سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 21 أيار 2025

كل الأحداث والتقارير اعتبارا من 08 كانون الأول 2024، ملاحقة يومية دون توقف تجدها في الرابط التالي:
سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوع
—————————
الاتحاد الأوروبي يوافق على رفع كل العقوبات عن سوريا
2025.05.20
أفادت وكالة “أ ف ب” بأنّ الاتحاد الأوروبي وافق على رفع كل العقوبات المفروضة على سوريا.
وأشارت الوكالة إلى أن “جزءاً من العقوبات الأوروبية المرفوعة كان يطال النظام المصرفي السوري ويحرمه من الوصول إلى السوق المالية الدولية”.
ولفتت إلى أن “العقوبات على أزلام رئيس النظام المخلوع بشار الأسد وحظر السلاح تبقى سارية”.
من جهتها، أكدت وسائل إعلام ألمانية أيضاً أن “الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سوريا”.
وسبق أن أعربت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن أملها في التوصل إلى اتفاق بشأن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وذلك قبيل انطلاق اجتماع وزراء الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وقالت كالاس: “نعمل على رفع العقوبات عن سوريا منذ بداية العام، نريد أن تدورَ عجلةُ الحياةِ في سوريا، وأن نمنحَ شعبَها فرصةً لإنقاذ البلاد”.
وثيقة أوروبية تكشف توجهاً جديداً
وسبق أن اقترحت كالاس تخفيفاً جديداً للعقوبات المفروضة على سوريا، يسمح بتمويل وزارات حكومية سورية، بما فيها الدفاع والداخلية، في مجالات تشمل إعادة الإعمار، وبناء القدرات، ومكافحة الإرهاب، والهجرة.
وتنص وثيقة أوروبية مؤرخة في 14 أيار اطّلعت عليها وكالة “رويترز”، على منح الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي صلاحية دعم التعاون مع الوزارات السورية في هذه القطاعات، في إطار ما وصفته بـ”نهج أكثر مرونة للتعامل مع الوضع السوري”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد خفّف بالفعل بعض العقوبات المفروضة على سوريا، خصوصاً في قطاعات الطاقة والنقل وإعادة الإعمار، إلى جانب السماح ببعض المعاملات المالية المرتبطة بها. ومع ذلك، دفعت بعض الدول الأعضاء باتجاه مزيد من التخفيف لتسهيل “الانتقال في سوريا”، بحسب التقرير.
—————————–
صحيفة أميركية: الشتاء الأكثر جفافا في سوريا منذ 7 عقود يثير أزمة مياه بدمشق
ربى خدام الجامع
2025.05.20
نشرت مجلة ذا هيل (The Hill) تقريراً مفصلاً يتناول الوضع المأساوي الذي يعيشه نبع عين الفيجة، المصدر الأساسي لمياه الشرب في العاصمة السورية دمشق وضواحيها، وذلك بعد أن شهدت المنطقة واحداً من أكثر مواسم الشتاء جفافاً منذ عقود. التقرير يسلّط الضوء على الانخفاض غير المسبوق في منسوب مياه النبع، وتأثير ذلك على حياة ملايين السوريين، إلى جانب الحديث عن التغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة مؤخراً، والتحديات التي تواجه سكانها في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء والماء.
فيما يلي ترجمة كاملة للتقرير كما ورد في ذا هيل:
في أحد الجبال المشرفة على العاصمة السورية، سار حسان باشي داخل القنوات التي كانت تمتلئ بالمياه من نبع شهير يمد البلد بماء زلال.
يتدفق هذا النبع داخل أطلال معبد روماني في منطقة وادي بردى، ويتهادى نحو دمشق التي بقي يمدها بمياه الشرب على مدار آلاف السنين، وبالعادة، وخلال فصل الفيضان في الشتاء، تملأ المياه القنوات فتغمر شطراً كبيراً من المعبد.
أما الآن، فلم يعد هنالك سوى ساقية من الماء بعد فصل شتاء كان الأشد جفافاً منذ عقود خلت.
عرض علينا حسان مقطع فيديو قديماً للنبع من خلال هاتفه المحمول، ظهرت فيه المياه وهي تعلو أطلال المعبد، وهذا الشاب يعمل حارساً للنبع ويعرف كيف يشغل أجهزة الضخ وتنقية المياه في غياب المهندس المسؤول عن ذلك، ويعلق على ما حدث للنبع بقوله: “عملت في نبع عين الفيجة طوال 33 عاماً، وهذه أول سنة أراه يجف فيها إلى هذا الحد”.
ضعف شديد يعتري عين الفيجة
يعتبر هذا النبع مصدر المياه الأساسي لخمسة ملايين نسمة من السكان، فهو يمد دمشق وضواحيها بنحو 70% من احتياجاتهم للماء.
وفي الوقت الذي تعاني دمشق من أسوأ حالة نقص في المياه منذ سنين، أصبح كثير من سكانها يعتمدون اليوم على شراء المياه من سيارات صهريج خاصة وذلك حتى يملؤوا خزاناتهم بالمياه.
يحذر مسؤولون في الحكومة من الوضع الذي لا بد أن يزداد سوءاً خلال فصل الصيف، ولهذا طالبوا السكان بالاقتصاد في استعمال المياه في أثناء الاستحمام والتنظيف والجلي.
يعلق على ذلك أحمد درويش، مدير مؤسسة المياه بمدينة دمشق فيقول: “لقد وصل نبع عين الفيجة إلى أدنى مستوياته اليوم”، وأضاف أن السنة الحالية شهدت أدنى هطول مطري منذ عام 1956.
في عام 1920 أدخلت تحسينات على القنوات التي ما تزال تعمل اليوم منذ أيام الرومان، أي قبل ألفي عام، ثم أدخلت تعديلات أخرى عليها في عام 1980 بحسب ما ذكره درويش، وقال إن مياه النبع تعتمد بصورة أساسية على الهطولات المطرية وعلى ذوبان الثلوج التي تغطي الجبال والتي تقع على الحدود مع لبنان، ولكن بما أن الهطولات المطرية لهذا العام كانت أدنى بكثير من معدلاتها، لهذا أصبحت كمية الماء أقل بكثير من المعتاد.
هنالك مليون ومئة ألف بيت يعتمد على مياه هذا النبع، ولهذا حتى تمر هذه السنة على خير، ينبغي على أصحاب تلك البيوت أن يخففوا من استهلاكهم للمياه برأي درويش.
يغذي النبع أيضاً نهر بردى الذي يشطر العاصمة إلى نصفين، لكنه جف خلال هذا العام عن آخره تقريباً.
وفي منطقة العباسيين الواقعة شرقي دمشق، يخبرنا بسام جبارة أنه يحس بهذا النقص، لأن حي العباسيين لم تعد تصل إليه المياه إلا لمدة تسعين دقيقة في اليوم، مقارنة بما كان يحدث خلال السنوات الماضية عندما كانت المياه لا تنقطع أبداً بمجرد أن يفتح أحدهم صنبور الماء.
ويتابع هذا الرجل أن انقطاع الكهرباء بشكل دائم يزيد المشكلة سوءاً، إذ في بعض الأحيان يكون لديهم ماء ولكن في ظل انقطاع الكهرباء يحرمون من ضخها إلى الخزانات الموجودة على أسطح الأبنية. وفي إحدى المرات اضطر جبارة إلى شراء خمسة براميل من مياه غير صالحة للشرب من إحدى شاحنات الصهاريج وقد كلفه ذلك هو وجيرانه 15 دولاراً، إذ يعتبر هذا المبلغ كبيراً في بلد يحصل فيه معظم السكان على أقل من مئة دولار بالشهر.
يعلق جبارة على ذلك بقوله: “من خلال ما نراه، فإننا مقبلون على ظروف صعبة بالنسبة للمياه”، وأعرب عن خشيته من انخفاض عدد مرات وصول المياه إلى البيوت إلى مرة أو مرتين في الأسبوع خلال فصل الصيف، ولهذا فإنه بدأ بالاقتصاد في المياه، وأردف قائلاً: “إن أهل دمشق معتادون على وصول المياه إلى بيوتهم كل يوم وعلى شرب مياه الصنبور التي تصل إليهم من نبع عين الفيجة، ولكن النبع يعاني من ضعف شديد للأسف خلال هذا العام”.
الأمل بالعودة للماضي موجود
طوال فترة النزاع في سوريا والتي امتدت لأربعة عشر عاماً، تعرض نبع عين الفيجة للقصف عدة مرات، وتعاقبت قوات المخلوع بشار الأسد وقوات الثوار في السيطرة عليه على مدار تلك السنين.
في مطلع عام 2017، سيطرت قوات النظام البائد على المنطقة بعد أن انتزعتها من أيدي الثوار، وبقيت تسيطر عليها حتى كانون الأول من العام الفائت، وذلك إثر انهيار حكم آل الأسد الذي امتد لخمسة عقود عبر هجوم خاطف شنه مقاتلون ترأستهم هيئة تحرير الشام التي قادها الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع.
عاد طارق عبد الواحد إلى بيته القريب من النبع في كانون الأول الماضي، بعد مرور قرابة ثماني سنوات على نزوحه القسري برفقة عائلته، وهو يعمل الآن في إعادة بناء المطعم الذي كان يمتلكه، والذي لغمته قوات الأسد بعد رحيله عن المنطقة.
نظر عبد الواحد إلى المنطقة الجافة التي كانت تعج بالسياح والسوريين الذين كانوا يزورونها في الصيف للاستمتاع بطقسها البارد، وقال: “إن نبع عين الفيجة هو الشريان الوحيد بالنسبة لدمشق”، بيد أن عملية إعادة بناء مطعمه ما تزال جارية على قدم وساق، ذلك المطعم الذي كان يعيل في السابق 15 أسرة كانت تعيش في تلك المنطقة، فضلاً عن الموظفين الذين كان يشغلهم والذين تعود أصولهم إلى مناطق أخرى من سوريا.
يعلق عبد الواحد على ذلك بقوله: “تبدو المنطقة صحراء اليوم، فهي خاوية عروشها، لكننا نتمنى أن تعود الأيام الخوالي وأن يعود الناس لارتياد هذا المكان”.
المصدر: The Hill
تلفزيون سوريا
——————————-
السعودية تؤهل مخابز سوريا المتضررة بـ 5 ملايين دولار
سيعيد المشروع القدرة لـ 33 مخبزاً حكومياً متضرراً في محافظات سوريا
الرياض – بروكسل: العربية.نت
20 مايو ,2025
وقّعت السعودية مشروع برنامج مشترك مع الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)؛ من أجل إعادة تأهيل المخابز المتضررة في سوريا، بقيمة إجمالية تبلغ 5 ملايين دولار، وذلك على هامش أعمال المنتدى الإنساني الأوروبي 2025م في مدينة بروكسل.
إذ وقّع المشروع المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكيم شتاينر، إذ سيجري بموجب المشروع تأهيل 33 مخبزاً حكومياً متضرراً بمحافظات ريف دمشق، واللاذقية، ودرعا، ودير الزور، وحمص، والسويداء، وحماة، وحلب، عبر تنفيذ أعمال الترميم الأساسية، وتوفير خطوط إنتاج جديدة، وصيانة الخطوط المتهالكة، إضافة إلى إعادة تأهيل وحدتين متنقلتين لإنتاج الخبز.
ويعزز المشروع الأمن الغذائي في المناطق التي تضم أعدادًا كبيرة من العائدين والنازحين والمجتمعات المستضيفة، عبر استعادة الوظائف الأساسية للمخابز الحكومية المتضررة، وإعادة تأهيلها ورفع قدرتها الإنتاجية لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، وتوفير 500 فرصة عمل في المخابز مما سيسهم في إنعاش الاقتصاد المحلي.
ويأتي هذا المشروع امتدادًا للجهود الإنسانية التي تبذلها المملكة ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة، في دعم مشاريع الأمن الغذائي والتعافي المبكر، وتخفيف معاناة الشعوب المتضررة حول العالم بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة الإنسانية.
————————————-
“محافظة حماة” تفتح ملف الممتلكات المصادرة والمستولى عليها في عهد النظام المخلوع
2025.05.20
أعلنت محافظة حماة، الإثنين، عن فتح باب الشكاوى والطلبات المرتبطة بالعقارات المستولى عليها والمصادرة في عهد النظام المخلوع.
وقالت الأمانة العامة لمحافظة حماة في تعميم إن قبول الشكاوى والطلبات يشمل “العقارات المستولى عليها عرفياً من قبل النظام المخلوع والمسجلة وغير المسجلة باسم الجمهورية العربية السورية”.
كما تشمل الطلبات المرتبطة بـ”العقارات المصادرة بموجب قرارات صادرة عن محكمة الإرهاب أو ما شابهها والمسجلة باسم الجمهورية العربية السورية”.
وأوضح التعميم أن الطلبات تقبل من مالكي العقارات أو وكلائهم أو أحد ورثتهم خلال مدة 30 يوماً من تاريخه.
وطالب التعميم أصحاب الطلبات باصطحاب مستندات رسمية وهي “صورة عن البطاقة الشخصية ووثيقة تثبت ملكية العقار “بيان قيد عقاري حديث” وحصر إرث مصدق أصولاً في حال كان مقدم الطلب أحد الورثة، وكتاب تفويض بحال تعدد المالكين أو الورثة”.
وأشار التعميم إلى أن الطلبات تُستقبل في مبنى المحافظة خلال ساعات الدوام الرسمي.
وخلال السنوات القليلة الماضية، تسجّلت عمليات استيلاء من مقربين من النظام المخلوع وأجهزته الأمنية بحق ممتلكات سوريين معارضين.
وبعد سقوط نظام الأسد، بدأ سوريون بالمطالبة باسترداد ممتلكاتهم المستولى عليها أو المصادرة نتيجة لمواقفهم الثورية ومعارضتهم النظام المخلوع.
قرار مماثل في حلب
وكانت الأمانة العامة لمحافظة حلب، أعلنت في آذار الماضي، عن بدء قبول الشكاوى المتعلقة بالغصب البيّن الواقع على عقار أو حقوق عينية عقارية والمنصوص عليها في المادة (45) من قانون الإدارة المحلية لعام 2011.
وأوضح إعلان المحافظة أن تقديم الطلبات لدى مكتب الشكاوى في الأمانة العامة لمحافظة حلب خلال ساعات الدوام الرسمي بدءاً من الثلاثاء الموافق 3 آذار.
اقرأ أيضاً
صورة لجانب من مدينة حلب القديمة بعد سيطرة المعارضة تظهر فيها القلعة والمسجد الأموي، مصدر الصورة: سائح القرى
محافظة حلب تفتح باب الشكاوى المرتبطة بـ”الغصب البيّن” على العقارات
وجاء القرار على إثر احتجاج نظمه أهالٍ ومتضررون، أمام القصر العدلي في مدينة حلب، طالب باسترداد منازل سلبها موالون لنظام الأسد المخلوع قبل سقوطه، من خلال تزوير وثائق رسمية وثبوتيات.
وتركّزت هذه الحالات في أحياء حلب الشرقية، حيث تهجّر سكانها قبل نحو 8 سنوات وفق اتفاق تهجير قسري، الأمر الذي استغله مقربون وعناصر أمن من النظام المخلوع لبيع المنازل أو تأجيرها بدافع الانتقام من سكانها المعارضين والاستفادة مالياً من العقارات.
————————–
السفارة الأميركية في دمشق تشيد برائدة الأعمال السورية إنعام الشايب
2025.05.20
أشادت السفارة الأميركية في دمشق برائدة الأعمال السورية، الشيف إنعام الشايب، والتي نالت التقدير لمبادرتها في الطهي المنزلي “إنعام في المطبخ”، بمدينة إسطنبول التركية، والتي تهدف إلى دعم اللاجئين في مجال الطبخ.
وذكرت السفارة الأميركية أن الشيف إنعام خريجة برنامج “الزائر الدولي القيادي”، واستخدمت مشاركتها حول ريادة الأعمال وتنمية المشاريع الصغيرة لمساعدة اللاجئين على تحويل شغفهم بالطبخ إلى قصص نجاح ريادية.
وقالت الشيف إنعام الشايب إن “برنامج الزائر الدولي القيادي لم يكن مجرد تجربة تعليمية، بل كان تبادلاً حقيقياً، دفعني إلى إعادة تخيّل مفهوم التمكين في مجتمعي”، مشيرة “قررت أن أعمق التزامي بالتدريب المهني، مع تركيز أقوى على ريادة الأعمال للاجئين”.
اقرأ أيضاً
مصطفى الحلبي هولندا
السوريون يحتلون المرتبة الثانية بين رواد الأعمال الأجانب في هولندا
ويعتبر برنامج “الزائر الدولي القيادي” مبادرة رائدة للتبادل الثقافي في وزارة الخارجية الأميركية، حيث يجمع بين صانعي التغيير من مختلف أرجاء العالم.
وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية خريجي برنامج “الزائر الدولي القيادي” من القادة الذين يُحدثون تغييراً حقيقياً في مجتمعاتهم من خلال التزامهم وقيادتهم الفاعلة.
———————
مسؤولة أوروبية: ليس لدينا خيار سوى رفع العقوبات عن سوريا
قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن الاتحاد ليس لديه خيار سوى رفع العقوبات عن سوريا.
جاء ذلك في تصريح أدلت به للصحافيين، قبيل بدء اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، الثلاثاء.
وأضافت: “آمل أن يسفر اجتماع اليوم عن قرارات جديدة بخصوص رفع العقوبات التي فرضت على سوريا بعهد النظام السابق، وإلا فإن الوضع سيتطور إلى وضع مماثل لما حدث في أفغانستان”.
وأعربت كالاس عن أملها في أن يتفق الوزراء في اجتماع اليوم، على رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
وتابعت: “هناك مخاوف بشأن ما إذا كانت حكومة دمشق تسير في الاتجاه الصحيح، لكنني أعتقد أنه لا خيار أمامنا. إما أن نمنحهم الفرصة لتحقيق الاستقرار في البلاد، وإلا سنواجه وضعاً مشابهاً لما حدث في أفغانستان”.
وأكدت أن القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا خطوة إيجابية.
عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا
بدأت العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا في مايو/ أيار عام 2011، في أعقاب اندلاع الحرب الداخلية في البلاد.
وتم اتخاذ تدابير تقييدية فردية، مثل حظر السفر وتجميد الأصول ضد الأشخاص المرتبطين بالنظام والذين تم اتهامهم بانتهاك حقوق الإنسان.
وشملت القائمة أسماء مهمة في الدائرة الداخلية للنظام، بدءاً من بشار الأسد وحتى الوزراء.
وعلاوة على ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي أيضاً عقوبات قطاعية على سوريا، مستهدفاً القطاعات التي تشكل قلب الشبكة المالية للنظام.
وفي هذا السياق، تم تقييد استيراد النفط الخام ومنتجات النفط، وتصدير السلع التي يمكن استخدامها للأغراض العسكرية والمدنية، وبعض معدات الاتصالات.
وفي 24 فبراير/ شباط، أعلن الاتحاد الأوروبي “تعليق” بعض العقوبات على سوريا والتي تستهدف قطاعات مثل البنوك والطاقة والنقل.
(الأناضول)
————————
الطلاب “الأحرار” يواجهون امتحانات بطعم المعاناة في الشمال السوري/ فيصل الإمام
20 مايو 2025
يواجه الطلاب “الأحرار” في الشمال السوري معاناة مضاعفة مع اقتراب موعد الامتحانات النهائية لشهادتَي التعليم الأساسي والثانوي، إذ أصدر مدير التربية في حلب قراراً يقضي بنقل مراكز تقديم امتحانات الطلاب “الأحرار”، الذين يتقدمون للامتحانات من خارج إطار المدارس، من الشمال السوري إلى مدينة حلب، بدلاً من المراكز التي كانت موزعة سابقاً في مدنهم وقراهم، كما كان معمولاً به قبل سقوط نظام بشار الأسد.
أثار القرار موجة من القلق والاستياء في صفوف الطلاب وأهاليهم، خاصّة أولئك القاطنين في مناطق بعيدة مثل منبج وجرابلس وغيرها من المناطق البعيدة عن مراكز المدن، إذ سيضطرون لقطع مسافات قد تصل إلى اكثر من 100 كيلومتر للوصول إلى مراكزهم. الأمر الذي يفرض تحديات مادية ونفسية ومعنوية، في ظل قلة وسائل النقل في القرى البعيدة ما فاقم من معاناة الطلاب، الذين عبروا عن خشيتهم من عدم التمكن من الوصول إلى مراكز الامتحان في الوقت المحدّد.
يقول الطالب جمعة الحسن من إحدى قرى منبج: “نحن نعيش في قرية نائية لا توجد فيها مواصلات مباشرة إلى حلب، سوى باص واحد يخرج صباحاً ويعود مساءً. أبحث مع أصدقائي عن وسيلة نقل خاصة كالسرفيس لنتمكن من الوصول، ولكن الأمر مكلف ولا توجد أي ضمانات”، ويضيف الطالب معاذ الشهابي من مدينة الباب، أن نقل مركز الامتحان إلى حلب شكّل صدمة بالنسبة له: “في العام الماضي قدمنا امتحاناتنا في الباب، أما اليوم فسيتوجب عليّ السفر أكثر من 70 كيلومتراً. هذا عبء مالي كبير، فضلاً عن الضغط النفسي. أخشى أن أتأخر عن الامتحان أو أفقد فرصة تقديم إحدى المواد”.
أوضح عضو في نقابة المعلمين ومدير مدرسة في ريف حلب، عمر ليلى لـ”العربي الجديد”: “في البداية صدر قرار بإلزام جميع طلاب شهادتَي التعليم الأساسي والثانوي بتقديم امتحاناتهم في حلب، قبل أن يجري تخصيص القرار لاحقاً لطلاب الأحرار فقط”، ويضيف: “بعد التحرير، جرى ربط المراكز الامتحانية في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات بالحكومة المركزية، وباتت تابعة لدائرة الامتحانات في حلب”، ويتابع ليلى: “ما زال المنهاج المعتمد هو نفسه منهاج الحكومة المؤقتة منذ عام 2014، مع اختلافات طفيفة في مادتَي الاجتماعيات والتربية الإسلامية، وهذه ستكون آخر سنة تُجرى فيها الامتحانات تحت إشراف المجالس المحلية التابعة لتركيا”.
رغم هذه التوضيحات، إلّا أن الأصوات الطلابية ما زالت تطالب بحلول أكثر واقعية. يقول جمعة الحسن: “طلبنا من مديرية التربية تخصيص مركز امتحاني في منبج، لكنّنا لم نتلقَ أي استجابة حتى الآن”. وفي ظل غياب الدعم الكافي، يجد الطلاب الأحرار في الشمال السوري أنفسهم مضطرين لخوض تجربة الامتحان وسط ظروف شاقة ومعقدة، تضع أمامهم تحديات يومية لا تتعلق بالتحصيل العلمي فحسب، بل تشمل أيضاً الأمن والتنقل وتكاليف الحياة.
أطفال سوريون في مدرسة مؤقتة بمحافظة إدلب، 29 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
طلاب وشباب
مدارس سورية تنهض من الركام عبر مبادرات أهلية
وبحسب جدول امتحانات الثانوية العامة تبدأ الامتحانات يوم الأحد الموافق 15 يونيو 2025، وتستمر حتى يوم الخميس 10 يوليو 2025. وقد حرصت الوزارة عند إعداد الجداول على توفير فترات زمنية كافية لكل شعبة على حدة، ما يتيح للطلاب الفرصة للمراجعة قبل موعد امتحان كل مادة.
———————————-
نقابة الفنانين السوريين تحتكر تراخيص العمل…دور رقابي جديد؟
الثلاثاء 2025/05/20
أصدرت نقابة الفنانين السوريين، برئاسة النقيب مازن الناطور، تعميماً رسمياً موجهاً إلى فروع النقابة كافة، يدعو إلى ضبط أي فنان يزاول المهنة من دون “عقد مصدّق” أو “إذن رسمي” صادر عن النقابة أو أحد مجالسها، مستنداً بذلك إلى كتاب صادر عن وزارة الداخلية السورية.
وبناء على هذا البيان، فإن النقابة، وبتفويض من وزارة الداخلية، ستتولى ملاحقة أي نشاط فني يقام خارج إطارها الرسمي أو من دون عقود مصدّقة منها، ما يفتح الباب أمام مراقبة أمنية لأي نشاط ثقافي أو فني مستقل.
وأثار البيان الكثير من التساؤلات في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن النقابة تحولت إلى “جهاز رقابي” يعمل بتنسيق مباشر مع وزارة الداخلية، في مخالفة صريحة لفكرة استقلال العمل النقابي.
وقال ناشطون أن هذا النهج الرقابي يتنافى تماماً مع روح التغيير التي ينشدها كثيرون في سوريا الجديدة: “في المجتمع الحر، لا يحتاج الفنانون إلى إذن من نقيب أو جهة حكومية لممارسة فنهم…المستقبل لا يصنع بعقليات الماضي، الفن ليس وسيلة للضبط، بل مساحة للحرية والتعبير”، واصفين التعميم بأنه يشرعن تدخل الأجهزة الأمنية في الحقل الثقافي من بوابة العمل النقابي.
في المقابل، حاول البعض الدفاع عن التعميم، معتبرين أنه يأتي في سياق “تنظيم عمل النوادي والملاهي الليلية” التي يعمل فيها أشخاص من دون تصاريح رسمية، خصوصاً بعد شكاوى كثيرة من الناس حول طبيعة عمل الملاهي الليلية، ومن يحق له أن يعمل هناك. إلا أن صياغة البيان، بحسب معلقين، جاءت عامة وفضفاضة، وتشمل “كل من يزاول المهنة من دون إذن”، ما يعني الممثلين والمغنين والرسامين وغيرهم، وليس فقط فناني النوادي الليلية.
نقابة الفنانين: دور مهني أم ذراع رقابية؟
وتُعتبر نقابة الفنانين جهة مهنية مهمتها حماية الفنانين، والدفاع عن حقوقهم، وتنظيم شروط الانضمام للمهنة. لكنها لا تملك أي صلاحيات قانونية أو ضبطية تسمح لها بملاحقة المخالفين ميدانياً أو إصدار أوامر تنفيذية. بل تكتفي باتخاذ إجراءات إدارية كتعليق العضوية أو رفض التصديق على العقود. أما وزارة الداخلية، فهي جهة مسؤولة عن الأمن والنظام العام، ولا يقع ضمن صلاحياتها تنظيم العمل الفني أو مراقبته، وهذا الدور يعود إلى وزارة الثقافة والجهات المهنية المختصة.
وبالتالي، فإن التنسيق بين الداخلية والنقابة في هذا الشكل يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية، ويؤشر إلى استمرار الخلط بين الأمن والثقافة، وهي ظاهرة مزمنة في الحياة العامة السورية منذ عقود، ويفترض أن تكون قد انتهت بسقوط النظام.
ويرى ناشطون أن البيان يعكس محاولة لإعادة فرض السيطرة على الحقل الفني، في وقت يتطلع فيه الفنانون السوريون إلى التحرر من الوصاية الأمنية والنقابية القديمة، وبناء فضاء ثقافي حر، يعتمد على الكفاءة والإبداع، لا على الولاء والتصديق المسبق. كما يُخشى أن يستخدم هذا التعميم مستقبلاً لملاحقة الأصوات الناقدة، أو لمنع أي إنتاج فني لا يمر عبر قنوات رسمية أو يخضع لرقابة “نقابية” ذات طابع سياسي.
————————-
سوريا والأردن يعلنان إطلاق مجلس تنسيقي أعلى
الثلاثاء 2025/05/20
أكد وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي، أن الأردن يقف بشكل مطلق إلى جانب سوريا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشدداً على أن العبث بأمن الجنوب السوري مرفوض لدى بلاده، فيما قال نظيره السوري أسعد الشيباني، إن الجميع يشعر بالخوف من العقلية الإسرائيلية الجديدة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للوزيرين من قصر تشرين في العاصمة السورية دمشق، اليوم الثلاثاء، وذلك خلال زيارة وفد وزاري أردني برئاسة الصفدي، ضم وزراء المياه والري والصناعة والتجارة والطاقة والثروة المعدنية والنقل، حيث عقدوا اجتماعات مع نظرائهم من الجانب السوري.
وشهدت الزيارة إعلان انطلاقة مجلس تنسيقي أعلى بين البلدين، وتوقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في قطاعات الطاقة والنقل والمياه.
تهديد سوريا تهديد للأردن
وقال الصفدي خلال المؤتمر، إن الجنوب السوري امتداد وعمق لأمن الأردن الوطني، و”إسرائيل تعبث بأمن هذا الجنوب ونحن لا نقبل بذلك”، مؤكداً أن الاعتداءات على الجنوب السوري هو اعتداء على الأردن.
وطالب الوزير الأردني بوقف التدخلات الخارجية في الشؤون السورية، مؤكداً أن عمّان تقف بشكل مطلق مع دمشق في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وأن ما يهدد أمن سوريا واستقرارها يهدد أمن الأردن واستقراره.
ووصف الاعتداءات الإسرائيلية بأنها “لا شرعية ولا قانونية ولا أخلاقية ولا تؤدي إلا إلى الفوضى”، مؤكداً أن على إسرائيل احترام سيادة سوريا وإنهاء احتلالها للأراضي السورية، وكذلك الأراضي اللبنانية والفلسطينية.
وفيما أكد أن الأردن يتشاطر مع سوريا التحديات والفرص، لفت الصفدي إلى أن الأردن هو بوابة سوريا إلى الخليج العربي والوطن العربي، وسوريا هي بوابة الأردن إلى أوروبا. وقال إن سوريا تمر بمرحلة تاريخية، والأردن سيكون لها السند والداعم حتى الوصول إلى بناء سوريا الحرة المستقرة الآمنة لكل مواطنيها، والتي يشكل استقرارها ركيزة لاستقرار المنطقة برمتها.
تهديدات مشتركة
من جهته، أكد الشيباني وجود تهديدات أمنية مشتركة تواجه سوريا والأردن، معرباً عن شكره للملكة على موقفها الداعم لسوريا. وقال إن التهديدات لا تخص سوريا وحدها، إنما تخص دول المنطقة كافة، وإن الجميع يشعر بالخوف من العقلية الجديدة التي يصدرها الجانب الإسرائيلي تجاه المنطقة، مؤكداً أن لا أحد يقبل التعايش مع هذه التهديدات.
مجلس تنسيقي أعلى
وشهد اجتماع دمشق، إعلان انطلاقة مجلس تنسيقي أعلى بين البلدين، وتوقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في قطاعات الطاقة والنقل والمياه، وفق الشيباني الذي أكد أن اجتماع اليوم، “يشكل نقطة تاريخية في تاريخ البلدين ونقطة مهمة جدا في مستقبل العلاقة بين البلدين”.
وأوضح الوزير السوري أن المجلس سيتولى الإشراف على تعزيز التنسيق، ليس فقط على مستوى الوزارات المجتمعة، إنما يشمل جميع الوزارات ذات الشأن، وذلك على أن تُعقد اجتماعات دورية تُرفع تقاريرها إلى القيادتين في الأردن وسوريا.
وإذ لفت إلى أن اجتماعات أخرى ستُعقد لاحقاً في عمّان أو دمشق، إلى جانب عقد اجتماعات ثنائية بين الوزارات النظيرة، أكد وجود توجيهات وأوامر بتعزيز العلاقة وتسهيل كافة الإجراءات على المستويين السياسي والحكومي.
كما أكد أن التنسيق الاقتصادي مع الجانب الأردني كان عالياً جداً منذ بداية تحرير سوريا، وأن الأردن كان حريصاً على هذا التعاون، وأن رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا سيفسح المجال لشراكات أكبر، ويمنح فرصة أوسع مع الجانب الأردني.
ولفت إلى أن لدى سوريا، مشاريع المتقدمة على المستوى الاقتصادي لتنفيذها، مشيراً إلى وجود محادثات مع تركيا ودول الخليج للاستفادة من موقعهم في تعزيز الشراكات الاقتصادية، مؤكداً أن هذا التعاون سيمتد نحو أوروبا والعالم.
وفيما يخص اللاجئين السوريين في الأردن، أوضح أن الاجتماعات بحثت وضع آلية تضمن عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن ويضمن احتياجات السوريين.
————————————————
لافروف: جماعات متشددة منخرطة ﺑ«تطهير عرقي» في سوريا
موسكو: «الشرق الأوسط»
20 مايو 2025 م
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن موسكو تشعر بقلق عميق إزاء ما وصفه بتطهير عرقي تقوم به «جماعات متشددة» في سوريا، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
جاء هذا التعليق في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر سورية وقنوات تواصل اجتماعي روسية أن هجوماً استهدف فيما يبدو إحدى القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.
ووفقاً لنص تصريحاته المنشورة على موقع وزارة الخارجية الروسية، قال لافروف «الجماعات المتشددة (في سوريا) تقوم بتطهير عرقي حقيقي، وعمليات قتل جماعي للناس على أساس جنسيتهم ودينهم».
ولم يتضمن النص أي تفاصيل عن الجماعات التي كان يشير إليها لافروف.
وتحتفظ روسيا بقاعدتين عسكريتين في سوريا. وكانت موسكو داعماً رئيسياً لحكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد الموجود الآن في روسيا حيث حصل على حق اللجوء.
وأدى اندلاع أعمال عنف طائفي في مارس (آذار) في الساحل السوري بشمال غربي البلاد والذي كان معقلاً للأسد إلى مقتل المئات من أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السابق.
وتحاول روسيا الحفاظ على علاقاتها مع السلطات السورية الجديدة، التي قالت إنها قد تسمح لموسكو بالاحتفاظ باستخدام قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية.
وقال مصدران سوريان مطَّلعان إن قاعدة حميميم الجوية تعرضت لهجوم في وقت سابق من اليوم الثلاثاء.
ونشرت قناة «ميليتاري إنفورمر» (المخبر العسكري) على «تلغرام»، وهي موالية لموسكو، وتركز على الشؤون العسكرية، ما وصفته بأنه لقطات مصورة لاشتباك بالأسلحة النارية بين قوات روسية ومسلحين سوريين في القاعدة.
ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من صحة اللقطات.
وذكر المصدران السوريان أن دافع الهجوم على القاعدة الجوية لم يتضح بعد. وتؤوي القاعدة لاجئين علويين منذ هجمات مارس. وقال أحدهما، وهو مسؤول أمني سوري مقيم في مدينة اللاذقية الساحلية، إن التحقيق جارٍ في هذه الواقعة.
وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هذا الشهر، بإلغاء العقوبات التي فُرضت على سوريا خلال حكم الأسد، في تحول كبير في سياسة واشنطن تجاه دمشق.
————————————
الرئاسة السورية تكذّب تصريحات سفير أميركي سابق عن الشرع
20/5/2025
نفى مصدر بالرئاسة السورية، اليوم الثلاثاء، صحة المعلومات التي أوردها السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد، والتي تحدث فيها عن لقاءات جمعته في مارس/آذار 2023 مع الرئيس أحمد الشرع بإدلب “لتأهيله سياسيا”.
وذكر المصدر للجزيرة أن اللقاءات التي أشار إليها فورد كانت جزءا من سلسلة اجتماعات مع مئات الوفود الزائرة، خُصصت لعرض وشرح تجربة إدلب.
كما أشارت الرئاسة السورية إلى أن السفير روبرت فورد كان ضمن وفد تابع لمنظمة بريطانية للدراسات والأبحاث، وأن الجلسات اقتصرت على أسئلة عامة تتعلق بتجربة إدلب، ولم تتضمن ما ورد في تصريحات فورد.
وكان فورد قد قال، خلال جلسة أمام “مجلس العلاقات الدولية في بالتيمور” مطلع مايو/أيار الحالي، إن منظمة بريطانية متخصصة في حل النزاعات دعته للمشاركة في مبادرة تهدف إلى إخراج الشرع من عالم الإرهاب وإدخاله في السياسة، على حد قوله.
وأفاد بأنه التقى الشرع 3 مرات، مرتين خلال عام 2023، وثالثة بعد توليه السلطة في دمشق خلال يناير/كانون الثاني الماضي، بعد الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل المعارضة السورية، وأسفر عن سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.
وقال فورد إنه عقد “محادثة متحضرة” في لقائه الأول بالشرع في 2023 بمدينة إدلب، واستعاد تفاصيل اللقاء قائلا “جلست إلى جانبه بلحيته الطويلة وملابسه العسكرية، وقلت له باللغة العربية “لم أكن أتخيل أنني سأجلس إلى جانبك”، فرد الشرع بهدوء، “ولا أنا”.
وأشار السفير السابق إلى أن الشرع لم يعتذر عن الهجمات التي نُسبت إليه في العراق وسوريا، إلا أنه تحدث بواقعية عن ضرورة التحول وتقديم التنازلات.
وشغل فورد منصب السفير الأميركي لدى سوريا بين عامي 2011 و2014، في واحدة من أكثر الفترات توترا في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث تزامنت فترة عمله مع اندلاع الثورة السورية.
وكان أول دبلوماسي غربي يزور مدنا سورية مثل حماة في بدايات الثورة، في خطوة أثارت غضب النظام السوري آنذاك، ودفعت واشنطن لاحقا إلى سحبه لأسباب أمنية، وبعد تقاعده من السلك الدبلوماسي بقي فورد من أبرز الأصوات النشطة في الملف السوري في الأوساط الأميركية، ويعمل حاليا باحثا في عدد من مراكز الفكر والسياسات.
المصدر : الجزيرة
—————————
بعد تصريحات فورد المثيرة حول لقاءاته مع الشرع.. وزير الخارجية السوري يرد: كانت للاطلاع على التجربة الثورية
ردّ وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، على تصريحات السفير الأمريكي الأسبق لدى دمشق، روبرت فورد، والتي أثارت جدلًا واسعًا مؤخراً، وذلك بتأكيده أن زيارات فورد إلى سوريا كانت “جزءاً من الاطلاع المباشر على التجربة الثورية السورية”.
وفي بيان نشره عبر منصة “إكس”، مساء الثلاثاء، قال الشيباني إن زيارات فورد، شأنها شأن زيارات وفود أجنبية أخرى، جاءت في إطار محاولة فهم واقع المناطق المحررة ومراحل تطور الثورة، مؤكداً أن ما تحقق في 8 ديسمبر/ كانون الأول هو “إنجاز سوري بامتياز”، يعكس صمود الشعب السوري في سبيل حريته وكرامته.
وأضاف: “واجبنا اليوم هو البناء على المناخ السياسي الإقليمي والدولي الداعم لسوريا، واستثماره لإعادة بناء بلدنا، مع عدم الالتفات لمن يريد إضعاف الثقة بالقدرات والعقول السورية وقيادتها”.
وكان فورد قد أثار الجدل من خلال محاضرة ألقاها في 1 مايو/أيار الجاري بعنوان: “انتصر الثوار في سوريا.. والآن ماذا؟”، في مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية، ونُشرت لاحقاً عبر قناته على “يوتيوب”.
وخلال حديثه، كشف فورد عن ثلاثة لقاءات جمعته بالرئيس أحمد الشرع، إبان وجوده في إدلب، وبعد وصوله إلى سدة الحكم في دمشق، في سياق مشروع لإعادة تأهيله سياسياً.
وأشار فورد إلى أن مؤسسة بريطانية غير حكومية تعمل في حل النزاعات دعته عام 2023 للمشاركة في جهود “إخراج الشرع من عالم الإرهاب وإدخاله إلى عالم السياسة”، لافتًا إلى أنه تردد بدايةً في قبول المهمة خوفًا على حياته، لكنه اقتنع بعد استشارة آخرين.
واستذكر فورد لقاءه الأول بالشرع قائلاً: “جلست بجانبه وقلت له بالعربية: خلال مليون سنة لم أكن أتخيل أنني سأكون جالساً بجانبك. فنظر إلي وتحدث بنبرة ناعمة: ولا أنا”.
وبحسب فورد، فإن الحوار مع الشرع كان “سلسًا”، ولفت نظره أن الشرع لم يعتذر عن “العمليات الإرهابية” في العراق وسوريا، لكنه أقر بأن “التكتيكات والقواعد التي كان يتبعها في العراق لا تصلح عند حكم 4 ملايين شخص في إدلب”.
في المقابل، نفت الرئاسة السورية، عبر مصدر نقلت عنه قناة “الجزيرة” يوم الثلاثاء، صحة رواية فورد حول لقاءات مع الشرع في إدلب خلال مارس 2023، وأكد المصدر أن ما جرى لا يتعدى كونه لقاءً ضمن سلسلة اجتماعات مع وفود زائرة لعرض تجربة إدلب، مشيرًا إلى أن فورد كان ضمن وفد تابع لمنظمة بريطانية للأبحاث، وأن اللقاء اقتصر على نقاشات عامة ولم يتضمن ما ذكره.
وتداولت وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل مزاعم إضافية نُسبت لفورد، منها ادعاؤه أنه ساعد في “تدريب الجولاني لتسلُّم السلطة في دمشق بطلب من بريطانيا”، وأن “هيئة تحرير الشام اختيرت أمميًا لتكون البديل عن النظام بعد فشل التفاوض معه”، لكن تحقيقات صحافية لاحقة نفت صحة تلك التصريحات، ووصفتها بأنها مفبركة.
(وكالات)
————————-
“دُعيتُ لإدخاله عالم السياسة”.. تفاعل على ما قاله سفير أمريكي سابق حول لقائه بالشرع عام 2023
نشر الثلاثاء، 20 مايو / أيار 2025
(CNN) – تفاعل مستخدمون لمنصة “إكس”، تويتر سابقا، مع مقطع من محاضرة للسفير الأمريكي الأسبق في الجزائر وسوريا، روبرت فورد، نُشرت مطلع مايو/أيار الجاري وتحدث فيها عن لقاء جمعه بالرئيس الانتقالي في سوريا، أحمد الشرع، بعد أن دعته مؤسسة بريطانية غير حكومية إلى المساعدة في إخراج الشرع من “عالم الإرهاب” إلى عالم السياسة التقليدية.
وقال فورد في محاضرة حملت عنوان “انتصر الثوار في سوريا.. والآن ماذا؟” نشرها مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية عبر قناته على يوتيوب قبل أسبوع وأشار إلى أن المحاضرة أُلقيت في 1 مايو/أيار الجاري: “ابتداء من عام 2023، دعتني مؤسسة بريطانية غير حكومية، متخصصة في حل الصراعات، من أجل مساعدتهم في إخراج هذا الشاب (يُشير إلى صورة الشرع حين كان عضوا في تنظيم القاعدة) من عالم الإرهاب وإدخاله إلى عالم السياسة التقليدية”.
وأردف الدبلوماسي الأمريكي السابق قائلا: “وعلي أن أخبركم أنني في البداية كنت مترددا جدا بالذهاب وتخيلت نفسي مرتديا بدلة برتقالية والسكين على رقبتي، لكن بعد أن تحدثت إلى عدد من الأشخاص الذين خاضوا التجربة وأحدهم قابله (الشرع) شخصيا قررت أن أجرب حظي”.
وتابع فورد قائلا: “عندما التقيته للمرة الأولى، حين كان اسمه الحركي الجولاني لكن اسمه الحقيقي الذي لم يكشف عنه إلا بعد السيطرة على دمشق في ديسمبر/ كانون الأول الماضي قبل حوالي 5 أشهر هو أحمد الشرع، جلست بجانبه بمثل قربي الآن إلى روي (رئيس مجلس بالتيمور) وقلت له باللغة العربية: خلال مليون سنة لم أكن أتخيل أنني سأكون جالسا بجانبك… ونظر إلي وتحدث بنبرة ناعمة قائلا: ولا أنا”.
وأشار فورد إلى أنه أجرى مع الشرع حوارا “سلسا” وقال إن ما لفت نظره خلال اللقاء أن الشرع (أبو محمد الجولاني حينها) “لم يعتذر عن العمليات الإرهابية في العراق وسوريا” لكنه قال إن “التكتيكات والقواعد التي كان يتبعها في العراق لا تصلح عندما تحكم 4 ملايين شخص (في إدلب)”.
وتفاعل عدد من مستخدمي منصة “إكس”، تويتر سابقا، مع المقطع وتم تداوله بشكل واسع على مدار اليومين الماضيين
————————–
كيف تفاعل سوريون مع ادعاء سفير أميركي سابق تدريبه الشرع؟
أثارت تصريحات سفير أميركي سابق لدى سوريا بشأن لقاءاته مع الرئيس السوري أحمد الشرع وقيامه بتدريبه منذ عام 2023 جدلا واسعا بين سوريين على منصات التواصل الاجتماعي مشككا ومتهما السفير بالتآمر على سوريا.
وادعى السفير الأميركي السابق روبرت فورد خلال محاضرة ألقاها في مجلس مدينة بالتيمور للشؤون الخارجية أن منظمة بريطانية غير حكومية مختصة في حل النزاعات دعته منذ عام 2023 إلى المساعدة في “جلب هذا الرجل من عالم الإرهاب إلى السياسة التقليدية”، في إشارة إلى الرئيس الشرع.
وأضاف فورد أنه كان مترددا في البداية وتخيل نفسه “مرتديا بدلة برتقالية والسكين على رقبته”، لكنه قرر المضي قدما بعد التحدث إلى عدد من الأشخاص الذين خاضوا التجربة، مؤكدا أنه قابل الشرع لأول مرة تحت اسم عبد القادر الجولاني، قبل أن يكشف عن اسمه الحقيقي “أحمد الشرع” بعد سيطرته على دمشق.
وتحدث السفير الأميركي السابق عن زيارة قام بها إلى دمشق مطلع العام الجاري، حيث التقى الرئيس الشرع في القصر الرئاسي وقال له “لم أكن أتوقع في مليون سنة أن أراك هنا”، ليرد عليه الشرع “حسنا، إنه يعجبني أن أبقيك متفاجئا السيد السفير”.
من جانبه، نفى مصدر في الرئاسة السورية لقناة الجزيرة صحة المعلومات التي أوردها فورد عن لقاءات مع الرئيس الشرع بإدلب، موضحا أن اللقاءات المذكورة كانت ضمن اجتماعات مع مئات الوفود وخصصت لعرض تجربة إدلب.
وأضاف المصدر أن أحد الوفود كان تابعا لمنظمة بريطانية للدراسات، وكان من ضمن أعضائه السفير روبرت فورد، مشيرا إلى أن الجلسات اقتصرت على أسئلة عامة تتعلق بالتجربة، ولم تتضمن ما ورد في تصريحات فورد.
تشكيك واتهام بالتآمر
ورصد برنامج شبكات (2025/5/20) جانبا من تفاعلات سوريين مع هذه التصريحات للسفير الأميركي السابق بشأن تدريب الرئيس السوري، ومن ذلك ما كتبه أبو يوسف “فورد هو أول من تآمر على الثورة السورية منذ انطلاقها”.
أما شام فغردت “محاولات التشوية والافتراء التي يتعرض لها الرئيس الشرع مهولة ومن أطراف عديدة وحتى أن البعض منها متناقضة في توجهاتها لكنها اجتمعت على مناهضته”.
من جهتها، قالت أمل “هؤلاء حاقدون، وعم يضحكوا على الناس اللي بدهم يسمعوا هيك شيء لأنه بيريحهم، الانتصار كان شيئا غيّر ملامح المنطقة، هم كانوا بدهم يعيدوا تدوير الأسد حرفيا”.
في المقابل، كتب هاشم “أمر الجولاني واضح لا يحتاج لاعترافات وتصريحات، فتحرير سوريا من الطاغية بشار والروس والإيرانيين في 12 يوما دون قتال وتسليم الإيرانيين والروس للأمر الواقع ببساطة لا يصدقه عاقل، الأمر فيه اتفاق دولي بين كل الأطراف”.
يذكر أن روبرت فورد شغل منصب السفير الأميركي لدى سوريا بين عامي 2011 و2014 في واحدة من أكثر الفترات توترا بتاريخ العلاقات بين البلدين، حيث تزامنت فترة عمله مع اندلاع الثورة السورية.
وكان فورد أول دبلوماسي غربي يزور مدنا سورية مثل حماة في بدايات الثورة، في خطوة أثارت غضب النظام السوري آنذاك ودفعت واشنطن لاحقا إلى سحبه لأسباب أمنية.
وبعد تقاعده من السلك الدبلوماسي بقي فورد من أبرز الأصوات النشطة في الملف السوري في الأوساط الأميركية، ويعمل حاليا باحثا في عدد من مراكز الفكر والسياسات.
———————————
فورد والشرع.. وخرافة “الترتيب الغربي”
أحدثت تصريحات السفير الأميركي السابق في سوريا، روبرت فورد، حول لقاءاته السابقة مع الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، موجة من الانطباعات لدى شريحة من السوريين، مفادها أن الشرع كان “خياراً أميركياً بريطانياً” جرى ترتيبه في وقت سابق. هذه القراءة، رغم طابعها الجذاب والمثير لبعض المتابعين، تتجاهل تعقيدات الواقع السياسي الدولي، وتقوم على تبسيط لا يصمد أمام الحقائق.
أولاً، لا بد من التذكير بأن الولايات المتحدة لم تُسارع للانفتاح على الشرع أو النظام الجديد في دمشق، بل على العكس، بقيت الإدارة الأميركية مترددة وحذرة تجاهه لمدة تجاوزت الستة أشهر بعد سقوط نظام بشار الأسد، وسط نقاشات داخل مجلس الأمن القومي الأميركي حول جدوى تغيير المقاربة. بل إن التوصيات الأولى الصادرة عن بعض الجهات داخل الإدارة كانت تدعو للإبقاء على العقوبات المفروضة على سوريا، وعدم تقديم أي حوافز أو مؤشرات على الاعتراف بشرعية النظام الجديد برئاسة أحمد الـشرع، ما يؤكد أن واشنطن لم تكن يوماً صاحبة مشروع مسبق في هذا التحول، بل لحقت به لاحقاً تحت تأثير معطيات أخرى.
ثانيًا، التغير الذي حصل في الموقف الأميركي لم يكن بفعل “صفقة سرية” أو “مخطط غربي” سابق كما يصور البعض، بل نتيجة اعتبارات داخلية سورية وأخرى إقليمية دولية واستراتيجية بحتة. ولقد لعبت دول مثل السعودية وتركيا وقطر دورًا محوريًا في إعادة تشكيل المزاج الدولي حيال سوريا. العلاقة الشخصية القوية بين الرئيس التركي وولي العهد السعودي مع الرئيس دونالد ترامب وتلاقي مصالح هذه الدول في تهدئة وحل المسألة السورية ودعم الاستقرار الإقليمي ، شكلت عامل ضغط فعال على واشنطن. كما أن الرغبة الأميركية في خلق بيئة من الاستقرار في سوريا كمدخل لإطلاق مسار تفاوضي إقليمي، دفعها تدريجيًا إلى تعديل موقفها، لا بفعل إعجابها بشخص الشرع أو تبنيها له، بل استجابة لمعادلات سياسية جديدة على الأرض.
ثالثًا، من الخطأ تصوير الشرع كمنتج قرار خارجي. الرجل، الذي كان لفترة طويلة جزءًا من “خصوم” الغرب ومتهما ومصنف كإسلامي متشدد و”ارهابي” ، لا بد من الاعتراف أنه لفت النظر وتميز باطلاق مواقف وطنية جامعة غير متوقعة وبعد اتضاح دوره المحوري ىالأساسي في عملية إسقاط النظام وهذا بكل تأكيد جذب الانتباه له في الدوائر الغربية وفي عواصم إقليمية وعربية.أما اختياره وقبوله رئيسًا فيما بعد فقد جاء في سياق داخلي اقليمي وعربي ودولي يتوخى ويطمح لحصول استقرار في سورية، وليس بقرار من سفارة أو اجتماع في لندن وواشنطن.
أما الحديث أن كل ذلك كان معدا له ثم تحميل كلام السفير فورد وتحريفه حين تحدث عن بديل ما هو إلا طريقة تفكير رغبوية لم تتقبل إسقاط النظام ولم تقتنع أنه جاء نتيجة حتمية ومقدمات سبقه.
وفيما يخص موضوع “البديل” أو البحث عن بديل لبشار الاسد ، فمن يتابع سياقات الأحداث في سوريا عبر السنوات المنصرمة يدرك أن غالبية القوى ، ليس الدول الغربية وحدها، بل حتى روسيا وإيران، فكرت في وقت ما وكانت تبحث عن بديل عملي له، ليس انطلاقًا من مشروع استخباراتي سري، بل من إدراك أن النظام بشكله السابق بات عبئًا على الحلفاء قبل الخصوم.
أخيرًا، تحليل المشهد السوري بعقلية المؤامرة لا يساعد على الفهم ، صحيح أن الدول الكبرى تناور وتضغط وتسعى لكن ذلك لا يعني أن كل تحول وتغيير في الغالم هو نتاج مؤامرة ومخطط واتفاق جرى في الظل. كثير من التحولات تحدث رغماً عن إرادة الخارج، لا بتصميماته وهندسته ، سوريا قد تكون جزءا من ذلك.
———————————–
“المركزي السوري” يتلقى عروضًا من تسع دول لطباعة العملة
قال مصرف سوريا المركزي إنه تلقى عروضًا من شركات من تسع دول عربية وأجنبية لطباعة عملة سورية جديدة، من بينها بريطانيا والولايات المتحدة والنمسا وألمانيا والإمارات.
وذكر حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، لـ”اندبندنت عربية” اليوم، الأحد 18 من أيار، أن “شركات من هذه الدول التسع تواصلت مع المصرف المركزي السوري، والعروض قيد الدراسة وسيتم اختيار العرض الأفضل فنيًا وكلفة.
وأكد حصرية أن طباعة عملة جديدة لا تزال في طور الدراسة وتحتاج إلى تهيئة الظروف المواتية لها، بينما يجري العمل على تحقيقها حاليًا.
وأضاف حصرية أن المركزي يعمل على جعل الليرة السورية قابلة للتحويل، معربًا عن طموحه بأن يكون هناك تصنيف سيادي لسوريا بعد حقبة سيئة جدًا، خصوصًا في الأعوام الأخيرة من حكم النظام السابق.
وأشار إلى أن المركزي السوري بدأ فعليًا العمل على إعادة تفعيل نظام “سويفت” العالمي الخاص بالتحويلات المالية الدولية، بعد أعوام من العزلة التي فرضتها العقوبات، لافتًا إلى أن من شأن هذا الإجراء يسهل عمليات التجارة الخارجية، خاصة لجهة تشجيع الصادرات، وخفض أسعار الواردات، ما سيؤثر في حركة الأسواق الداخلية ويحسن من القدرة الشرائية للمواطنين.
حاكم مصرف سوريا السابق والمتخصص المصرفي دريد درغام أكد لـ”اندبندنت عربية” أن طباعة عملة جديدة في سوريا عملية ضرورية بل أولوية، ولكن نجاحها مرتبط بوجود خطة اقتصادية واضحة وموارد كافية واستقرار عمومًا.
وأشار إلى أن كلفة الطباعة لكل ورقة تراوح ما بين ثمانية و20 سنتًا بحسب درجة تعقيد وأمان الأوراق المطبوعة، لذا لا بد من دراسة الفئات المطروحة بعناية في نطاق متطلبات التعاملات التجارية والأهم وضع خطة سحب العملة، وألا يُعرض الناس لطوابير التبديل، وأخيرًا لا بد من اختيار توقيت التبديل ومدته بصورة مدروسة جدًا.
بدوره قال عضو غرفة تجارة دمشق محمد حلاق، إنه في موضوع العملة الجديدة لا شك أننا في حاجة إلى حلول من خارج الصندوق، كإلغاء أكثر من فئة نقدية (5000 و2000) ويترتب على هذا الأمر أن نقوم بإجراءات عدة منها تعديل سعر الصرف المرجعي بناءً على الكتلة النقدية التي سنستغني عنها أو الكتلة النقدية المتوفرة.
كانت وكالة “رويترز” قالت، الجمعة 16 من أيار، إن سوريا تخطط لطباعة عملة سورية جديدة، في دولتي الإمارات وألمانيا، بدلًا من طباعتها في روسيا.
وبحسب ما ذكرته ثلاثة مصادر فإن هذه الخطوة تعكس تحسنًا سريعًا في العلاقات مع دول الخليج العربية والدول الغربية، بالتزامن مع الفرص الجديدة التي منحها إعلان إزالة العقوبات عن سوريا.
وبدأت السلطات السورية، بحسب “رويترز”، في وقت سابق من هذا العام، استكشاف إمكانية طباعة العملة في ألمانيا والإمارات العربية المتحدة، واكتسبت الجهود زخمًا بعد أن خفف الاتحاد الأوروبي بعض عقوباته على دمشق شباط 2025.
وستؤدي إعادة التصميم إلى إزالة وجه الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، من إحدى فئات الليرة السورية (ورقة 2000 ليرة سورية).
وقالت مصادر مالية سورية، إن السلطات السورية تجري محادثات متقدمة بشأن صفقة لطباعة العملة مع شركة “عملات” الإماراتية التي زارها حاكم مصرف سوريا المركزي، ووزير المالية السوري، خلال زيارتهم الأخيرة إلى الإمارات في وقت سابق شهر أيار.
وأبدت كل من شركة “بوندسدروكيري” الألمانية المدعومة من الدولة وشركة “جيسيك و ديفرينت” الخاصة اهتمامهما، حسبما قال مصدر سوري ومسؤول أوروبي، إلا أنه لم يتضح بعد أي منهما قد تطبع العملة.
—————————
كيف يستفيد لبنان اقتصاديا من رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا؟
بيروت: أعاد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، الأمل بفتح آفاق جديدة أمام لبنان لتعزيز اقتصاده وتحسين قطاعات عدة من أبرزها الطاقة والنقل والتجارة.
وفي 16 مايو/ أيار الجاري، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها تعمل مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لتنفيذ توجيهات الرئيس ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا التي بدأت في عام 1979 وأصبحت أكثر شمولا مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.
وظل لبنان يشكو من تأثره بالعقوبات الأمريكية على سوريا والتي كانت تحول على سبيل المثال دون تفعيل مشروع نقل الغاز من مصر والكهرباء من الأردن إليه.
ومع رفع العقوبات، يرى مراقبون أن ذلك قد يقود إلى إحياء مشروع نقل الطاقة، إضافة إلى فتح خطوط الترانزيت والتجارة إلى الدول العربية وخاصة الخليجية منها.
ووفق خبراء، فإن رفع العقوبات عن سوريا يُمثل “فرصة استراتيجية” للبنان لتعزيز اقتصاده وتحسين قطاعاته الحيوية، خاصة الطاقة والتجارة، إلا أن تحقيق هذه الفوائد يتطلب تنسيقًا فعّالًا بين الجانبين اللبناني والسوري، بالإضافة إلى دعم دولي لضمان تنفيذ المشاريع المشتركة بنجاح.
مشروع قديم
ووقّع لبنان وسوريا والأردن أوائل عام 2022 اتفاقيتين، الأولى لتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية من الأردن، والثانية لتأمين عبور الطاقة عبر سوريا إلى لبنان، غير أن العقوبات الأمريكية على سوريا حالت دون تنفيذ ذلك.
وتتيح الاتفاقيتان للبنان الحصول على الكهرباء الأردنية، والاستفادة أيضا من الغاز المصري، بهدف رفع ساعات التغذية لشبكة كهرباء لبنان التي تفرض تقنينا قاسيا بلغ نحو 22 ساعة يوميا عام 2022.
وخطط المشروع ليتيح للبنان نقل 300 ميغاوات من الكهرباء الأردنية، بالإضافة إلى تشغيل معمل “دير عمار” لتوليد الكهرباء بقدرة 500 ميغاوات، ما سيرفع التغذية الكهربائية في البلاد إلى حوالي 800 ميغاوات.
وتراوحت الكلفة الإجمالية للمشروع آنذاك بين 200 و300 مليون دولار سنويا، على أن تموّل بالسنة الأولى بقرض من البنك الدولي.
وتقنيا، يرتبط الأردن وسوريا كهربائيا بخط نقل منذ 2001، وخرج عن الخدمة منتصف 2012 لأسباب فنية جراء الحرب بسوريا، في حين ترتبط سوريا ولبنان بعدة خطوط ربط.
انعكاس إيجابي
وقال وزير الطاقة والمياه اللبناني جو الصدّي إن “قرار الرئيس الأمريكي ترامب رفع العقوبات عن سوريا سينعكس إيجاباً في لبنان على صعيد الطاقة والنفط”.
وأوضح أن رفع العقوبات عن سوريا “سيسهّل استجرار الطاقة عبر سوريا من خلال خط الربط مع الأردن، واستجرار الغاز عبر سوريا”.
وأضاف: “من أولى أولويات لبنان البدء بإنشاء معمل حديث لتوليد الكهرباء يعمل بالغاز بدلا عن الفيول الثقيل”.
وتحدث عن إجراء دارسة حول كيفية تشغيل خط أنابيب النفط من العراق إلى لبنان وكذلك “مصفاة البداوي” التي تقع شمالي لبنان.
وتابع: “هذا الملف كان مدار بحث خلال لقاءاتي في بغداد مع زميلي وزير المالية العراقي ياسين جابر الأسبوع الماضي”.
وخلال زيارته لدمشق في الأيام الماضية، ناقش وفد وزاري لبناني، إمكانية إعادة تفعيل مشروع خط النفط من كركوك العراقية إلى لبنان عبر سوريا.
ويتيح هذا المشروع للبنان في حال تنفيذه، استيراد النفط الخام من العراق وتكريره في البلاد، ما سيعزز الإيرادات عبر تصدير النفط المكرر إلى الخارج، ويحقق إيرادات كبيرة لخزينة الدولة.
التجارة البرية
ويفتح رفع العقوبات عن سوريا، المجال أمام لبنان لإعادة تفعيل خطوط الترانزيت البرية التي تربطه بسوريا ومن خلالها إلى الأردن والعراق ودول الخليج، ما يُعيد تنشيط حركة الاستيراد والتصدير بين هذه البلدان.
كما أن الشركات اللبنانية قد تلعب دورًا في عملية إعادة إعمار سوريا، سواء من خلال تقديم الخدمات أو التوريد. هذا الدور قد يُسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وفتح أسواق جديدة أمام الشركات اللبنانية.
وفي هذا الإطار، قال مصدر حكومي لبناني إن بلاده تستفيد على أكثر من صعيد من رفع العقوبات “مثل استجرار النفط والغاز من مصر والأردن وتفعيل خطوط التجارة والترانزيت”.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن لبنان “يمكن أن يتحول إلى منصة لإعادة الإعمار في سوريا وتستفيد كل مرافقه العامة والشركات الموجودة فيه كما سيعزز ذلك فتح الخطوط على العالم العربي وزيادة الصادرات”.
استفادة إقليمية
رأت خبيرة النفط والغاز بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لوري هايتايان أن الأسباب الرئيسية التي أوقفت مشروع نقل الغاز من مصر والكهرباء من الأردن هي العقوبات التي وضعت على سوريا سابقا”، مؤكدة أن “رفعها سيتيح إعادة النظر بهذا المشروع”.
وذكرت هايتايان أن ذلك المشروع “لا يعود بالفائدة على لبنان فحسب بل لسوريا أيضا لأنها بحاجة للكهرباء والغاز، وهو مشروع مهم للمجتمع الدولي كذلك لأنه يربط الدول عبر شبكات الطاقة والتجارة بالمشاريع الإقليمية”.
ولفتت إلى أن “مصر اليوم ربما لا تملك الكميات الكافية لتزويدنا بالغاز، لكنها قد تدعم بكميات إضافية من غاز إسرائيل، لأن الأخيرة تملك قدرات بيع غازها لمصر والأردن”.
وأضافت: “هذا قد يكون طريقة غير مباشرة لربط سوريا ولبنان بشبكة الغاز مع إسرائيل وهذا ما يحبذه المجتمع الدولي الذي يرى أن الترابط عبر الاقتصاد والتجارة والطاقة بين دول المنطقة قد يعمل على تخفيف نزعات اللجوء إلى الحروب”.
واستدركت بالقول: “ليس من الضروري أن يكون الغاز إسرائيليا، لأن مصر تشتري غازا من الخارج أيضا”.
الطاقة النظيفة
وقالت هايتايان إن “سوريا تمشي بخطى أسرع من لبنان وكان آخرها اجتماع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واستطاعوا رفع العقوبات عن سوريا”.
وبجانب الكهرباء والغاز، أشارت إلى “المشاريع الأخرى المطروحة مثل إنتاج الهيدروجين الذي يعد من الطاقات النظيفة التي بدأت تأخذ رواجا أكثر من ذي قبل”.
وأردفت: “نقل الطاقة النظيفة من الخليج إلى أوروبا عبر سوريا وتركيا بواسطة الأنابيب أقل كلفة، وهو الأمر الذي يمكن أن يعزز دور سوريا الاقتصادي”.
التمويل الدولي
من جانبها، لم تقلل المحللة الاقتصادية محاسن مرسل من الدور الإيجابي لرفع العقوبات عن سوريا في دعم مشاريع الطاقة ببلادها، لكنها قالت إن “استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن يحتاج إلى عامل آخر وهو إعادة إحياء القرض المخصص لهذا المشروع من البنك الدولي”.
وذكرت أن “البنك الدولي ربط الموافقة على هذا القرض بمجوعة إصلاحات بقطاع الكهرباء مثل زيادة التعرفة وتحسين الجباية وتنظيم القطاع، إضافة إلى مطالب المجتمع الدولي الراهنة بضرورة نزع سلاح الميليشيات وحصره بيد الدولة اللبنانية”.
وشددت على أن لبنان “سينتظر رأي البنك الدولي بهذا الخصوص، وما إن كان معلقا أو سيعاود طرح فكرة تمويل المشروع”.
وأردفت: “لكل ذلك لا يمكن للبنان الاستفادة من فكرة مشروع نقل الطاقة من دول الجوار بمجرد رفع العقوبات عن سوريا”.
(الأناضول)
——————————-
الجرائم المعلوماتية ارتفعت في سوريا.. التحريض الطائفي في المقدمة.. وحسابات مزيفة تُدار من الخارج
جانبلات شكاي
دمشق- “القدس العربي”: كشفت مصادر قضائية في دمشق عن ارتفاع عدد الشكاوى التي تتلقاها النيابة العامة بخصوص جرائم متعلقة بالطائفية والفتنة والتجييش والتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسط أنباء عن تحرّك لتعديل قانون الجرائم المعلوماتية النافذ منذ ثلاث سنوات.
المصادر، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، بيّنت لـ “القدس العربي” أن استقبال الشكاوى المتعلقة بالجرائم المعلوماتية في القضاء لم يتوقف، وما على الشاكي إلا أن يتقدم بمعروض إلى النيابة العامة المختصة، التي بدورها تحيله إلى قسم الشرطة الموجود في المنطقة التي يقطنها الشاكي، ومن ثم يتم تنظيم الضبط من المخفر المُحال إليه الشكوى، ليُحيله بدوره إلى القضاء، الذي يقوم بتوصيف الجرم، ومن ثم إما إحالة الملف إلى محاكم بداية الجزاء المختصة بالجرائم المعلوماتية، أو إحالته إلى محاكم الجنايات بحسب الجرم المرتكب.
ويُعد القانون 20، الذي تم إقراره في عام 2022، والخاص بالجرائم المعلوماتية، من أكثر القوانين إثارة للجدل في سوريا، بعدما ظهرت اتهامات بأن القانون جاء لكمّ الأفواه وتقييد الحريات، لما تضمنه من عقوبات شديدة في ما يتعلق بالجرائم الخاصة بالنيل من هيبة الدولة، والتي وصلت العقوبات فيها إلى 10 سنوات بالسجن، إضافة إلى الغرامات المالية الكبيرة.
ورغم الانتقادات والحملات الإعلامية ضد هذا القانون، إلا أن مجلس الشعب في عهد النظام المخلوع أقرّ القانون، ليصدر بعد ذلك بمرسوم، ضاربًا بعرض الحائط كل الآراء التي انتقدت صدور مثل هذا القانون، لأنه خفّض بشكل كبير سقف حريات انتقاد الحكومة، وبات انتقاد أي مسؤول على الصفحات الشخصية بمثابة جرم يُعاقب عليه القانون.
وتحدثت المصادر القضائية عن صعوبات كبيرة حالياً في توفير الأدلة الخاصة بالجريمة المعلوماتية، وذلك بسبب أن القسم المختص بهذه الجرائم غير مفعل، بحكم أنه يتبع لإدارة الأمن الجنائي التي لم يتم تفعيلها بعد، ومن هذا المنطلق فإن الشكاوى يتم تحويلها إلى أقسام الشرطة التي لا توجد فيها أجهزة فنية للكشف عن الجرائم المعلوماتية، وتحديدًا الخطيرة والمعقدة منها، التي تحتاج إلى أجهزة خاصة.
وبيّنت المصادر أن بعض الشكاوى لا يتم متابعتها فوراً، وإنما ينتظر الشاكي حتى يأتي دوره، والأمر يمكن أن يمتد لفترة لا بأس بها، باعتبار أنه يتم متابعة الشكاوى الأكثر خطورة نتيجة الضغط الكبير على مخافر الشرطة.
وتحدثت المصادر عن وجود محاكم مختصة بالجرائم المعلوماتية، موزعة ما بين محاكم بداية الجزاء التي تختص بالجرائم الخفيفة وتكون “جنحوية الوصف”، وما بين محاكم الجنايات المختصة بالجرائم الخطيرة.
ولفتت المصادر إلى وجود حديث حالياً عن تعديل قانون الجرائم المعلوماتية بما يتوافق مع الإعلان الدستوري الذي كفل حق حرية التعبير عن الرأي، باعتبار أن القانون المعمول به في عهد النظام المخلوع كَبّل كثيرًا من الحريات، مشيرة إلى أنه لا توجد رؤية واضحة لهذا الموضوع حتى الآن، باعتبار أنه لم يتم تشكيل لجنة خاصة بتعديله بعد.
التخريب والفوضى
واليوم الثلاثاء، ذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، عبر تصريح له نُشر على صفحته على “فيسبوك”، بعض أسباب تأخر انطلاق عمل إدارة المباحث الجنائية، وقال إن منها “التخريب المتعمد من فلول النظام البائد وقت سقوطه، كنوع من إغراق المركب، وإدخال البلاد في فوضى مقصودة”، إضافة إلى “تعرض المبنى (المباحث الجنائية) لمزيد من العبث والتدمير على يد بعض المخربين وضعاف النفوس، في لحظات التحرير الأولى”.
وأشار البابا إلى أن “إعادة الترميم والصيانة تستلزم وقتًا وموارد، ولا تكون بيوم وليلة”، وأن هناك مشكلات فنية وحاسوبية تتعلق بقواعد البيانات وإعادة برمجتها ووصلها مع باقي المحافظات، إضافة إلى “مشكلات لوجستية تتعلق بكابلات نقل البيانات الضوئية، ولوازم الشبكات”.
وبيّن البابا أن من بين أسباب تأخر إطلاق المباحث الجنائية استمرار “معالجة المدخلات الجنائية، ودمجها ما بين المناطق المختلفة في نظام واحد، من إذاعات بحث، وكف البحث، ومذكرات قضائية، وخلاصة أحكام، للحصول على قاعدة بيانات موحدة على مستوى الجمهورية”، مشيرًا إلى “وجود محافظات لمّا تستقر فيها بعد إدارات الدولة السورية، ويتفعّل عملها بشكل كامل نتيجة بعض الظروف، ما أخّر تفعيل خدمة “غير المحكوم” فيها، وأثّر سلبًا على راحة المواطنين وجهدهم وزاد التكلفة عليهم للحصول عليها من مناطق ثانية، ما سبّب ضغطًا على المراكز في المحافظات المُفعّلة فيها الخدمة”.
وخلص البابا إلى القول إنه “وخلال مدة قريبة سيتم تلافي هذه المشاكل تباعًا”.
دعاوى التحريض الطائفي
المحامي البارز عارف الشعال، وفي تصريح لـ “القدس العربي”، شدد على ضرورة أن تحرك النيابة العامة الدعاوى بحق الذين يقومون بالتحريض والتجييش الطائفي على صفحات فيسبوك، بعد ازدياد هذه الجرائم، ولما تشكله من خطر كبير على المجتمع، حتى ولو كان المحرّضون يديرون مثل هذه الصفحات من خارج البلاد.
بدوره، أكد زميله فواز خوجة، في تصريح لـ”القدس العربي”، أنه لا يوجد تفعيل حقيقي حتى الآن لمسألة الشكاوى المتعلقة بالجرائم المعلوماتية كما كان سابقًا، موضحًا أن المواطن يقدّم شكوى إلى النيابة العامة، ومن ثم ينتظر دوره لتحريك الادعاء، وهذا يأخذ وقتًا لا يصب في مصلحة التقاضي بين الأطراف، مشددًا على ضرورة الإسراع بتفعيل قسم مكافحة الجرائم المعلوماتية.
وبيّن المحامي عمار يوسف، أنه على الرغم من استقبال الشكاوى في هذه الجرائم، إلا أنه لا يتم متابعتها بالشكل الصحيح، وأحيانًا هناك شكاوى يتم توقيفها بانتظار تفعيل قسم مكافحة الجرائم المعلوماتية، باعتبار أنها تحتاج إلى تقنيات فنية غير متوفرة إلا بهذا القسم.
وفي تصريح لـ”القدس العربي”، رأى يوسف أن هناك ارتفاعًا في الجرائم المتعلقة بالضخ الطائفي، وهناك من يستغل فرصة عدم وجود محاسبة حقيقية، وينشر على صفحته عبارات طائفية خطيرة تسيء إلى المجتمع، معتبرًا أن 90 بالمئة من الصفحات التي تقوم بعملية الضخ الطائفي والتحريض غير المنسوب لأدلة واضحة، هي عبارة عن حسابات مزيفة تُدار من خارج البلاد، هدفها زراعة الفتنة داخله.
——————-
“رويترز”: واشنطن ستعيّن سفيرها لدى تركيا مبعوثاً خاصاً إلى سورية
21 مايو 2025
ذكر مصدر مطلع ودبلوماسي في تركيا لوكالة رويترز، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستعين توماس باراك، السفير الأميركي الحالي لدى أنقرة، وصديق الرئيس دونالد ترامب
، مبعوثاً خاصاً إلى سورية.
ويأتي القرار بعد إعلان ترامب المهم من الرياض قبل أيام، رفع العقوبات الأميركية على سورية، كما يشير إلى إقرار واشنطن بصعود تركيا كقوة إقليمية مهمة، لها نفوذ في دمشق، منذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد على أيدي قوات المعارضة نهاية العام الماضي. ورداً على طلب للتعليق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية “لا يوجد إعلان في الوقت الحالي”.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، قال في حديثه أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أمس الثلاثاء، إنه سمح لموظفي السفارة التركية، بما في ذلك باراك، بالعمل مع المسؤولين المحليين في سورية لفهم نوع المساعدات التي يحتاجون إليها. ورأى روبيو أن البديل عن نجاح الحكومة السورية الانتقالية حرب أهلية شاملة وفوضى، مشيراً إلى أن ما يؤخر افتتاح السفارة الأميركية في دمشق هو الأمن.
ومثّل قرار ترامب رفع العقوبات الأميركية على سورية واجتماعه بالرئيس السوري أحمد الشرع الأربعاء في الرياض، تحوّلاً لافتاً وسريعاً في السياسة الخارجية لواشنطن تجاه القيادة في دمشق، التي تعول على استثمار مفاعيل القرار سريعاً لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. لكن قرار ترامب، الذي فاجأ حتى الدائرة القريبة منه، خصوصاً أنه انتقل من التلميح إلى إمكانية إلغاء العقوبات للإعلان عن رفعها خلال ساعات فقط، يُعدّ بداية لمسار طويل، لا سيما أن العقوبات الأميركية على سورية تتنوع بين أوامر تنفيذية وقوانين وقرارات من وزارتي الخزانة والخارجية. كما أن أصواتاً في الكونغرس الأميركي لا تبدي حماسة لرفع كامل للعقوبات بسرعة.
(رويترز، العربي الجديد)
—————————–
مؤسسة مياه دمشق تعيد تشغيل الآبار لمواجهة تراجع نبع الفيجة
2025.05.21
أكد المدير العام لمؤسسة مياه دمشق وريفها، المهندس أحمد الدرويش، أن تراجع معدل الهطولات المطرية إلى 34% فقط هذا العام أثّر بشكل مباشر على غزارة نبع الفيجة، المصدر الرئيسي لمياه العاصمة، مما دفع المؤسسة إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتعويض النقص، أبرزها إعادة تشغيل آبار قديمة كانت خارج الخدمة.
وأوضح الدرويش في تصريح لصحيفة “الحرية” أن الفيضانات المعتادة في نبع الفيجة لم تحدث هذا العام، ما استوجب الإبقاء على استجرار المياه من المصادر الرديفة مثل وادي بردى ونبع حاروش وآبار المدينة، والتي عادة ما يتم الاستغناء عنها عند الفيضان.
إعادة توزيع وجدولة ضخ
وكشف أن المؤسسة أعادت توزيع المياه إلى الخزانات العالية، لتأمين ضغط كافٍ للشبكات، وتم تطبيق جدول تزويد قائم على التناوب، حيث يُخزن الماء في يوم ويُضخ في اليوم التالي.
كما بيّن أن دمشق تم تقسيمها إلى شرائح جغرافية لضمان ضخ المياه بعدالة بحسب ارتفاع المناطق وكثافتها السكانية، مؤكداً أن بعض المناطق تحتاج إلى أكثر من 15 ساعة ضخ يومياً.
تفعيل الآبار ومكافحة التعديات
وأشار إلى أنه تم إعادة تشغيل نحو 200 مضخة من أصل 500 مصدر مائي متوقف، فيما يجري العمل على إصلاح مضخات إضافية بدعم من المؤسسة أو من جهات مانحة.
وفي إطار ضبط التعديات، أكدت المؤسسة أنها تعمل على تفعيل الضواغط المائية لمنع السحب غير المشروع، خاصة في الخطوط الرئيسية والاستخدامات السياحية والتجارية.
تراجع يومي في الكميات
وحول وضع نبع الفيجة الحالي، أوضح الدرويش أن الانخفاض اليومي بلغ نحو 30 ألف متر مكعب، وأن الكمية المتوفرة الآن تقدر بـ400 ألف متر مكعب يومياً، وهو ما يستدعي استمرار الجدولة، مع استعداد المؤسسة لتعديلها بحسب الشكاوى أو المتغيرات.
———————-
وسائل إعلام روسية: إحباط هجوم على قاعدة حميميم ومقتل 3 مهاجمين
21 مايو 2025
قالت وسائل إعلام روسية إن القوات الروسية أحبطت، مساء أمس الثلاثاء، محاولة هجوم على قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية غربي سوريا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مهاجمين على الأقل، وفرار آخر. ويأتي ذلك وسط تضارب في المعطيات بشأن خسائر القوات الروسية، وحالة التأهب الأمني في المنطقة.
وقالت قناة “ماش” المتخصصة في أخبار العسكريين الروس في سوريا، عبر منصة “تلغرام”، إن “الجيش الروسي أحبط هجومًا إرهابيًا على قاعدة حميميم الجوية”، موضحة أن “أربعة انتحاريين حاولوا اقتحام منشأة محروسة، وردت قوات الأمن بسرعة، فقُتل ثلاثة مهاجمين في تبادل إطلاق النار، وهرب آخر”.
وأضافت القناة أن الجيش استخدم قاذفة قنابل يدوية مضادة للدبابات ضد المسلح الذي فر من الموقع، إلا أن “المصير الدقيق للهارب ما يزال مجهولًا”، مشيرةً إلى أن المعلومات الأولية تفيد بأن القتلى “من أوزبكستان وينشطون في سوريا ضد السلطات الجديدة”.
من جانبه، نقل موقع “ستارغراد” المقرب من المؤسسة العسكرية الروسية، عن المراسل الحربي أوليغ بلوخين، أن “مجهولين نفذوا هجومًا مسلحًا على القاعدة الجوية أوقع قتلى بين العسكريين الروس”، دون تحديد عددهم.
وأوضح بلوخين أن الهجوم وقع أمس الثلاثاء “قرابة الساعة الخامسة صباحًا”، لافتًا إلى أن “مجموعة مسلحة يقدر عدد أفرادها بأربعة أو خمسة متشددين حاولت اقتحام نقطة أمنية قرب القاعدة، ووقع اشتباك مسلح أسفر عن قتل أربعة من المهاجمين”.
وأشار إلى أن القوات الروسية المتواجدة في القاعدة الجوية “أطلقت عملية لملاحقة مهاجم واحد على الأقل ربما فرّ أثناء المواجهة”، وفعّلت نظام تشويش الاتصالات في المنطقة باستخدام “أنظمة الحرب الإلكترونية”.
واختتم المراسل الحربي حديثه مشيرًا إلى أن “الوضع قرب قاعدة حميميم عاد إلى الهدوء بعد ذلك، ولا توجد أي معلومات أخرى عما حدث”.
—————————
مجموعة العمل الأميركية التركية: توافق على رؤية لسوريا آمنة وموحدة
21 مايو 2025
شدّدت مجموعة العمل التركية – الأميركية المشتركة على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، مشيرةً إلى توافق أنقرة وواشنطن على رؤية موحدة لسوريا مستقرة وآمنة، وملتزمتين بتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي، بما يشمل تنفيذ إعلان الرئيس دونالد ترامب بشأن تخفيف العقوبات، بحسب وكالة “الأناضول”.
وجاء في بيان مشترك عقب اجتماع المجموعة في العاصمة الأميركية واشنطن، أمس الثلاثاء، أن الطرفين “يتشاركان رؤية سوريا مستقرة ومتعايشة بسلام داخليًا ومع وجوارها”، وأنهما “عازمان على زيادة التعاون والتنسيق بشأن الاستقرار والأمن في سوريا في الإطار الذي حدده الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره دونالد ترامب”.
وأضاف البيان أن الوفدين “ناقشا أولويات البلدين المشتركة تجاه سوريا، بما في ذلك رفع العقوبات بما يتماشى مع تعليمات ترامب، ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره”، مؤكدًا أن استقرار سوريا “من شأنه أن يُتيح أيضًا لملايين السوريين النازحين العودة إلى منازلهم”. كما شدد البيان على أن “سوريا مستقرة وموحدة لا توفر ملاذًا للتنظيمات الإرهابية، ستُسهم في دعم الأمن والازدهار الإقليميين”.
وترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية نوح يلماز، بينما ترأس الوفد الأميركي نائب وزير الخارجية كريستوفر لاندو، بحضور السفير التركي لدى واشنطن سادات أونال، والسفير الأميركي لدى أنقرة توماس جوزيف باراك.
وفي تصريح موازٍ، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن الاجتماع “أكد على أهمية وحدة أراضي سوريا”، وركّز على “فترة شراكة جديدة في العلاقات الثنائية القوية بين أنقرة وواشنطن”.
وأشارت إلى أن لاندو شدد خلال الاجتماع على أن “العلاقة الثنائية القوية بين الولايات المتحدة وتركيا تشكل حقبة جديدة من الشراكة”، معتبرًا أن التعاون بين البلدين “توسّع على نطاق كبير بما يتماشى مع الأهداف المشتركة مثل السلام والتجارة”.
وأضافت بروس أن الجانبين ناقشا تنفيذ إعلان ترامب حول تخفيف العقوبات، وأكدا ضرورة أن تبقى سوريا “موحدة ومستقرة وألا تكون ملجأ آمنًا للإرهاب”.
——————————
رابطة العالم الإسلامي ترحب برفع العقوبات الأوروبية عن سوريا
21 مايو 2025
رحّبت رابطة العالم الإسلامي بقرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، الذي جاء بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رفع العقوبات بالكامل بطلب مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وفي بيان صادر عن الأمانة العامة، ثمّن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين محمد بن عبد الكريم العيسى “هذه الخطوة المهمة من الاتحاد الأوروبي في سبيل دعم استحقاق الجمهورية العربية السورية للمضي نحو مستقبلها الجديد ومسيرتها الواعدة التي تمثّل أمل الشعب السوري العزيز بطموحه الكبير”.
ونوَّه العيسى “بكلّ الجهود الدولية المبذولة في هذا السياق، ولا سيّما الجهود الحثيثة، والمساعي الخيّرة للمملكة العربية السعودية لدعم الشعب السوري”.
وأشار إلى أن هذه الجهود “تُوِّجت مؤخرًا باستجابة” الرئيس ترامب لطلب محمد بن سلمان، المتمثل برفع كامل العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا “التي أثقلَتْ كاهل الشعب السوري”.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن مسؤولين أوروبيين أن التكتل الأوروبي قرر رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا في عهد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وذلك بعد أكثر من عقد على فرضها ردًا على جرائم النظام بحق السوريين.
وتوصّل الوزراء الأوروبيون إلى هذا القرار خلال اجتماع عقده مجلس الشؤون الخارجية في العاصمة البلجيكية بروكسل، أمس الثلاثاء، لمناقشة هذه المسألة، لا سيما في ظل التطورات الأخيرة المتعلقة بهذا الملف، والمتمثلة بقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رفع العقوبات عن سوريا.
وقالت مسؤولة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن رفع العقوبات عن سوريا خطوة ضرورية لضمان عدم تكرار سيناريو أفغانستان في البلاد. وأضافت أنه إما أن يقوم الاتحاد الأوروبي بمنح سوريا فرصة لتحقيق الاستقرار، أو أنه سيواجه “وضعًا مشابهًا لأفغانستان”.
وسبق أن نقلت وكالة “رويترز” عن وثيقة أوروبية اطلعت عليها، أن كالاس اقترحت تخفيف المزيد من العقوبات المفروضة على سوريا، بهدف السماح بتمويل وزارات سورية في مجالات مختلفة تشمل إعادة الإعمار والهجرة.
كما يسمح بتمويل وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين للتعاون في مجالات “إعادة الإعمار، وبناء القدرات، ومكافحة الإرهاب، والهجرة”، ويتضمن كذلك رفع العقوبات عن مصرف سوريا المركزي والمؤسسات المالية السورية.
—————————-
==========================