مقالات سينمائية

“إيرنا في الحرب” سيرة امرأة متنكّرة في ثوب جندي محارب/ طاهر علوان

الفيلم يرسم صورة أخرى للحرب وجنودها الذين يحاربون بلا هدف ولا قضية.

ليست الحرب كلّها صراعا داميا وضحايا وخرابا، بل فيها أيضا جوهر إنساني متوار في الداخل قد لا يجري الالتفات إليه بقدر الانشغال بفظائعها وتعاساتها فضلا عن انتصاراتها المعمّدة بالدماء. والمواقف والقصص الإنسانية كانت حاضرة على الدوام في العديد من أفلام الحرب وخاصة تلك التي تتناول الحربين العالميتين الأولى والثانية، والتي قدمت فيها البشرية عشرات الملايين من الضحايا قبل أن تضع الحرب أوزارها وتنتهي إلى قصص ومرويات وأرشيف حربي ودروس في العلوم العسكرية. وحاد الكثير من الأفلام عن التناول التقليدي للحرب كما هو الحال في فيلم “إيرنا في الحرب” للمخرج هينريك روبن غينز.

يهمنا هنا التوقف عند تجربة المخرج الدنماركي هينريك روبن غينز الذي يعود بنا إلى فصول من الحرب العالمية الأولى مستندا إلى رواية كتبها مواطنه إيرلينغ جيبسين، وكلاهما يخوضان في هذه التجربة من خلال أعمق ما في الذات الإنسانية من إحساس بالانسحاق أمام ماكنة الحرب التي لا تبقي ولا تذر، لكن ميزة فيلمه “إيرنا في الحرب” من بين العشرات من الأفلام التي قاربت موضوع الحرب العالمية الأولى أنه مكرّس لما يشبه السيرة الذاتية لامرأة تجد نفسها مجبرة ومضطرة أن تتحول إلى رجل جندي محارب وتخفي حقيقة كونها امرأة في سلسلة مصادفات ومواقف، وكذلك بسبب مشاعر الأمومة الجارفة لكي تنقذ ابنها من بركان الحرب المشتعلة.

وهنا نلاحظ تلك الدائرة نفسها التي تتكرر في كل الحروب تقريبا عندما يتقدّم صيادو الضحايا باتجاه القرى والأرياف النائية والضواحي بحثا عن حطب للحرب في صيغة رجال محاربين يتركون أرضهم وعائلاتهم وحياتهم الهادئة ليدخلوا أتون تلك النار المشتعلة، وهو ما يجري مع إيرنا نفسها (تؤدي الدور الممثلة الدنماركية المعروفة تراين دايلهولم) فهي مستعدة أن تمنح بعض النقانق والخبز رشوة لذلك الشرطي الذي انظم لجيش الرايخ ليزج أبناء بلاده في الحرب.

بكل بساطة المرأة الفلاحة بنظرتها الجامدة تحاول رشوة الشرطي ماير (الممثل إيلريش تومسون) بالخبز والنقانق لكي يكف عن زج ابنها الوحيد شبه المصاب بالتوحد كايل (الممثل سيلفيستر بايدر) لكنه يرفض في وقت يحاول إغواء المرأة التي لا تعلن أبدا من يكون والد كايل، سوى أنه ابنها الوحيد فحسب.

مفارقات الحرب والأمكنة

☚ المخرج وظف في تلك الأجواء القاتمة الكثير من العناصر المرتبطة بالصورة واستخدام حركات الكاميرا والإضاءة

هذه المقدمة ربما نجد مواقف مشابهة لها في قصص الحرب العالمية الأولى وفضائعها، وكان من آخر الأفلام التي شاهدنها عن تلك الحرب هو فيلم “1917” للمخرج المعروف سام مينديس، والذي لا يزال يعرض حاليا من على منصة نيتفليكس، ومع هذا الفيلم يورد موقع روتن توماتو قائمة بأهم 35 فيلما تناولت موضوع الحرب العالمية الأولى وقصصها المأسوية والإنسانية، ويتوج تلك القائمة بفيلم “كل شيء هادئ في الميدان الغربي” للمخرج لويس مايلستون، وهو يعود إلى ثلاثينات القرن الماضي، ويعد واحدا من أهم كلاسيكيات السينما الحربية، وخاصة سينما الحرب العالمية الأولى، وفي موازاة هذا الفيلم يقدم مخرج روائع الفانطازيا بيتر جاكسون المتوّج بالأوسكار والذي أتحف المنجز السينمائي العالمي بأفلام وازنة ومنها السلسلة الشهيرة “ملك الخاتم” و”كينغ كونغ” و”لا ينبغي أن يشيخوا” وغيرها من الأفلام المهمة التي بقيت عالقة في الذاكرة.

وهنا سوف نتوقف أيضا عند فيلم شهير آخر وهو فيلم “لورنس العرب” للمخرج المعروف ديفيد لين ومن إنتاج العام 1962 وحيث الصراع بين الأضداد على أشده إبان الحرب العالمية الأولى وخاصة لجهة تحشيد العرب لصالح الحلفاء وضد الدولة العثمانية التي كانت تتهاوى في ذلك الحين، وبالطبع لن ننسى الحضور المميز لنجوم تلك الحقبة في ذروة عطائهم كعمر الشريف وبيتر أوتول وأيلك جينيس وأنطوني كوين وجاك هاوكينز وغيرهم.

وعلى هذا المسار يمكن مناقشة جوانب ومعطيات مهمة ترتبط بالفيلم الحربي.

ولعل المنطلق الأول الذي يمكن الانطلاق منه هو الجغرافيا المكانية، فالحرب من حيث هي صراع يقوم على فكرة الاستحواذ على المكان كنقطة مفصلية، وهذا الاستحواذ سوف يعني بالنتيجة الاستقواء وقهر الخصم كنتيجة للمعارك.

وهنا في هذا الفيلم تتم الإزاحة المكانية الأولى من خلال ذهاب إيرنا وابنها مرغمين إلى الحرب تاركين من خلفهما المكان الأول والأصلي الذي هو القرية التي تمثل المعطى المكاني الأكثر التصاقا بالإنسان وحياته ثمّ الانتقال إلى المكان الثاني وهو المكان الحربي كالثكنات ومواضع الجنود.

يستخدم المخرج الصورة النمطية للمكان الجديد القائم على فكرة القهر والطاعة الصارمة وهو ما لا تريده إيرنا لابنها، لكنها سوف تشاهد قوة القهر جلية في العقاب الفوري بالقتل لفتى يافع حاول الهروب، وكاد أن يكون مصير ابنها نفسه الذي حرّضته على الهرب وها هي ترتدي زي الجندي وتلبس ابنها ملابس امرأة لكي تهرّبه من المعسكر.

الفيلم يبتعد عن تاريخية الحرب وجذورها وامتداداتها ويكرس مساحته من أجل إيرنا أساسا والخفايا النفسية للصراع الدامي

هذه النقطة الفاصلة في الدراما حيث انسحاق من هم أكثر ضعفا، فالابن شبه المصاب بالتوحّد والمرأة التي غادرها قطار الشباب ولم يبق لها ما تتشبث به سوى ابنها اليافع تجد نفسها في وسط مفارقة مريرة سوف تكون مدفوعة إليها بقوة بعد أن وجدت نفسها جندية متنكرة بزي جندي وعلى الآخرين أن يقبلوها من منطلق المشاركة الوجدانية الوطنية، فالكل دنماركيون والكل مساقون عنوة إلى حرب لا تعنيهم.

عبثية الحرب تتجلى هنا من خلال نموذج نمطي يتكرر في العديد من الأفلام من هذا النوع، وذلك من خلال سيطرة الدولة أو الحزب على حياة البشر وسحقهم تحت بطشها وقوتها، وهو ما شاهدناه بشكل أكثر شراسة في سينما الحرب العالمية الثانية بسبب حالة الاستقطاب التي ترتبت على اندفاع ألمانيا النازية وإسقاط الحواضر الأوروبية تباعا، وبشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ.

أما لجهة العدوّ من الطرف الآخر فنحن لن نراه ولن يكرس الفيلم أي مساحة له لكن اسم فرنسا والفرنسيين سوف يتم تداوله، ومعلوم أن فرنسا كانت خصما للنمسا في تلك الحرب من منطلق كونها جزءا من قوات الحلفاء التي ضمت كلاّ من المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا والجمهورية الفرنسية الثالثة والإمبراطورية الروسية في مواجهة ما عرف بدول المركز وهم كل من الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا.

والحاصل أنه بسبب ذلك التركيز المكاني على تلك الثلة من الدنماركيين المساقين إلى الحرب سوف نشهد تجليات جيل مسحوق مثقل بأزماته وهو يجد نفسه في حالة قسرية لا خيار له فيها، فضلا عن الخضوع لسطوة الخائن ماير الذي صار يعمل بصفته جزءا من قوة المركز وتحديدا الألمان بالخضوع لأوامرهم، وبهذا صار أشد شراسة ضد أبناء بلده الدنماركيين.

على أن التحول في الدراما الفيلمية إنما يتجسد من خلال شخصية إيرنا التي من أجل الحفاظ على ابنها وتهريبه من الحرب سوف تقبل الزواج من ماير مع أنها تمقته، وهو الخط العاطفي الذي اشتغل عليه المخرج في أجواء شديدة القسوة، بينما الجنود في الملاجئ تحت الأرض ويتلقون القصف ويوشكون على الموت بينما ماير يحاول التحرش بالجندية إيرنا.

في موازاة ذلك تختزل دائرة الحرب ومن خلال ثكنات الجنود حالات نفسية كارثية كمثل ذلك الشاب الذي جاء إلى الحرب متطوّعا وباحثا عن عدو يجهله لكي ينتقم منه بسبب مقتل والده وأقاربه، وهنالك الشباب الذين أصيبوا بما يشبه الصدمة وهم يزجون في حرب لم يكونوا يعلمون عن شراستها وقهرها شيئا.

تتحول تلك الثكنة إلى مصهر حقيقي للذوات، حيث أماني إيرنا في إنقاذ ابنها تتلاشى نهائيا وها هي جندية بالفعل، وهي ليست إيرنا بل الجندي سولسوش راسمونسن، هكذا أرادت لها الأقدار أن تؤدي تلك المهمة.

الاقتباس عن الرواية

الحرب تحطم الحياة وتقتل المشاعر الإنسانية الحرب تحطم الحياة وتقتل المشاعر الإنسانية

وظف المخرج في وسط تلك الأجواء القاتمة الكثير من العناصر المرتبطة بالصورة واستخدام حركات الكاميرا والإضاءة للوصول إلى أكثر تفاصيل تعبيرية في المشاهد، ومن ذلك مشهد إيهام الضابط الألماني للجنود الدنماركيين بأن الفرنسيين قد استسلموا بينما يقاد الدنماركيون إلى مخابئ وأنفاق تعج بالجرذان والروائح الكريهة، وقد وظف المخرج الأجواء القاتمة والإضاءة المنخفضة للمزيد من التعبير عن الحالة النفسية والشعورية للجنود وهم يغطسون عميقا في قاع الحرب.

ثم يستخدم المخرج ببراعة مشاهد القصف والمعارك الحربية وخاصة بعد نفاد الطعام واضطرار إيرنا إلى المجازفة بنفسها في وسط القصف لكي تذهب لجلب الطعام وإنقاذ الآخرين من الموت جوعا.

وأما على الجانب الصوتي فقد برع الإستوني مايكل زيلمر في بناء نسيج تعبيري عميق في مجال الموسيقى التصويرية وكانت تراجيديا الحرب مجسدة في مقطوعاته بشكل متميز، أضاف إلى جماليات المشاهد عمقا تعبيريا آخر لاسيما مع استخدام الطبول والكونترباص والتشيلو وغيرها بشكل متناغم ومؤثر في إطار السياق الفيلمي، وسبق لزيلمر أن أنجز الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام الروائية الطويلة نذكر منها فيلم “الحقيقة والعدالة” وفيلم “العفو والسلام” وغيرهما من الأفلام.

  المخرج هينريك روبن غينز

◄ مخرج دنماركي من مواليد 1959.

◄ تخصص في بداياته بفن الغرافيك لينتقل لدراسة السينما في المدرسة العليا للسينما في كوبنهاغن وهو في سن الثلاثين.

◄ بعد إخراج عدد من الأفلام القصيرة في التسعينات أخرج أول أفلامه الطويلة في عام 2003 بعنوان “شخص ما مثل هودار”.

◄ ثم تلا ذلك فيلمه “الرجل الصيني” عام 2005.

◄ حصل على إحدى جوائز مهرجان كارلوفيفاري 2008 عن فيلمه “سعيد بشكل مرتبك”.

◄ هذا الفيلم المأخوذ عن رواية إيرلينغ جيبسين هو فيلمه الروائي الطويل السابع.

على أن ذلك الحوار المرير ما بين إيرنا والضابط ماير الذي يريد الزواج منها لكنه لا يفي بوعده بإنقاذ ابنها، ثم شكّه بوجود علاقة لها مع شخص آخر، هذه الدائرة الغريبة من العلاقة العاطفية الباهتة يسلط المخرج الضوء عليها ويتخذ منها خطا سرديا ينتهي نهاية غير متوقعة، وذلك بوصول ماير إلى طريق مسدود فهو قد خدم الألمان والتحق بالحرب وجلب جنودا بالوشايات كما فعل مع إيرنا وابنها، وهو يعيش عزلة قاتلة كما أنه لم يفز بقلب إيرنا التي تختلف معه في تشبثها بوطنها وعدم الانجراف إلى الألمان، لهذا يقرر الانتحار بطريقة ما، وهو أن تلتهمه ماكنة الحرب بالظهور المكشوف أمام السواتر الأمامية لتصيبه شظايا القصف أو ينفجر به لغم وفي كل الأحوال تعثر عليه إيرنا في مشهد مؤثر للغاية.

فها هو ماير وقد اخترق عمود من الأرض الحرام جسده وبقي مصلوبا هناك لتنتشله إيرنا وتحقق بينهما ذلك العناق المفقود بعد سقوط جثة ماير عليها.

تبرز بعد ذلك مسألة في غاية الأهمية تتعلق بهذا الفيلم وكونه مأخوذا عن رواية للروائي الدنماركي إيرلينغ جيبسين، وتطرح من خلالها قضية اليوميات التي هي أقرب إلى السيرة الذاتية لإيرنا، ولاحظ أن شكل المعالجة الإخراجية لو أراد لها المخرج وفي مرحلة كتابة السيناريو على طريق المذكرات واليوميات وسرد الشخص الثالث لبدت أكثر جمالية وتعبيرية مما هي عليه. لكن المخرج عمد إلى الزج بالشخصية الرئيسية إيرنا وتركها تواجه مصيرها، وبذلك تقاطع مسارها السردي مع المسار السردي للعديد من الشخصيات حتى بدت ندّا ضعيفا في بعض الأحيان ومجرد امرأة حريصة على إخفاء شعرها وتبديل ملابسها بعيدا عن أنظار باقي الجنود، وبذلك تم تأطير البناء الدرامي في حدود مفردات متكررة تضطلع بها إيرنا ومنها مثلا القيام بأعمال الحراسة والمناوبة حالها حال الجنود الذكور في نمطية لم تحمل معها الكثير من عناصر الجذب والتشويق.

ومن جانب آخر تم ابتسار دورها وما أراده لها المخرج إلى أضيق مساحة ممكنة وحتى حواراتها يلاحظ كم تم اختصارها.

يتحدث المخرج عن المراحل التي مر بها اختياره للرواية وذلك في مقابلة أجراها معه موقع سينما أوروبا، ويقول إن “الرواية التي كتبها الروائي الدنماركي إيرلينغ جيبسين كانت من السعة بحيث أننا لم نأخذ منها سوى ثلث المجريات والأحداث، حيث اشتملت الرواية على شخصيات أخرى ثانوية، وهنالك مستويات سردية متعددة وكان علينا أن نركز على الثيمة الرئيسية وكذلك الشخصيات الرئيسية”.

ربما كانت من الجوانب التي تم إغفالها مثلا ولم تظهر إلى النهاية وهي صورة الخصم الذي ظهر أكثر رفقا بإيرنا وهو الخصم الفرنسي، حيث تظهر إيرنا وهي تخدم في المطعم في خدمة الجيش الفرنسي وليشكرها الجنرال على تضحياتها في نهاية ليس فيها ما هو مختلف ولا ما هو متميز.

وبحسب المخرج أيضا كانت الممثلة الرئيسية التي أدت دور إيرنا على تواصل مستمر في أثناء كتابة السيناريو والتحضيرات الأولية للفيلم، وهي التي عايشت الشخصية وهي تولد في مرحلة كتابة السيناريو وتفاعلت معها إلى حدّ كبير.

ومن خلال المقابلة مع المخرج يبدو أنه قد حرص على اقتطاع خطوط سردية بعينها ولهذا فقد ابتعد عن تاريخية الحرب وجذورها وامتداداتها وكرس المساحة الفيلمية من أجل إيرنا لوحدها مع هامش محدد للشخصيات الأخرى الأكثر فاعلية.

الحرب في هذا الفيلم وبنفس مسار رؤية المخرج هي بمثابة آلة كبيرة لا أحد يعرف كيف تعمل وعندما تخرج عن نطاق السيطرة ينتهي بها الأمر إلى أن تقوم بتدمير الأشياء التي كنت تعتقد أنك تقاتل من أجلها، والكثير من الأشياء الأخرى التي نسيت يوما ما أنها كانت لديك.

على أن تحولا دراميا غير متوقع سوف نسمعه من دون أن نتأكد هل كانت إيرنا في حالة هذيانية من جراء الإرهاق والجوع وهي أن الفتى الذي كان طيلة الفيلم هو ابنها الذي تريد أن تنقذه من آلة الحرب الجهنمية لم يكن كذلك، وإنما هو طفل لقيط تم رميه من امرأة مجهولة في القرية أمام دارهم والتقطته جدتها وربته ثم اعتنت به أمها ثم لينتهي الأمر به بين يدي إيرنا التي كرست كل حياتها له ولا تستطيع أن تتخيل وجودها من دونه.

بالطبع سيقود المخرج الأحداث إلى خارج كل هذا السياق لتعبر عن أنوثتها وهي في وسط ثكنة تعج بالجرذان والجوع ولتخوض في علاقة سوف تعلم في ما بعد أنها سوف يتمخض عنها أن تكون حاملا فعلا.

أما ونحن بصدد التحول الأخير الذي تنبأ به الجنود وتوقعوه وهو أنه مع زيادة القصف والمحاصرة سوف يأتي وقت ويشاهدون الجنود الفرنسين من فوقهم ويطالبونهم بالاستسلام وهو ما سوف يقع فعلا في مشهد مؤثر للغاية تظهر فيه إيرنا وهي غارقة في وسط الماء والأوحال فيما بنادق الجنود الفرنسيين مصوبة إليها، ولننتهي معها وهي تخدم في أحد معسكرات الجيش الفرنسي بعد أسرها.

والحاصل أن الخاتمة التي أراد المخرج أن يتوج بها تلك المأساة والتراجيديا عندما تعود إيرنا من مسعكرات الفرنسيين وكلها أمل، وهي تعود إلى قريتها لترى ابنها بالتبني هناك في انتظارها وهو ما وقع فعلا.

كاتب عراقي مقيم في لندن

العرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى