صفحات ثقافية

‘تشي’: ملحمة سينمائية تلاحق خطوات جيفارا ورحلته الثورية

null
ابراهيم درويش
الشعور امام مشاهدة فيلم يصنع التاريخ ويؤكد المبادئ هو غيره عند مشاهدة فيلم يصنع فيه التاريخ وتتحول صوره للدعاية وهذا هو الشعور بالتأكيد عند مشاهدة فيلم ‘تشي’ في جزأيه عن سيرة الثائر اللاتيني تشي غيفارا. وفي المقابل وفي ظل مذبحة غزة يتم عرض فيلم عن ‘شجاعة’ اليهودي امام النازي في الوقت الذي تمارس فيه اسرائيل ‘شجاعتها’ على الغزي الاعزل. ويحضر هنا في هذا السياق كاتالوغ من الصور الذي وزعته على الانترنت عاملة في سفارة او في الخارجية النرويجية ووزعت بشكل واسع على الانترنت عن المقارنة بين اهل غزة في حصارهم ويهود معسكر وارسو. على العموم ما يلي ليس مقارنة بين فيلمين او استحضاراً لتاريخ ولكنه عرض لفيلم ملحمي واخر دعائي لاظهار الكيفية التي يصنع فيها التاريخ.
ملحمة الثائر تشي غيفارا، الثائر العالمي المعروف وصاحب ‘مذكرات دراجة’ سيرته وسيرة قارته اللاتينية، وهي رحلته عبرها مع صديقه البرتو غراندو في عام 1951، (تحولت لفيلم عام 2004 من اخراج وولتر ساليز وقام الممثل المكسيكي غاييل غارسيا بيرنال بدور تشي الشاب)، ومذكراته هي عن تجربته الثورية وكفاحه من اجل تحرير كوبا من ديكتاتورية باتيستا مع رفيق كفاحه فيديل كاسترو. والملحمة في جزأيها الاثنين قائمة على العمل الاخير وتحتوي على مواد ارشيفية عن الحياة في كوبا قبل الثورة التي اتخذت من جبال سييرا مايسترا الكوبية مركزا لها. وهناك تركيز على لقاء صحافي معه بعد الثورة وخطابه الذي القاه امام الجمعية العامة في نيويورك. مخرج الفيلم ستيفن سودربيرغ جاء الى الملحمة من عمله الذي نال عليه عام 1989 جائزة ‘السعفة الذهبية’ عن فيلمه ‘جنس واكاذيب واشرطة فيديو’ وسلسلة من الافلام المهمة مثل ‘ترافيك’. ومنذ ذلك العهد وسودربيرغ يعد واحداً من اهم الاصوات في صناعة الفيلم الامريكي . وخلال الرحلة السينمائية هذه لم يقدم المخرج افلاما جميلة كلها ولكنها تعبر عن حرفية وشجاعة في استكشاف العديد من الاجناس الفنيةـ السينمائية التي تشير لذكاء وتنوع في الاساليب. فقبل ملحمة ‘تشي’ اخرج سودربيرغ فيلمه ‘ اوشين (محيط) 13 ‘. ومنذ عرض الملحمة في مهرجان ‘كان’ في ايار (مايو) العام الماضي يتم الاحتفاء بالفيلم في نصفيه ومن المتوقع ترشيحه للاوسكارات القادمة. في مركز الجزأين اهتمام من عين المخرج الى بسطار غيفارا في الغابة وفي نيويورك وفي بوليفيا حيث قتل. ويشبه كل جزء منهما الاخر وكأنه صورة عنه ولكن كل منهما يحمل رؤيته واستقلاليته عندما يتعلق الامر بحياة ومراحل تطور كفاح ‘تشي’. ففي الجزء الاول الذي ينتهي في الطريق الى هافانا عام 1959 بعد ان امن الثائر مناطقه التي كان مسؤولا عنها. وفيه ارتجاعات واستعادات عن الثوري الأرجنتيني الذي التقى كاسترو في المكسيك، وبدا ذلك الشاب الخجول الذي عرفناه في ‘مذكرات دراجة’. والرحلة الى داخل كوبا من خلال قارب مطاطي تموت غالبية ركابه ولا يصل الا عدد قليل منهم الى شواطئ كوبا. وعمليات الثوار في السيطرة على القطارات واحتلال مراكز الحكومة، والسيطرة على مدينة سانتا كلارا وتحريرها من يد الحكومة، وتصفية العملاء. واللقطة الاخيرة تظهر ان ثورة كوبا وثورييها هي ثورة نظيفة عندما تمر سيارة فارهة يركبها المنتصرون في الطريق الى عاصمة الثوريين، هافانا، وعندها يطلب غيفارا ـ الذي لم يخف الفيلم نزعاته الاستبدادية طوال الجزء الاول هذا ـ يأمر تشي ركابها من رفاق الثورة اعادة السيارة لمالكها او تركها في عهدة مخلفات النظام البائد والسفر اما بالحافلة او القطار الى هافانا. وهذا الامر لم يكن مريحا لمعارضي الرئيس الكوبي في ميامي الذين كتبوا ان المخرج يقوم بعملية تمجيد لارهابي قتل الالوف بعد انتصار الثورة في لاكبانا كما يقولون، والاهم في هذا الجزء هو صورة الثائر داخل قاعة الامم المتحدة وهو يلقي خطابه عام 1964 ممثلا لكوبا فيما يظهر انه لقاء صحافي واستعادة لتلك المرحلة.

حكاية ثورة ناجحة
الجزء الاول يحكي قصة الثورة في الفترة ما بين 1956 1959 وهي حكاية ثورة ناجحة ادت الى الاطاحة بنظام فولجيتشيو باتيستا. ويلاحق الفيلم الكيفية التي خطى فيها جيش كاسترو الصغير خطواته الاولى من جبال سييرا مايسترا نحو الهدف الاخير وهو الاطاحة بالديكتاتور. في الجزء الاول بصوره الطبيعية في الغابات وقتال المدن والمعارك هو صورة معكوسة عن حكاية ثورة فاشلة عندما اخرجت من سياقها المحلي الى العالمي وانتهت في غابات بوليفيا عام 1967 كما في الجزء الثاني. هنا يحكي لنا الفيلم قصة الثائر الذي كان عهده مع صديق الثورة انه ان نجحت الثورة في كوبا فانه سيأخذها الى بلده الاصلي الارجنتين. تشي هنا يحاول نقل الثورة الى سياق جديد. وفي هذا الجزء وصف امين لحياة تشي الجديدة بعد كوبا، خاصة تجربة الكونغو التي تعتبر بكل المقاييس حتى بمقاييس غيفارا نفسه ‘فاشلة’. هنا يركز الفيلم في جزئه الثاني على الاساليب التي استخدمها الثائر طوال الوقت، بناء قاعدة شعبية للثورة، وتحقيق الانضباط والتماسك داخل قطاعات الثوار، ويبدو ان كل شيء فشل او لم يسر حسب الخطة، ذلك ان اعداء الثائر الدولي وجدوا طرقا من اجل التصدي لاسلوبه في الثورة، الجيش البوليفي والاستخبارات المركزية الامريكية. على العموم فالدور الذي لعبه بينتشيو ديل تورو سمح للمخرج بالحفاظ على الصورة الرومانسية للثائر الذي تخطى الحدود. فالتقمص الناجح لروح البطل وصورته كانت كفيلة بانجاح الفيلم/ الملحمة. بالنسبة للنقاد الغربيين لتجربة غيفارا فانه اي الثائر لعب بسياساته عندما كان جزءا من الحكومة الكوبية، ومديرا للبنك المركزي، دورا بتحويل الثورة الى ديكتاتورية ظلت على خلاف ومواجهة مع النظام الرأسمالي حتى اليوم. فهنا بين ما يراه النقاد خافيا بين الجزأين لم يؤثر في النهاية على صورة غيفارا باعتباره بطلا عالميا وثائرا بالنيابة عن الفقراء والمحرومين ومدافعا عنهم. يمكن التعامل مع الملحمة على انها فيلمان مختلفان، كل يمثل قضاياه واساليبه، فمن ادغال كوبا والثائر الذي يعاني من نوبات ‘الازمة’ الى الثائر الذي يواجه اشباح ثورته ويغير اسمه وموقعه كل حين ويستخدم اسماء حركية وينتهي في كوخ للجيش البوليفي حيث يموت ونعرف عن موته في صورته الاخيرة وكأنه المسيح مصلوبا على السرير.
فيلمان مختلفان
نقول ان ‘تشي’: الجزء الاول والثاني فيلمان، لان اهتماماتهما مختلفة وان كانا يتحدثان عن بطل واحد، فالجزء الاول يتحرك في ثلاثة اماكن بين المكسيك وكوبا ونيويورك. اما الفيلم الثاني، فكوبا تختفي من السياق وتصبح ارضية ومشهدا بعيدا، البطل هنا لم يعد كما كنا نعرفه واضحا وامام العين والنظر. يبدو الفيلم محاطا بالحذر وكأنه فيلم اثارة، يحلق البطل لحيته ويغير شكله ويدخل القرى وهو يحاول تأجيج الثورة ونشر الفكر الثوري. يصبح تشي هنا رامون والاخير يتحول الى فرناندو. ونظرا لطبيعة الفيلم الثاني فالشخصيات تحضر وتختفي. وما يجعلنا نعود الى الفكرة الاولى عن كون الملحمة فيلمين تنبع من الجو العام والمناخ، والسرعة فالجزء الاول يتحرك بهدوء وبطء يحتفي بجماليات المكان ويدخل في تفاصيل العلاقات بين الرفاق وينقل جماليات البناء الكولونيالي في سانتا كلارا. وتم اخراج مشاهد المعارك والهجوم على القطارات واحتلال البنايات بهدوء وعين واعية للمشهد وحساسيته. في الجزء الثاني، سرعة واثارة لان البطل منشغل بكسب قلوب الفلاحين وتأكيد جذوره وهو المواطن العالمي بالفكرة والارجنتيني المولد ولكنه منذ مغادرته كوبا صار بلا جنسية وعليه يحاول استخدام العديد من الاساليب من اجل ان يكون قريبا من الفلاحين مستخدما في ذلك خبرته الطبية. ويظهر الفيلم انسانية الثائر والمحرر لدرجة الضعف وحتى خداع النفس. لكن حكاية ‘تشي’ مهما قيل عنها وعن ضعفها، ومهما كانت الاسئلة حول ضرورتها تعيد استخدام حكاية ثائر يمثل في حياته وموته مثالا ورمزا للفكرة التي عاش ومات من اجلها، فهو الثائر الذي كان يعاني من نوبات المرض ‘الازمة’ ومع ذلك لم يشك يوما من الالم. وهو المثقف الدائم القراءة والقريب من احلام المقهورين الذي كان يتخيل قارة على حافة الاشتعال مثل علبة كبريت تنتظر الشرارة. وفي النهاية واجه قدره التاريخي وقدر الثوري. الأفلام ذات الطبيعة ‘البيوبيك’ مهما كانت طويلة طبيعتها وطبيعة بطلها هي التي تفرض حضورها وتحدد الاهتمام بها. في النهاية يحتفي المخرج بالحقائق والتواريخ والاماكن حتى يحقق العلاقة بين المشاهد والموضوع واطار الحركة وان لم يكن الاحتفاء موجودا في بعض الاحيان حيثما كان يحتاج اليه.’تشي’ فيلم لا نقول انه يعيد الاعتبار الى غيفارا ولكنه يحتفي بالحياة الملحمية لرجل احب افكاره واراد الدفاع عنها ومات وهو يدافع عنها. فيلم وان يراه الطلاب الذين يعلقون صورة البطل على غرف المساكن الداخلية في الجامعات ويؤكدون في رفضهم الاولي لكل ما هو مؤسس على تقليده ولبس قبعته المعروفة يظل مع كل هذا اشكاليا لمن يرى فيه ارهابيا ويتعامل معه بهذه الصورة. وضمن هذا السياق كان خوف المنتج من تجاهل المشاهد الامريكي له ورصد لتوزيعه ميزانية كبيرة ولكن الفيلم وجد من يجذب اليه هناك وفي الجانب الاخر من الاطلنطي. كل هذا على الرغم من مواقف معارضي ميامي الذين اعتبروه ‘بروباغندا’ بدلا من تصويره ‘لسفاح لاكبانا العنصري’ الكوماندان. وهو بالنسبة لكاتب هو الذي اكد على وتيرة الثورة الشمولية بقتله اكثر من الفي كوبي في محاكمات هزلية.
‘تحد’: عندما يتحول التاريخ لدعاية وتبرير
من الثورة وضدها ندخل عالم فيلم اخر ، هو دعائي في طبيعته وحيثياته، يمجد القوة ‘اليهودية’ في زمن النازية، وبدلا من الاحتفال ببطولة الفكرة يحتفي فيلم’ تحد’ بالبطولة الفردية ضد النازية ونكتب عنه وقد بدأت عروضه الاولى اثناء مذبحة غزة ومن هنا لم يجد النقاد والمؤرخون اليهود مفرا الا اللجوء للتبرير عن عدالة الحرب واستقامتها في زمن النازية وفي زمن غزة. تدور احداث الفيلم في غابة في بيلاروسيا يجمع فيها شقيقان خارجان اليهود الملاحقين من القوات النازية في اكواخ تحت الاشجار ويبنون مجتمعا مثاليا عن اليهودي الفار الذي يقاتل من اجل نجاته ضد كل ما هو مطروح في طريقه.
وطرح الفيلم اسئلة على الاقل من مؤرخين حول فكرة العدالة وخروج هوليوود عن تقاليدها في تصوير اليهودي كمقاتل وليس مسالما. وحتى هذه الفكرة التي طرحت في اطار الحرب على غزة تبدو غريبة لأن اليهودي المقاتل، المنتقم متجذرة في افلام هوليوود من بن هور الى ‘ميونيخ’ سبيلبرغ. يقوم الفيلم كما يقدم مخرجه ومنتجه على قصة حقيقية حدثت عام 1941 هاجر بطلاها وهما الأخوان توفيا بيلسكي وزوس الى اسرائيل بعد عام 1948 ولكنهما بعد فترة قررا الهجرة لنيويورك لعدم تحملهما الحياة فيها بعد اكثر من اربعين عاما يأتي مخرج ‘ماس الدم’ وافلام اخرى، وهو يهودي من شيكاغو ، لكي يعيد القصة للحياة. ويلعب الدور الرئيسي في الفيلم دانيال كريغ، الوجه المعروف في افلام جيمس بوند، وهو يمثل نسخة مضادة لشقيقه زوس العدواني الشرس الذي يلعب دوره ليف شرايبر. افتتاح الفيلم في يوم قصف مدرسة الفاخورة ومجزرتها بغزة يعيد للذهن الكثير من الاسئلة حول الكم الهائل من المواد التي قدمت اثناء الحرب على غزة عن الهولوكوست، خاصة ان قادة اسرائيل ضربوا غزة اثناء احتفال بريطانيا بذكرى الهولوكوست. على العموم ‘تحد’ هو عن الشقيقين اللذين يتحولان للقتل والانتقام بعد قيام النازيين المحليين بقتل والديهما وتدمير حياتهما الزراعية وهروبهما للغابة واقامتهما فيها مجتمعهما، بالتعاون احيانا مع قادة نازيين محليين يعترفون ان اليهودي لا يقتل، وحصولهم على اسلحة منهم، بل احيانا يدخل قائدا المجتمع في اتفاق مصلحة للتعاون ضد عدو مشترك لانقاذ المجتمع في الغابة. يبدو الهاربون من النازية مزيجا من الفلاحين والمثقفين ومستوطنين في ارض يقول فيها زوس ‘اهلا بقطعة الارض الحرة في بيلاروس، القطعة الوحيدة’. على العموم يقترح الفيلم ان كل الالمان او اليهود الهاربين من الجيش يعرفون ان كل الالمان ليسوا كلهم كارهين لليهود، بل بعضهم يدفع ثمن مساعدته لليهود. اسم الفيلم هو نفس اسم كتاب يحكي عن القصة كتبه نيخما تيك، والذي يحكي قصة بيلسكي، الشقيقين، وكيف قاما بانقاذ المئات من اليهود اثناء الفترة النازية. والكتاب، وكذلك الفيلم، يحكي قصة العائلة، فمع توفيا وزوس هناك شقيقان اخران في مقتبل العمر اسائيل وآرون. على العموم الفيلم فيه مشاهد حرب، حب وانتقام، وصراع الاخوة، ونحن هنا امام نسخة عاطفية من مخرج افلام على صيغة ‘مجد’ و’ وحصار’ و ‘ماس الدم’، فيها من عناصر الميلودراما، الحب واللقاء والعشق المكبوت. ويلعب في النهاية على فكرة اليهودي المقاتل الذي لا يستجيب لقدره في معسكرات الاعتقال بل يدافع عن نفسه. ويقترح الفيلم انه لو كانت هناك عائلات مثل عائلة بيلسكي وقفت في وجه النازية لما قتل الكثير من اليهود، ولربما لم يتم حل مشكلتهم على حساب الفلسطينيين، هذا في النهاية تحليل وليس واقعاً.
ما الذي يحكيه الفيلم عن اسرائيل اليوم، ان اليهودي يجب ان تكون له القوة لكي يقاتل ما يراه عادلا، ايا كان الثمن الاخلاقي، فالاخوة بيلسكي لم يترددا في قتل من يرونه تهديدا عليهما وهذا ما فعلته اسرائيل عندما روجت لحربها على غزة بالحرب العادلة، على الرغم من الثمن الذي دفعه سكان غزة، الذين عوقبوا بسبب انتخابهم لحماس اولا وثانيا لانهم صبروا على الحصار وحاولوا مقاومته والتحايل عليه. طبعا لا مقارنة بين مجتمع الغابة في بيلاروس واهل غزة ولكن التركيز في الحالة الاخيرة هو عندما تفقد الدولة ‘الديمقراطية’ اخلاقيتها ويتحول سكانها الى قطيع من المنتقمين، المتشفين برؤية الدمار على اهل غزة. ‘تحد’ هو في النهاية فيلم دعائي من افلام لم تتعب من تكرار قصة الهولوكوست والابادة، واعادتها كل يوم بطريقة او باخرى. وغزة مثل دير ياسين وصبرا وشاتيلا، فغزة لم تولد عام 1948 ولم تمت عام 2009 كما كتب احد الجنود الذين يذكروننا بزوس في فيلم ‘تحد’. غزة موجودة وتقاتل.
كاتب من اسرة ‘القدس العربي’

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى