وائل طربيه في حوار ثري معرفيا عن الثقافة والسياسة في الجولان السوري المحتل

نُحاور في هذه الحلقة من بودكاست “فيه ما فيه”، الفنان التشكيلي وائل طربيه من الجولان السوري المحتل، عن الجولان وثقافته وواقع الدروز في المنطقة، إضافة إلى مواضيع متنوعة. لدى ضيفنا إنتاجه الفنّي الخاص، إلّا أنّه عُنيَ أكثر بخلق بيئة فنّية في واقعه الخاص الذي نشأ ويعيش فيه، فأسّس مع آخرين مركز “فاتح المدرّس” للفنون والثقافة.
إعداد وتقديم: سائد نجم
15 مايو 2025
وائل طربيه
المحاور:
إعداد وتقديم: سائد نجم
الملخص
الفنان التشكيلي وائل طربيه من الجولان السوري المحتل يتحدث عن تأثير الاحتلال على الهوية الثقافية للسكان، مشيرًا إلى محاولات الاحتلال لإعادة هندسة الهوية الثقافية والدينية للدروز في الجولان وفلسطين. يوضح وائل أن هذه المحاولات واجهت مقاومة شديدة من الدروز أنفسهم، الذين تمسكوا بهويتهم الوطنية السورية رغم الضغوط. كما يشير إلى أن الفن يمكن أن يكون أداة قوية لمواجهة محاولات تشويه الهوية والوعي.

وائل طربيه يسلط الضوء على دور الفن في المجتمع وعلاقته بالصراع السياسي، موضحًا كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للتعبير عن الهوية والمقاومة. يتحدث عن تجربته في تأسيس بيئة فنية في الجولان، وكيف أن الفن يمكن أن يكون أداة لتحفيز التفكير النقدي والوعي الاجتماعي. كما يوضح أن الفن لا يجب أن يكون مجرد انعكاس للواقع، بل يمكن أن يكون وسيلة لتحدي الواقع وتقديم رؤى جديدة.
في سياق آخر، يناقش وائل طربيه استخدام السلطة الاستبدادية لمفهوم “جنون الفنان” كوسيلة لتهميش الخطاب النقدي وتقويض فعالية الفن. يستعرض تجربة الفنان لؤي كيالي وكيف تم استخدام أسطورته كأداة للسيطرة، مقابل تجربة رياض الترك الذي استخدم الفن كوسيلة للحفاظ على صحته العقلية أثناء فترة سجنه الطويلة. يوضح وائل أن الفن يمكن أن يكون أداة للتحرر والمقاومة، وليس فقط وسيلة للتعبير الفني.
النقاط الرئيسية
– وائل طربيه، فنان تشكيلي من الجولان السوري المحتل، يتحدث عن تأثير الاحتلال على الهوية الثقافية للسكان، مشيرًا إلى محاولات الاحتلال لإعادة هندسة الهوية الجولانية.
– يوضح وائل طربيه أن الفن يلعب دورًا حيويًا في التعبير عن الهوية ومقاومة محاولات الاحتلال لتغييرها، مشيرًا إلى أهمية الفن في تعزيز الوعي الوطني.
– يتحدث وائل عن تجربته الشخصية في الجولان، حيث نشأ تحت الاحتلال الإسرائيلي، وكيف أثرت هذه التجربة على مسيرته الفنية ووعيه السياسي.
– يبرز وائل طربيه أهمية الفن في مواجهة الاستبداد، مشيرًا إلى استخدام السلطة لمفهوم “جنون الفنان” لتهميش الخطاب النقدي، مستشهدًا بتجربة الفنان لؤي كيالي.
– يؤكد وائل على أن الفن يجب أن يكون نابعًا من هموم حقيقية، وأنه يمكن أن يكون أداة لتحفيز التفكير النقدي ومواجهة عمليات تشويه الوعي.
كيف أثرت تنشئتك في الجولان السورية المحتلة على وجدانك ومسيرتك في الحياة؟
نشأت في الجولان بعد احتلاله، ودرست في مدارس إسرائيلية تحت إدارة الحاكم العسكري. عايشت محاولات أسرلة الجولان ورفض الهوية الإسرائيلية، مما أثر على وعيي الوطني والسياسي. هذه التجارب شكلت جزءًا كبيرًا من وعيي وارتباطي بالهوية السورية.
كيف يفهم الناس الحقوق الثقافية في بيئة مثل الجولان؟
الحقوق الثقافية في الجولان محكومة بشرط الاحتلال، حيث يسعى الاحتلال إلى إعادة هندسة هوية الجولانيين السوريين. هذا يتضمن محاولات لفصلهم عن جذورهم العربية والإسلامية، مما يجعل الحقوق الثقافية مرتبطة بالحق في التعبير عن الذات والهوية.
هل تعتقد أنه يجب على الفنان أن يكون ملتزمًا سياسيًا أو اجتماعيًا؟
الفن يجب أن يكون حقيقيًا وأصيلًا، ويعبر عن هموم حقيقية. الالتزام الفني لا يعني الترجمة الحرفية لخطاب سياسي، بل يتجاوز ذلك ليكون جزءًا من الإنتاج البشري الذهني والعاطفي. الفن مرتبط بالحقل الاجتماعي والثقافي، ولا يمكن فصله عن المجتمع.
كيف تختار النصوص التي تعمل عليها في أعمالك الفنية؟ وهل تفضل النصوص التي تحاكي الواقع أم تلك التي تكسره؟
أختار النصوص التي تحمل عمقًا ثقافيًا وتاريخيًا، مثل ملحمة جلجامش التي عملت عليها. أبحث عن النصوص التي تطرح أسئلة وجودية وتاريخية، وتربط بين الثقافات والحضارات المتتالية في بلاد الشام.
كيف تفسر استخدام السلطة الاستبدادية لمفهوم “جنون الفنان” كأداة لتهميش الخطاب النقدي وتقويض فعالية الفن؟
السلطة الاستبدادية تستخدم مفهوم “جنون الفنان” لتهميش الخطاب النقدي، حيث يتم تصوير الفنانين كأشخاص غير جديين. هذا يساعد في تقويض فعالية الفن كأداة نقدية وتحويله إلى أداة ترويجية للسلطة، مما يحد من قدرته على التعبير عن الظلم الاجتماعي والسياسي.