صفحات أخرى

الإقبال على الكتب يتقدّم.. في غير بلداننا

مع الأزمة المالية المستفحلة يحاول بعض الأشخاص إيجاد تفسيرات لما حدث ويحدث. في المقابل، ثمّة أشخاص يسعون إلى تناسي الازمة وعدم التفكير فيها، فيهربون إلى قراءة قصص المغامرات، أو الاهتمام بالطعام وأصناف الأطباق، على ما كتب التحقيق في صحيفة الهيرالد تريبيون الأميركيّة (16 آذار 2006).
إزاء الظاهرة الأخيرة يشهد سوق الكتب ازدهاراً مفاجئاً وغير متوقع. فعلى عكس قطاعات الإعلام الأخرى، كالصحف والتلفزيون، يتزايد الإقبال على شراء الكتب بشكل ملحوظ، حيث رأى البعض أن صناعة الكتب وسوقها لم يتأثّرا بالركود الإقتصادي.
“إنّها رسالة سعيدة”، يقول أندريه بريدت، محلل الأبحاث والتنمية في “نيلسن بوكسكان”، المؤسسة التي تراقب نسب مبيعات الكتب. “الناس يقرأون دائماً وسيحتفظون بهذه العادة مهما حصل”، يضيف بريدت للصحيفة الأميركيّة.
ظاهرة العودة إلى الكتب بدت واضحة في الدول الأوروبيّة. فبعد انقضاء فصل الخريف ارتفعت مبيعات الكتب في فرنسا بمعدّل 2 في المئة مما كانت عليه في السنة الفائتة حتّى شهر كانون الأوّل. كما اكمل المعدّل ارتفاعه إلى 2.4 في المئة في كانون الثاني، بحسب تقديرات “ليفر هيبدو”، دار النشر التجاريّة. من ناحية الأرباح قد كانت نسبة التزايد أكثر ارتفاعاً، حيث نمت هذه الأخيرة بمعدّل 4 في المئة في كانون الثاني و7 في المئة في شباط، بحسب تقديرات “جي أف كي”، مؤسسة أبحاث السوق.
الحالة بدت مشابهة في ألمانيا، حيث ارتفعت أعداد الكتب المباعة بمعدّل 2.3 بالمئة في شهر كانون الثاني، بحسب تقديرات منظمة “بورسنفيرين ديس دويتشين بوشهاندلز” التجاريّة. كما يقول المحللون أن سوق الكتب في الدول الأوروبيّة الأخرى تحقق أرباحاً مشابهة.
في المقابل، تراجعت في الولايات المتّحدة وبريطانيا، سوق الكتب قليلاً تحت وقع الأزمة. فخلال العام الفائت تراجعت المبيعات في البلدين المذكورين بمعدّل واحد في المئة، حسب ما تشير تقديرات نيلسن بوكسكان. لكن بالمقارنة مع ما تعاني منه القطاعات الأخرى، حيث التراجعات والخسائر حادّة وكبيرة، فإنّ ما يسجّله سوق الكتب يبقى بمثابة أداء جيّد. حتّى إنّ الناشرين تفاجاؤا بهذه النتيجة التي اعتبروها إيجابيّة ومتفائلة.
إلى ذلك يتوقّع البعض في الولايات المتّحدة وبريطانيا أن يسجّل الإقبال على الكتب تزايداً ملحوظاً. فمع ارتفاع معدّلات البطالة وتقلّص ساعات العمل، الناس سيحظى بمزيد من الوقت للقراءة. القراءة هي نشاط يزدهر في الحقب التي تستدعي إعمال الفكر والتأمّل.
“الكتب هي علاج غير مرتفع الثمن”، تقول هيلين فرايزر، المديرة المسؤولة في “بينغوان بوكس” الشهيرة في لندن. “عندما تقرأ، تذوي كلّ تلك الأخبار المحبطة في الصحف. فرواية من خمس مئة صفحة لماريان كييس (Keyes) أو قصّة كلاسيكيّة لتشارلز ديكينز سوف تبعدك عن كلّ هذا”، تقول مديرة بينغوان بوكس.
هذا ومع أن الناس، بلجوئهم إلى الكتب، يظهرون شكلاً من اشكال الهروبيّة إزاء أزمات المال والاقتصاد، فإن قراءة كتب من شأنها شرح الأزمة الراهنة باتت شائعة. أحد الكتب التي تلقى إقبالاً على قراءتها هو “الإنهيار الكبير: 1929” لمؤلّفه جون كينيث غالبريث. إذ ارتفعت مبيعات الكتاب المذكور إلى 12 ألف نسخة في العام الفائت في بريطانيا، بعد أن كان كتاب غالبريث قد سجّل في العام الذي سبق بيع مئتي نسخة فقط لاغير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى