نصوص

ادواردو غاليانو: سيرون الله مرتين

ترجمة عبد النور زياني

-1-

الْعدالة كالْأفْعى، لا تلْدغ إلّا حفاة الْقدميْن.

-2-

كلّنا بشر حتّى الْقبْلة الْأوْلى والْكأْس الثّاني من النّبيذ.

-3-

تقول الْكنيسة: الْجسد خطيئة. يقول الْعلْم: الْجسد آلة. تقول الدّعاية: الْجسد تجارة. يقول الْجسد: أنا حفْلة.

-4-

ثمّة كتّاب يشْعرون أنّهمْ منْتخبون منْ قِبَلِ الله. أنا عكْسهمْ تماماً. لقد انْتخبْت منْ طرف الشّيْطان، وهذا أمْر واضح جدّاً.

-5-

لوْ كانت الطّبيعة بنْكاً، لكانوا قدْ أنْقذوها بالْفعْل.

-6-

ذات يوْم منْ عام ١٩١١، اخْتفتْ لوْحة الموناليزا منْ متْحف اللوفر. عنْدما عادت الْمرْأة الْمفْقودة للظّهور، بعْد عاميْن من الْبحْث عنْها، تبيّن أنّ السّرقة لمْ تمْح الْابْتسامة الْأكْثر غموضاً في الْعالم، وإنّما ضاعفتْ منْ سحْرها.

-7-

لوْ كانت النّساء ضروريّات، لكان لدى الله واحدة.

-8-

مكْتوب على الحيطان:

– ساعد الشّرْطة، عذّبْ نفْسك. (ميلو، الْأوروغواي)

– طوبى للسّكارى، سيروْن الله مرّتيْن. (سانْتْياغو، تْشّيلي)

– عروس ليس لها نهْدان هي أكْثر منْ عروس، إنّه صديق. (بوينسْ آيْرسْ)

– في بوكوتا: يا عمّال الْعالم، اتّحدوا، وأسْفلها مباشرة: آخر إنْذار.

-9-

وحْدهم الْحمْقى يعْتقدون أنّ الصّمْت فراغ. إنّه ليْس فارغاً بالْمطْلق. وأحْياناً يكون الصّمْت أفْضل طريقة للتّواصل.

-10-

للتّغلّب على خوْفه، فسّر أحد الْأطْفال، الْأكْثر معْرفة، ماهيّة الْبحْر بكوْنه كان نهْراً بضفّة واحدة فقطْ.

-11-

الْهدف هو هزّة جِماع كرة الْقدم. وككلّ هزّات الجِماع، أصْبحت الْأهْداف أقلّ تردّداً في الْحياة الْحديثة.

-12-

يمْكن للرّجل، في حياته، تغْيير زوْجته أوْ حزْبه السّياسي أوْ دينه، لكنْ لا يمْكنه تغْيير فريقه الْمفضّل في كرة الْقدم.

-13-

أردْت أنْ أصْبح لاعب كرة قدم، وأصْبحْت الْأفْضل على الْإطْلاق، رقْم واحد، أفْضل منْ مارادونا، منْ پيلِيه، وحتّى منْ ميسّي، ولكنْ فقطْ في اللّيْل، في أحْلامي. عنْدما اسْتيْقظْت، أدْركت أنّ لديّ أرْجلاً خشبيّة وأنّه محْكوم عليّ أنْ أكون كاتباً.

-14-

تاريخ كرة الْقدم هو تاريخ رحْلة حزينة من الْجمال إلى الواجب.

-15-

منْ قلْعتهمْ في زيورخ، مالكو كرة الْقدم لا يقْترحون، وإنّما يفْرضون. هذه هي طريقتهمْ في الْعمل.

-16-

وحْدها كرة القدم دين بدون ملاحدة.

-17-

لمْ يعدْ من الضّروريّ للشّرْطة أنْ تحْظر الْكتب: وحْدها أسْعارها تفْعل ذلك.

-18-

إذا لمْ يكنْ للْماضي ما يقوله للْحاضر، فقدْ يواصل التّاريخ نوْمه دون إزْعاج في الْدّولاب حيْث يحْتفظ النّظام بأقْنعته الْقديمة.

-19-

يذْكر الْقرْآن شجرة الْموْز منْ بيْن أشْجار الْجنّة، لكنّ تحْويل غواتيمالا، الهنْدوراس، كوسْتاريكا، پّنما، كولومْبيا والإكْوادور إلى جمْهوريّات موْز يسْمح لنا بافْتراض أنّها شجرة منْ جهنّم.

-20-

في صراع الْخيْر والشّرّ، دائماً ما يقْتل النّاس.

-21-

التّاريخ لا يقول وداعاً أبداً، وإنّما يقول أراكمْ لاحقاً.

-22-

نحْن ما نفْعله، وخاصّة ما نفْعله لتغْيير ما نحْن عليْه.

مصادر النصوص:

Eduardo Galeano: Walking Words. Translated by Mark Fried. Edition W. W. Norton & Company; Reprint edition1997

Eduardo Galeano: Soccer in Sun and Shadow. Translated by Mark Fried. Open Road Media; Rev Upd edition 2014

Eduardo Galeano: The Book of Embraces. Translated by Cedric Belfrage & Mark Schafer. Edition W. W. Norton & Company; Revised edition1992

كلمات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى