية أو سداسية كما حصل في السبعينات والثمانينات للقيام بالمساعي الحميدة بين اللبنانيين اذا تلكأ هؤلاء عن القيام بذلك، مشترطا ان تأتي هذه اللجنة بمشروع واضح ومتوازن وان يكون عبارة عن سلة متكاملة، محذرا من نتائج سلبية لأي انحياز نحو طرف من الاطراف اللبنانية، كما قلل من اهمية “التلويح بالتدويل“.


السنيورة يطرح مبادرة على حزب الله لإنهاء الأزمة

طرح رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على حزب الله مبادرة من عدة بنود في سبيل الخروج من المأزق الذي وصلت إليه الأوضاع في البلاد، وأدى إلى مقتل 25 شخصا وإصابة عشرات آخرين في اشتباكات استمرت ثلاثة أيام بين أنصار المعارضة والموالاة.

وأعلن السنيورة في مبادرته أن القرارين المثيرين للجدل واللذين تسببا في تفجر الوضع مؤخرا والمتعلقين بشبكة اتصالات حزب الله، “لم تصدرهما الحكومة بعد” وأنهما أصبحا في عهدة رئاسة الجيش اللبناني للبت فيهما.

ودعا في خطاب تلفزيوني حزب الله إلى سحب مسلحيه فورا من الشوارع وإنهاء كافة مظاهر التسلح، وإعادة الحياة في بيروت إلى طبيعتها.

وفي هذا السياق اتهم السنيورة الجيش اللبناني بأنه قصر في مهمته، مشيرا إلى أنه طلب من الجيش في السابق التحرك لنزع كافة مظاهر التسلح من الشوارع، وفض الاعتصامات وإزالة الخيام من وسط بيروت لإعادة الحياة إلى طبيعتها، “لكن الجيش لم ينفذ مطالب الحكومة“.

وقال إنه يجدد مطالبه هذه من الجيش، بما فيها فتح جميع الطرق ومن ضمنها الطريق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري.

وتضمنت مبادرة السنيورة أن يتولى الجيش اللبناني والقوات اللبنانية وحدها حماية المؤسسات والشوارع في لبنان، “وعليه فإن تواجد أي مسلح خارج المؤسسة العسكرية اللبنانية في الشوارع اللبنانية اعتبارا من هذه اللحظة يعتبر مخالفا للقانون“.

ووفقا لمبادرة السنيورة فإن الدائرة الانتخابية المقبلة هي القضاء، مع ترك بحث بقية التفاصيل لمجلس النواب، كما دعا إلى الاتفاق على رئيس توافقي للبلاد تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

سلاح حزب الله

وفيما يتعلق بسلاح حزب الله أكد السنيورة أن هذا الموضوع -بعد التطورات الأخيرة- لن يسكت عليه، وأصبح لا بد من طرحه للنقاش والبحث بين كافة اللبنانيين، مشيرا إلى أن التطورات الأخيرة “كشفت زيف ادعاءات حزب الله بأن سلاحه لن يكون موجها إلا إلى إسرائيل فقط“.

وأقر بأن اللبنانيين لم يعودوا قادرين على إدارة الحوار فيما بينهم، لذلك دعا أطراف النزاع للاتفاق فيما بينها على طرف محايد يتولى إدارة الحوار وصولا إلى إنهاء الأزمة السياسية المحتدمة منذ أشهر طويلة.

ودعا السنيورة جميع اللبنانيين للوقوف دقيقة صمت ظهر غد الأحد تعبيرا عن الندم والأسف للتطورات الأخيرة التي وصلت إليها الأمور في بلدهم، وتعبيرا عن الحزن على الضحايا الذين سقطوا خلال الأيام الماضية.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية قد حمل في بداية خطابه حزب الله والمعارضة مسؤولية هذا التدهور، مشيرا إلى أن المعارضة هي التي أفشلت الحوار والمبادرات وأن حزب الله أراد فرض رؤيته المتعلقة بسياسة لبنان الخارجية على أجندة الدولة وأراد التفرد فيما يتعلق بقرار الحرب مع إسرائيل.

وقال السنيورة إنه بعد الأحداث الأخيرة فإن مشكلة حزب الله لم تعد مع الحكومة اللبنانية فحسب وإنما مع الشعب اللبناني أيضا، متهما إياه بتدبير انقلاب مسلح على لبنان وأمنه وديمقراطيته وسلم أهله، وأنه استباح حرمة الأحياء والمؤسسات اللبنانية.

وسائل الإعلام السورية تتناول أحداث لبنان بطريقتها الخاصة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء : 8/5/2008

دمشق: تناولت الصحف السوري الرسمية وشبه الرسمية اليوم (الخميس) أحداث لبنان التي جرت يوم أمس ضمن أسلوب خاص بها، فأشارت إلى أن أساس المشكلة هو منع الحكومة اللبنانية للمظاهرة التي أقامها الاتحاد العمال العام ورفضها الاستجابة لمطالبه تشجيعها الميليشيات التابعة لأحزاب الموالاة المشاركة في الحكومة لتساهم في منع هذه التظاهرات .

ولم يهتم الإعلام السوري كثيراً بما قالته الحكومة اللبنانية عن تمديد شبكة اتصال خاصة بحزب الله في معظم أنحاء لبنان ومراقبته للمطار بآلات تصوير، واعتبرت أن قرارات الحكومة المتعلقة بإزالة الشبكة وآلات التصوير وتغيير مدير أمن المطار هي عمليات استفزازية ضد المقاومة وحزب الله، وتتوازى مع السياسة الإسرائيلية.

وركزت هذه الصحف على أن ميليشيات الموالاة أطلقت ناراً كثيفاً على المسيرة العمالية وأن الجيش اعتقل عشرات المسلحين من هذه الميليشيات، ورأت أن إجراءات المعارضة هي “إملاءات خارجية وزرع للفتنة“.

وجاء موقف الصحف السورية هذا ضمن عرضها لأخبار الأحداث اللبنانية، لكنها لم تكتب تعليقات أو تحليلات خاصة بهذه الأحداث، فقد نشرت صحيفة الثورة شبه الرسمية عنواناً رئيسياً على صفحتها الأولى يقول “إن ميليشيات السلطة تطلق النار على تظاهرة عمال لبنان”، وأن “إجراءات الحكومة إملاءات خارجية وزرع للفتنة”، بينما نشرت صحيفة تشرين الحكومية خبر أحداث لبنان كخبر رئيسي فيها وقالت “إطلاق نار كثيف من ميليشيات 14 شباط على المسيرة العمالية”، و”الجيش يعتقل 21 مسلحاً من تيار المستقبل وحزب القوات” الموالين للسلطة.

وتتطابق سياسة الصحف السورية مع الموقف السوري المتحالف مع المعارضة اللبنانية التي ترى أن من حقها تمديد شبكة اتصالات خاصة بها لمقاومة إسرائيل ولعب دور هام في شؤون مطار بيروت الدولي الذي ربما تأتيها مساعدات بطريقه.

ولا شك أن الدعم السوري هو دعم كامل لموقف المعارضة اللبنانية، وقد لاقت دمشق جراء هذا الموقف ضغوطاً شديدة من الدول العربية المعتدلة وخاصة السعودية ومصر، ومن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية، وساءت علاقاتها مع هذه الدول من أجل ذلك.

المعارضة السورية في لبنان تعتبر أحداث بيروت حرباً طائفية

إلى ذلك اعتبر معارضون سوريون مقيمون في لبنان أن الأحداث التي تشهدها بيروت وضواحيها هي إعلان حرب طائفية بين حزب الله (الشيعي) و(السنة) في المدينة، وحثوا علماء المسلمين السنة في سورية إلى “تهيئة الشارع السوري لعصيان مدني”، من أجل الوقوف “في وجه المد الشيعي الفارسي” على حد تعبيرهم.

وقالت أمانة بيروت لإعلان دمشق المعارضة في نداء إلى العلماء المسلمين السنة في سورية اليوم الخميس” إن حقيقة ما يحصل في لبنان هو أن حزب الله وبتنسيق مع النظام السوري والنظام الإيراني “بدؤوا حرباً على أهل السنة في مدينة بيروت”، وقالت إنهم قاموا (أي حزب الله) “بحرق وقتل وتدمير بحق ممتلكات وحرمات الأحياء السنية”، مشيرة إلى أن الطائفة السنية “عُرفت بتسامحها ورعايتها لمختلف الطوائف والمذاهب وبالأخص الطائفة الشيعية الكريمة” وفق تعبير الأمانة.

وأيدت الأمانة موقف مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني الذي شن هجوماً (الأربعاء) على حزب الله، ودعا العالمين العربي والإسلامي لاتخاذ موقف ووضع حد لما يحدث في لبنان.

ودعت الأمانة علماء المسلمين السنة في سورية إلى “تهيئة الشارع السوري لعصيان مدني” من أجل الوقوف “في وجه المد الشيعي الفارسي” وفق تعبير الأمانة.

وفي السياق ذاته، لم يصدر عن المعارضة السورية في الداخل أي موقف ـ حتى اليوم ـ مما يحدث في لبنان، وبرر البعض صمت المعارضة داخل سورية (خاصة تجمع إعلان دمشق) عن أحداث لبنان الأخيرة نتيجة خوف المعارضة من رد فعل السلطات السورية تجاه أي موقف أو تصريح يتعلق بلبنان، خاصة وأن رموزاً من المعارضة تم اعتقالهم لإصدارهم بيان “إعلان دمشق بيروت” الذي دعا إلى ضرورة قيام علاقة جيدة ومميزة بين البلدين بعيداً عن الهيمنة والتدخل.

أعنف اشتباكات في الشمال وحادث مأسوي في العاصمة قبل «مبادرة» سليمان …

والمعلم يغيب عن اجتماع مجلس الجامعة وتحذير من «تدخل دولي» … بيروت في عهدة الجيش هادئة بين «جدران» السواتر: نصف تجاوب من المعارضة وخطوات لتفعيل العصيان المدني

بيروت، القاهرة، دمشق – محمد شقير

–> عشية انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب في جلسة طارئة في القاهرة اليوم، للنظر في الوضع المتأزم في لبنان، بعدما بلغ التصعيد الأمني ذروته في الشمال، وتمثل في اشتباك بين أنصار تيار «المستقبل» والحزب السوري القومي الاجتماعي في حلبا في عكار، هو الأعنف منذ قرار المعارضة السيطرة على الشارع، وأدى الى سقوط 14 قتيلاً وعشرات الجرحى، حاول قائد الجيش العماد ميشال سليمان الدخول بقوة على ملف الأزمة، قبل بلوغها نقطة اللاعودة. إذ اقترح مخرجاً للقرارين اللذين كانا اتخذهما مجلس الوزراء في شأن شبكة الاتصالات السلكية التي أنشأها «حزب الله»، وإعفاء قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير من مهامه، واللذين تسببا في انفجار الوضع على جبهة الأكثرية والمعارضة… في الشارع.

وشهدت منطقة الطريق الجديدة في بيروت صباح أمس حادثاً مأسوياً بسقوط قتيلين و8 جرحى بإطلاق نار أثناء تشييع جنازة ضحية سقطت في اشتباكات أول من أمس. واعتقل الجيش الفاعل.

وبناء لموافقة الحكومة ومعها الأكثرية على وضع القرارين في عهدة قيادة الجيش، اعتبر العماد سليمان أنهما لم يصدرا عن الحكومة وأعلن إبقاء العميد شقير في منصبه، على أن يعالج موضوع شبكة الاتصالات، سلاح الإشارة في الجيش «بما لا يضر بالمصلحة العامة وأمن المقاومة». وطلب من جميع الأطراف إعادة الوضع الى ما كان عليه قبل بدء الأحداث الأخيرة في البلاد، لجهة «منع المظاهر المسلحة وسحب المسلحين وفتح الطرقات»، وتكليف الجيش مواصلة اتخاذ الإجراءات لحفظ الأمن وتوقيف المخالفين. وقوبل اقتراحه بتأييد فوري من رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري، الذي اعتبر أن هذا القرار يفتح الباب أمام المعالجة المطلوبة مؤكداً استعداد تيار «المستقبل» للالتزام بمقتضيات ما ورد في بيان قيادة الجيش. كما قوبل بتأييد من رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، ونقل الحريري وجنبلاط تأييدهما الى العماد سليمان، في اتصالين تلقاهما منهما. كما سارع السنيورة والوزراء الى الترحيب بالمخرج الذي أعدته المؤسسة العسكرية.

في المقابل أبدت المعارضة نصف تجاوب مع اقتراح قيادة الجيش، وأعلنت بلسان المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي، النائب في حركة «أمل» علي حسن خليل موافقتها على إنهاء المظاهر المسلحة واعتبار أمن بيروت في عهدة الجيش اللبناني، مع تأكيدها «استمرار العصيان المدني حتى تحقيق مطلبنا السياسي الذي نراه يحفظ لبنان». لكن ترحيب السنيورة والوزراء باقتراح قيادة الجيش استدعى منهم التشاور ليلاً في بعض الخطوات التي من شأنها كما قالت مصادر وزارية لـ «الحياة»، تدعيم دور الجيش «ليس في إعادة الأمن الى بيروت وكل لبنان فحسب وإنما لتمهيد الأجواء لسحب الاحتقان السياسي من الشارع، وهذا ما يتطلب من الحكومة وبدعم مباشر من الأكثرية خطوات ملموسة لسد بعض الثغرات التي يمكن أن تلجأ اليها المعارضة لتبرير عدم استجابتها بالكامل المخرج الذي أنتجه العماد سليمان، لا سيما أن النائب الخليل لفت في مؤتمره الصحافي الذي عقده ليل أمس في عين التينة، للرد على الكلمة التي وجهها السنيورة ظهراً الى اللبنانيين، الى أن الأخير لم يتجاوب مع طلب قيادة الجيش منه العودة عن القرار «الخاطئ» الخاص بشبكة الاتصالات السلكية لـ «حزب الله».

ولم يكتف خليل بهذه الإشارة فقط، إنما لفت الى أن اعتبار القرارين وكأنهما لم يصدرا عن الحكومة يتعارض مع مبادرة السنيورة الى إيداع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نسخة عنهما.

وربما هذا الأمر هو الذي دفع الحكومة ليل أمس الى التشاور في تجميد مفعول الرسالة واعتبارها كأنها لم تكن، إضافة الى بحثها في إبطال الملاحقات الاستنابية التي طلبتها من القضاء اللبناني، لملاحقة كل من له صلة بإنشاء شبكة الاتصالات.

وأكد مصدر وزاري لـ «الحياة» ان الحكومة مستعدة لتسهيل مهمة العماد سليمان من أجل وضع المخرج الذي اقترحه موضع التنفيذ، وان هذا يقتضي التقدم خطوة باتجاه المعارضة، على أن تتقدم هي بخطوة مماثلة لإنجاح المبادرة التي طرحتها قيادة الجيش.

وأشار المصدر ذاته الى ان «لدى الحكومة توجهاً نحو إسقاط الذرائع التي أثارتها المعارضة» على لسان النائب خليل في معرض تبرير عدم استجابتها الكلية الخطوات التي اقترحها سليمان، مع أنها (المعارضة) تجنبت الدخول في صدام معه فوافقت على سحب الوضع الأمني من التداول عبر موافقتها على إنهاء كل إشكال المظاهر المسلحة، وإبقاء العصيان المدني مع مباشرتها برفع وتيرة التصعيد على هذا الصعيد، للضغط – كما قالت مصادر في المعارضة – على الحكومة لاستكمال إلغاء مفاعيل القرارين وللعودة الى الحوار.

وبالعودة الى حرب المواقف بين الأكثرية من خلال السنيورة والمعارضة بواسطة النائب خليل، أكد الأول أن «الدولة لن تسقط تحت سيطرة الانقلابيين ولن يقبل الشعب اللبناني بأن تستباح حريته ليعود التسلط والقهر والإرهاب»، وان «حلم الديموقراطية تلقى طعنة مسمومة من الانقلاب المسلح الذي نفذه حزب الله وأعوانه على لبنان وعاصمته وأهلها، مستبيحاً منازلها وأملاكها ومؤسساتها».

وأضاف السنيورة: «قالوا بحماية المقاومة ضد إسرائيل ونحن لم ولن نفرط بذلك لكنهم عملوا للسيطرة، وكانوا ينادون بالشراكة ويهدفون الى الاستئثار، روّجوا للحوار وأعدّوا للتصعيد، يتحدثون عن التهدئة ويهيئون للحرب. عمدوا الى تقسيم اللبنانيين وميّزوا بينهم، بين شريف وطاهر ونظيف ووطني وخائن».

وسأل السنيورة: «ماذا يفعل حزب الله في شوارع وأزقة بيروت؟ هل انتقل موقع المستوطنات الاسرائيلية في فلسطين المحتلة الى ساحة رياض الصلح كي يتم احتلالها ونصب الخيم في قلبها، وماذا يفعل على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، وهل بقطعه الطريق الى المطار يقطع طرق الإمداد الى تل أبيب»؟ ولفت الى ان «إسرائيل هي العدو وسورية هي الشقيق، وستظل الشقيق مهما زادت في ظلمها للبنان». وسأل: «هل أعلنت الحكومة الحرب على حزب الله، أو فكرت في استهداف طائفة كريمة؟ نحن لم ولن نعلن الحرب على حزب الله، المشكلة انه قرر بمفرده كيف يجب أن يكون مصير لبنان ومستقبله وهو الذي يحتكر لنفسه حق متى وكيف تكون الحرب، ومتى يكون السلم، ويلزمنا بخيارات يراها هو مناسبة، وان على الشعب اللبناني أن ينساق خلف رأيه».

وأكد السنيورة ان «الحكومة لم تعلن الحرب على حزب الله لكنه أعلن حرباً وشنها بهدف تغيير التوازنات المحلية والإقليمية والدولية، فيما نحن نعمل لإبعاد بلدنا عن الصراع الإقليمي والدولي».

وزاد ان «اللبنانيين لن يقبلوا أن يستمر حزب الله وسلاحه على هذا الوضع، وكنا صدقنا قوله إن سلاحه لن يتوجه يوماً الى الداخل، لكن عليه أن يدرك أن قوة السلاح لن ترهبنا ولن تجعلنا نتراجع عن مواقفنا».

وشدد على أنه يريد الحوار، لكنه نبّه الى أن «رعايته تحتاج الى طرف محايد، بالتالي علينا أن نتفق سوية على الطرف المحايد، أو الصيغة المحايدة التي تجمعنا كي نتلاقى على الحلول». واستدرك ان «سلاح حزب الله بات أكثر من أي وقت مضى مسألة تستدعي الحوار والاتفاق بين اللبنانيين».

وتحدث السنيورة عن صيغة مرحلية للانتقال الى الحلول، وحدد للوصول اليها الخطوات التالية: وضع القرارين اللذين لم يصدرا بعد في عهدة قيادة الجيش، انسحاب المسلحين من الشوارع وإزالة الاعتصام، على أن يتولى الجيش وقوى الأمن الحفاظ على الأمن فوراً، وانتخاب الرئيس التوافقي على قاعدة أن الحكومة الأولى للعهد المقبل هي حكومة وحدة وطنية ليست للأكثرية فيها القدرة على فرض أي قرار، ولا للأقلية فيها القدرة على التعطيل، وان تكون الدائرة الانتخابية المقبلة هي القضاء مع ترك أمر البحث في الصيغ التفصيلية الباقية للبرلمان، والتزام الأطراف ميثاق التهدئة الإعلامية».

وختم السنيورة قائلاً انه طلب من قيادة الجيش اللبناني «ان تتحمل مسؤوليتها كاملة في حماية اللبنانيين وحفظ السلم الأهلي».

ورد خليل على السنيورة مؤكداً ان «بيروت تبقى حاضنة للجميع وحقهم في المشاركة والفعل السياسي وصناعة القرار السياسي الذي عطله هو وفريقه السياسي، دور نصف اللبنانيين فيه على مدى سنتين، ممارساً لانقلاب كامل على الدستور والميثاق وقواعد النظام السياسي».

واعتبر ان «هذا هو الانقلاب الحقيقي في تغييب شريحة أساسية من اللبنانيين عن القرار، والانقلاب أيضاً في الانقضاض على المقاومة في لحظة اعتقاد وحساب خاطئة من خلال محاصرتها بقرار تعطيل شبكة التواصل السلكي، وفي تشويه الحقائق وفي مصادرة صلاحياتها لحساب استكمال المشروع الميليشيوي الحقيقي في السيطرة على مقدرات البلد وقراره». ولفت الى ان «بيروت ليست ملكاً لأحد»، وقال ان «الرسالة التي أرسلها السنيورة وفريقه الى بان كي مون وحدها تكشف ان محاولة خلق مناخ إيجابي سقطت بالنص والصورة والوثيقة» (عرض نص الرسالة الى الأمم المتحدة). وتابع ان «المشكلة مع السنيورة وفريقه أنه لا يريد الحوار بينما نحن نريد الحفاظ على هذه المؤسسة التي تجاهلت اليوم الإجماع على اسم قائدها رئيساً للجمهورية… فلتكن لديك الجرأة والمسؤولية لتنفيذ ما طلبته منك قيادة الجيش بالعودة عن القرار الخاطئ».

لذلك فإن عودة الحكومة عن قراريها في شأن قائد جهاز أمن المطار وشبكة الاتصالات، ما زالت موضع درس لدى رئيسها والوزراء، بالتشاور مع عدد من القانونيين لإيجاد المخرج الذي يدعم مبادرة سليمان الذي هو الآن بمثابة رئيس جمهورية إنما غير منتخب، ويحظى بتأييد الأطراف، للقيام بدور توفيقي، على الأقل لإعادة الأمور الى نصابها، والى ما كانت عليه قبل صدور قراري الحكومة، على أن يساهم هذا الأمر في إعادة فتح قنوات الاتصال بين الأكثرية والمعارضة والتي تقتصر الآن على تواصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع جنبلاط.

وبالنسبة الى تأكيد النائب خليل استمرار العصيان المدني، لافتاً الى ان «وتيرته سترتفع تدريجاً»، حاولت مصادر حكومية إيجاد تفسير لما قصده، لكنها لم تتوصل الى رصد الخطوات التي ستلجأ اليها المعارضة.

لكن «الحياة» علمت من مصادر قيادية في المعارضة ان خطوات من التصعيد على طريق الاستمرار في العصيان المدني بدأت فور انتهاء السنيورة من كلمته الى اللبنانيين، وتجلت في شكل أساسي في رفع مزيد من السواتر الترابية في عدد من الشوارع الرئيسة في العاصمة وعند المداخل المؤدية اليها لناحية الضاحية الجنوبية.

كما علمت أن المعارضة استحضرت مزيداً من المكعبات الاسمنتية وباشرت وضعها في عدد من الشوارع المتفرعة من الشوارع الرئيسة، وفي أحياء من بيروت لتقطيع أوصال العاصمة، وعزلها عن بعضها، فيتعذر التنقل بالسيارات.

وأوضحت أن المعارضة تجاوبت مع قيادة الجيش في إنهاء المظاهر المسلحة لأنها لا تريد الصدام معها لصرف الأنظار عن صدامها مع الأكثرية الذي سيشهد لاحقاً مزيداً من الخطوات لتأمين الحد الأقصى من الضغط على الحكومة كي تستجيب مطالب المعارضة، مشيرة الى أن ما أقدمت عليه المعارضة بدءاً من بعد ظهر أمس «ما هو إلا خطوة على طريق التصعيد».

ورفضت المصادر الرد على سؤال في شأن موقفها من قيادة الجيش، في حال سارعت الى إزالة المكعبات الاسمنتية وفتح الطرق، لكنها أكدت أن الخطوات التي باشرتها ستراعي إبقاء شوارع رئيسة وطرقاً فرعية مفتوحة أمام الجيش، لتأمين الإمدادات والتموين للوحدات العسكرية المنتشرة في العاصمة مشيرة الى أن العصيان المدني يعني أيضاً إبقاء تعطيل الملاحة الجوية والبحرية، في مطار رفيق الحريري ومرفأ بيروت.

وكشفت المصادر أن من الخطوات التي ستتخذ على طريق «تزخيم» العصيان المدني، دعوة الموظفين في القطاع العام الى عدم مزاولة أعمالهم، وتنظيم اعتصامات وتجمعات أمام بعض الوزارات والإدارات العامة، «يمكن أن تشمل بعض المناطق ذات الثقل الاقتصادي والمالي.

وامتد التصعيد الى المنية حيث أقدم عدد من الشبان على إطلاق النار على حافلة ركاب كانت متجهة الى سورية، ما أدى الى سقوط 4 جرحى، كما سيطرت مجموعات من أنصار «المستقبل» على مركز «حزب البعث» الموالي لسورية في طرابلس، فيما اندلعت اشتباكات بين باب التبانة وبعل محسن.

واستدعى التوتر الأمني المتنقل في الشمال تدخلاً مباشراً من الحريري، فدعا في نداء جميع مؤيدي تيار «المستقبل» وأنصاره في الشمال الى التزام الهدوء وعدم الرد على «الاستفزازات التي يتعرضون لها حفاظاً على الأمن والاستقرار العام في البلاد، ولتفويت الفرصة على الفتنة، وترك المعالجات الأمنية للجيش اللبناني والقوى الأمنية».

جنبلاط

وأسف جنبلاط لما حصل في الجبل من اشتباكات بين «حزب الله» والحزب التقدمي الاشتراكي، وقال ان أي تشويه للجثث أمر معيب (في رده الى اتهام حزب الله، التقدمي الاشتراكي بتشويه جثتين)، وقال: «نحن مع أي جهة لتحقق في هذا الأمر وتضمن جلاء الحقيقة لتفادي إشاعة من هنا، وتفادي الفتنة من هناك»، مؤكداً ان «منطقة الجبل للجميع، وستبقى مفتوحة أمام الجميع»، وداعياً الجيش للتدقيق في أي مظهر عسكري في الجبل ولو كان في المختارة و «إذا أراد حزب الله التدقيق في أي أمر عبر الجيش فأهلاً وسهلاً به».

الاجتماع الوزاري العربي

في القاهرة يعقد وزراء الخارجية العرب اليوم اجتماعاً استثنائياً في مقر الجامعة العربية، في محاولة لإيجاد حل لتردي الأوضاع في لبنان، وذلك تلبية لدعوة مصرية – سعودية. وتأكد غياب وزير الخارجية السوري وليد المعلم، فيما رجحت مصادر أن يغيب أيضاً وزير الثقافة اللبناني وزير الخارجية بالوكالة طارق متري عن الاجتماع الذي تطرح مصر خلاله ورقة عمل ويطرح اليمن مبادرة لحل الأزمة.

وأكدت مصادر عربية في القاهرة لـ «الحياة» إن مسؤولين دوليين أبلغوا نظراءهم العرب ان الاجتماع الوزاري العربي اليوم هو «فرصة أخيرة لقطع الطريق أمام التدخل الدولي في لبنان».

وقال الأمين العام للجامعة عمرو موسى أن موقف الجامعة «واضح ومتأسس على المبادرة العربية ولا بد من صيغة تحفظ لجميع اللبنانيين كيانهم وللبنان سلامته وأمنه». وتابع في تصريحات الى الصحافيين أمس إن «المبادرة العربية التي توافق عليها الجميع هي الأساس، ولا أرى أنها انتهت، لكن هناك عنصر توتر في لبنان ونحاول حل المشكلة».

وحذر من أن «الوضع في لبنان خطير ودقيق جداً»، مؤكداً أن الجامعة ستحاول في الاجتماع الوزاري اليوم أن تعالج هذا الموضوع. ورداً على سؤال عن مدى تفاؤله بحل قال إن «الجو مخيم على المنطقة ولبنان لا يدع فرصة للتفاؤل، بل يدعو الى بذل الجهود وهذا ما نفعله».

وقال مدير مكتب الأمين العام للجامعة السفير هشام يوسف لـ «الحياة» إن الاجتماع الوزاري سيركز على «وضع خطوات للتحرك العربي العاجل على الساحة اللبنانية، لتطويق الأحداث المؤسفة، وبما يضمن العودة الى المبادرة العربية وتنفيذها». وأوضح في تصريحات الى الصحافيين، أن هناك عدداً من المقترحات من مصر واليمن فضلاً عن أفكار مطروحة من الأمين العام «يجري التشاور حولها خلال الاتصالات المكثفة» بين موسى ووزراء الخارجية العرب بهدف التوصل الى «رؤية مشتركة». ورفض توجيه أي اتهام لأي طرف لبناني بعرقلة جهود تطبيق مبادرة الجامعة، نافياً أن تكون تلقت من المعارضة أو الحكومة أي طلب. ونفت مصادر في الجامعة أن يكون مطروحاً أي تعديل أو تغيير في المبادرة العربية، وأكدت ضرورة تفعيلها.

وقال مندوب سورية لدى الجامعة يوسف أحمد إن وزير خارجية بلاده وليد المعلم سيغيب عن الاجتماع العربي «لظروف عمل خاصة في دمشق»، وانه هو من سيمثل بلاده، مستبعداً صدور أي جديد من شأنه أن يساعد في حل الأزمة اللبنانية.

وحذّرت الأمانة العامة لرابطة العالم الاسلامي من خطر تحول الخلاف الى «نزاع مسلح يقذف بلبنان وشعبه الى محنة جديدة تُدخل الشعب اللبناني في أتون حرب محرقة كالتي اشتعلت نارها عام 1975 واستمرت 15 سنة»، معربة عن قلق المسلمين والمنظمات الإسلامية من تصاعد الخلاف بين الأحزاب والفئات السياسية في لبنان. ودعا الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي في بيان، «زعماء لبنان وقادة الأحزاب السياسية والعقلاء وأصحاب الرأي» الى «العودة الى الحوار وعدم استخدام السلاح لتصفية الحسابات السياسية والاستقواء به في ساحات المواجهة».

دمشق والقاهرة

ونقل عن الرئيس السوري بشار الأسد أمس رفضه تدويل الأزمة اللبنانية، وقال خلال اجتماعه مع وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في دمشق أمس أن ما يحدث في لبنان «شأن داخلي».

وكان نقِل عن الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي قوله ان القاهرة تدرس فكرة إرسال قوات عربية الى لبنان في محاولة للسيطرة على الوضع، لكن ديبلوماسياً عربياً قال إن الجانب المصري لم يقدم رسمياً مبادرة الى الجامعة العربية لنشر قوات عربية في لبنان.


الحياة – 11/05/08

قيادة الجيش اللبناني تبادر لإنهاء الأزمة: إبقاء شقير في منصبه ومعالجة شبكة حزب الله

الحريري وجنبلاط يرحبان… والمعارضة تسحب المسلحين وتُبقي على العصيان

وزراء الخارجية العرب يعقدون اليوم اجتماع إنقاذ لبنان

أعاد بيان قيادة الجيش اللبناني أمس، خلط الأوراق السياسية والأمنية في بيروت، في وقت يترقب اللبنانيون ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة، خصوصا أن الوضع الأمني مازال متوتراً في عدد من المناطق اللبنانية.

بدا المشهد الأمني والسياسي في بيروت أمس، مفتوحا على احتمالات عديدة، في وقت سحبت قيادة الجيش اللبناني، فتيل الازمة «بعد وضع الحكومة اللبنانية القرارين المتعلقين بجهاز أمن المطار وشبكة الاتصالات السلكية في عهدة الجيش، واعتبار أنهما لم يصدرا عن مجلس الوزراء».

وأعلنت قيادة الجيش في بيان أمس ما يلي:

1- إبقاء رئيس جهاز أمن المطار العميد الركن وفيق شقير في وظيفته، على أن تتخذ التدابير التقنية المناسبة بعد انتهاء التحقيقات، وذلك للحؤول دون تكرار ما حصل، حفاظاً على أمن المطار وسلامته».

2-معالجة موضوع شبكة الاتصالات من قبل سلاح الإشارة في الجيش بما لا يضر بالمصلحة العامة وأمن المقاومة.

3-الطلب من جميع الفرقاء إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الأحداث الأخيرة في البلاد، لجهة منع المظاهر المسلحة وسحب المسلحين وفتح الطرقات.

4- تكليف وحدات الجيش المنتشرة مواصلة اتخاذ الإجراءات الميدانية لحفظ الأمن وبسط سلطة الدولة وتوقيف المخالفين.

الحريري وجنبلاط يرحبان

وفي أول رد على بيان قيادة الجيش رحّب رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري ببيان قيادة الجيش، معتبرا أن «هذا القرار يفتح الباب امام المعالجة المطلوبة»، مؤكداً «الالتزام بمقتضيات ما ورد في البيان».

من جهته أعلن الحزب «التقدمي الاشتراكي» برئاسة النائب وليد جنبلاط تأييده ما ورد في بيان قيادة الجيش.

المعارضة تُبقي على العصيان

في المقابل، أعلن عضو كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في كلمة من مقر بري في عين التينة، بعد أن شن هجوما عنيفا على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة واصفا إياه بـ«الانقلابي»، انه «بناء على البيان الصادر عن قيادة الجيش اللبناني وما تضمنه، فإن المعارضة الوطنية اللبنانية ستقوم بالغاء جميع المظاهر المسلحة في مدينة بيروت لتكون العاصمة في عهدة الجيش»، مشيرا إلى أن «المعارضة ستواصل العصيان المدني لتحقيق مطالبها المطروحة».

السنيورة: سلطة الدولة لن تسقط

وكان الرئيس السنيورة أكد في رسالة متلفزة توجه بها الى اللبنانيين، ان سلطة الدولة لن تسقط بين ايدي الانقلابيين في اشارة الى التحركات المسلحة لـ«حزب الله» وحلفائه في الايام الاخيرة، معتبرا أن «حزب الله استباح أهل بيروت وأملاكها ومؤسساتها».

وقال: «كانوا ينادون بالشراكة ويهدفون إلى الاستئثار، يتحدثون عن التهدئة ويهيئون للحرب»، مضيفا: «مشكلتنا مع حزب الله هي نظرته إلى الدولة، وهو قرر أن يفرض على الدولة ثقافته ويريد ان يلزمها بخيارات يراها هو مناسبة من دون مناقشة ذلك مع اي كان، وهو يحدد أمنه واتصالاته بمعزل عن رأي الدولة وأي رأي آخر».

وشدد رئيس الحكومة على أن «الحوار الجدي هو السبيل الوحيد للخروج من الازمة»، وقال: «أجد نفسي مدفوعا إلى الصراحة والوضوح عبر المبادئ التالية :

أولا: لم يعد أي منا حياديا، ورعاية الحوار بحاجة لطرف محايد. وبالتالي، علينا أن نتفق معا على الطرف المحايد أو الصيغة المحايدة التي تجمعنا لكي نتلاقى على الحلول التي نتفق عليها.

ثانيا: سنكون صرحاء، لقد بات سلاح «حزب الله» أكثر من أي وقت مضى مسألة تستدعي الحوار والاتفاق بين اللبنانيين، ولن تعود البلاد إلى طبيعتها إذا لم يقتنع «حزب الله» أن حمايته وسلاحه لا تكون بالسلاح بل بموافقة اللبنانيين ومن خلال الدولة اللبنانية.

وأضاف السنيورة: «من هنا فإننا قد نكون بحاجة إلى صيغة مرحلية للانتقال إلى الحلول التي أشرت إليها، وذلك برأيي يتحقق عبر الخطوات التالية:

أ – إن القرارين الصادرين عن الحكومة لم يصدرا بعد، وسيصار إلى وضعهما في عهدة قيادة الجيش، وعليه يمكن الانطلاق إلى الخطوة الثانية.

ب – انسحاب المسلحين من الشوارع وفتح الطرق، وإزالة الاعتصام على أن يتولى الجيش وقوى الأمن الداخلي الحفاظ على الأمن فوراً، يصبح فيها كل مسلح في الشارع خارجا على القانون.

ج – انتخاب الرئيس التوافقي على قاعدة أن الحكومة الأولى للعهد المقبل هي حكومة وحدة وطنية، ليس للأكثرية فيها القدرة على فرض أي قرار، وليس للأقلية فيها القدرة على التعطيل.

د – الدائرة الانتخابية المقبلة هي القضاء مع ترك أمر البت بالصيغ التفصيلية الباقية لمجلس النواب عندما تبدأ مناقشة مشروع القانون.

هـ – التزام الأطراف بميثاق شرف للتهدئة الإعلامية يمكن ان توضع أسسه في ما بين المؤسسات الإعلامية ذاتها.

هذا ما نعتبره مدخلا إلى الحل يمكن أن نناقشه ونصنعه بأيدينا لإخراج لبنان من هذا المأزق».

ودعا السنيورة «المواطنين في كل لبنان إلى أن يشاركوا في التمهيد للحل بالوقوف دقيقة (صمت وحزن) على الضحايا الذين سقطوا عند الساعة الثانية عشرة من ظهر غد (اليوم) رافعين الأعلام اللبنانية كخطوة أولى لإعلان الندم ورفض العنف والتقاتل الداخلي والاحتراب الأهلي».

«الوزاري العربي»

في غضون ذلك، يناقش وزراء الخارجية العرب اليوم في اجتماع طارىء يُعقد في القاهرة الأحداث الدامية التي شهدها لبنان منذ الخميس الماضي وسط اتجاه تقوده مصر والسعودية للدعوة إلى قمة عربية طارئة في حال أصرّ «المحور السوري – القطري» على عرقلة أي تحرك لإدانة اجتياح مسلحي «حزب الله» بيروت الغربية.

وقال دبلوماسي مصري لـ«الجريدة»: «إن وزير خارجية سورية وليد المعلم لن يشارك في الاجتماع وربما يغيب أيضا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني»، متوقعا «أن يسعى وفدا البلدين إلى إعاقة الإجماع العربي على إدانة حزب الله».

واعتبر المصدر أن سورية حاولت ضم قطر إليها لتشكيل «محور» يغطي سياسيا التحرك العسكري لمقاتلي «حزب الله».

الجيش يسيطر على الأحداث في طرابلس

GMT 10:00:00 2008 الأحد 11 مايو

وكالات

قوات الجيش تجوب شوارع بيروت بعد انسحاب المسلحين

المعارك تنتقل إلى شمال لبنان

بيروت، وكالات: سيطر الجيش اللبناني اليوم على الوضع الامني في طرابلس شمال لبنان بعد اشتباكات مسلحة وقعت امس بين منطقتي باب التبانة وبعل محسن.

وقال مصدر عسكري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الجيش اللبناني تمكن من السيطرة على الوضع في مدينة طرابلس حيث انتشرت عناصره في المدينة ولا سيما بين منطقتي باب التبانة وبعل محسن بعد معارك اندلعت مساء امس واستمرت حتى الساعات الاولى من صباح اليوم.

وكانمصدر مصدر أمني قد أفاد أن امرأة قتلت في الإشتباكات العنيفة التي اندلعت قبيل فجر الأحد في مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان بين انصار الحكومة المدعومة من الغرب وغالبية الدول العربية والمعارضين الموالين لسوريا. وقال المصدر إن “امرأة قتلت داخل منزلها في حي الزاهرية السكني المحاذي لمنطقة الاشتباكات”. وكان مسؤول امني لبناني قد أعلن ان معارك عنيفة اندلعت قبيل فجر الأحد في طرابلس بين انصار الاكثرية والمعارضة التي يقودها حزب الله “مسببة سقوط عدد من الجرحى“.

وقال المسؤول الامني ان الاشتباكات التي اندلعت ليلاً تتركز في باب التبانة ومنطقة القبة حيث غالبية السكان من السنة ومنطقة بعل محسن ذات الغالبية العلوية عند المدخل الشمالي للمدينة الساحلية موضحًا ان آلاف السكان يفرون من المنطقة.

واضاف ان “حوالى سبعة آلاف شخص فروا من باب التبانة التي تشكل خط التماس بسبب المعارك”. وذكر ان دوي نيران الاسلحة الثقيلة وانفجارات يسمع في المدينة.

وتأتي اشتباكات طرابلس بعد عودة الهدوء الى بيروت السبت اثر مواجهات بين انصار الاكثرية الحاكمة المدعومة من الغرب والمعارضة التي يقودها حزب الله والمدعومة من سوريا وايران.

عودة الهدوء

هذا وهدأت الاشتباكات المسلحة وبدأت وحدات الجيش تنتشر في منطقة المواجهات عند المدخل الشمالي للمدينة. وقد نزح “حوالى سبعة آلاف شخص من باب التبانة التي تشكل خط التماس بسبب المعارك” وفق المصدر نفسه. وتجوب القوات اللبنانية شوارع بيروت يوم الاحد بعد انسحاب مقاتلي حزب الله من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في معارك عنيفة مع أنصار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال حزب الله المدعوم من ايران وسوريا يوم السبت انه قرر انهاء وجوده المسلح في العاصمة بعد أن ألغى الجيش الذي ينظر له على أنه طرف محايد الاجراءات التي اتخذتها الحكومة ضد الحزب.

وفي أسوأ اقتتال داخلي منذ الحرب الأهلية في لبنان التي دارت من عام 1975 الى عام 1990 سيطر حزب الله على أغلب أجزاء بيروت بعد أن أخرج مقاتلوه مسلحين موالين للتحالف الحكومي المناهض لدمشق.

واندلع القتال الذي استمر أربعة أيام وسقط فيه 37 قتيلا حينما اتخذت الحكومة اللبنانية قرارات تستهدف شبكة اتصالات حزب الله وتتضمن ابعاد مدير جهاز أمن المطار المقرب من الحزب.

وأقام مئات الجنود المدعومين بالسيارات المدرعة حواجز طرق وأخذوا مواقعهم في شوارع الجزء الذي تسكنه أغلبية مسلمة من العاصمة بيروت.

واختفى تقريبا المسلحون من الشوارع ولكن شبانا أبقوا على حواجز في بعض الطرق الرئيسية مما أدى لاستمرار اغلاق المينائين الجوي والبحري في بيروت.

وفي حين عاد الهدوء الى بيروت اندلعت اشتباكات مساء السبت في مدينة طرابلس بشمال البلاد وهي ثاني أكبر المدن اللبنانية بين مسلحين من أنصار الحكومة ومسلحين من المعارضة.

وقالت مصادر أمنية ان هناك عددا من الخسائر البشرية ولكن لم تذكر تفاصيل.وتعصف بلبنان أزمة سياسية منذ 18 شهرا فيما يتعلق بمطالبة المعارضة بصوت مؤثر في الحكومة.

وجرت اشتباكات طرابلس بينما يسود الهدوء بيروت التي انسحب مسلحو المعارضة وعلى راسها حزب الله من شوارعها.

وتجوب دوريات الجيش شوارع القسم الغربي من بيروت حيث ما زالت طرق رئيسية اضافة الى طريق المطار مقفلة بالعوائق والسواتر الترابية التي نصبتها المعارضة والتي اعربت عن نيتها عدم ازالتها حتى حل الازمة.

ودعت قيادة الجيش السبت الى سحب المسلحين وفتح الطرقات بعد ان وضعت الحكومة قرارين اعتبرها حزب الله يمسان بامنه في عهدة قيادة المؤسسة العسكرية.

وبلغت حصيلة ضحايا اعمال العنف التي بدأت في بيروت بين الطرفين منذ الاربعاء ثم امتدت الى المناطق 35 قتيلا.

وكان مقاتلو حزب الله قد قرروا الانسحاب من بيروت يوم السبت وتسليم السيطرة في الشوارع الى الجيش اللبناني بعد معارك استمرت أياما مع مناصرين للحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال حزب الله انه سينهي مظاهر التسلح في بيروت بعدما ألغى الجيش قرارات للحكومة ضده.

وسيطر حزب الله على معظم مناطق بيروت يوم الجمعة بعد هزيمة مسلحين موالين للتحالف الحكومي المناهض لسوريا.

واندلع القتال الذي أودى بحياة 37 شخصًا قبل أربعة ايام حينما اتخذت الحكومة اللبنانية قرارات تستهدف شبكة اتصالات حزب الله وتتضمن ابعاد مدير جهاز امن المطار المقرب من الحزب.

وكان القتال أسوأ جولة للعنف منذ الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990. وقال حزب الله المدعوم من سوريا ان الحكومة المناهضة لدمشق اعلنت الحرب من خلال الاجراءات ضد شبكته التي شكلت دورًا اساسيًا خلال الحرب مع اسرائيل التي استمرت 34 يوًما في العام 2006.

وقالت المعارضة التي يتقدمها حزب الله انها ستبقي على حملة “العصيان المدني” حتى تلبية مطالبها. وقال مصدر بارز من المعارضة لرويترز ان ذلك يشمل الحواجز على الطرق الرئيسة بما في ذلك كل الطرق المؤدية الى مطار بيروت الذي أصيب بالشلل.

وتعصف بلبنان أزمة سياسية منذ 18 شهرًا في ما يتعلق بمطالبة المعارضة بصوت مؤثر في الحكومة.وقال فؤاد السنيورة رئيس الوزراء الذي تصفه المعارضة بانه غير شرعي يوم السبت انه وضع القرارات التي تستهدف حزب الله في عهدة الجيش الذي سعى الى تجنب الصراع مع أي من الجانبين.

والغى الجيش قرارات الحكومة قائلاً في بيان انه سيبقي رئيس جهاز امن المطار في منصبه وانه سيتعامل مع شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله بطريقة “لا تضر بالمصلحة العامة وامن المقاومة“.

وطالما نظر الى الجيش على انه محايد في الازمة السياسية بين التحالف الحكومي والمعارضة.

ورحب زعيم التحالف الحكومي سعد الحريري وهو سني مقرب من السعودية بقرار الجيش ودعا أنصاره إلى الالتزام بالهدوء وتجنب المواجهة.

ودار جانب كبير من القتال بين مسلحين شيعة موالين للمعارضة وسنة مؤيدين للحريري.

وقتل جنديان و17 مسلحًا في اشتباكات يوم السبت في شرق وشمال لبنان. وفي أشد الحوادث دموية قالت مصادر امنية ان 12 مسلحًا على الاقل قتلوا عندما اقتحم مقاتلون موالون للحكومة مكتبًا للحزب القومي السوري الاجتماعي الموالي لسوريا في قرية حلبا في شمال لبنان.

وقتل شخصان بالرصاص في حادث اطلاق للنار في بيروت اثناء تشييع جثمان احد انصار الحكومة. وأصيب 100 شخص على الاقل في الايام الاخيرة.

واتهم حزب الله مسلحين من الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بخطف ثلاثة من أفراده وقتل اثنين منهم. وحمل الحزب جنبلاط شخصيًا المسؤولية عن مصير الثالث الذي قال انه ما زال مخطوفًا.

وقال السنيورة ان بيروت “محاصرة” و”محتلة” وتساءل ” ماذا يفعل حزب الله في ازقة بيروت..”

وقال السنيورة في كلمة اذاعها التلفزيون للبنانيين ” لن تسقط دولتكم تحت سيطرة الانقلابيين ولن يقبل الشعب اللبناني ان تستباح حريته ليعود للتسلط والقهر والارهاب.”

ويقع مصير أسلحة حزب الله في محور الصراع على السلطة بين المعارضة والحكومة. وقال السنيورة في خطابه “نحن لم نعد نقبل ان يستمر وضع حزب الله وسلاحه على هذا الوضع. اللبنانيون لا يستطيعون ان يستمروا في هذا الحال.”

ومضى يقول “على حزب الله ان يدرك ان قوة السلاح لن ترهبنا ولن تجعلنا نتراجع عن موقفنا وقناعاتنا.”

وقالت الولايات المتحدة التي تعتبر حزب الله جماعة ارهابية انها تحدثت مع قوى اخرى بشأن اتخاذ اجراءات ضد “المسؤولين عن اعمال العنف“.

وما زال موالون للحريري يسيطرون على مناطق في الشمال وابقوا على منطقة عبور اساسية مع سوريا في البقاع مغلقة.

والحريري هو نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي أثار اغتياله قبل ثلاثة اعوام ضغوطا على سوريا لسحب قواتها من لبنان.

وتتهم الحكومة حزب الله بالسعي لاعادة النفوذ السوري. كما اثار استخدام الحزب لقوته العسكرية انزعاج الغرب وحلفائه من العرب السنة الذين يخشون من تزايد النفوذ الايراني في المنطقة.

ودعت السعودية ومصر لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب يوم الاحد.

وشلت الازمة البلاد وتركت المقعد الرئاسي شاغرا وهزت الصورة التي حاول لبنان اعادة بنائها كمركز للاعمال والسياحة في المنطقة بعد الحرب الاهلية على الرغم من ان النظام السياسي الطائفي الذي ساهم في الحرب بقي على حاله تقريبا.

واشنطن ترحب بتراجع العنف في لبنان وترى ان حلا طويل الامد يتطلب تغيير دور حزب الله

هذا ورحب البيت الابيض السبت بالخطوات التي اتخذت من اجل تراجع حدة العنف في لبنان، مؤكدا في الوقت نفسه ان تسوية على الامد الطويل مرتبطة بتغيير الدور الذي يلعبه حزب الله في هذا البلد.

وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي غوردون جوندرو ان “اول ما نريد ان نراه هو انهاء العنف ضد الشعب اللبناني واعتقد اننا بدأنا نشهد شيئا من ذلك“.

واضاف جوندرو في مزرعة الرئيس اميركي جورج بوش في كروفورد حيث عقد زواج ابنته جينا ان “قلقنا المرتبط بحزب الله لم يتغير”، موضحا ان الحزب الشيعي اللبناني “ما زال قوة تسبب زعزعة للاستقرار بمساندة داعتيمه ايران وسوريا“.

وردا على سؤال عما اذا كان ذلك يعني الرضوخ لضغوط حزب الله، قال جوندرو للصحافيين انه “من المبكر” الحكم على اي تسوية لانهاء العنف، لكنه اشار الى “حلول قصير الامد واخرى طويلة الامد“.

واضاف ان “حلا اخيرا طويل الامد في نهاية المطاف يقضي بوجود خيار واحد لحزب الله: اما ان يكون حزبا سياسيا او منظمة ارهابية لكن عليه التخلي عن محاولة ان يكون الاثنين معا“.

واخيرا، اكد جوندرو ارتياح واشنطن “لان القوات المسلحة اللبنانية خارج (النزاع) وتخضع لسلطة الحكومة اللبنانية ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة وتحاول اعادة النظام الى الشوارع”. واضاف “نأمل ان يستمر ذلك“.

القوى المشاركة في الإضطرابات

وشارك في الاحداث والمعارك التي جرت في الايام الاخيرة في بيروت وعدد آخر من المناطق ثلاثة اطراف اساسية هي حزب الله وحركة امل وهما ركنان من اركان المعارضة، وتيار المستقبل الموالي للحكومة والذي يرأسه النائب سعد الحريري.

يذكر ان حلفاء هذه الاطراف من الطائفة المسيحية لم يتدخلوا بهذا النزاع وحتى انصار الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط الذي ينتمي الى الطائفة الدرزية قد اخلى مراكزه في بيروت دون مقاومة تذكر.

حزب الله وحركة امل

على الرغم من تاريخه الذي يعود الى ما بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، اتخذ حزب الله حجمه الحالي تدريجيًا منذ انتهاء الحرب اللبنانية عام 1990، وتغطية الدولة اللبنانية لسلاحه باعتباره “وجد لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي للبنان“.

ومع انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، اتخذ حزب الله في لبنان صفة “المقاومة التي حررت لبنان من الاحتلال الاسرائيلي”، ومع بقاء اسرائيل على احتلالها لمزارع شبعا على الحدود اللبنانية السورية ووجود سجناء لبنانيين في السجون الاسرائيلية تم الاتفاق بين الدولة اللبنانية وحزب الله على ابقاء السلاح كرادع لاي هجوم تنفذه اسرائيل.

وبقي حزب الله خارج اللعبة السياسية الداخلية اللبنانية حتى عام 2005 تاريخ انضمامه الى الحكومة اللبنانية من خلال وزراء يمثلونه فيها والذين سحبهم منها اواخر عام 2006 لاعتراضه على سياسات الحكومة خلال حرب تموز 2006 بين اسرائيل وحزب الله. الا ان الحكومة تتهم حزب الله ومعه حركة امل بسحب وزرائهم من الحكومة لعرقلة تأسيس المحكمة الدولية لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

ومنذ ذلك الحين بدأ حزب الله بتزعم حركة المعارضة اللبنانية ومعه حركة امل والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه النائب المسيحي ميشال عون.

ودام ذلك لنحو عام ونصف العام واتخذ اشكالاً عدة للمعارضة منها الاعتصام الدائم ونصب الخيم مقابل القصر الحكومي وسط بيروت، وخلال هذه الفترة وقعت عدة اشتباكات مع انصار تيار المستقبل بين مناصري حزب الله وحركة امل من جهة ومناصري تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة اخرى.

وعلى وقع هذه الاحداث كان كل من الخصوم يتهم الآخر بالتسلح والتحضير لمواجهة عسكرية.

دامت هذه الفترة حتى قرارات الحكومة الاخيرة باقالة رئيس جهاز امن المطار اللبناني على خلفية اكتشاف كاميرات مراقبة تابعة لحزب الله وموجهة نحو المطار، وبتفكيك شبكة اتصالات سلكية تتهم الحكومة الحزب بتوسيعها والتعدي على ممتلكات الدولة.

وتصادفت هذه القرارات مع اضراب عمالي ايده حزب الله، وفي يوم 7 مايو/ ايار، تحرك مناصرو حزب الله ومعهم مناصرو حركة امل بزعامة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وقطعوا طريق المطار وعدة طرق في المناطق التي يتواجدون فيها. وبدأت الاشتباكات مع انصار تيار المستقبل في بيروت والبقاع ومناطق اخرى من لبنان.

ويذكر ان حركة امل (افواج المقاومة اللبنانية)، التي اسسها الامام الشيعي موسى الصدر في سبعينيات القرن الماضي، والتي تحولت الى ابرز الميليشيات المسلحة خلال الحرب الاهلية اللبنانية ، هي الحليف الشيعي الرئيسي لجزب الله، الا ان التنظيمين كانا قد تقاتلا بشراسة كبيرة خلال الحرب الاهلية اللبنانية، وذلك قبل ان يفرض حزب الله سيطرته الكاملة على الضاحية الجنوبية في ثمانينات القرن الماضي.

وخلافًا لحزب الله انخرطت حركة امل كحزب سياسي بقوة في اللعبة السياسية الداخلية في لبنان ان من خلال تمثيلها في الحكومات المتعاقبة او على صعيد الوظائف الادارية من جميع الفئات في المؤسسات الحكومية.

يذكر ان تحالف المعارضة اللبنانية يضم بالاضافة الى حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر، تيار المردة الذي يترأسه النائب السابق سليمان فرنجية وتيار التوحيد الذي يرأسه الوزير الدرزي السابق وئام وهاب والزعيم الدرزي رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، وقوى اخرى.

تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي

في المقابل، وعلى الرغم من بعض المعارك التي جرت وحوادث اطلاق نار، فان تيار المستقبل هو تيار سياسي قبل ان يصار الى اتهامه بأنه ميليشيا مسلحة.

فهذا التيار الذي اسسه رفيق الحريري يطغى عليه الطابع المسلم السني، ولكنه خلافا لحزب الله الذي لا يضم الا مسلمين شيعة، فان تيار المستقبل يضم العديد من اللبنانيين المنتمين الى الطوائف الاخرى.

نشأ هذا التيار مع تولي الحريري السلطة في اوائل التسعينات بعد الحرب اللبنانية، وتطور سياسيا وانتخابيا ليصبح قاعدة انتخابية قوية ظهرت خاصة في بيروت خلال انتخابات عام 2000 حيث حقق الحريري نصرا في الانتخابات البرلمانية لم يكن متوقعا.

ومع اغتيال الحريري عام 2005، ظهر هذا التيار على انه كتلة متراصة ان في العاصمة او في طرابلس عاصمة الشمال حيث كثافة سكانية سنية.

وظهر حجم هذا التيار خاصة خلال المظاهرات التي كانت تنظمها قوى الرابع عشر من آذار في كل ذكرى لاغتيال الحريري على مدى العامين الماضيين.

الا انه في الاشهر الاخيرة، اتهم تيار الحريري من قبل المعارضة بالتسلح والتدريب وتحضير القواعد الشبابية لمواجهات مسلحة.

وتصاعدت هذه الاتهامات بعد ما عرف بحادثة جامعة بيروت العربية في منطقة طريق الجديدة في 25 كانون الثاني/ يناير 2007 والتي اشتبك خلالها لاول مرة في مواجهات مباشرة وعنيفة انصار حركة امل وحزب الله مع انصار تيار الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي.

اما الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط، فهو منتشر خاصة في منطقتي الشوف والجبل وتحديدا في اوساط الطائفة الدرزية، نظرا الى ان مؤسس الحزب ليس الا كمال جنبلاط والد وليد جنبلاط. الا ان الحزب يضم اعضاء من غير الدروز.

كما يذكر ان الحزب التقدمي الاشتراكي كان من الميليشيات الرئيسية التي شاركت في الحرب اللبنانية، الا ان سلاحه تم نزعه رسميا مع نزع سلاح الميليشيات بعد انتهاء الحرب، ويقول الحزب ان كل ما يملكه هو سلاح فردي.

وتتحالف مع هذين الحزبين احزاب اخرى اهمها حزب الكتائب اللبنانية وحزب القوات اللبنانية والجماعة الاسلامية وغيرها.

الجيش ينتشر بطرابلس والهدوء يخيم على بيروت

عاد الهدوء ليخيم على أجواء مدينة طرابلس شمالي لبنان، بعد توقف الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المدينة بين أنصار الحكومة والمعارضة، وتزامن ذلك مع بدء انتشار وحدات الجيش في منطقة المواجهات عند المدخل الشمالي للمدينة.

وكانت المدينة قد شهدت منذ فجر اليوم معارك عنيفة بين أنصار طرفي النزاع في لبنان، بمنطقة جبل محسن وباب التبانة والقبة، الأمر الذي أجبر آلاف السكان على ترك منازلهم.

هدوء ببيروت

أما العاصمة بيروت فقد عاشت ليلة وصباحا هادئين، بعد أن تولى الجيش السيطرة الأمنية على كل المدينة بعد انسحاب مسلحي المعارضة من شوارع المدينة، وفقا لاتفاق تم التوصل إليه أمس بين الحكومة وقيادة الجيش ووافقت عليه المعارضة وفي مقدمتها حزب الله.

وقالت مراسلة الجزيرة في بيروت إن الكثير من الأهالي بدؤوا منذ الصباح العودة لمنازلهم التي أجبروا تحت الشعور بالخوف على تركها.

ويأتي هذا الهدوء بعد أربعة أيام من الاشتباكات خلفت عشرات القتلى والجرحى، على خلفية إصدار الحكومة اللبنانية قرارا بإقالة مدير جهاز أمن المطار وفيق شقير، واستهداف شبكة اتصالات حزب الله.

وأفاد مراسل الجزيرة في بيروت بأن عددا من وزراء الحكومة يبحثون اليوم الرد على طلب الجيش من الحكومة التراجع عن قراريها اللذين تسببا بتفجر الأوضاع، وأصبحا في عهدة قيادة الجيش اعتبارا من أمس.

ومع أن المعارضة استجابت لمطلب رئيس الحكومة بإنهاء مظاهر التسلح من بيروت، فإنها أعلنت أنها ستواصل عصيانها المدني حتى تحقيق مطالبها السياسية.

أعنف المعارك

وكانت مدينة طرابلس مسرحا لأعنف المعارك التي شهدتها الساحة اللبنانية أمس، حيث قتل 14 شخصا على الأقل وأصيب آخرون عندما اقتحم مقاتلون موالون للحكومة مكتبا للحزب القومي السوري الاجتماعي في قرية بالمدينة، وقاموا بإحراق مبنى الحزب، ومقر حزب البعث.

كما سقط لبنانيون في مواجهات بأنحاء مختلفة من البلاد، فيما اتهم حزب الله الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بخطف ثلاثة من كوادر الحزب، وقتل اثنين منهما بالرصاص والسلاح الأبيض، وحمل الحزب جنبلاط شخصيا مسؤولية حياة المختطف الثالث.

إسرائيل قلقة

من جانبها أعلنت الحكومة الإسرائيلية على لسان متان فلناني نائب وزير الدفاع إنها تشعر بالقلق للتطورات الأخيرة في لبنان، لكنه أكد أنه ليس هناك ما يدعو للتدخل في الوقت الحالي.

وأشار فلناني إلى أن إسرائيل تتابع عن كثب تطورات الموقف في لبنان، معتبرا أن أخطر السيناريوهات المحتملة للأزمة هو “سيطرة إيران على لبنان وقطاع غزة من خلال حلفائها“.

الضاحية تتوسع: قهر الدروز بعد السنّة

الحزب الإلهي يصعد بصواريخه ومدفعيته إلى عاليه

الضاحية تتوسع: قهر الدروز بعد السنّة

قوات الجيش تجوب شوارع بيروت بعد انسحاب المسلحين

تجدد الاشتباكات في جبل لبنان

مبادرة لانتخاب سليمان واستقالة الحكومة

الوزراء العرب يعقدون اجتماعا مغلقا اقتصر على رؤساء الوفود فقط

تهدئة أمنية بوساطة قيادة الجيش بين جولة وجولة؟

“حزب الله” يتأرجح بين منطقي القوة والسياسة

إيلي الحاج من بيروت: مع تجدد الإشتباكات بعنف شديد في منطقة عاليه اليوم الأحد مع مسلحي ” حزب الله ” المتمركزين في القماطية وكيفون، والذين لجأوا إلى القصف المدفعي والصاروخي للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات في 7 أيار / مايو الجاري، حمل الإرسلانيون في المنطقة السلاح بجانب إخوانهم أنصار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وليس ضدهم. كانوا فعلوا الأمر نفسه الخميس الماضي في المواجهة مع مسلحي ” حزب الله ” الذين كانوا انطلقوا من كيفون والقماطية وأقاموا حاجزاً بين عاليه وسوق الغرب . قتل مسلحو الحزب الشيعي في تلك الواقعة وأصيبوا وأسروا ، وجهد جنبلاط – عبثاً على ما يبدو حتى الآن- في محاولة احتواء الموقف وإقناع الحزب الإلهي بالتهدئة وعدم الإنجرار إلى منطق الثارات.

ولكن ليست هنا المسألة بل في إثبات المجتمع الدرزي في جبل لبنان مرة أخرى أنه في زمن الحروب يتوحد عسكرياَ تحت القيادة الجنبلاطية ويتخلى عن رفاهية الإنقسامات السياسية التي تشتد بين مكوناته التاريخية في زمن السلم . لا تزال تتردد في الذاكرة عبارة في هذا الشأن قالها رئيس الجمهورية الأسبق كميل شمعون مطلع الثمانينات من العقد الماضي : “أمضينا خمسين سنة نعمل على تقسيم الدروز جنبلاطيين وإرسلانيين، وجاء حزب الكتائب وصعد إلى الجبل ووحّدهم في يوم واحد” . كان حزب الكتائب الذي انقلب لاحقاً حليفاً لوليد جنبلاط يتوهم بسذاجة مطلقة تلك الأيام، على غرار “حزب الله” اليوم إن الإرسلانيين سيساعدونه للقضاء على قيادة جنبلاط لطائفته.

ساحة عاليه “عروس المصايف” في جبل لبنان ،كانت في اليومين الماضيين مرآة لواقع تلك المنطقة التي ما كاد يصدق أبناؤها والناس في لبنان ودول الخليج أنها استعادت رونقها الجميل بعد إعادة إعمارها وعودة الحياة إليها كما كانت قبل الحرب وأبهى، حتى دهمتها التحديات والأخطار مجددا ، وهذه المرة من القماطية وكيفون البلدتين الشيعيتين اللذين حوّلهما “حزب الله” قاعدة قوية له والمجاورتين لعيتات وعين عنوب حيث تدور معارك تستخدم فيها الصواريخ والمدفعية . والعابر بساحة عاليه كان يلحظ على الوجوه علامات معركة آتية . تصميم الدروز على الدفاع عن أنفسهم وبلداتهم تاريخي لكن الإقبال على الحرب إي حرب يبعث على الرهبة. كان الهدوء الذي ينذر بعاصفة تاما، وبين شارع وآخر يلمح المرء في سيارات مسرعة رجال بأسلحة وجعب عسكرية مملوءة ذخائر.

وتضم بلدتا كيفون والقماطية نحو 25 ألف نسمة وفي كيفون محطة بث رئيسية لقناة “المطار” أمنت استمرار بثها خلال حرب تموز 2006 . وواضح أن “حزب الله” يريد من خلال “عرض القوة” الصاروخية أن يصلهما بالضاحية الجنوبية عبر ” طريق الكرامة ” التي تبدأ بالضاحية الجنوبية – الشويفات- عرمون- الدوحة- دير قوبل- عيتات – كيفون- القماطية، مما يحول دون أي إمكان لتطويقهما مستقبلاً وعرض أي مقايضة على الحزب في خصوصهما.

هكذا ستصير مدينة عاليه بفعل الإختلال في موازين القوى على تخوم الضاحية الجنوبية المتمددة في كل الإتجاهات، وستكون الطائفة اللبنانية الثانية بعد الطائفة السنية تلقت درساً قاسياً من مسلحي الحزب الشيعي الذي لا يضيره أن يضحي بحلفائه الذين تساقطوا على وقع انتصاره في كل الطوائف، فها هو إرسلان ينضم أنصاره إلى القيادة الجنبلاطية رافضين انتقال “حزب الله” بالسلاح إلى الجبل، فيما أنصار الوزير السابق وئام وهاب غادروا مسقط رأسه الجاهلية في الشوف بمعظمهم، والرئيس السابق عمر كرامي يعلن رفضه الإعتداء على طائفته السنية، والجنرال ميشال عون ينتظر أن يهديه “حزب الله” نصرا بينما يعد هذا الحزب بمزيد من المعارك وفق خطته التي تقضي بأن يسيطر في مرحلة لاحقا على إقليم الخروب في الشوف الساحلي.

إلا أن قهر الدروز بعد السنّة ليس سهلاً. صحيح أن الأمين العام للحزب الإلهي السيد حسن نصرالله وأنصاره دأبوا على الإستهزاء بأعدادهم الضئيلة مرددين أن 300 من رجال الحزب المدربين قادرون على احتلال الشوف وعاليه وسحب وليد جنبلاط من قصر أجداده في المختارة، لكن أبناء هذه الطائفة لا يعتمدون في قوتهم وتأثيرهم على العدد . هذا ما يقوله تاريخ لبنان القديم والحديث. تاريخ لم يلق عليه نصرالله والمتأثرون به أي نظرة.

إيلاف

طلال أرسلان يطلب من المعارضة وقف النار الفوري في مناطق الجبل، ووليد جنبلاط يفوضه للتدخل لحماية الجبل

شخصيات أردنية تعلن تأييدها لحزب الله

إيلاف من بيروت: فوّض رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط، بعد التنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي الأمير طلال أرسلان بالتدخل لحماية السلم الأهلي في الجبل ووقف النزف والدمار الذي يلحق الجميع. وقال جنبلاط في اتصال هاتفيّ مع قناة الـ إل بي سي إنّ الأمور “تطورت بشكل مفاجئ الأمر الذي يهدد السلم الأهلي في منطقة عاليه ومنطقة الشويفات والجوار”، موضحًا انه بعد التشاور مع بري “الذي أكن له كل الاحترام وأعلم ما هي مشاعره” فوّض أرسلان ليتدخّل شرط ان يكون جبل لبنان بعهدة الجيش لأنّ لا مفرّ لنا من أن تحمي هذه المؤسسة الجميع”. وأوضح “نترك لأرسلان حرية التصرف وفق هذه الشروط”. وتوجّه جنبلاط إلى انصاره قائلاً “السلم الاهلي والعيش المشترك ووقف الحرب والدمار أهم من أيّ اعتبار”.

وكانت وسائل الإعلام نقلت أنّ مسلحي حزب الله انتشروا بكثافة بين بلدتي كيفون والقماطيّة عبر سوق الغرب، حيث دارت معارك عنيفة في عيتات واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة ومضادات من عيار 23ملم، كما شهدت المنطقة قصفا بالصواريخ ومدفعية الهاون عيار 60 و 82 ملم.

كما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة الشويفات، وسمع دويّ انفجارات. وعلمت إيلاف انَّ منزل مسؤول كبير في الحزب التقدمي الإشتراكيّ تعرّض لاستهداف مباشر بقذائف المدفعيّة ما أدّى إلى اشتعال النار فيه. وأعيد استهداف المنزل نفسه مرّة أخرى بعد دقائق.

في بيصور، تعرّض منزل وزير الإعلام غازي العريضي إلى قصف ما ألحق بالمنزل أضرارًا كبيرة.

جنبلاط يفوض أرسلان لتسليم المناطق الدرزية للجيش

اشتباكات عنيفة بين قوى الأكثرية والمعارضة في جبل لبنان

بيروت- وكالات

تدور الأحد 11-5-2008 اشتباكات عنيفة حاليا بين قوى الموالاة من جهة ومؤيدي المعارضة من جهة أخرى في بلدات وقرى قضاء عاليه بجبل لبنان، وذكرت مصادر أمنية أن القتال يجري في مناطق كيفون والقماطية التي يوجد فيها مؤيدو المعارضة وعيتات بيصور وعين عنوب التي يتواجد فيها أنصار الأكثرية.

وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات عنيفة أيضا تدور في مناطق الشويفات عرمون بشامون المتاخمة لضاحية بيروت الجنوبية.

وقد فوض زعيم اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط خصمه الوزير السابق طلال أرسلان ان يجري اتصالات مع قوى المعارضة وخصوصا مع حزب الله لتسليم المناطق الدرزية في الجبل إلى الجيش اللبناني, وذلك بعد توسع الاشتباكات في الجبل.

وكانت معظم المناطق في لبنان قد شهدت صباح اليوم هدوءا حذرا إلا أن المعارك في الجبل بدأت بصورة مفاجئة اليوم مما يعتبر تطورا خطيرا ومنعطفا جديدا للاحداث سيكون له انعكاسات على مجمل الوضع في لبنان.

يذكر أن اشتباكات وقعت امس بين انصار الحزب التقدمي الاشتراكي في مدينة عاليه ومسلحين ينتمون إلى المعارضة أدت إلى مقتل شخصين واختفاء آخر من مقاتلي حزب الله.

العربية نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى