صفحات سورية

أميركا لن تعيد الحرارة إلى العلاقة مع سوريا إلا بعد الحصول على المقابل

null
رنده حيدر
نقلت الصحف الاسرائيلية امس بعض ردود الفعل على اعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ارسال موفدين الى سوريا. فرأى الخبير في الشؤون السورية البروفسور أيال زيسار في تعليق نشرته صحيفة “اسرائيل اليوم” ان اعلان معاودة الحوار الاميركي يجب ألا يثير القلق لان الولايات المتحدة لا تعتزم اعادة الحرارة الى العلاقات مع سوريا قبل الحصول على مقابل لذلك. وكتب: “من الممكن ان يذهب الموفدون الاميركيون الى سوريا، وربما يعود اليها السفير الاميركي الذي غادرها قبل اربعة اعوام، ولكن يبدو ان الولايات المتحدة مصممة على مطالبة دمشق بدفع الثمن لقاء اعادة الحرارة الى العلاقات بينهما، ولما كان السوريون لا يبدون أي استعداد للتنازل للاميركيين، لا على الصعيد اللبناني ولا على صعيد المساعدات لحزب الله وحماس او على صعيد التحالف الوثيق مع ايران، يمكننا القول إن المساعي الرامية الى دفع الحوار الاميركي – السوري ستبوء بالفشل. وفي اي حال، فقد بعثت ادارة أوباما برسالة واضحة، هي ان سوريا قد لا تكون العنوان، واذا ما سنح للولايات المتحدة التحاور مع المحور الراديكالي في المنطقة فهي تفضل التوجه مباشرة الى الرأس، اي الى ايران”.
أما صحيفة “يديعوت احرونوت” فقد نشرت مقالا كتبه رونين بيرغمان رأى فيه ان السلام مع سوريا لا يحل النزاع، ومما جاء فيه: “(…) لن توقّع سوريا اي اتفاق الا اذا حصلت في المقابل على امتيازات اقتصادية واسعة من الولايات المتحدة. والجدل الدائر وسط اجهزة المخابرات الاسرائيلية هو عن مدى جدية الاسد في تطبيق الاتفاق بما في ذلك قطع العلاقة مع طهران وطرد قيادات التنظيمات الارهابية (…).
في الاشهر الاخيرة، عقدت اوساط اكاديمية وديبلوماسية سابقة من المقربين من ادارة أوباما سلسلة لقاءات سرية مع الرئيس الاسد. ولقد نُقل مضمون هذه اللقاءات الى اصحاب القرار في اسرائيل إما مباشرة من طريق الذين حضروا الاجتماعات وإما غير مباشرة. ويستنتج من اللقاءات ان الاسد شخصياً قال إنه معني بالسلام مع تل ابيب عبر واشنطن. وهذه الاستنتاجات عن اللقاءات، ولا سيما قرب المشاركين فيها من الرئاسة في الولايات المتحدة، هي سبب الاعلان المفاجئ لكلينتون اول من امس.
بالنسبة الى اسرائيل، من السهل التوصل الى سلام مع سوريا. فهناك طرفان واضحان يسيطران على بلادهما ولديهما مطالب واضحة. فالجانب السوري يطالب بالانسحاب الكامل في مقابل السلام الكامل، اما الجانب الاسرائيلي فيطالب بالترتيبات الامنية والضمانات. مع الفلسطينيين، هناك حاجة الى مفاوضات ثنائية مع حكومة فتح في الضفة وحكومة حماس في غزة. وفي اي حال، حماس غير مستعدة لانهاء النزاع، واقصى ما تقدمه توقيع وقف اطلاق النار. ومع ذلك فبرميل بارود الشرق الاوسط ليس في دمشق وانما في الاماكن الاسلامية المقدسة في القدس الواقعة تحت السيطرة الاسرائيلية (…)”.
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى