عبدالحكيم قطيفان: نعوّل على انفصال الشرع عن الجهاد العالمي

الأربعاء 2025/05/07
قال الممثل السوري عبد الحكيم قطيفان، في لقاء عبر قناة “الجديد” اللبنانية، أن سوريا لن تتحول إلى دولة إسلامية، مشيراً إلى أن المستقبل مرهون بموقف الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع من الجماعات الجهادية.
وقال قطيفان: “نحن نعول على الرئيس الشرع أن ينفصل بشكل واضح عن فكرة الجهاد العالمي، وعن الذين يعتبرون سوريا غنيمة حرب. إن فعل ذلك فنحن جميعاً معه، وإن لم يفعل، فستكون للسوريين كلمتهم”.
وأوضح قطيفان أن السوريين لم يثوروا ضد بشار الأسد لأنه علوي، بل لأنه كان ديكتاتوراً دمر البلاد، وأضاف: “ناضلنا ضد النظام لأنه نظام قمعي ديكتاتوري، لا لأنه من طائفة معينة”، مشدداً على أن حلمه ظل دائماً بوطن ديموقراطي تعددي يشمل جميع السوريين من دون تمييز.
وفي تقييمه لمصير الأسد، قال قطيفان: “أعتقد أنه ستتم تصفيته، لأنه مسؤول عن سجل هائل من الجرائم الإنسانية، ولأنه سرق ثروات البلاد، والسوريون لن ينسوا ذلك”. لكنه أبدى أمله بأن يحاكم ويذل “كما أذل السوريين”، مضيفاً: “الروس لم يقدموا له اللجوء لسواد عيونه، بل جلبوه لمصالحهم”.
ودعا قطيفان “نقابة الفنانين” إلى رفع مذكرة قضائية ضد الممثلة سلاف فواخرجي، بسبب مواقفها المؤيدة للأسد، مطالباً أيضاً بسنّ قانون يجرم “الأسدية” باعتبارها أيديولوجية قمعية. وقال قطيفان:”كنت أتمنى من سلاف، وهي أمّ، أن ترى آلاف العائلات التي تنتظر أبناءها أمام سجن صيدنايا، لعل ذلك يعيد تفعيل إنسانيتها”، في تعليقه على ادعاءات سلاف في تصريحات إعلامية سابقة، بأن ما حصل في سوريا مجرد تهويل إعلامي ومسرحيات مفبركة.
عبد الحكيم قطيفان يبكي بسبب ما عاشه في سجن النظام! تصريحات مفاجئة عن بشار الاسد والشرع وسلاف فواخرجي
وعبّر الفنان الذي لجأ إلى ألمانيا مع عائلته بسبب مواقفه المعارضة لنظام الأسد المخلوع وقضى فيها السنوات العشر الأخيرة، عن امتنانه للشعب الألماني، وخصه بالثناء قائلاً: “الألمان شعب رائع، وأتمنى لأولادي أن يتعلموا منهم الدقة، والإنسانية، واحترام الآخر والقانون، والسعي الدائم للتطور”.
وهاجم قطيفان الممثل عابد فهد على خلفية إهدائه جائزة “موريكس دور” للجيش السوري العام 2019، معتبراً أن ذلك لا يغتفر، وأضاف: “لا أبرر لعابد ولا أغفر له، لأن الجيش الذي أهداه الجائزة كان يقصف الأطفال، إنها سقطة في تاريخه”. ولفت إلى أنه لم يلتق بفهد منذ العام 2013، بعد مشاركتهما في مسلسل “الولادة من الخاصرة”.
وولد قطيفان في درعا العام 1958، وتخرّج من “المعهد العالي للفنون المسرحية” بدمشق مطلع الثمانينيات، كما انخرط مبكراً في النشاط السياسي، وانتمى إلى حزب “العمل الشيوعي”، ما أدى إلى اعتقاله العام 1983 ضمن حملة أمنية استهدفت معارضين لنظام حافظ الأسد حينها، عبر كمين داخل منزله، وأمضى 9 سنوات كاملة في “سجن صيدنايا” سيئ السمعة.
وتحدث قطيفان عن تجربته في الاعتقال، وكيف نقل إلى فرع التحقيق في الأمن السياسي بمنطقة الجبة، وعصبت عيناه قبل أن يقاد عبر سبعة أبواب إلى زنزانة ضيقة تحمل الرقم 4، حيث قضى فيها نحو ثماني سنوات. وداخل المعتقل، تعرض لتعذيب وحشي شمل “الدولاب”، و”الشبح” و”الصعق الكهربائي”، وحول أكثر اللحظات التي حفرت بذاكرته من تجربة اعتقاله قال:” أكثر ما بقي محفوراً في ذاكرتي حين قام أحد العناصر، ويدعى أبو أحمد عكاري، بضربي بالحذاء، ثم إدخال الحذاء في فمي كنوع من الإذلال المقصود لكسر كرامتي”.
وقال قطيفان، الذي عاد إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد، أن تلك اللحظة لم تكن مجرد تعذيب جسدي، بل كانت فعلاً ممنهجاً لإهانة الإنسان، مؤكداً أن هذه التجربة شكلت قناعة داخلية راسخة بأن مقاومة الظلم ليست خياراً، بل واجب أخلاقي حتى لو كلفته حريته ومستقبله.