صفحات سوريةمعقل زهور عدي

مـاذا تخبــىء لنـا اسرائيــل ؟

null


معقل زهور عدي

في الثقافة السياسية الاسرائيلية ينظر للجبهة الشمالية باعتبارها الأكثر عداء وخطورة، خلف هذه النظرة لا تختفي تجربة صراع امتد لستين عاما فقط، ولكن تراث ديني أيضا،

فهذه الأرض هي جزء من الأرض الموعودة لبني اسرائيل، هي جزء من العقد او (من العهد) المقدس (نتحدث وفق الفهم اليهودي للتوراة) وهو (الأرض مقابل الايمان)، فاله اسرائيل الذي أنقذهم من ذل العيش تحت سيطرة المصريين حيث عاشوا كغرباء قد وعدهم أيضا بأرض تفيض لبنا وعسلا حيث لم يكن ثمة نفط بعد، ولكن ليس بدون مقابل، اذ عليهم الالتزام التام بشريعة موسى عليه السلام ليصبحوا شعب الرب، هكذا انتقل الايمان من كونه عقيدة فردية يتلون بها المجتمع ليغدو عقيدة قومية، لدرجة ان مصير الشعب أصبح مرتبطا بمدى التزامه بالعهد.

لكن ما مصير الأقوام الذين يسكنون الأرض الموعودة؟:(متى أتى بك الرب الهك الى الأرض التي أنت داخل اليها لتمتلكها وطرد شعوبا كثيرة من أمامك الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين سبع شعوب أكثر وأعظم منك ودفعهم الرب الهك أمامك وضربتهم فانك تحرمهم لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم. سفر التثنية -7)

لكن كيف يتأتى لشعب صغير ان يطرد شعوبا كثيرة غنية وقوية تمتد حتى نهر الفرات حيث تنتهي حدود الأرض الموعودة؟

(الرب الهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلا قليلا، لا تستطيع ان تفنيهم سريعا…، ويدفعهم الرب الهك أمامك، ويوقع بهم اضطرابا عظيما حتى يفنوا.سفر التثنية – 7)

اذن ليس أمام اسرائيل سوى القليل مما يمكن التفكير به حول العلاقة معنا، هدنة مؤقتة ريثما يأتي الوقت المناسب ليتم طردنا، وكتمهيد لهذا الطرد يجب ايقاع الحروب الأهلية والفتن والاضطراب داخل أوطاننا.

حسنا لكن ذلك كله يعني اننا الضحية المقبلة فلماذا اذن تستقر فكرة (الشر القادم من الشمال) على أرضية دينية؟

من ناحية لكوننا أعداء فيجب شيطنتنا ليسهل تبرير طردنا لاحقا، ومن ناحية أخرى ينبغي نبش التاريخ الذي يتكفل أحيانا بتفسير الأساطير او باكمالها، فقد دارت حروب طاحنة بين آرام وإسرائيل. اذ حارب بعشا ملك إسرائيل بنهدد ملك آرام. وقد قتل آخاب أثناء حربه ضد آرام. وقد أخذ الآراميون السامرة أثناء حكم يهورام. وأذل حزائيل ملك آرام إسرائيل أيما إذلال أثناء حكم ياهو ويهوآخاز.

وحين نتحدث هنا عن آرام فنحن نتحدث عن دمشق.

اما أقرب الأمثلة التصاقا بالفكرة عن الشر القادم من الشمال وفق التراث اليهودي فهي الحوار الآتي بين حزائيل القائد العام لملك دمشق الآرامي بنهدد، والذي أصبح الملك لاحقا وبين اليشع أحد أنبياء اسرائيل (وجاء اليشع الى دمشق. وكان بنهدد ملك ارام مريضا. فأخبر وقيل له قد جاء رجل الله الى هنا.

فقال الملك لحزائيل خذ بيدك هدية واذهب لاستقبال رجل الله واسأل الرب به قائلا هل اشفى من مرضي هذا.

فذهب حزائيل لاستقباله واخذ هدية بيده من كل خيرات دمشق حمل اربعين جملا وجاء ووقف امامه وقال ان ابنك بنهدد ملك ارام قد ارسلني اليك قائلا هل اشفى من مرضي هذا.

فقال له اليشع اذهب وقل له شفاء تشفى. وقد اراني الرب انه يموت موتا.

فجعل نظره عليه وثبّته حتى خجل.فبكى رجل الله.

فقال حزائيل لماذا يبكي سيدي. فقال لاني علمت ما ستفعله ببني اسرائيل من الشر فانك تطلق النار على حصونهم وتقتل شبانهم بالسيف وتحطم اطفالهم وتشقّ حواملهم.

فقال حزائيل ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم. فقال اليشع قد اراني الرب اياك ملكا على ارام. (ملوك).

ليس صدفة اذن ان نقرأ في الصحف الاسرائيلية عن الشر الذي تضمره سورية لاسرائيل، لكن ماذا عن الشر الذي تضمره اسرائيل لنا الآن؟

وفق الخبرة عن طريقة التفكير الاسرائيلية فهم يسعون دائما للتمويه عن نياتهم الحقيقية واخفائها جيدا.

حتى قيادة حزب الله التي تمتاز بالفطنة والدراية باسرائيل تمت مفاجأتها في حرب تموز 2006 حيث لم تتوقع أبعاد الرد الاسرائيلي على العملية التي تم فيها قتل ثلاثة جنود إسرائيليين وأصابة رابع بجروح وأسر الجنديين ايهود غولدفاسر وإلداد ريغيف، واذا عدنا الى الوراء فقد فاجأت اسرائيل العرب والعالم بضرب المفاعل النووي العراقي، وفاجأتهم باختراق الدفرسوار عام 1973، وفاجأتهم ايما مفاجأة بحرب الأيام الستة، وفاجأتهم بمدى القوة والاستعداد بحرب 1948، اما المفاجئات الأصغر فهي أكثر من ان تحصى مثل الوصول لتونس وقتل القائد الكبير أبوجهاد.

الحقيقة أنه اذا كان من درس يفترض تعلمه من خبرتنا مع تاريخ اسرائيل منذ العام 1948 فهو عدم الاغترار بما تقوله اسرائيل، ومحاولة فهم خياراتها ونواياها الحقيقية او على الأقل استعراض الخيارات المتعددة والتعامل معها كلها بجدية الى أقصى حد.

ما ذا تخطط اسرائيل لنا اليوم؟

بالضبط لا أحد يعرف، لكن ثمة خياران متاحان للرؤية :

الأول : هو الذهاب باتجاه التسوية لتحقيق هدف استراتيجي مزدوج تعميم التطبيع مع الدول العربية وتطويق الفلسطينيين وحزب الله من جهة وعزل ايران وابعادها عن حدود اسرائيل من جهة ثانية.

الثاني : هو الذهاب باتجاه الحرب ضمن رؤية استراتيجية واسعة تستهدف تدمير الدولة في سورية بمؤسساتها الرئيسة (القوة العسكرية، الاقتصاد، الطاقة، البنية التحتية).

ما يسترعي الانتباه هو السياق الذي يمكن ان يتم من خلاله الانتقال من أحد الخيارين للثاني، فالبدء بالخيار الأول والوصول الى طريق مسدودة قد يسهل الوصول للخيار الثاني، وكذلك اللجوء للخيار الثاني (انما بحدود) قد يدفع نحو الخيار الأول لاحقا.

على أية حال من الضروري للغاية تفحص حدود ومدى التصعيد الذي يمكن الوصول اليه في حال بدأت تنفتح المواجهة مع اسرائيل، ليس لزرع الخوف ولكن لتأمين مقومات المقاومة ووعي أبعاد المعركة.

ليس المجال هنا للتفكير في أي الخيارات أرجح؟، لكن للتفكير في : ماذا لو وجدنا أنفسنا على أبواب أحد الخيارات؟

وفق الأنباء التي نشرت فقد هددت اسرائيل سورية بالانتقام منها في حال عمد حزب الله لتنفيذ عملية كبيرة ردا على استشهاد عماد مغنية، ذلك يعيدنا لاحتمالات انفتاح المواجهة.

لا يوجد في السياسة أسوأ من الاستسلام لللأفكار المسبقة التي تعيق حرية التفكير وبالتالي تؤمن للعدو امكانية المفاجأة.

ففكرة أن الولايات المتحدة قد أخذت درسا من الحرب في العراق، وبالتالي ليست بصدد استكمال العمل لتفكيك الدول العربية ونشر الفوضى ربما تكون مجرد وهم.

وفكرة أن اسرائيل سترتدع عن خوض مواجهة شاملة مع سورية وحزب الله بسبب عدم تحملها للخسائر او ضعف قيادتها قد تكون وهما آخر.

وفكرة أن اسرائيل ترى مصلحتها فقط عن طريق التسوية مع سورية وليس المواجهة ربما تكون وهما ثالثا.

ثمة سياق خطير يتبلور في المنطقة بصورة موضوعية هو سياق التصعيد الموصل للمواجهة.

وحين نقترب من تلك المواجهة ربما نجد أن أصعب أمر فيها هو وضع حدودها.

من أجل ذلك قد يكون مفيدا تصور الاحتمالات الأوسع منذ الآن.

قد تعمد اسرائيل فجأة لتصعيد الصراع نحو حرب مفتوحة ولكن بطريقتها هي، وليس من أجل أهداف جزئية ولكن لأهداف استراتيجية كبرى، تماما مثلما خططت الولايات المتحدة لغزو العراق واحتلاله قبل 2003 بعشر سنوات على الأقل لأهداف استراتيجية كبرى.

وقبل المضي في أحد تلك الاحتمالات أود الاشارة الى أن الاستعداد للمعركة، وتعبئة القوى العسكرية والشعبية على نحو ما فعله حزب الله يمكن ان يقلب نتيجة المعركة على رؤوس المخططين لها من الأعداء، ولكن ليس بدون تضحيات بالطبع.

توسيع المواجهة

ثمة تناقض كبير بين القوة العسكرية والتقدم التكنولوجي الذي تمتلكه اسرائيل اليوم وبين الحيز المتاح لها لاستعمال تلك القوة، ضيق الحيز المتاح، يجعل اسرائيل أشبه ما تكون بالوحش المقيد اليدين، حيث يتم تدمير هيبته في مواجهات صغيرة سواء في جنوب لبنان او في غزة، هذه الحالة لا تناسب اسرائيل، بينما ينمو الخطر الايراني، ويقترب من الحدود، (وقعت أمريكا واسرائيل مؤخرا على ً إتفاقية مساعدات عسكرية بقيمة 30 مليار دولار , ما يعادل زيادة 25 بالمئة في المساعدات العسكرية على مدى العقد المقبل و بحسب التعريف الإسرائيلي , فإن الميزة العسكرية النوعية (QME المعترف بها لاسرائيل) يمكن أن تساوي إسرائيل بمعظم الشرق الأوسط العربي وإيران –وونديرلي وبريري – تعاظم الميزة العسكرية النوعية لاسرائيل – كلنا شركاء عدد 24/3/2008)

ربما أصبح ضروريا من وجهة نظر اسرائيل أخذ المبادرة الاستراتيجية في معركة المصير، ذلك يعني اعادة صياغة الشرق الأوسط اسرائيليا، بحيث تصبح اسرائيل القوة الاقليمية العظمى بدون منازع، بعد تدمير الدولة والجيش العراقي أصبح ذلك الهدف أكثر قربا.

من وجهة نظر استراتيجية من الخطأ توجيه ضربة عسكرية لايران من قبل اسرائيل دون أخذ الجبهة الشمالية بالاعتبار، حتى لو مرت الضربة اليوم، في اليوم التالي ستجد اسرائيل انها ربما قامت بفتح صراع طويل ومرير يمتلك كل عوامل التفجر.

أيضا لننظر للوضع العربي بعد انهيار الدولة والجيش العراقي، فمن ايران حتى البحر المتوسط لم يعد هناك كيان وقوة عسكرية يحسب حسابها سوى سورية (رغم كل عوامل الضعف)، بتدمير سورية (لاسمح الله) وضرب ايران تكون اسرائيل قد حسمت مسألة سيطرتها على المنطقة، بعد ذلك ربما تأتي مرحلة التفاهم او التخاصم مع الولايات المتحدة حول حدود تلك السيطرة.

يجب الا نغتر بانكفاء اسرائيل الحالي، فاسرائيل لم تسنفذ خططها لقلب الوضع الحالي رأسا على عقب، وهي بالتأكيد لم تستسلم لفكرة العيش بسلام كدولة صغيرة بين جيرانها، مصيبتنا اننا نشتري الأوهام ونعيد تسويقها (السلام كخيار استراتيجي) وكأن اسرائيل حسمت أمرها في اتجاه السلام وجلست فقط في انتظارنا.

اذن هدف اسرائيل المقبل قد يكون ليس تصفية قوة حزب الله العسكرية فقط (وهو أمر يبدو صعب التحقيق كهدف معزول)، وليس ضرب ايران لمنعها من امتلاك السلاح النووي فقط وهو هدف حيوي ولكن لايمكن مقاربته بدون استرتيجية تحتوي نتائجه اللاحقة والمتمثلة في فتح الصراع العربي – الصهيوني وتصعيده،ولكن أيضا تدمير الدولة في سورية، واخراجها من معادلة الصراع.

والحديث هنا ليس عن ضربة جوية مكثفة وشاملة تتضمن أهدافا استراتيجية فقط، ولكن أيضا عن العمل المخطط لنشر الفوضى وتفكيك الدولة والكيان.

ينبغي لنا ان نفكر مليا في فكرة الفوضى الخلاقة ليس كفكرة طارئة او مجرد فقاعة او شطحة من شطحات المحافظين الجدد، كلا، الفكرة أكبر من ذلك واهم، ربما لدى اسرائيل تصور خاص بها عن الفوضى الخلاقة التي تخدمها في كل ما حولها لتصعد عبر تلك الفوضى نحو السيطرة التامة على المنطقة، لنعد ونتأمل قليلا نص التوراة:(الرب الهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلا قليلا، لا تستطيع ان تفنيهم سريعا…، ويدفعهم الرب الهك أمامك، ويوقع بهم اضطرابا عظيما حتى يفنوا.سفر التثنية – 7).

يجب الا ننخدع ونبقى أسرى للأوهام، حتى لا نفاجأ قريبا، فبينما تطلق اسرائيل بالونات السلام، وتظهر رغبة في التوصل لتسوية مع سورية، ويكثر اللغط حول ذلك في الصحافة الاسرائيلية (ربما عن قصد) تكون سيناريوهات الحرب قيد الاعداد بكل تفاصيلها، ولا يكون هدف كل ذلك الضجيج سوى ابقائنا نعيش على الأوهام حتى يحين الوقت المناسب للعدو لفتح المعركة ضدنا على حين غرة.

استهداف الكيان السوري

لنتأمل في المشهد العراقي قليلا، تدمير الدولة بكل مؤسساتها، خاصة الجيش، والأخطر، تدمير وحدة العراق واشعال حروب ونزاعات دموية فيه لا تنتهي.

أريد أن اتساءل هل العراق هو النهاية؟

ما يستحق التفكير هو تفهم الفرق بين الأهداف الصهيونية الاستراتيجية والأهداف الأمريكية الاستراتيجية، ثمة سياسيون أمريكيون محترمون عبروا عن قناعتهم ان الحرب على العراق كانت في الجوهر خدمة لاسرائيل وتوريطا للولايات المتحدة، حسنا لنترك ذلك ولكن بالتأكيد ثمة حدود للتحالف بين الولايات المتحدة واسرائيل، وراء تلك الحدود هناك استراتيجيات متباينة الأهداف، يمكن أن يكون الهدف الاستراتيجي الصهيوني بالنسبة للعراق قد تحقق وهو اخراج القوة العسكرية العراقية من معادلة الصراع لأمد طويل، بالنسبة لسورية الأمر أكثر أهمية وخطورة، وبضوء ما حصل في العراق، لم يعد مستبعدا وضع الكيان السوري للاستهداف كهدف استراتيجي.

كل ما يحدث اليوم يصلح كمقدمة لمقاربة ذلك الهدف شيئا فشيئا، العزل، الادانة، التعبئة، الخ..

سيناريو العراق يمكن ان يتكرر في سورية عن طريق اسرائيل، حملة جوية شاملة، اختراق بري في خاصرة سورية (منطقة القلمون)، قطع طريق دمشق، عزل العاصمة والحكومة، تفجير الأوضاع الداخلية هل ذلك غير ممكن؟

لنتذكر وضعنا الاستراتيجي، في الشرق بدلا من السابق حيث كان يمكن الاستناد الى دعم الجيش العراقي أصبح هناك الآن 150 ألف جندي أمريكي بدباباتهم وطائراتهم الخ..، سورية اذن محاصرة بالفعل بقوى عسكرية لا يستهان بها.

استهداف كهذا لن ينجح الا اذا تمكن من تحطيم الدولة والكيان من الداخل كما حدث في العراق، هذا يعيدنا لمسألة الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي.

مواجهة المخاطر

أمام خطر داهم كهذا، ماذا ينفع الاعتماد المطلق على القبضة الأمنية؟ هل استطاعت القبضة الأمنية حماية العراق؟

الشعب والنظام في الحقيقة في مركب واحد حين يتهدد الكيان برمته.

تلوح اسرائيل بأغصان الزيتون الآن، لكن الحقيقة ان التصعيد والاحتقان الذي يلف المنطقة كلها يخلق شعورا أننا نسير بصورة حثيثة نحو المواجهة لانحو السلام.

وحين تنفتح المواجهة قد لا يتبقى من الوقت الكثير لفعل ما كان علينا البدء به منذ زمن للاصلاح الداخلي الحقيقي بدءا بالحريات مرورا بمحاربة الفساد والالتفات لوضع الطبقات الشعبية التي يكاد يوصلها الغلاء والفقر الى حافة الجوع.

كل عوامل المقاومة الحقيقية لاستهداف كهذا تصب في النهاية بالوضع الداخلي، فاذا لم تكن المخاطر واضحة في السابق بما فيه الكفاية لتدفع نحو اجراء مراجعة شاملة للوضع الداخلي، فهي تتزايد اليوم وتتبلور كما لم يحدث من قبل.

الشعب وحده هو حصن المقاومة الحصين، والوحدة الوطنية هي صخرة النجاة، وحين تتهدد الأوطان لن يكون هم الشعب هو من يكون في الحكم، لكن يفترض ان يكون هم الحكم أيضا هو كيف هي حالة الشعب وما هي معاناته.

تبرز مثل تلك الاحتمالات دور المقاومة اللبنانية في الدفاع عن لبنان وسورية ضد هجوم عسكري اسرائيلي واسع، وهذا أمر يفترض ان لا يغيب عن بال أحد، وكذلك الدروس المستخلصة من حرب تموز 2006، وبصورة خاصة دور الصواريخ المضادة للدرع، وكذلك أسلحة الردع الصاروخية.

تمتلك سورية عمقا استراتيجيا كافيا لامتصاص اختراق اسرائيلي بري محتمل، ويفترض ان يكون للأسلحة الصاروخية أثرما في ردع استمرار الهجمات الجوية، لكن الأرجح أن المواجهة الشاملة ان حدثت لن تنتهي بين ليلة وضحاها فيبدو ان عصر الحروب الخاطفة قد انتهى، وحتى لو استطاعت اسرائيل توجيه الضربة الأولى، فان التحكم بمسار الحرب أمر مختلف كل الاختلاف.

أخيرا في وجه مخاطر بهذه الجدية والضخامة هل تستطيع سورية التخلي عن دعم ايران، دون تأمين بديل على أقل تقدير؟

خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى