الأحداث التي جرت في الساحل السوريالإعلان الدستوري لسوريا 2025الاتفاق بين "قسد" وأحمد الشرعالتدخل الاسرائيلي السافر في سورياالعدالة الانتقاليةالعقوبات الأميركية على سورياتشكيل الحكومة السورية الجديدةسقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوعسياسةعن أشتباكات صحنايا وجرمانا

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 03 أيار 2025

كل الأحداث والتقارير اعتبارا من 08 كانون الأول 2024، ملاحقة يومية دون توقف تجدها في الرابط التالي:

سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوع

———————————

جيش الاحتلال يعلن “الانتشار” في جنوب سورية بزعم “حماية الدروز

03 مايو 2025

جيش الاحتلال يزعم أنه على استعداد لمنع دخول “قوات معادية”

الاحتلال يقول إنه “يواصل متابعة التطورات مع الحفاظ على الجاهزية”

أخذت التدخلات والاعتداءات الإسرائيلية في سورية طابعاً أشد خطورة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، أنه “انتشر في جنوب سورية”، زاعماً استعداده لمنع دخول “قوات معادية”، في سياق ما تروّج له تل أبيب في الآونة الأخيرة من ادعاءات بـ”حماية الدروز”، وأنها تلقّت مناشدات لمساعدتهم، فيما أكدت قيادات درزية أكثر من مرة رفضها التدخّل الإسرائيلي. وأورد جيش الاحتلال، في بيان مقتضب أوردته وكالة “فرانس برس”، أنه “يواصل متابعة التطورات مع الحفاظ على الجاهزية للدفاع ولمختلف السيناريوهات”، من دون أن يوضح عديد القوات المنتشرة أو نطاق انتشارها.

ويأتي ذلك بعدما أخذت التدخلات والاعتداءات الإسرائيلية في سورية، المتصاعدة منذ إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، طابعاً أشد خطورة عبر قصف استهدف محيط القصر الرئاسي في دمشق فجر أمس الجمعة، في رسالة تحذير للحكم في سورية، وتحديداً للرئيس السوري أحمد الشرع.

كما يأتي عقب الاشتباكات التي شهدتها مناطق جرمانا وصحنايا وريف السويداء في الأيام الأخيرة، ليستغل الاحتلال الإسرائيلي هذه التطورات لتعميق عدوانه على سورية تحت زعم “حماية الدروز”، فيما يستهدف فعلياً منع تحقيق الاستقرار في سورية ووجود نظام حكم قوي يتصدى لتوغلاته واحتلاله الأراضي السورية في الجولان والمنطقة منزوعة السلاح.

وأعلنت إسرائيل، فجر أمس الجمعة، أنها شنّت غارة على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق. وعقب الغارة، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس: “هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح بنشر قوات (سورية) جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأيّ شكل من الأشكال”. وكان كاتس قد قال في منشور على منصة “إكس” إن “الهجوم الجوي هو رسالة تحذير واضحة للنظام السوري”. وأضاف: “عندما يستيقظ الجولاني (يقصد الرئيس السوري أحمد الشرع) ويرى نتائج هجوم سلاح الجو الإسرائيلي، فإنه سيفهم جيداً أن إسرائيل عازمة على منع إلحاق الأذى بالدروز في سورية”. وتابع: “من واجبه (الشرع) حماية الدروز في ضواحي دمشق من هجمات مثيري الشغب الجهاديين، والسماح لمئات الآلاف من الدروز في السويداء وجبال الدروز بالدفاع عن أنفسهم بأنفسهم”.

في غضون ذلك، نشر مئات الجنود الدروز في الخدمة النظامية والاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، رسالة موجّهة إلى نتنياهو وكاتس، طالبوا فيها بالسماح لهم بالدخول إلى سورية للقتال، وما وصفوه بـ”الدفاع عن الدروز” هناك. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، أمس الجمعة، أنّه جرى إجلاء خمسة مواطنين سوريين دروز لتلقي العلاج في إسرائيل، من دون مزيد من التفاصيل، مضيفاً: “قواتنا تنتشر في جنوب سورية وهي على أهبة الاستعداد لمنع دخول أي قوات معادية إلى القرى الدرزية”، مشيراً إلى أنّه “يواصل مراقبة التطورات، مع الاستعداد للدفاع وسيناريوهات مختلفة”، على حد وصف البيان.

ويأتي كل هذا فيما يستمر الاحتلال الإسرائيلي في توظيف الفتنة في سورية، وتعميق خطاب الأقليات الذي يفرّق السوريين، وبعض أخطاء النظام الجديد في دمشق والفئات المتطرفة من مختلف الأطراف والطوائف، من أجل تفتيت سورية الجديدة الباحثة عن بناء نفسها في مرحلة حساسة.

العربي الجديد

———————————

جنبلاط يلتقي الشرع: دعم وحدة سوريا واستقرار لبنان

الجمعة 2025/05/02

زار رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكيّ السّابق وليد جنبلاط، عصر اليوم، العاصمةَ السّوريّة دمشق، حيث عقد اجتماعًا وُصف بالودّي والصريح مع الرئيس السوري أحمد الشرع، في حضور وزير الخارجيّة السّوريّ أسعد الشيباني. وتناول اللقاء أحدث التطوّرات الإقليمية وسبل تعزيز الاستقرار في كلٍّ من سوريا ولبنان، وفق ما جاء في بيانٍ الحزب التقدميّ الإشتراكيّ.

لقاء مثمّر

وأعرب جنبلاط عن ارتياحه لـ”الانفتاح العربيّ والدوليّ المتزايد على الدولة السّوريّة الجديدة”، معتبرًا أنّ ذلك يُسهم في ترسيخ وحدة البلاد واستقرارها، ويرتدّ إيجابًا على لبنان. بدوره، أشاد الرئيس الشرع بالدور الوطنيّ والتاريخيّ لأبناء طائفة الموحدين الدروز في مفاصل الحياة السّوريّة، مؤكّدًا أهميّتهم في بناء “سوريا الجديدة”.

وفيما يخصّ الأحداث المؤسفة الّتي وقعت خلال اليومين الماضيين، عبّر الجانبان عن أسفهما لسقوط ضحايا، وشدّدا على مسؤوليّة الدولة السّوريّة في حفظ أمن المواطنين وسلامتهم. كما ثمّن جنبلاط مساعي دمشق للحوار مع مختلف مكوِّنات الشعب السّوريّ، مؤكّدًا على أهمية دور أبناء طائفة الموحدين الدروز في مؤسّسات الدولة وأجهزتها.

وفي ختام اللقاء، شكر جنبلاط الرئيس الشرع على إلقاء القبض على المجرم إبراهيم الحويجي، المتهم بالتورّط في اغتيال المُعلِّم الشهيد كمال جنبلاط وبارتكاب جرائم أخرى. واستبقى الرئيس الشرع ضيفه اللّبنانيّ على مأدبة عشاء رسميّة.

وتكتسب زيارة جنبلاط بما تحمله من رسائل سياسيّة خرج بها لقاءُ دمشق أهميّةً مضاعَفة؛ فحرصُ الرئيس الشرع على إبرازِ الدورِ التاريخيِّ للدروز، ومبادرة جنبلاط للقاء القيادة السّوريّة في ظلّ الأحداث الداميّة، يضعانِ أساسًا سياسيًّا يمكن البناء عليه لنزعِ فتيلِ الاحتقان.

سلام يُبدي تضامنه

بالإضافة إلى زيارة جنبلاط، برزّت مواقف لبنانيّة مشابهة، فبدوره شدّد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام على أنّ “أولوية الحكومة اللّبنانيّة هي إرساء الأمن والاستقرار في سوريا وضمان سلامة شعبها وتحقيق تطلعاته”، مؤكّدًا تضامن لبنان مع دمشق في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وحرصه على وحدة الأراضي السّوريّة.

أبي المنى: مشروع فتنة

من جهته، شدّد شيخ عقل طائفة الموحِّدين الدروز سامي أبي المنى، على أنّ الأحداث الداميّة الّتي شهدتها سوريا في الأيام الأخيرة ليست سوى “مشروع فتنة”، داعيًا الدول العربيّة والإسلاميّة والقوى المؤثّرة عالميًّا إلى تحمّل مسؤولياتها في ضبط الأوضاع، ولجم الخطاب التحريضيّ، ومنع تنفيذ المخططات المشبوهة. وأكّد رفض الطائفة لأيّ محاولة لتصوير الدروز دينًا مستقلًا أو قومية منفصلة، مشيرًا إلى أنّهم “عشيرة معروفية إسلاميّة عربيّة أصيلة” تعتزّ بانتمائها إلى الإسلام وترفض الإساءة إلى أيّ مكوّن إسلاميّ، ولا سيّما أهل السنّة.

جاء موقف أبي المنى خلال لقاء عُقد في دار الطائفة في فردان – بيروت، مع سفراء المملكة العربية السعودية وليد البخاري، تركيا مراد لوتيم، مصر علاء موسى، قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الأردن وليد الحديد، فلسطين أشرف دبور، تونس بوراوي الإمام، الجزائر كمال بوشامة، المغرب محمد كرين، وسلطنة عُمان أحمد بن محمد السعيدي، إضافة إلى نواب ووزراء حاليين وسابقين وأعضاء في المجلس المذهبيّ. وقد استُهِلّ اللقاء بتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين سقطوا في السويداء وجرمانا وأشرفية صحنايا على يدّ مجموعات خارجة عن القانون.

أبي المنى استشهد بالآيتين الكريمتين “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” و”والفتنة أشدّ من القتل”، مبيّنًا أنّ التنازع يفضي إلى الضعف، وأنّ الموحِّدين الدروز كانوا عبر تاريخهم أوفياء لدينهم ومدافعين عن الأرض والعِرض والفرض. وأوضح أنّ الطائفة وضعت ثقتها بالحكومة السّوريّة منذ البداية، ولا تزال تأمل منها وضع حدّ للتجاوزات، داعيًا أبناءها في سوريا إلى الاحتكام إلى العقل والحكمة وعدم الانجرار إلى الفتنة، ومدّ يد التعاون مع شركائهم في الوطن ومع الدولة الساعية إلى استعادة مؤسّساتها. كما حثّ على إفساح المجال أمام الإدارة الجديدة لإثبات جدارتها وبناء سوريا على أسس ديمقراطية قائمة على العدالة والمساواة.

ورأى أنّ التسجيل المسيء للنبيّ مرفوض بشكل قاطع، إلّا أنّ الردود الغرائزية ليست الحلّ، محذّرًا من الانجرار إلى صدامات داخلية قد تعصف بجهود بناء الدولة. ودعا إلى تحرّك عربي وإسلامي ودولي سريع وجدّي لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، مؤكّدًا أنّ الحكمة والتعقّل هما أمضى سلاح في مواجهة التحدّيات، وأنّ التفاهمات التي أُبرمت أخيرًا في جرمانا والسويداء تبشّر بالخير متى حُسِن تنفيذها.

عقب الاجتماع، صرّح السفير المصري علاء موسى باسم السفراء أنّهم تلقّوا رسالة واضحة تدعو إلى التعقّل والهدوء والحوار الدائم مع السلطات السورية باعتباره السبيل الوحيد لوأد الفتنة. وأشار إلى توافق الحاضرين على ثوابت أبرزها وحدة الدولة السورية ووحدة أراضيها، وبذل مزيد من الجهود لضمان عدم تكرار الحوادث مستقبلًا.

في ختام اللقاء، وجّه شيخ العقل تحيّة إلى الدول الحاضرة، مؤكّدًا متانة العلاقات الأخوية، ومجددًا تعهده ببذل كل الجهود الممكنة لحماية السلم الأهلي في لبنان وسوريا معًا.

————————————

جنبلاط يدرك أهمية حضوره في سوريا وفاتورة الغياب

الزعيم الدرزي يستبق تشكل نزعة انفصالية للطائفة في سوريا.

السبت 2025/05/03

دمشق/السويداء- سعى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى أن يكون حاضرا في سوريا لتطويق التصعيد بين مسلحين دروز والقوات الحكومية مسنودة بقوات موالية لها لمعرفته بأن الغياب قد يكون مكلفا للطائفة الدرزية ولسوريا ككل بما يدفع نحو “حرب لا تنتهي.”

ويريد جنبلاط الذي يزور دمشق للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، التحرك من خلال حضوره المباشر في دمشق ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع من أجل حصر دائرة التصعيد عند الانفلات الذي حصل في أول الأسبوع، والدفع نحو إجراء تحقيق شامل وشفاف يحمّل المسؤولية بشكل واضح لمن تسببوا في التوتر الأمني الذي قاد إلى مقتل العشرات من الجانبين.

ولا يمكن قراءة الزيارة فقط في سياق طائفي أو كتحرك لمصالح درزية، إذا أن ما قام به جنبلاط يتجاوز مسألة الطائفة ليعكس جانبا أهم وهو محاولة استباق تشكل نزعة انعزالية درزية داخل سوريا قد تتغذى من التهميش والفوضى والتدخل الإسرائيلي.

وتبعث الزيارة برسالة مزدوجة مفادها أن دروز لبنان لا يدعمون انكفاء دروز سوريا نحو مشاريع خاصة أو تحالف أقليات، بل يرون ذلك خطرا على الجميع وهو ما يكرّس النزعة الرافضة للانفصال لدى جنبلاط ابن مدرسة الطائفة العابرة للحدود.

كما ترسل رسالة إلى الخارج وخاصة إلى إسرائيل بأن أيّ محاولة لعزل أو توظيف دروز سوريا ستواجه برفض دروز المنطقة، بمن فيهم رمزهم السياسي الأكبر. ويرى المراقبون أن جنبلاط يبحث عن تسوية حقيقية تحل الخلاف بشكل شامل وتبني الثقة بين الحكومة السورية والطائفة الدرزية وتبعث برسالة طمأنة لكل الأقليات وليس فقط للدروز.

وإذا لم يتحرك الزعيم الدرزي اللبناني نحو دمشق لحل المشكلة، فإن غيابه بصفته الشخصية السياسية الدرزية الأبرز في المنطقة سيفتح الطريق إلى الحرب الأهلية التي سيتضرر منها جميع مكونات المشهد السوري من دروز وعلويين وأكراد وكذلك الحكومة الحالية التي ينظر إليها الكثيرون على أنها واجهة للطائفة السنية، وأن وجود نزعة طائفية انتقامية لدى بعض مكونات هذه الحكومة يهدد بإشعال الحرب في وقت قريب.

وفي تصريحاته السابقة ظهر جنبلاط في صورة الشخصية السياسية التي تدعو إلى الحوار وتحكيم العقل وتجنب الفتنة لإخراج سوريا من محنتها، ما يؤهله لأن يكون وسيطا ذا مصداقية بين السوريين بمختلف طوائفهم.

وحذّر الزعيم الدرزي الأربعاء من أن إسرائيل تريد جرّ دروز سوريا إلى “حرب لن تنتهي.” وقال خلال اجتماع لرجال دين وسياسيين دروز لبنانيين “حفظ الإخوان يكون برفض التدخل الإسرائيلي.” وأضاف “إذا كان أحد منكم يظنّ أن المشروع الإسرائيلي مختلف عما أقول فهو واهم،” متابعا “أقلية صغيرة يراد منها محاربة كل المسلمين، وتعلمون في هذا العجز العربي سنتهم نحن بأننا جنود عند الجيش الإسرائيلي.”

وتعمل إسرائيل على استثمار مناخ الخوف من الأقليات تجاه الحكومة الجديدة عبر إظهار حرصها على حماية الدروز والتدخل لحمايتهم دون أيّ خطوط حمراء وكان آخرها قصف الجيش الإسرائيلي منطقة قريبة من القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة من صباح الجمعة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الضربة “رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح للقوات (السورية) بالانتشار جنوبي دمشق أو بأي تهديد للدروز.”

وأدانت الرئاسة السورية ما وصفته “بالقصف الذي تعرض له القصر الرئاسي” واعتبرت أن ذلك يشكل “تصعيدا خطيرا.” وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية السورية رزان سفور على منصة إكس “إسرائيل لا تريد السلام، ولا تكترث بالجماعات التي تزعم أنها تحميها بقصف الآخرين.”

وقال مسؤول سوري لرويترز إن هدف القصف يبعد مئة متر تقريبا إلى الشرق من محيط القصر. وجاء القصف بعد اشتباكات بين مسلحين دروز وسنة على مدى أيام في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بسبب تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد والذي اشتبه مسلحون سنة في أن أحد أفراد الطائفة الدرزية هو من سجله.

والتقى زعماء الطائفة الدرزية ومسؤولون حكوميون سوريون في السويداء في وقت متأخر الخميس في محاولة لتهدئة التوتر. وقالوا في بيان ختامي إن سكان السويداء سيحمون محافظتهم ضمن قوى الأمن الداخلي السورية ويرفضون “أيّ شكل من أشكال التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ عن الوطن.”

 وردا على سؤال عما إذا كان الهدف من القصف الإسرائيلي لسوريا هو حماية الدروز، قال الشيخ ليث البلعوس، أحد زعماء الدروز الذين شاركوا في الاجتماع، لتلفزيون سوريا “نرفض الاعتداء على سوريا ولسنا في حاجة إلى من يدافع عنا، وننتظر من الدولة أن تقوم بواجبها.”

وقامت قوات الأمن السورية صباح الجمعة بدوريات في قرية الصورة الكبيرة بمحافظة السويداء حيث فر السكان من الاشتباكات. وقال سكان إنهم بعدما عادوا وجدوا أن منازلهم تعرضت للنهب.

وذكر سلمان عليوي أنه تم تحطيم باب منزله وهناك مال مفقود، لكنه عبّر عن سعادته بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال. وقالت إسرائيل من قبل إنها تريد منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، تتضمن محافظة السويداء، وإنها لن تسمح لقوات الحكومة السورية بالانتشار هناك.

وتوجد أقلية درزية صغيرة في إسرائيل، كما يعيش حوالي 24 ألف درزي في هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لم تعترف بها معظم الدول أو الأمم المتحدة. وكتب بعض الدروز الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي إلى نتنياهو يطالبونه بمساعدة أقاربهم في سوريا، قائلين إن “المئات من المقاتلين” مستعدون للتطوع والمساعدة

——————————

جنبلاط والشرع اتفقا على تأمين الدروز

مصادر من الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني أكدت تواصل جنبلاط مع مسؤولين بالسويداء لاحتواء الوضع

العربية.نت

03 مايو ,2025

أكدت مصادر من الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني لقناتي “العربية” و”الحدث”، اليوم السبت، أن لقاء الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بالرئيس السوري أحمد الشرع “خرج بنتائج ممتازة”.

وأوضحت المصادر أن الطرفين اتفقا على إبقاء الاتصالات مفتوحة مع المسؤولين في محافظة السويداء السورية لاحتواء الأحداث الأخيرة، وشددا على “ضرورة دعوة الدروز للانخراط بالدولة السورية التي وحدها تؤمّن الحماية لهم”، وفق تعبيرهم.

وكان الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني قد قال أمس، إن جنبلاط التقى الشرع في دمشق، مشيراً إلى أنهما أعربا عن “أسفهما للخسائر في الأرواح خلال الأحداث الأخيرة” التي شهدتها مناطق يسكنها الدروز في محيط دمشق.

وذكر أن جنبلاط “ثمن جهود الدولة السورية في الحوار مع مختلف مكونات الشعب”، وشدد خلال لقاء الشرع على “دور الدروز في مؤسسات الدولة السورية”.

وبحسب الحزب، أشاد الشرع بـ”الدور الوطني للدروز في تاريخ سوريا”، وأكد على “الدور الأساسي للدروز في بناء سوريا الجديدة”.

وكشف الحزب التقدمي الاشتراكي أن جنبلاط شكر الشرع على إلقاء القبض على إبراهيم الحويجي المسؤول عن اغتيال والده كمال جنبلاط.

وتأتي زيارة جنبلاط إلى دمشق بعد يوم من توصل زعماء الطائفة الدرزية إلى اتفاق لتسليم السلاح، وانتشار الأمن العام عقب وقف إطلاق النار في منطقتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق.

وهذه الزيارة هي الثانية لجنبلاط إلى دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من شهر ديسمبر (كانون الأول) 2024.

والثلاثاء والأربعاء الماضيين، شهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا اللتين يتركز بهما سكان من الطائفة الدرزية في محافظة ريف دمشق، توترات أمنية على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية.

وتمكنت قوات الأمن من استعادة الهدوء في المنطقتين بالتنسيق مع وجهائهما، بعد سقوط قتلى من المدنيين ومن عناصر الأمن.

———————————

الغارات الإسرائيلية على دمشق وحماة ودرعا: الحصيلة وأبرز المواقع المستهدفة/ محمد كركص

03 مايو 2025

6 غارات طاولت مواقع في دمشق بينها محيط مستشفى تشرين العسكري

لا إصابات جراء الغارات الأربع على درعا

التصعيد الإسرائيلي يأتي غداة قصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

استُشهد مدني وأُصيب سبعة آخرون بجروح من جراء سلسلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الليلة الماضية عدة مواقع عسكرية في ثلاث محافظات سورية، هي دمشق ودرعا وحماة. وبحسب مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”، فقد بدأت الغارات الإسرائيلية منتصف الليلة الماضية، واستهدفت أولى الضربات الجوية كتيبة للدفاع الجوي في جبل الشعرة قرب قرية شطحة، على الحدود الإدارية بين محافظتي حماة واللاذقية، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من وزارة الدفاع السورية، بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة في موقع الكتيبة.

وفي دمشق، شنت الطائرات الإسرائيلية أربع غارات عنيفة استهدفت محيط مستشفى تشرين العسكري ومحيط الفوج 41 على طريق حرستا – برزة ومنطقة الإنشاءات العسكرية قرب حرستا، ما أدى إلى استشهاد مدني يُدعى عز الدين قره علي، وإصابة ثلاثة مدنيين آخرين بجروح متفاوتة. كذلك، استهدفت غارتان مواقع عسكرية في محيط منطقة تل منين بريف دمشق من دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

وفي الجنوب السوري، نفّذت الطائرات الإسرائيلية غارتين طاولتا الكتيبة الصاروخية بين بلدتي موثبين وجباب شمالي درعا، بالإضافة إلى غارتين أخريين استهدفتا “اللواء 175” في مدينة إزرع بريف درعا، من دون تسجيل إصابات بشرية.

وشهدت الأجواء السورية الليلة الماضية تحليقاً مكثفاً لخمس طائرات حربية إسرائيلية وطائرتي استطلاع، ما أثار حالة من الهلع والخوف بين السكان، خصوصاً في دمشق ومحيطها. وجاء هذا التصعيد بعد ساعات من استهداف طائرة مُسيّرة إسرائيلية، عصر أمس الجمعة، مزرعة لتربية المواشي في منطقة كناكر غربي مدينة السويداء، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين من أبناء الطائفة الدرزية.

بيدرسون يدين الغارات الإسرائيلية على سورية

من جهته، دان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، السبت، بشدة ما وصفه بـ”الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمتصاعدة لسيادة سورية”، بما في ذلك الغارات الجوية المتعددة التي طاولت العاصمة دمشق ومدناً سورية أخرى. ودعا بيدرسون إسرائيل إلى “وقف هجماتها على سورية فوراً”، مطالباً بضرورة “الكفّ عن تعريض المدنيين للخطر، واحترام القانون الدولي، وسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها واستقلالها”.

كما دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، في بيان اليوم السبت، الهجمات الإسرائيلية الواسعة على عدة مناطق في دمشق واللاذقية وإدلب وحماة والقنيطرة ودرعا، قائلاً إن الهدف من هذا العدوان المتكرر هو تدمير ممتلكات سورية الاستراتيجية وبنيتها التحتية العسكرية والمدنية واستمرار احتلال أجزاء منها، فضلاً عن قدراتها الدفاعية والاقتصادية بغية “تحقيق مطامع الكيان الإسرائيلي الشريرة، وذلك بالتوازي مع حرب الإبادة في فلسطين والاعتداءات في لبنان”.

وأكد بقايي أن موقف بلاده الثابت هو ضرورة صون وحدة الأراضي السورية وسيادتها الوطنية بلداً مستقلاً، مؤكداً مسؤولية جميع الأطراف المعنية التي اتهمها بأنها “اضطلعت في تشكيل هذا الواقع والتمهيد للسياسة الاستغلالية والتوسعية الإسرائيلية في سورية”، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء فوري ومؤثر لوقف هذه الهجمات. كما طالب منظمة المؤتمر الإسلامي بتوظيف آلياتها الموجودة لدفع مجلس الأمن الدولي لممارسة دوره ومسؤولياته في إيقاف انتهاكات القانون الدولي والسلام من قبل الكيان الإسرائيلي.

وفي السياق نفسه، أعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اليمنية عن إدانة الحكومة اليمنية واستنكارها الشديدين للغارة الجوية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق. وأكدت الوزارة أن “هذا العدوان يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة”، داعية المجتمع الدولي إلى “الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والإنسانية، لإيقاف الانتهاكات المتكررة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في دول المنطقة، والتي من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة”. وجددت الخارجية اليمنية تأكيدها على موقف اليمن “الداعم لوحدة الجمهورية العربية السورية الشقيقة وسلامة أراضيها”.

وكانت مسيّرة إسرائيلية قد شنت، فجر أمس الجمعة، غارة على موقع عسكري سابق للفرقة الرابعة، التي كان يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام المخلوع بشار الأسد، في جبل الربوة بالقرب من القصر الجمهوري في دمشق. ودانت رئاسة الجمهورية السورية “بأشد العبارات”، الجمعة، القصف الذي تعرّض له القصر، واعتبرت أنه “يشكل تصعيداً خطيراً ضد مؤسّسات الدولة وسيادتها”، ومؤكدةً أن “هذا الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات المتهوّرة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري”.

وقوبل القصف الإسرائيلي الذي استهدف منطقة قرب القصر الرئاسي بإدانات عربية وأممية، وسط مطالبات بوضع حدّ للانتهاكات الإسرائيلية وعدوانها السافر على سيادة سورية واحترام وحدتها وسلامة أراضيها واستقلالها. ومن جهته، دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الجمعة، “انتهاك إسرائيل لسيادة سورية، بما في ذلك الغارة الجوية الأخيرة قرب القصر الرئاسي في دمشق”، مشددًا على ضرورة “أن تتوقف هذه الهجمات، وأن تحترم إسرائيل سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها واستقلالها”.

————————-

 الأعنف منذ بداية العام.. إسرائيل تشن 18 غارة بجميع أنحاء سوريا

“سانا”: مقتل شخص وإصابة 4 آخرين في الغارات الإسرائيلية على دمشق وريفها

العربية.نت

03 مايو ,2025

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية 18 غارة، استهدفت مراكز عسكرية في جميع أنحاء سوريا، ليل الجمعة السبت، هي الأعنف منذ بداية العام.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات جوية استهدفت بنى تحتية عسكرية في سوريا.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه هاجم “موقعا عسكريا ومضادات للطائرات وبنى تحتية لصواريخ أرض-جو في سوريا، بطائرات مقاتلة”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل”. وأضاف الجيش الإسرائيلي في منشور على “إكس” أنه سيواصل عملياته للدفاع عمن وصفهم بالمدنيين الإسرائيليين.

وأفادت وكالة “سانا” بمقتل شخص وإصابة 4 آخرين في الغارات الإسرائيلية على دمشق وريفها.

وأفادت مصادر لـ”العربية” و”الحدث” أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارات على الفوج 41 قرب مشفى حرستا شمال شرق العاصمة السورية دمشق، كما شنت غارات على أطراف حي برزة شمال العاصمة دمشق.

كما استهدفت غارة مقرا في الفرقة الأولى التابعة للنظام السابق، وشنت طائرات حربية غارات على أطراف مدينة حماة وسط سوريا، وغارات على مواقع عسكرية في منطقة جبل الشعرة في محافظة اللاذقية.

ونفذ الطيران الإسرائيلي أربع ضربات على مواقع في حرستا بريف دمشق. كما أفاد مراسل “العربية” بوقوع غارة إسرائيلية قرب جبل قاسيون في دمشق.

هذا واستهدفت الغارات الإسرائيلية، الكتيبة الصاروخية شمالي درعا. وأكدت مصادر “العربية” أيضاً استهداف الطيران الإسرائيلي للفوج 175 الواقع بالقرب من أزرع، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية كتيبة الدفاع الجوي شمال مدينة أزرع بريف درعا الشرقي.

وذكرت المصادر أن سربا من الطيران الإسرائيلي دخل أجواء سوريا فوق دمشق ودرعا وحمص وحماة.

وأفاد مصدر خاص لـ”العربية” و”الحدث” بهبوط مروحية إسرائيلية في السويداء ومن ثم إلى الجولان.

وكانت طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنت غارة على أهداف أرضية قرب مدينة السويداء جنوبي سوريا، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل، نقلا عن وكالة “تاس” الروسية.

وأفادت مصادر محلية بأن الضربة استهدفت وحدات من قوات الأمن الخاضعة لسيطرة السلطات السورية الجديدة، والتي كانت متمركزة في منطقة كناكر، ويشاركون في عملية لإعادة النظام إلى محافظة السويداء الجنوبية ذات الأغلبية الدرزية، بعد الاشتباكات التي شهدتها المحافظة.

وفي وقت سابق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل تجهز أهدافا إضافية لضربها في سوريا، مشيرة إلى أن إسرائيل حددت أهدافا عسكرية وأخرى تابعة لـ”النظام السوري” لضربها.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الأهداف الجديدة التي تم تحديدها في سوريا تحظى بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وفي تعليق على الأحداث في سوريا، قال نتنياهو إن الغارة الإسرائيلية قرب القصر الرئاسي في دمشق الليلة الماضية هي بمثابة رسالة واضحة للنظام السوري، وفق قوله.

كما شدد نتنياهو على أن تل أبيب لن تسمح بتعرض الطائفة الدرزية في سوريا للأذى، وأنها ستعمل بحزم ضد أي محاولة للمساس بهم.

قصف إسرائيلي قرب القصر الرئاسي.. وسوريا ترد

العربية ميديا قصف إسرائيلي قرب القصر الرئاسي.. وسوريا ترد

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، انتهاكات إسرائيل للسيادة السورية، بما في ذلك الضربة التي نفذتها قرب القصر الرئاسي في دمشق.

وقال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك إن الأمين العام يدين انتهاكات إسرائيل لسيادة سوريا، بما في ذلك الغارات الجوية قرب القصر الرئاسي في دمشق، مشيرا إلى أنه من الضروري أن تتوقف هذه الهجمات، وأن تحترم إسرائيل سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها واستقلالها.

وأضاف أن الأمين العام يدعو جميع الأطراف المعنية إلى وقف الأعمال العدائية، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي تصعيد إضافي.

—————————-

تل أبيب تقول إن جيشها “منتشر في جنوب سوريا” دعماً للدروز وتؤكد إجلاء سوريين للعلاج في إسرائيل

03 أيار 2025

القدس: قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه “منتشر في جنوب سوريا”، مؤكداً أنه على استعداد لمنع دخول “قوات معادية” إلى المناطق الدرزية، من دون أن يوضح عديد القوات المنتشرة، وإن كان قد قام بانتشار جديد.

وأورد، في بيان مقتضب، أنه “يواصل متابعة التطورات، مع الحفاظ على الجاهزية للدفاع، ولمختلف السيناريوهات”.

وتابع: “خلال الليل، تم إجلاء خمسة مواطنين سوريين من الطائفة الدرزية لتلقي العلاج الطبي في إسرائيل. تم نقل المصابين إلى مركز زيف الطبي في صفد، بعد إصابتهم داخل الأراضي السورية”.

وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 20 غارة استهدفت مراكز عسكرية في جميع أنحاء سوريا، ليل الجمعة السبت، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد أن كانت إسرائيل قد أعلنت، في وقت سابق، عن تنفيذ ضربة قرب القصر الرئاسي في دمشق.

جاءت هذه الغارات عقب اشتباكات بين مسلحين دروز وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطات السورية في ريف دمشق وفي جنوب البلاد، أوقعت أكثر من مئة قتيل خلال يومين، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جهته، حضّ مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا غير بيدرسن، السبت، إسرائيل على “الوقف الفوري” لهجماتها على سوريا، مندداً “بانتهاكاتها” المتواصلة لسيادة البلاد.

وقال بيدرسن، في منشور على منصة إكس: “أدين بشدة انتهاكات إسرائيل المتواصلة والمتصاعدة ضد سيادة سوريا، بما في ذلك الغارات الجوية المتعددة على دمشق ومدن أخرى”، مضيفاً: “أدعو إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات، وإلى أن تمتنع إسرائيل عن تعريض المدنيين السوريين للخطر”.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدّد، في بيان صدر أول آذار/مارس، بالتدخل عسكرياً في سوريا ضد قوات دمشق: “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز”.

ومنذ سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد، في كانون الأول/ديسمبر، نفذت إسرائيل، التي تنظر إلى السلطات الجديدة في دمشق بريبة، مئات الهجمات على مواقع عسكرية في سوريا، مبررة ذلك بسعيها لمنع وصول الأسلحة إلى السلطات الجديدة التي تصفها بـ “الجهادية”.

ونشرت إسرائيل قوات إلى المنطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية.

(ا ف ب)

القدس العربي

—————————–

سوريا.. انتشار قوات الأمن العام في بلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق

03 أيار 2025

دمشق: شهدت بلدة أشرفية صحنايا في محافظة ريف دمشق جنوب غرب سوريا، السبت، انتشارا لقوات الأمن العام.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عبر منصة “إكس”، بـ”انتشار قوات الأمن العام في بلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق لضبط الأمن وتعزيز الاستقرار في المنطقة”.

وقالت إن “الحياة تعود إلى طبيعتها في مدينة جرمانا بريف دمشق، وحركة الأسواق تشهد تحسنا ملحوظا”.

ويأتي ذلك في سياق سعي الحكومة السورية لفرض السيطرة الأمنية وإظهار قدرتها على ضبط الأمن في كافة المناطق، وسط تحذيرات متصاعدة من محاولات إسرائيل استغلال طائفة الدروز للتدخل في سوريا.

والخميس، أكد زعماء الطائفة الدرزية ومرجعياتها ووجهاؤها، أنهم “جزء من سوريا الموحدة”، مشددين على “رفضهم التقسيم أو الانفصال”، وفق بيان باسم “مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، ومرجعيات ووجهاء وعموم أبناء الطائفة”.

وصدر البيان عقب إعلان الحكومة السورية توصلها إلى اتفاق مع أهالي مدينة جرمانا بريف دمشق، يقضي بتعزيز الأمن وتسليم السلاح للدولة، وفق بيان نشرته محافظة ريف دمشق على قناتها الرسمية بمنصة تلغرام.

والثلاثاء والأربعاء الماضيين، شهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا اللتين يتركز بهما سكان من الطائفة الدرزية في محافظة ريف دمشق، توترات أمنية على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن “إساءة” للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وتمكنت قوات الأمن من استعادة الهدوء في المنطقتين بالتنسيق مع وجهائهما، بعد سقوط ضحايا مدنيين وعناصر أمن بهجمات شنتها مجموعات مسلحة “خارجة عن القانون” تسعى “للفوضى وإحداث فتنة”.

ويتركز الدروز في محافظة السويداء جنوب البلاد، إضافة إلى محافظة القنيطرة المجاورة، وجبل حرمون، وبعض مناطق ضواحي دمشق الجنوبية مثل جرمانا وصحنايا، وفي عدد من قرى في محافظة إدلب.

——————————

الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير

2/5/2025

قالت الرئاسة السورية إن القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير، وطالبت المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة اعتداءات إسرائيل العدوانية.

وأضافت في بيان “هذا الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد وتفاقم الأزمات الأمنية ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري”.

وطالبت دمشق المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه “الاعتداءات العدوانية”.

وأعلنت إسرائيل فجر اليوم الجمعة أنها شنّت غارة على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق، مجددة تحذيرها السلطة الانتقالية من تهديد الأقلية الدرزية، رغم عودة الهدوء بعد اشتباكات دامية تسببت بأكثر من 100 قتيل خلال يومين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصّة إكس إن “طائرات حربية أغارت.. على المنطقة المجاورة لقصر أحمد الشرع في دمشق”.

وجاء القصف الإسرائيلي بعد ساعات من تأكيد المراجع الدينية والفصائل العسكرية الدرزية الخميس أنها “جزء لا يتجزأ” من سوريا التي ترفض “الانسلاخ” عنها، داعية السلطات إلى “تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة”.

وعقب الغارة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس “هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح بنشر قوات (سورية) جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأي شكل من الأشكال”.

وحذر كاتس أمس الخميس من أن إسرائيل “سترد بقدر كبير من القوة” إذا “استؤنفت الهجمات على الدروز” الذين يتوزعون بين لبنان وسوريا وإسرائيل والجولان المحتل.

وبدأت الاشتباكات ليل الاثنين في جرمانا ثم انتقلت في اليوم التالي إلى صحنايا، وهما مدينتان تقطنهما غالبية درزية ومسيحية قرب دمشق. وامتد التوتر بشكل محدود الى محافظة السويداء جنوبا.

وأوقعت الاشتباكات خلال يومين أكثر من 100 قتيل، بينهم مسلحون دروز من جهة، وعناصر أمن ومقاتلون مرتبطون بالسلطة من جهة أخرى، إضافة إلى 11 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واتهمت السلطات “مجموعات خارجة عن القانون” بافتعال الاشتباكات عبر شن هجوم على قواتها، في حين قال المرصد السوري وسكان دروز إن مقاتلين وعناصر أمن تابعين للسلطة هاجموا المدينتين، على خلفية التسجيل الصوتي، واشتبكوا مع مسلحين دروز.

وبعد اتفاق تهدئة بين ممثلين عن الدروز ومسؤولين حكوميين، انتشرت قوات الأمن في صحنايا، وعززت من إجراءاتها الأمنية ليل الخميس في محيط جرمانا، حيث نص الاتفاق، وفق السلطات، “على تسليم السلاح الثقيل بشكل فوري وزيادة انتشار قوات إدارة الأمن العام في المدينة”.

وأفاد مسؤول المتابعة لأمن ريف دمشق محمّد حلاوة، خلال إشرافه على التعزيزات العسكرية، بتشكيل “طوق أمني حول المدينة للحفاظ عليها وعلى أهلها”، مؤكدا إصدار “توجيهات لعناصرنا وللإخوة الموجودين بعدم التعرض أو الإساءة لأي شخص كان”. وأكد أن جميع السكان سيكونون “تحت مظلة الدولة والقضاء”.

وفي السويداء جنوبا، معقل دروز سوريا، أكدت المرجعيات الدينية والفصائل العسكرية إثر اجتماع موسع أنها “جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد”، مضيفة “نرفض التقسيم أو الانسلاخ أو الانفصال”. وأرسلت السلطات، وفق المرصد، تعزيزات عسكرية للانتشار في محيط المحافظة.

وقال ليث البلعوس القيادي بحركة رجال الكرامة للجزيرة “أولويتنا بسط الأمن في محافظة السويداء لمنع حدوث انتهاكات”.

وبدوره أكد محافظ السويداء أن الاتفاق الذي صدر عن اجتماع مشايخ العقل ووجهاء المحافظة هدفه تحقيق الأمن وطمأنة الأهالي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

—————————————-

ما الموقع الذي استهدفته إسرائيل قرب القصر الرئاسي في دمشق؟/ محمد كركص

02 مايو 2025

الغارة استهدفت نقطة عسكرية سابقة على طريق القصر الجمهوري

مصادر أمنية سورية: الغارة تبدو تحذيرية وهدفت لإيصال رسائل مباشرة

مصادر سورية مطلعة: القصف الإسرائيلي لم يسفر عن إصابات

أفادت مصادر أمنية خاصة لـ”العربي الجديد”، بأن الغارة التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة على دمشق استهدفت نقطة عسكرية سابقة على طريق القصر الجمهوري في منطقة جبل الربوة، جنوب غربي العاصمة. وأكدت المصادر أن النقطة المستهدفة كانت تتبع سابقاً لقوات “الفرقة الرابعة” التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق بشار الأسد، وذلك قبل سقوط النظام.

وأشارت المصادر إلى أن الغارة لم تسفر عن أي إصابات، موضحة أنها كانت كما تبدو “تحذيرية”، وهدفت إلى إيصال رسائل مباشرة. وبحسب المصادر ذاتها، فإن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لم تغادر أجواء دمشق والمنطقة الجنوبية منذ أكثر من 72 ساعة، حيث لا تزال تحلق بكثافة في سماء دمشق.

وكان عنصر من وزارة الدفاع السورية قد قُتل، يوم الأربعاء الماضي، وأصيب عدد من زملائه جراء عدة غارات جوية إسرائيلية استهدفت تجمعات ومواقع عسكرية داخل وفي محيط منطقة أشرفية صحنايا في دمشق. وجاءت هذه الغارات تزامناً مع دخول قوات أمنية وعسكرية تابعة للحكومة السورية الجديدة إلى المنطقة، بعد اشتباكات عنيفة استمرت قرابة 24 ساعة مع مجموعات مسلحة وُصفت بأنها “خارجة عن القانون” من أبناء الطائفة الدرزية. وأسفرت المواجهات عن سيطرة القوات الحكومية على كامل المنطقة بعد وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قال في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة إن “إسرائيل هاجمت هدفاً يقع قرب القصر الرئاسي في  دمشق”، مجدداً زعمه التعهد بحماية أبناء الطائفة الدرزية في سورية. وجاء في بيان مشترك لنتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، نشرته وسائل إعلام إسرائيلية: “نفذنا هجوماً الليلة الماضية قرب القصر الرئاسي في دمشق.. هذه رسالة واضحة، لن نسمح للقوات (السورية) بالانتشار في جنوب دمشق، ولن نسمح بتشكيل أي خطر على الطائفة الدرزية”. عقب ذلك، نشر جيش الاحتلال بياناً مقتضباً أفاد فيه بشن غارات قرب القصر الرئاسي في دمشق، وقال “أغارت طائرات حربية قبل قليل على المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع في دمشق”.

وكان موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في دولة الاحتلال، قد دعا الحكومة الإسرائيلية إلى التدخّل في ما يحدث في سورية، وقال: “في هذه اللحظة، تتجه أنظار وقلوب الدروز نحو الاعتداءات على البلدات الدرزية في محيط دمشق. أدعو إسرائيل والمجتمع الدولي والشعب اليهودي إلى التحرك الآن، فوراً، لمنع المذبحة الجماعية”، على حد وصفه، مضيفاً أن “دولة إسرائيل يجب ألا تقف مكتوفة الأيدي وتشاهد ما يحدث الآن في سورية”.

——————————

بعد هجوم إسرائيلي على القصر الرئاسي في دمشق.. كاتس يوجّه رسالة للشرع

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الضربة الجوية التي استهدفت القصر الرئاسي في العاصمة السورية فجر الجمعة، تحمل رسالة تحذير مباشرة إلى الرئيس السوري، على خلفية ما وصفه بـ “الاعتداءات على الدروز” في جنوب البلاد.

وفي تصريحات نقلها موقع “واينت” العبري، أوضح كاتس أن “الهجوم الذي نفذته طائرات سلاح الجو الليلة على القصر الرئاسي في دمشق، جاء بأمر مشترك مني ومن رئيس الوزراء، وهو بمثابة رسالة تحذير واضحة للنظام السوري”.

وأضاف: “عندما يستيقظ الجولاني في الصباح ويرى نتائج الغارة، يدرك جيدًا أن إسرائيل مصممة على منع المساس بالدروز في سوريا”.

وأشار كاتس إلى أن حماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا تأتي من منطلق “الوفاء لإخواننا الدروز في إسرائيل، واعترافًا بولائهم للدولة ومساهمتهم الكبيرة في أمنها”، بحسب تعبيره.

وفي إشارة واضحة إلى الرئيس السوري الجديد، أحمد حسين الشرع، استخدم كاتس لقبه السابق “الجولاني”، حين كان يتزعم “هيئة تحرير الشام” قبل أن يعتلي السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر 2024.

وأكد الجيش الإسرائيلي بدوره تنفيذ غارة جوية على المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي في دمشق، وقال المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي في بيان: “أغارت طائرات حربية قبل قليل على المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع في دمشق”.

وصدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيان مشترك مع وزير الدفاع جاء فيه: “إسرائيل وجهت الليلة ضربة قرب القصر الرئاسي في دمشق، رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح لأي قوات بالاقتراب من جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية”.

ويأتي القصف الإسرائيلي بعد أيام من اشتباكات عنيفة في مناطق جرمانا وصحنايا بريف دمشق، وبلدات درزية في محافظة السويداء، قالت إسرائيل إنها استهدفت فيها مواقع مرتبطة باعتداءات ضد المدنيين الدروز.

———————————

رؤساء المعارضة في إسرائيل يدعونها للتدخل عسكريا لحماية “دروز سوريا

بعد إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس عن القصف قرب القصر الرئاسي في دمشق، دعا رؤساء المعارضة إسرائيل للتدخل من أجل حماية الدروز في سوريا.

وقال رئيس المعارضة يائير لبيد في تغريدة على حسابه بتطبيق “إكس” إن إسرائيل لا تستطيع أن تهمل الدروز في سوريا وتتركهم لمصيرهم، معتبرا أن على النظام السوري أن يعلم أن الدروز حلفاؤنا ولن نقف جانبا وهو يهاجَمون.

وتبعه النائب بيني غانتس، رئيس الحزب الدولاني المعارض، في تغريدة قال فيها إنه تحدث صباح اليوم الجمعة مع المرشد الروحي للدروز في إسرائيل موفق طريف، زاعما أن هناك التزاما قيميا ومصلحة أمنية في مساعدة الدروز في سوريا.

وتابع غانتس: “من المهم الفهم أنه قبل كل شيء يجري الحديث عن تحالف قيمي مع مَن يقاتل معنا ويعيش معنا ولهم أقرباء وإخوة يتعرضون للخطر. علاوة على ذلك، لدينا مصلحة أمنية من الطراز الأول في حماية المناطق الخاضعة لسيطرة الدروز في سوريا، ولن نسمح للمجموعات المتطرفة بتقوية سيطرتها وتأثيرها في الدولة”.

وفي أعقاب مظاهرات تخللها إغلاق شوارع من قبل دروز في الجليل والكرمل في اليومين الأخيرين، واحتجاج مقابل بيت رئيس حكومة الاحتلال في قيساريا، أعلن الأخير نتنياهو وكاتس عن تنفيذ ضربة جوية قريبا من القصر الجمهوري في دمشق خلال الليلة الفائتة.

وأوضح بيان نتنياهو وكاتس أن “الضربة الجوية رسالة واضحة للنظام السوري ولن نسمح بتقدم قوات نحو جنوب دمشق، ولن نتيح كل تهديد للطائفة الدرزية”.

وبعد بيان نتنياهو وكاتس، نشرت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، بيانا قالت فيه إنها تستنكر عمليات العنف ولغة التهديد ضد الطائفة الدرزية في سوريا. وقال البيان الأمريكي إنه على السلطات المؤقتة في سوريا وقف القتال ومحاسبة منفّذي العنف ضد المدنيين وحماية أمن كل السوريين.

وتابعت الخارجية الأمريكية: “انقسامات على خلفية طائفية ستغرق سوريا والمنطقة بالمزيد من الفوضى. رأينا أن السوريين قادرون على تسوية مشاكل فيما بينهم بطرق سلمية ومفاوضات. ندعو لحكومة مستقبلية في سوريا تكون تمثيلية وتحمي وتدمج كل الفئات بمن فيهم أقليات عرقية ودينية”.

جمعية الجنود الدروز

وكانت جمعية “الجنود المسرحين والجنود في الاحتياط الدروز”، قد بعثت أمس بمذكّرة لنتنياهو وكاتس، طالبت فيها بتدخل فوري من قبل الجيش الإسرائيلي لوقف المذبحة ضد الدروز في سوريا، وفق زعمهم.

وجاء في المذكرة: “هناك مئات من المقاتلين الدروز مستعدون فورا للتطوع والقتال إلى جانب إخواننا بغية إنقاذهم حتى بثمن تحمل مسؤولية ذاتية عن المخاطر المنوطة بذلك على سلامتهم وحياتهم.

قبل ذلك، كان قد صدر بيان عن المرشد الروحي الأعلى للدروز في إسرائيل، موفق طريف، قال فيه إن “عيون أبناء الطائفة الدرزية تتجه نحو القرى الدرزية في محيط دمشق. أنا أدعو دولة إسرائيل والمجتمع الدولي والشعب اليهودي للعمل بشكل فوري لمنع حدوث مجزرة هناك. ممنوع أن تقف إسرائيل متفرجة على ما يجري في هذا الوقت في سوريا”.

بعد ذلك انطلقت عمليات احتجاج وإغلاق مفارق حيوية وإضرام إطارات في إسرائيل، وردد المحتجون الدروز شعارات تضامنية مع دروز سوريا، من بينها: “بالروح بالدم نفديك يا صحنايا”.

بعيدا عن لغة القوة

واعتبر مستشار الأمن القومي الأسبق في إسرائيل، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، أن هناك صعوبة موضوعية أمام تدخل عسكري إسرائيلي للدفاع عن الدروز في جرمانا وأشرفية صحنايا قريبا من دمشق، بسبب البعد الجغرافي، وعدم إمكانية التمييز بين المجموعات المتقاتلة.

وفي حديث للإذاعة العبرية الرسمية، قال آيلاند: “من الصعب على إسرائيل الوصول والتدخل في منطقة دمشق بعكس منطقة جبل العرب حيث الدروز منظمون وأكثر قوة”. وتساءل: “هل تستطيع إسرائيل حقا المساعدة؟ السؤال الأهم هنا هو هل فعلا يملك الجولاني السيطرة على هذه المجموعات المسلحة؟ ربما أن هناك حالة فوضى حيث ما زالت قوى جبهة النصرة وبقايا القاعدة تنشط. لا أنفي أن هناك إمكانية للتدخل البرّي بحال لم يبادر أو ينجح جولاني في وقف هذه العمليات ضد الدروز. الواضح لي أن إسرائيل لا تستغل ضعف سوريا واستعدادها للتفاوض، ونحن نستخدم القوة فقط بدلا من القيام بفحص خيار دبلوماسي يعتمد لغة ناعمة بعيدا عن القوة”.

أديب الشيشكلي وموشيه شاريت

يشار إلى أن هذه التوترات التي تجمع سوريا وإسرائيل والدروز في الجانبين ليست جديدة. فقد  شهدتها فترة حكم الرئيس السوري الراحل أديب الشيشكلي الذي اعتلى سدة الحكم عام 1950، فعمد إلى اعتقال ضابط سوري ينتمي للدروز، شكيب وهاب، وغيره. وفي 1953 دعا الشعب السوري لاستفتاء لانتخابه رئيسا للجمهورية، ثم أعلن الأحكام العرفية، واعتقل قادة الأحزاب المعارضة وعددا من قادة الدروز في سوريا.

على خلفية ذلك، قدّم النائب الراحل في الكنيست جبر داهش معدي، من بلدة يركا في الجليل (القائمة الديموقراطية لـ”عرب إسرائيل” وهي قائمة دارت في فلك حزب “مباي” الإسرائيلي) اقتراحا لجدول أعمال الكنيست في الأول من شباط/ فبراير 1954، خطابا نشرته وسائل إعلام بشكل بارز احتج فيه على إجراءات الشيشكلي، وطالب بتقصّي حقيقة الأحداث التي نخشى أن تلقي بظلالها وتكون لها أبعاد بعيدة المدى على أبناء الطائفة الدرزية في سوريا”.

فيما طالب وفد من مشايخ دروز الجليل والكرمل رئيسَ الحكومة الإسرائيلية، آنذاك، موشيه شاريت وحّثوه كي تتدخل إسرائيل في أحداث سوريا للحد من “أعمال الطاغية الشيشكلي وإسقاطه”. وقد طلب معدي تجنيد قوى درزية لحماية جبل العرب.

هذا ما يؤكده المؤرخ منصور معدي من بلدة يركا الدرزية في كتابه الصادر عام 2014: “رجل الكرامات الشيخ جبر داهش معدي”. وتبعه وقتذاك رئيس حكومة إسرائيل، موشيه شاريت، وعبّر في خطابه عن قلقه “إزاء التعدي السافر” على أبناء الطائفة الدرزية في سوريا التي أشاد بدورها التاريخي، وقال إنه من اللائق أن يكون أكثر حذرا من الشيخ معدي في التعبير عن قلقه، مقترحا إحالة الموضوع للبحث في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست وكلي أمل أن يدعم الشيخ جبر هذا الاقتراح”، وفق ما جاء في كتاب يومياته بالعبرية.

وفي أعقاب خطاب الشيخ النائب جبر معدي المذكور، بذلت حكومة إسرائيل أقصى جهودها لإشعال الأمور وتأجيجها ومحاولة زعزعة نظام حكم الشيشكلي من خلال الإذاعة والصحافة الإسرائيلية، كما يؤكد منصور معدي. وبصرف النظر عن تأثير الدور الإسرائيلي فعليا، فقد سقط حكم الشيشكلي في 1954.

أيها السوريون انتبهوا

وفي هذا المضمار، قال الدكتور ثائر أبو صالح من بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل في صفحته: “أيها السوريون على اختلاف مشاربكم، لا أحد يريد لكم الخير من الدول الإقليمية والقوى الدولية، ويستغلون ضعاف النفوس من أبناء جلدتنا لبث الذباب الإلكتروني لإيقاظ الفتنة من أجل خلق صراع طائفي كي تعطي الذريعة للقوى الإقليمية والدولية لتتدخل وتقوم بتقسيم سوريا. على العقلاء وأصحاب القرار من كل الطوائف التصدي لهكذا محاولات عبر وحدة الصف ونبذ الطائفية، ونحن بأمسّ الحاجة اليوم لتشكيل مجلس روحي من القيادات الدينية من كل الطوائف ليتعامل مع هذه الخروقات ويمنع تطورها إلى ما لا يحمد عقباها”.

وخلص أبو صالح للقول: “لا تفرطوا بدماء ملايين الشهداء التي سفكت من أجل بناء سوريا الجديدة، سوريا لكل السوريين، وتحولوها إلى خرابة، فإن دماءهم ستلاحقنا وتلعننا إلى يوم الدي

———————————

بعد أحداث ريف دمشق.. تصاعد التحريض الإسرائيلي على سوريا

بعد توتر أمني في ريف دمشق على مدى اليومين الماضيين، تصاعدت الخميس، وعلى نحو ملحوظ حملات تحريض إسرائيلية سياسية وعسكرية ضد الإدارة السورية الجديدة، في انتهاك صريح ومستمر لسيادة البلد العربي.

وتصاعدت حملات التحريض الإسرائيلية على الإدارة السورية الجديدة بعد توترات أمنية شهدتها منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق الثلاثاء والأربعاء، وتدخلت فيها تل أبيب بغارات أودت بحياة مدنيين سوريين بينهم دروز.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، في بيان مشترك، الغارات بأنها “عملية تحذيرية” بزعم منع “أي مساس بالطائفة الدرزية” في سوريا.

وعبر منصة إكس، ادّعى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن “الأقليات في سوريا، وعلى رأسها الطائفة الدرزية، تتعرض لاضطهاد من قبل النظام (الإدارة الجديدة) ومليشياته”، وفق تعبيره.

وأضاف: “أدعو المجتمع الدولي إلى عدم غضّ الطرف عن الأحداث الصعبة التي تشهدها سوريا في الأشهر الأخيرة، والقيام بدوره في حماية الدروز من بطش النظام وعصاباته”، على حد قوله.

وفي تحرك مماثل، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان صدر عن مكتبه بمهاجمة سوريا مجددا.

وتابع كاتس: “أكرر تحذيري لرئيس النظام السوري، إذا لم تتوقف الاعتداءات على الدروز في البلاد، فسنردّ بقسوة بالغة”، على حد تعبيره.

وفي انتهاك جديد لسيادة سوريا، قال كاتس: “عقب الاعتداءات التي وقعت أمس (الأربعاء) على الدروز في سوريا، وجّه رئيس الحكومة وأنا الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عدد من الضربات التحذيرية ضد عناصر متطرفة، كما تم نقل رسالة واضحة للنظام السوري تؤكد أنه مسؤول عن منع هذه الاعتداءات”.

وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي: “نحن ملتزمون بحماية الطائفة الدرزية”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحرّض فيها ساعر وكاتس ومسؤولون إسرائيليون آخرون على الإدارة الجديدة بسوريا، بزعم أنها “تقمع” الأقليات.

وفي الاتجاه نفسه، دعا عضو الكنيست عن حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، حكومته إلى “التحرك الفوري” لوقف ما أسماه “القتل” في سوريا، زاعما بالقول: “هذا واجبنا الأخلاقي والتاريخي تجاه الطائفة الدرزية”.

وأضاف ليبرمان في منشور عبر منصة إكس: “لا يمكن لإسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث ضد الدروز في سوريا”.

وفي دعوة صريحة لانتهاك سيادة البلد العربي، قالت هيئة البث العبرية الرسمية إن مئات العسكريين الدروز في الجيش الإسرائيلي أطلقوا نداءً إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع لدخول سوريا بزعم “حماية” عائلاتهم.

وفي وقت سابق الخميس، حذّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، من دعوات التدخل الخارجي في بلاده، مؤكدا أن الحوار بين مكوّنات الشعب هو “السبيل لتحقيق الاستقرار”.

وشهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق، يومي الثلاثاء والأربعاء، توترات أمنية إثر مقتل 16 شخصا بينهم مدنيون وعناصر أمن بهجمات نفذتها “مجموعات خارجة عن القانون”، على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن “إساءة” للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ووفق مصادر رسمية، تمكّنت قوات الأمن من استعادة الهدوء في المنطقتين اللتين يتركز فيهما سكان من الطائفة الدرزية بالتنسيق مع وجهائهما، بعد سقوط ضحايا مدنيين وعناصر أمن بهجمات شنتها مجموعات مسلحة “خارجة عن القانون” تسعى “للفوضى وإحداث فتنة”.

وأعلنت مديرية الأمن العام في ريف دمشق، مساء الأربعاء، انتهاء العملية الأمنية في صحنايا والتوصل إلى “اتفاق مبدئي” لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، وتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة التوترات الأمنية في المنطقتين.

فيما أعلنت الحكومة السورية، مساء الخميس، توصلها إلى اتفاق مع أهالي مدينة جرمانا بريف دمشق، يقضي بتعزيز الأمن وتسليم السلاح للدولة، وفق بيان نشرته محافظة ريف دمشق على قناتها الرسمية بمنصة تليغرام.

وضمن مزاعم دفاعها عن حقوق الدروز في سوريا، شنّت إسرائيل الأربعاء، غارات جوية على محيط منطقة أشرفية صحنايا وأسقطت ضحايا من المواطنين الدروز، وفق وكالة الأنباء السورية “سانا”.

وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات متصاعدة من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لفرض تدخلها في سوريا، في وقت تؤكد فيه دمشق أن جميع مكونات الشعب متساوون في الحقوق.

ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.

ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشنّ تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.

(الأناضول)

——————————-

الأمن السوري ينتشر في جرمانا… وإحباط هجوم في السويداء/ محمد كركص

02 مايو 2025

كشف مدير أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن التوصل إلى اتفاق في مدينة جرمانا ينص على عدة بنود رئيسية، تهدف إلى ترسيخ الاستقرار وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية.

وبحسب الطحان، يتضمن الاتفاق تسليم السلاح الثقيل فوراً من الجهات والأطراف المحلية، إلى جانب زيادة انتشار قوات إدارة الأمن العام في المدينة. كما يشمل الاتفاق تسليم السلاح الفردي غير المرخص خلال فترة زمنية محددة، مع تأكيد حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة الرسمية فقط. ومن المقرر أيضاً انتشار وحدات من وزارة الدفاع على أطراف المدينة، لضمان تأمينها ومنع أي خروقات أمنية مستقبلية.

ويأتي هذا الاتفاق في إطار مساعي الحكومة الجديدة لتعزيز سلطتها في مناطق التوتر الأمني، بالتوازي مع استمرار الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع مرتبطة بالبنية العسكرية السورية أو بحلفائها في المنطقة. وصرّح مصدر أمني لـ”العربي الجديد”، أن قوات تابعة لوزارة الداخلية انتشرت في مدينة جرمانا بهدف تعزيز الأمن، مؤكداً أن سكان المنطقة هم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، وأن الهدف هو حماية أمن كل السوريين في مختلف أنحاء البلاد.

وفي السياق نفسه، قال مصطفى الخالدي، أحد سكان جرمانا، لـ”العربي الجديد”، إن القوات الأمنية دخلت المدينة فجر اليوم الجمعة، وكانت معاملتها للأهالي جيدة دون تسجيل أي انتهاكات أو استعراض للقوة. وأكد الخالدي أن “السوريين هدفهم الأول والأخير هو وحدة الأراضي السورية، وتحقيق الأمن والاستقرار بعيداً عن النعرات الطائفية والمناطقية والمشاريع التقسيمية”، مضيفاً: “نحن نعيش مع إخوتنا الدروز منذ سنوات، وهم أهلنا، ونحن منهم وهم منا”.

إلى ذلك، أحبطت الفصائل المحلية في محافظة السويداء، ليل الخميس – الجمعة، هجوماً استهدف محور قرى الدور ولبين وجرين الواقعة غربي المحافظة، جنوبي سورية، وذلك بعد أن تعرضت هذه القرى لقصف بقذائف صاروخية أعقبه هجوم مباشر من مجموعات مسلحة.

ووفق ما أفادت به مصادر ميدانية، تمكنت الفصائل من صدّ الهجوم، ومنع تقدّم المهاجمين باتجاه المناطق السكنية، وسط استنفار أمني وشعبي في المنطقة. وبحسب المصادر، فإن الجهات الرسمية في الإدارة السورية، أكدت لدى التواصل معها، أن المجموعات المهاجمة لا تتبع لأي من تشكيلات وزارة الدفاع أو أجهزة الأمن، ووصفتها بأنها “خارجة عن القانون”.

—————————

سورية: اتفاق لحفظ الأمن في السويداء وجرمانا بعد اشتباكات دامية/ ضياء الصحناوي و عبد الله البشير

02 مايو 2025

اتفاق على دخول قوات الأمن العام للمحافظة للسيطرة على جميع النقاط

محاولة لتعزيز خطاب الوحدة وسط تحديات أمنية واقتصادية

الحلبي: الخطاب الموحد الذي حمله البيان قد يسهم بتجاوز الانقسامات

أعلن وجهاء ومرجعيات دينية بارزة في محافظة السويداء في بيان، مساء الخميس، تمسكهم بـ”سورية الموحدة” ورفضهم المطلق أي محاولات لتقسيم الوطن أو إشعال الفتن الطائفية. وجاء البيان محملاً بإشارات تاريخية، في محاولة لتعزيز خطاب الوحدة وسط تحديات أمنية واقتصادية تعصف بالمنطقة. وعقب اجتماع موسع في مقام عين الزمان بمدينة السويداء، اتفق الشيوخ والوجهاء على تسليم السلاح بشكل كامل.

وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية، فقد اتفق المجتمعون على “دخول قوات الأمن العام إلى المحافظة للسيطرة على جميع النقاط التابعة لأجهزة الأمن داخل المدينة، وتشكيل جيش رديف يتبع لوزارة الدفاع مؤلف من أبناء المحافظة فقط، ويضم ضباطاً محليين لم تتلوث أيديهم بالدماء، بقيادة سليمان عبد الباقي ويحيى الحجار”. كما أقر المجتمعون بتشكيل “مكتب تنفيذي جديد لإدارة شؤون المحافظة، على أن يكون مصطفى بكور حلقة وصل بين السويداء ودمشق”.

وضم الاجتماع كلاً من شيوخ العقل الثلاثة، الهجري، وجربوع، والحناوي، وحسن الأطرش، وعاطف هنيدي، ويحيى عامر، ووسيم عز الدين، إلى جانب قادة الفصائل المعروفة في السويداء، يحيى الحجار، وليث البلعوس، وسليمان عبد الباقي، وشكيب عزام، وغيرهم من قادة الفصائل.

ووصف الموقعون على البيان الهوية السورية بأنها “شرف لا يُتنازل عنه”، معتبرين أن دماء الشهداء الذين سقوا الأرض تضحيات تفرض على الأحياء التمسك بـ”العروة الوثقى”. كما حذروا من مخاطر “النعرات الجاهلية” و”الأحقاد الشخصية” التي قد تعيد إنتاج الصراعات، في إشارة غير مباشرة إلى التوترات الداخلية التي تشهدها بعض المناطق السورية.

وفي خطوة لافتة، طالب البيان الحكومة في دمشق بـ”تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في المحافظة من أبنائها”، مع إلزام الدولة بـ”تأمين طريق السويداء – دمشق”، الذي يشكل شرياناً حيوياً لحركة البضائع والمواطنين. ويأتي هذا الطلب في سياق تصاعد المطالبات المحلية بتحسين الخدمات الأمنية، وتعيين كوادر من أبناء المحافظة في المناصب الحساسة، وهو ما يراه مراقبون محاولة لتعزيز الثقة بين المجتمع والدولة.

وشهدت محافظة السويداء السورية اشتباكات مسلحة عنيفة، خلّفت عشرات القتلى والجرحى والمفقودين. واندلعت الاشتباكات الأولى ظهر يوم الأربعاء في منطقة براق على طريق دمشق–السويداء، عندما تعرضت مجموعة من أهالي السويداء لكمين مسلح أثناء توجههم إلى بلدة صحنايا بريف دمشق، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير منهم، وفق شهود عيان لمراسل “العربي الجديد”، فيما انسحب الناجون إلى مدينة السويداء حاملين جرحى وقتلى، بينما سيطرت المجموعات المهاجمة التي تنتمي إلى عشائر بدوية ومجموعات متشددة على جثث بعض الضحايا، وفق مصادر محلية. 

ويلامس البيان إشكالية تاريخية في العلاقة بين السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، والسلطة المركزية، حيث تجمع المحافظة بين حرصها على هويتها وخصوصيتها، وإصرارها على الانتماء الوطني. وقال الناشط المدني علاء مخيبر من السويداء لـ”العربي الجديد”: “نريد أن نعيش بسلام، لكننا نرفض أن يُنظر إلينا كغرباء في وطننا. تشغيل أبنائنا في الأمن قد يخفف من شكوك الماضي”.

ويرى كريم الحلبي، المحلل السياسي المتخصص في الشأن السوري، في حديثه لـ”العربي الجديد” أن البيان “ليس مجرد رسالة ولاء لدمشق، بل محاولة ذكية لتحقيق توازن بين المطالب المحلية والانتماء الوطني”، مضيفاً أن “الخطاب الديني الموحد الذي حمله البيان قد يسهم في تجاوز الانقسامات المجتمعية، خاصة مع تنامي الحديث عن مشاريع لا مركزية في سورية ما بعد الحرب”.

يُذكر أن محافظة السويداء شهدت خلال الأشهر الماضية احتجاجات متفرقة بسبب تردي الخدمات وارتفاع الأسعار، إلى جانب حوادث أمنية عززت مخاوف الأهالي من انهيار الاستقرار. وفي هذا السياق، يُقرأ البيان بوصفه جسراً بين المطالب الشعبية والخطاب الرسمي، محاولاً ترجمة هموم اليوم إلى لغة وطنية جامعة، قد تشكل نموذجاً لإدارة الاختلاف في سورية المستقبل.

في المقابل، أوضح الحقوقي عاصم الزعبي، عضو تجمع أحرار حوران، في حديثه لـ”العربي الجديد” أن أرتالاً عدة تحركت من مناطق مختلفة لتأمين الحدود الإدارية بين درعا والسويداء، ابتداءً من منطقة المسمية ومحيطها في اللجاة وصولاً إلى الجنوب بالقرب من الثعلة، وبالفعل بدأت الأرتال التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية بالانتشار في هذه المناطق.

وأوضح الزعبي أن الانتشار يأتي في وقت تجري فيه مفاوضات في السويداء تجمع محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور، ومشيخة العقل، ومن المؤكد حضور سماحة الشيخ حمود حناوي، والشيخ يوسف جربوع، والقادة ليث البلعوس، وسليمان عبد الباقي، والحجار، وذلك قبيل صدور البيان. وقال: “هذا الانتشار هو تمهيد لدخول قوات الأمن والجيش إلى أنحاء المحافظة كافة وتأمينها بشكل كامل، والبدء بعملية نزع السلاح وحصره بيد الدولة فقط”، مردفاً: “الدخول للأمن سيجري بالتوافق الكامل بين المجتمعين، وهناك مؤشرات أنهم سيقومون بطلب دخول قوات الأمن”.

بدوره، أوضح مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، لوكالة “سانا”، أن اتفاقاً جرى بين مندوبين عن الحكومة السورية ووجهاء مدينة جرمانا، نص على تسليم السلاح الثقيل بشكل فوري، بالإضافة إلى زيادة انتشار قوى الأمن العام في المدينة، بهدف ترسيخ الاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها، مع تسليم السلاح الفردي غير المرخص ضمن فترة زمنية محددة، وحصر السلاح بيد الدولة، بالإضافة إلى انتشار قوات من وزارة الدفاع على أطراف المدينة.

——————————-

واشنطن تدين أعمال العنف في سوريا وتطالب بمحاسبة المسؤولين

الجمعة 2025/05/02

أعربت الولايات المتحدة عن إدانتها لأعمال العنف التي وقعت بحق أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، معتبرة إياها “مستهجنة وغير مقبولة”، مطالبة بمحاسبة المرتكبين.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن “أعمال العنف والخطاب التحريضي ضد أفراد المجتمع الدرزي في سوريا مستهجنة وغير مقبولة”، مطالبة السلطات السورية “بوقف القتال الدائر، ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف وملحقي الأذى بالمدنيين، وضمان أمن السوريين كافة”.

واعتبر البيان أن “الطائفية لن تحقق شيئاً سوى إغراق سوريا والمنطقة في بحر الفوضى، ومزيد من أعمال العنف”، مؤكداً أنه “شهدنا على قدرة السوريين على حل خلافاتهم بشكل سلمي ومن خلال المفاوضات”.

وشددت الخارجية الأميركية على الدعوة إلى “حكومة مستقبلية تمثيلية، تحمي وتدمج جميع الأطياف السورية، بما في ذلك الأقليات الإثنية والدينية”.

إبادة غير مبررة

وكان الشيخ حكمت الهجري، الذي يعدّ أبرز القادة الروحيين لدروز سوريا، وصف في بيان ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا قرب دمشق في اليومين الأخيرين بأنه “هجمة إبادة غير مبررة ضد آمنين في بيوتهم”.

وشهدت سوريا منذ ليل الاثنين-الثلاثاء أوقعت أكثر من مائة قتيل يتوزعون بين مسلحين دروز من جهة، وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطة من جهة أخرى، ومدنيين.

والخميس، أكدت الولايات المتحدة أن مسؤولين أميركيين التقوا في نيويورك قبل يومين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن واشنطن طالبت السلطات السورية الانتقالية باتخاذ إجراءات لوقف العنف الطائفي.

رفع العقوبات

وفي سياق متصل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن الولايات المتحدة “تراقب الوضع في سوريا عن كثب، وتدعو السلطات المؤقتة إلى محاسبة مرتكبي العنف والإضرار بالمدنيين على أفعالهم، وضمان أمن جميع السوريين، فرداً فرداً”.

ورداً على سؤال حول تلكؤ إدارة الرئيس دونالد ترامب في اللقاء مع الحكومة السورية، قالت بروس إن “الأمر لا يتعلق بالحذر، بل يتعلق بما هو مناسب”، مشيرة إلى أن مسؤولين من وزارة الخارجية اجتمعوا مع ممثلين عن الحكومة السورية في نيويورك، لكنها رفضت الكشف عن تفاصيل هذه الاجتماعات، معتبرة أن ذلك “من شأنه أن يفسد جوهرها”.

وأضافت بروس أن الولايات المتحدة “تدعو السلطات المؤقتة في سوريا إلى اختيار سياسات تعزز استقرار المواطنين السوريين، وتضمن السلام مع جيران سوريا، وتُنمي اقتصادها، وتفضي إلى تعاون صادق مع المجتمع الدولي”.

وأكدت أن “أي تطبيع مستقبلي للعلاقات، أو رفع للعقوبات، سيعتمد على إجراءات السلطات المؤقتة، وردود فعلها الإيجابية في تدابير بناء الثقة المحددة التي أبلغناها”.

————————-

مئات الجنود الدروز يدعون الجيش الإسرائيلي لدخول سوريا

الجمعة 2025/05/02

دعا مئات الجنود الدروز في الجيش الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس إلى التدخل في سوريا، وذلك بعد دعوة وزير الخارجية جدعون ساعر لتدخل دولي بزعم “حماية الأقليات”.

حماية الدروز

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن مئات الجنود الدروز دعوا نتنياهو كاتس لدخول سوريا، بزعم حماية عائلاتهم هناك.

تأتي الدعوة على خلفية المواجهات العنيفة في جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، بين مجموعات مسلحة من الدروز والجيش السوري، أسفرت عن مقتل العشرات من الجانبين.

وفي وقت سابق الخميس، دعا ساعر إلى تدخل دولي في سوريا بذريعة “حماية الأقليات”، حيث زعم بأن “الأقليات في سوريا وعلى رأسها الطائفة الدرزية تتعرض لاضطهاد من قبل النظام (الإدارة الجديدة) وميليشياته”، وفق تعبيره.

وأضاف ساعر في تغريدة على منصة “إكس”: “أدعو المجتمع الدولي إلى عدم غضّ الطرف عن الأحداث الصعبة التي تشهدها سوريا في الأشهر الأخيرة، والقيام بدوره في حماية الدروز من بطش النظام وعصاباته”.

تهديدات جديدة

وسبق دعوة ساعر، تهديدات جديدة أطلقها كاتس ضد الإدارة السورية الجديدة والرئيس السوري أحمد الشرع، لإيقاف الـ”هجمات ضد الدروز”.

وقال كاتس في بيان: “أحذر مرة أخرى رئيس النظام السوري، الجولاني (الرئيس السوري أحمد الشرع)؛ إذا لم تتوقف الهجمات على الدروز في سوريا، فسنردّ بقوّة شديدة”.

وأضاف أنه “في أعقاب الهجمات التي وقعت أمس على الدروز في سوريا، أصدر رئيس الحكومة وأنا، تعليماتنا للقوات الإسرائيلية، بتنفيذ عدة ضربات تحذيريّة، ضد العناصر المتطرّفة، كما تم نقل رسالة واضحة إلى النظام السوري، بأنه مسؤول عن منع الهجمات”.

والأربعاء، أعلن نتنياهو وكاتس في بيان مشترك، عن مهاجمة موقع في ريف دمشق بزعم حماية الدروز، وذلك بالتزامن مع المواجهات التي كانت مندلعة حينها، بين المسلحين الدروز والجيش السوري.

—————————

كاتس يحذر الشرع بعد قصف محيط القصر الرئاسي بدمشق

2/5/2025

وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الجمعة رسالة تحذير إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، بأعقاب قصف إسرائيلي استهدف في وقت سابق من صباح اليوم محيط القصر الرئاسي في دمشق.

وقال كاتس في منشور عبر منصة إكس “عندما يستيقظ الجولاني (الاسم السابق للرئيس أحمد الشرع) صباحا ويرى نتائج هجوم سلاح الجو الإسرائيلي سيدرك تماما أن إسرائيل عازمة على منع إلحاق الأذى بالدروز في سوريا”، وفق تعبيره.

وأضاف أن الهجوم الجوي الذي شنه سلاح الجو في محيط القصر الرئاسي في دمشق، والذي أشرف عليه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “يُعدّ رسالة تحذير واضحة للنظام السوري”.

وتابع أن من واجب الشرع “حماية الدروز في ضواحي دمشق وتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم بأنفسهم”، مشيرا إلى أن من واجب “إسرائيل حماية الدروز في سوريا من الأذى، من أجل الدروز في إسرائيل”، بحسب المنشور.

وهذه هي المرة الثانية التي تشن فيها إسرائيل ضربة على سوريا في غضون يومين، بعد مزاعم الدفاع عن الدروز في سوريا.

وتأتي هذه الضربات في ظل التوترات الأخيرة واشتباكات في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق حيث يتمركز سكان دروز مع قوات الأمن العام أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين وانتهت باتفاق يقضي بدخول قوات الأمن إلى المدينتين الواقعتين بريف العاصمة.

وبعد التوتر الأمني بريف دمشق، تصاعدت الخميس حملات تحريض إسرائيلية سياسية وعسكرية ضد الإدارة السورية الجديدة.

وهذه التطورات تأتي وسط تحذيرات متصاعدة من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لفرض تدخلها في سوريا، في وقت تؤكد فيه دمشق أن جميع مكونات الشعب متساوون في الحقوق.

المصدر : الجزيرة + الأناضول

————————

 السويداء تصدر موقفاً موحداً: نتمسك بسوريتنا ونرفض الطروحات التقسيمية

2025.05.02

أصدر وجهاء ومرجعيات محافظة السويداء جنوبي سوريا بياناً أكدوا فيه تمسكهم بالثوابت الوطنية والهوية السورية الجامعة، وشددوا على أهمية تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في المحافظة، على أن يكون ذلك من أبناء السويداء أنفسهم.

وطالب البيان بتأمين طريق السويداء–دمشق، معتبراً ذلك من مسؤوليات الدولة، إلى جانب ضرورة بسط الأمن والأمان على كامل الأراضي السورية، بما يضمن سلامة المواطنين واستقرارهم.

وشدد الموقعون على البيان على رفضهم القاطع لأي شكل من أشكال التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ عن الوطن، مؤكدين أن السويداء كانت وستبقى جزءاً لا يتجزأ من سوريا الموحدة، وأن الانتماء للوطن هو شرف وكرامة.

وأعرب الوجهاء عن حرصهم على وطن يحتضن جميع السوريين من دون استثناء، وطن خالٍ من الفتن والنعرات الطائفية والأحقاد الشخصية والثأر، محذرين من نتائجها الكارثية على النسيج الاجتماعي.

واختتم البيان بالتشديد على أهمية التمسك بالوحدة الوطنية والعمل بروح الجماعة، مستشهدين بقول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}.

اتفاق في جرمانا

وتوصلت الحكومة السورية ووجهاء مدينة جرمانا بريف دمشق إلى صيغة مشتركة لإنهاء التوتر الذي حصل مؤخراً وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وذلك من خلال خريطة طريق تضمنت أربعة بنود أساسية.

وجاء ذلك خلال اجتماع ضم كلاً من محمد علي عامر، مسؤول الغوطة الشرقية ممثلاً عن محافظ ريف دمشق عامر الشيخ، وأحمد طعمة، مسؤول الشؤون السياسية في المحافظة، إضافة إلى عدد من المشايخ وممثلي المجتمع المحلي في جرمانا.

 ———————

هل يستطيع الإنجيليون واليهود السوريون تغيير موقف ترامب من أحمد الشرع؟

إبراهيم درويش

نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريراً حول موقف الإدارة الأمريكية من الحكومة السورية بزعامة أحمد الشرع، قائلة إن سياستها تجاه سوريا لم تتشكّل بعد، أو أنها في طور التشكل.

وأشارت إلى زيارة عضوين في مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري للعاصمة دمشق، قائلة إن مشهد السناتورين وهما يتمشيان في المدينة القديمة، كان يشير إلى زائرين غير متوقعين لسوريا. فقد ارتدى كوري ميلز، نظارة من ماركة راي بانز، وسترة أنيقة، وهو من قدامى المحاربين في العراق، وحائز على أوسمة، ومن كبار المتحمّسين لماغا، أو “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” من فلوريدا.

أما العضو الثاني فقد كان مارلين ستوتزمان من ولاية إنديانا، الذي أشاد بالرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب الشهر الماضي. ولم يتوقع أحد أن يبرز هؤلاء كمدافعين عن الحوار مع دولة يديرها رجلٌ كان في السابق عضواً بارزاً في تنظيم “القاعدة”.

لكن عضوي مجلس الشيوخ تركا سوريا مقتنعين بأن على الولايات المتحدة التعامل مع أحمد الشرع، وكانا “متفائلين بحذر” في ما يتعلق بقدرة أمريكا للتعامل معه، بحسب ما قال ميلز. وقال أيضاً إن الزعيم السوري الجديد ألمح له أنه في ظل الظروف المناسبة قد تنضم سوريا يوماً ما إلى اتفاقيات أبراهام، التي أسست علاقات تطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية في عام 2020.

ويقول المشاركون وراء الكواليس إن الزيارة كانت ناجحة بشكل كبير. ومقارنة مع حماس عضوي مجلس الشيوخ، كانت الحكومة الأمريكية بطيئة بالرد على التغييرات في سوريا. فقد بدأ الأوروبيون برفع العقوبات عن سوريا، وإعادة فتح السفارات بالعاصمة دمشق. ولم تقدم أمريكا سوى تخفيف محدود في العقوبات، مع أن استمرار الحصار يشلّ الحياة في دمشق، ويجبر رجالاً يرتدون البدلات للبحث في صناديق النفايات، ويترك دمشق في العتمة، باستثناء ساعات قليلة من التيار الكهربائي في اليوم.

كما أن الأمريكيين يثيرون مخاوف المانحين المحتملين، بمن فيهم أبناء سوريا في الخارج ودول الخليج لتحويل الأموال من أجل البدء في إعادة إعمار البلاد وإرسال المساعدات الإنسانية، ويضاف إلى هذا أن الولايات المتحدة لم تفتح سفارتها بعد في دمشق ولم ترسل دبلوماسيين إلى هناك.

 وترى المجلة أن الصقور في داخل البيت الأبيض والحزب الجمهوري، بمن فيهم سبستيان غوركا، مستشار ترامب لشؤون مكافحة الإرهاب، وتولسي غابارد، مديرة الأمن الوطني، ليسوا مقتنعين بتحوّلات الشرع، ولهذا فهم يصرون على التعامل مع سوريا، كموضوع مكافحة إرهاب.

وقال رجل أعمال مسيحي سوري- أمريكي: “لا يرون إلا الشرع الذي كان في العراق”.

لكن آخرين أبدوا رغبة في التعامل مع النظام الجديد، وبخاصة الإنجيليين المسيحيين واليهود السوريين في أمريكا، حيث يرون سوريا ساحة معركة لحقوق الأقليات في الشرق الأوسط.

وقبل فترة قريبة، التقى جوني مور، القس الإنجيلي المقرب من ترامب، والحاخام أبراهام كوبر، من مركز سايمون وينزنتال لحقوق الإنسان اليهودية، مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في نيويورك. وقال مور: “كان الأمر مقنعاً أكثر مما توقعت”. مضيفاً إنه “يجب على سوريا أن تنمو بسرعة، لأن الأمن الاقتصادي مرتبط بالأمن القومي وبالتالي بالسلام الإقليمي”.

ويخطط مور لقيادة وفد من الإنجيليين والحاخامات إلى دمشق قريباً.

ويعتقد الإنجيليون أن الزعماء الدينيين قد ينجحون حيث فشل آخرون في إقناع الرئيس ترامب بتخفيف العقوبات والتحدث إلى الحكومة الجديدة. ولكن إسرائيل، التي تحظى بدعم موثوق من جانب الإنجيليين في أمريكا، قد لا تقتنع بهذا. وحثت على اتخاذ موقف صارم تجاه الشرع.

ويقول ديفيد ليستش، مؤرخ الشرق الأوسط في جامعة ترينيتي في تكساس، والذي حث الحكومة السورية الجديدة على العمل مع الزعماء الدينيين في أمريكا: “في ما يتعلق بسوريا، يتمتع [الإنجيليون] بنفوذ كبير”.

وفي نيسان/أبريل الماضي، رشح ترامب مارك ووكر، عضو الكونغرس الجمهوري والقس الإنجيلي أيضاً، سفيراً للحرية الدينية، وهو ما قد يؤثر على السياسة الأمريكية. ففي مؤتمر المانحين، الذي عقد بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل في آذار/مارس، قدمت أمريكا ثمانية مطالب لحكومة الشرع، بما في ذلك المساعدة في العثور على الأمريكيين المفقودين في سوريا (وخاصة أوستن تايس، الصحافي المسجون)، ومنع المقاتلين الأجانب من الانضمام إلى الحكومة الجديدة، وتصنيف “الحرس الثوري الإيراني” منظمة إرهابية.

ومع أن المدافعين الأمريكيين عن النظام الجديد أصيبوا بخيبة الأمل في كانون الأول/ديسمبر، عندما تم تعيين عدد من المقاتلين الأجانب في وزارة الدفاع، إلا أنهم يعترفون في السر بأن دمشق حققت تقدماً في قضايا أخرى.

وربما قادت زيارة كل من ميلز وستوتزمان إلى دمشق إلى مزيد من الوفود الأمريكية غير الرسمية.

ولو استطاع الشرع إقناع أتباع ماغا الجمهوريين والإنجيليين بحسن نواياه، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالمسيحيين، فربما أصبح بجانب أمريكا، لكن سياسة ترامب لا تزال في طور التشكّل.

—————————

السوداني: حضور الشرع قمة بغداد مهم وحريصون على أمن واستقرار سورية/ صفاء الكبيسي

02 مايو 2025

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أنّ حضور الرئيس السوري أحمد الشرع إلى قمة الدول العربية في بغداد، المقرّر انعقادها في الـ 17 من مايو/أيار الجاري، “مهمٌ”، معتبراً أن أمن واستقرار سورية هو جزء من الأمن القومي العراقي. وقال السوداني في تصريحات نقلتها محطات تلفزيون عراقية محلية، أمس الخميس، إن “دعوتنا للرئيس السوري جاءت ضمن البروتوكول المعروف في نظام الجامعة العربية، والرئيس الشرع هو مَن يمثل الدولة السورية بغضّ النظر عن العملية السياسية هناك وطبيعة التغيير”.

وتابع “وجوده مهم لكي يوضح أمام الدول العربية منظوره لمستقبل سورية الجديدة، التي تمثل لنا ولكل العرب قضية محورية في ملف الأمن والاستقرار”، مؤكداً “نحن نحرص على استقرار سورية ومستقبلها وإعادة الإعمار فيها”، وأضاف “أمن واستقرار سورية جزء من الأمن القومي العراقي”، معرباً عن أمله بأن تكون في سورية “عملية سياسية شاملة قائمة على ضمان حقوق جميع المواطنين، واحترام حقوق الإنسان ونبذ التطرف والإرهاب، وأن تكون هناك مواقف واضحة تجاه طريقة بناء مؤسسات الدولة”.

واعتبر أن “هذا من شأنه أن يبني الاستقرار ويمكن الإدارة الجديدة من مواجهة التحديات، فالكل يعرف أن داعش ينشط على الأراضي السورية بوضوح خاصة بعد التغيير، ونحرص على دعم سورية لتعزيز الأمن فيها وفي المنطقة”، وبشأن المحادثات الأميركية الإيرانية، قال السوداني “نمتلك علاقات جيدة مع إيران والولايات المتحدة، فإيران دولة جارة، وتربطنا بأميركا علاقات صداقة استراتيجية، ولذا نحرص أن تسود بينهما لغة الحوار لمواجهة نقاط الاختلاف للطرفَين”، مؤكداً “نحن ندعم ونشجع المفاوضات الحالية، ونجاحها سينعكس على المنطقة ككل، والعراق أيضاً، لأننا واجهنا الكثير من التحديات بسبب التوتر بين واشنطن وطهران”.

وضمن استعدادات بغداد لاحتضان القمة العربية، استقبل وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري أمس وفداً من الجامعة العربية، للاطلاع على الاستعدادات الجارية لتأمين مؤتمر القمة، وبحث الشمري مع الوفد آخر المستجدات فيما يخصّ عمل اللجنة الأمنية العليا لتأمين هذا الحدث المهم، مبيناً أن “هناك خطة متكاملة وضعت وغطت كل ما يتعلق بشأن أمن القمة العربية”.

وكان التأييد السياسي بين زعامات تحالف “الإطار التنسيقي” الحاكم بالعراق، قد اتسع أخيراً لدعوة أحمد الشرع إلى حضور قمة بغداد المرتقبة، في تغيّر واضح بمواقفها إذ كانت متشنجة وترفض أي توجه نحو تطور العلاقة المشتركة، إلّا أن بعضاً من قوى التحالف، ما زالت ترفض حضوره وتعده خطراً، منها ائتلاف “دولة القانون” الذي يتزعمه نوري المالكي، والفصائل المسلحة الحليفة لإيران.

وكان عدد من النواب معظمهم من “دولة القانون” أعلنوا في وقت سابق، عن جمع توقيعات وتقديم طلب لرئاسة البرلمان لإصدار قرار برلماني يمنع حضور أحمد الشرع إلى بغداد، إلّا أن الحراك يبدو ضعيفاً ولا تأثير له. وزار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بغداد، في منتصف مارس/ آذار الماضي، إذ أكّد أن الحكومة السورية تريد “تعزيز التبادل التجاري” مع العراق.

————————————–

قطر تدين الغارة الإسرائيلية على دمشق

أدانت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق.

وبحسب البيان الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية (قنا) اليوم، الجمعة 2 من أيار، اعتبرت الخارجية أن الغارة “اعتداء سافر” على سيادة الجمهورية العربية السورية، وانتهاك خطير للقانون الدولي.

كما حذرت قطر من أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا ولبنان، واستمرار حربها على غزة، من شأنها تفجير دائرة العنف والفوضى في المنطقة.

ودعت قطر المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للامتثال للقرارات الدولية، كما جددت الوزارة دعم دولة قطر الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتطلعات شعبها للأمن والاستقرار.

المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، علياء أحمد بن سيف آل ثاني، نددت خلال اجتماع المناقشة المفتوحة الفصلي لمجلس الأمن حـول الحالة في الشرق الأوسط بما فيها قضية فلسطين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، الغارات الإسرائيلية السابقة التي استهدفت خمس مناطق في سوريا.

وعدت الغارات الإسرائيلية اعتداء على سيادة ووحدة سوريا، وانتهاكًا للقانون الدولي، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لإلزام إسرائيل بالامتثال للقوانين والأعراف الدولية ووقف الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية.

وشنت مقاتلات إسرائيلية غارة على نقطة قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق في وقت مبكر من صباح اليوم، الجمعة 2 من أيار.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الجيش هاجم هدفًا قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية، مجددًا تعهده بحماية أبناء الأقلية الدرزية، وفق بيان نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

ونقلت الصحيفة قولهما، “لن نسمح بإرسال قوات جنوب دمشق أو أي تهديد للطائفة الدرزية”.

وهذه هي المرة الثانية التي تشن فيها إسرائيل ضربة على سوريا في غضون يومين، بعدما تعهدت بالدفاع عن الأقلية الدرزية.

إلى ذلك قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن “هجوم سلاح الجو هذه الليلة على القصر الرئاسي في دمشق هو رسالة تحذير واضحة للنظام السوري”.

———————-

وزارة الصحة السورية تسحب منشوراً عن معالجة سوريين دروز إثر انتقادات

عدنان علي

01 مايو 2025

سحبت وزارة الصحة السورية، اليوم الخميس، منشوراً لها على منصة إكس بشأن معالجة سوريين دروز، بعدما أثار ردات فعل مستنكرة من جانب ناشطين سوريين على وسائل التواصل الاجتماعي. وجاء في منشور الوزارة أمس الأربعاء: “أسعفت المشافي التابعة لوزارة الصحة السورية اليوم عدداً من المصابين من أبناء الطائفة الدرزية، بعد تعرضهم لإصابات قرب خطوط التماس. وأكدت الوزارة أن طواقمها قدّمت العناية الطبية اللازمة للمصابين دون تمييز في إطار واجبها الإنساني تجاه جميع السوريين”.

غير أن الوزارة سارعت إلى حذف المنشور بعد موجة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي. وذكرت الوزارة في منشور آخر، أن وزير الصحة مصعب نزال العلي زار مشفى المواساة الجامعي ومستشفى دمشق (المجتهد)، للاطمئنان على الجرحى الذين أصيبوا في أحداث منطقتي جرمانا وصحنايا.

 وفي معرض انتقاده منشور الوزارة بشأن قيام طواقمها بمعالجة جرحى من الطائفة الدرزية، قال المعارض السوري جورج صبرا في حسابه على “فيسبوك” إن مهمة الوزارة “خدمة جميع المواطنين السوريين بالإسعاف والشأن الصحي دون فضل أو منة”. وأضاف أن “الدروز من مواطني هذه الجمهورية، التي يتولون قيادة وتدابير الشأن الصحي فيها. بيانكم مؤسف، لأنه لزوم ما لا يلزم”.

من جهته، قال المحامي المعتصم الكيلاني في منشور له أيضاً إن من المؤسف أن نرى خطاباً صادراً عن صفحة وزارة الصحة السورية الرسمية، يتضمن إشارات واضحة إلى الطائفة الدينية للمصابين (دروز) الذين جرى إسعافهم، وكأن الانتماء الطائفي أصبح معياراً لتحديد أهمية أو أولوية العلاج.

وأضاف الكيلاني أن الصحة “حق لكل مواطن دون أي تمييز ديني أو طائفي أو عرقي، وذكر دروز بهذه الصيغة، يوحي بوجود تمييز أو تعامل استثنائي بناءً على الانتماء، وهذا يُخالف تماماً المبادئ الإنسانية والدستورية التي تؤكد على المساواة”.

وحث الكيلاني الوزارات والمؤسسات الرسمية بالتحلي بالمسؤولية في خطابها الإعلامي، والابتعاد عن اللغة الطائفية أو التلميحات التي تُعمّق الانقسامات.

وكانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت، مساء الثلاثاء، بين مجموعات كانت تنتمي سابقاً إلى فصائل المعارضة السورية وأخرى محلية في مدينة أشرفية صحنايا بمحافظة ريف دمشق. وانتهت المواجهات بعد دخول قوات الأمن العام وقوات من وزارة الدفاع السورية إلى المنطقة. وسبق ذلك توترات مشابهة في مدينة جرمانا في ريف دمشق. ويقيم في المنطقتين، مكونات سورية مختلفة، من بينها المكون الدرزي.

————————————

بين تحذيرات مخلوف وتحرّكات إيران… المخاوف تتصاعد في الساحل السوري

تتزايد المخاوف في الساحل السوري من احتمال عودته إلى دائرة العنف، في ظلّ حدثين بارزين.

تمثّل الحدث الأول في اشتعال مناطق الأقلية الدرزية في محيط دمشق من دون أسباب واضحة، سوى تسريب تسجيل صوتي مجهول النسب تضمّن إساءة لمقام النبي محمد، ما أعطى انطباعاً بوجود استهداف ممنهج لمناطق الأقليات، بالرغم من النفي الرسمي لمثل هذه الممارسات التي غالباً ما تُسجّل ضد “مجموعات منفلتة” أو “خارجة عن القانون”.

أما الحدث الثاني، فهو انكشاف تفاصيل جديدة بخصوص البيان الصادر عن رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بشأن تشكيله قوة عسكرية لحماية الساحل، إذ أكّد نجله علي، عبر منشور على صفحة “فيسبوك” التي يستخدمها منذ عام 2020، أنّ البيان يعود بالفعل لأبيه.

وكانت “النهار” قد أكّدت، في تقرير سابق، صحّة بيان رامي مخلوف استناداً إلى مصدرين تواصلت معهما بعد صدوره، أحدهما في دولة عربية، والآخر في دولة أوروبية.

وتضمّن منشور علي مخلوف عبارات يمكن الاستنتاج منها وجود مخاطر تهدد الساحل نتيجة تدخل أكثر من جهة فيه.

وإذ أكد أن “منشور الوالد واضح وصريح، لا يدعو إلى الفوضى، بل يهدف لحماية المنطقة”، أشار إلى وجود أخبار مؤكدة عن “أشخاص في الساحل السوري يحاولون افتعال مشاكل أمنية تخدم مصالحهم الشخصية، وإفشال برنامجنا الذي يهدف إلى حماية أهلنا”، وفق تعبيره.

وفي ختام منشوره، حذّر علي من “الانجرار وراء هؤلاء الأشخاص الذين يهدفون إلى زعزعة أمن واستقرار الأهالي”.

وكان تقرير “النهار” السابق قد أشار إلى وجود انقسام بين تيّار محسوب على إيران، وآخر محسوب على روسيا، وأن البيان الصادر عن رامي مخلوف جاء لقطع الطريق على التيار الإيراني، بهدف تجنيب الساحل تبعات هذا التدخل.

ويبدو أن عائلة مخلوف باتت تمتلك معطيات دفعتها إلى التحذير من احتمال قيام التيار المحسوب على إيران بمحاولات لافتعال مشاكل أمنية في منطقة الساحل، لقطع الطريق أمامها، في مشهد يعكس حجم التنافس بين التيارين.

وكشف مصدر مقرّب من رئيس جهاز استخبارات سابق في نظام الأسد، لـ”النهار”، أن القوة العسكرية التي تحدّث عنها رامي مخلوف “مبالغ فيها”، مشيراً إلى أن هناك أسباباً دفعت إلى ذلك، أهمّها “التمويه على مسارات التفاوض الجارية بين أكثر من طرف لإيجاد حلّ لمشكلة الساحل”.

وأكد المصدر أن ما يُعمل عليه حالياً هو “تشكيل قوّة لا يتجاوز تعدادها 10 آلاف عنصر، ستكون مهمّتها، إذا وصلت المفاوضات إلى نتائج إيجابية، العمل كجهاز شرطة لحماية الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، بالتعاون مع الإدارة الموقتة بقيادة أحمد الشرع”.

ومما يعزّز حالة التنافس، أكد مصدر لبناني – كان مقرّباً في السابق من نظام الأسد – لـ”النهار” أن هناك جهوداً تبذلها جهات إيرانية للتواصل مع الإدارة الموقتة في دمشق، عبر شخصيات عربية (ديبلوماسية واستخبارية)، لإقناعها بقدرة إيران على القيام بدور محوري في ترتيب أوراق الساحل بما يخدم مصالح الطرفين، مع استعداد طهران لتحريك أوراق أخرى في حال فشل هذه المحاولات.

النهار العربي

——————————-

السويداء وريف دمشق.. تهدئة مشروطة واتفاق ينتظر الاختبار/ أحمد العكلة

2 مايو 2025

تشهد الساحة السورية في الآونة الأخيرة تصاعدًا في التوترات المحلية التي تعكس هشاشة العلاقة بين السلطة المركزية وبعض الفئات المجتمعية.

ويأتي الاتفاق الأخير بين الحكومة السورية ووجهاء الطائفة الدرزية في ريف دمشق والسويداء كمحاولة لاحتواء الأزمة المتفجرة، عبر خطوات تعكس توازنًا حذرًا بين فرض سلطة الدولة وضمان تمثيل محلي يطمئن أبناء الطائفة على خصوصيتهم ودورهم.

وبعد يومين من الاشتباكات في مدينة جرمانا وبلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا، في ريف دمشق، وأدت إلى سقوط عشرات الضحايا، توصلت الحكومة السورية ووجهاء الطائفة الدرزية إلى اتفاق يشمل ريف دمشق والسويداء.

وفي السياق، أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، إلى جانب المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وأبناء الطائفة في محافظة السويداء، بيانًا شددوا فيه على رفض أي شكل من أشكال التقسيم أو الانفصال عن الوطن السوري.

وجاء في البيان: “انطلاقًا من مبادئنا الوطنية والقومية، وهويتنا السورية الأصيلة، وقيمنا الإسلامية، نؤكد دون خوف أو تردد على تمسكنا بمواقفنا الوطنية الراسخة، التي توارثناها جيلًا بعد جيل، بأننا جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد. فالوطن شرفنا، وسوريتنا كرامتنا، وحب الوطن من الإيمان. نرفض أي محاولة للتقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ عن سوريا”.

كما طالب البيان بتفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية من أبناء المحافظة في السويداء، وتأمين طريق “السويداء – دمشق” باعتباره من مسؤوليات الدولة، وفرض الأمن والاستقرار على كامل الأراضي السورية.

وأكد الموقعون على البيان حرصهم على وطن “يجمع كافة السوريين، خالٍ من الفتن والنعرات الطائفية والأحقاد الشخصية، ورافض لكل أشكال الثأر والعصبية، التي ألغتها تعاليم الإسلام وسنة رسول الله محمد، عليه الصلاة والسلام”.

وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني سوري في محافظة درعا بأن قوات إدارة الأمن العام بدأت بالانتشار على الحدود الإدارية مع محافظة السويداء، بهدف ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

وتم التوصل، 1 أيار/ أبريل، إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في منطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، بحضور محافظي ريف دمشق والسويداء والقنيطرة، إلى جانب عدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية.

وأوضح مصدر خاص مقرّب من الحكومة السورية لـ “ألترا سوريا” أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع وجهاء الطائفة الدرزية في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، يشمل وقفًا لإطلاق النار ووقف أي أعمال عدائية من جميع الأطراف، سواء من الخارجين عن القانون أو من عناصر الأمن.

وأوضح أن الاتفاق تضمن أيضًا تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين لمتابعة أي خروقات محتملة، مع إحالة المخالفين إلى القضاء.

وشدد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، باعتبار أن السلاح المنفلت يهدد الاستقرار، مشيرًا إلى أنه بعد الإعلان عن اتفاق التهدئة وتشكيل اللجنة المشتركة، بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى منطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا.

وأكد المصدر أن السلطات قامت بإقامة حواجز أمنية حول محافظة السويداء بهدف منع أي تجاوزات أو اعتداءات تمسّ أمن المحافظة وسكانها، نافيًا بشكل قاطع الأنباء المتداولة حول وجود نية لدى الدولة لاقتحام المحافظة.

وختم حديثه بأن أجهزة الأمن والشرطة ستباشر مهامها بشكل كامل وفق القوانين المعمول بها، مشددًا على عدم السماح بوجود مظاهر التسلح العشوائي كما في السابق، مع فتح المجال أمام من يرغب بالانضمام إلى صفوف وزارة الدفاع أو الشرطة.

من جهة أخرى، أغارت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، 1 أيار/ مايو، على مناطق أشرفية صحنايا، وكذلك أغارت، فجر 2 أيار/ مايو، على المنطقة المجاورة للقصر الرئاسي في دمشق، وذلك ضمن مزاعم دعم أبناء الطائفة الدرزية.

وفي السياق، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تحذيرًا إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، مطالبًا بوقف ما وصفه بـ”الاعتداءات على الدروز في سوريا”، مهددًا بأن إسرائيل سترد بقوة في حال استمرارها.

فهد، وهو ناشط من السويداء، أكد بأن الاتفاق ليس شيكًا على بياض للحكومة السورية، وإنما جاء لحقن الدماء، ولن يتم دخول قوات من خارج السويداء إلى المدينة، بل سيتم فتح مركز لقوات الأمن العام وسينضم أبناء المدينة إليه ليتم إدارتها من قبل أبنائها ولقطع الطريق على أي تدخل خارجي، مؤكدًا على أن أبناء السويداء متمسكون بالثوابت الوطنية السورية.

وأضاف، في حديث لـ “ألترا سوريا”، بأن هناك إجماعًا بين جميع شيوخ العقل على حقن الدماء، وجاءت هذه التفاهمات بعد مفاوضات دامت ساعات طويلة بين الحكومة وشيوخ العقل، حيث سيتم تسليم السلاح للدولة وانضواء أبناء السويداء تحت مظلة الدولة لقطع الطريق أمام التدخل الأجنبي.

ودعا الحكومة السورية إلى فتح تحقيق شفاف بانتهاكات طالت أبناء الطائفة الدرزية من قبل عناصر محسوبين عليها، لافتًا إلى أن هذه التصرفات تزيد الاحتقان في الشارع السوري الذي يعاني أصلًا من تحريض طائفي ممنهج على مواقع التواصل الاجتماعي.

يمثل هذا الاتفاق خطوة ضرورية لاحتواء التصعيد العسكري والاجتماعي الذي كاد أن يفتح بابًا واسعًا أمام الفوضى والتدخلات الخارجية. إلا أن نجاحه لا يكمن فقط في بنود التهدئة، بل في التنفيذ العملي للوعود والضمانات، لا سيما في ما يتعلق باحترام خصوصية المجتمع المحلي في السويداء، وتمكينه من أداء دور فعّال في إدارة أمنه ضمن مؤسسات الدولة.

ويعتبر تسليم السلاح والانضواء تحت راية الدولة خطوة إيجابية، لكنها تحتاج إلى الثقة والعدالة المتبادلة، عبر محاسبة من ارتكبوا تجاوزات، واحتواء خطاب الكراهية والتحريض الطائفي المتصاعد.

ففي ظل المشهد السوري المترنح بين الإنهاك الداخلي والضغوط الإقليمية، تُعد هذه التفاهمات اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة على استعادة السيطرة دون قمع، واختبارًا، كذلك، لقدرة المجتمع على المطالبة بحقوقه دون الانزلاق نحو الفوضى أو الاصطفاف الخارجي.

—————————–

الخوذ البيضاء توثق استجابتها لأحداث صحنايا خلال اليومين الماضيين

2 مايو 2025

واصلت فرق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” استجابتها الإنسانية في مدينة صحنايا وبلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق، خلال يومي الأربعاء 30 نيسان/أبريل والخميس 1 أيار/مايو، بالتزامن مع الأحداث الأمنية التي شهدتها المنطقة.

وقالت الخوذ البيضاء، في تقرير لها، إن فرقها نفذت سلسلة من المهام الطارئة استجابة لنداءات المدنيين، في أعقاب التوترات الأمنية والاشتباكات المسلحة التي شهدتها المنطقة، شملت الإسعاف والإخلاء وإخماد الحرائق وانتشال الجثث. 

وبحسب التقرير، فقد استجابت فرق الإسعاف التابعة للمنظمة، يوم الأربعاء 30 نيسان/أبريل لثلاث حالات إصابة بأعيرة نارية، حيث تم نقل مصابين اثنين من محيط مدينة داريا، وثالث من منطقة صحنايا إلى مشفى المواساة في العاصمة دمشق، لتلقي العلاج.

وفي اليوم نفسه، انتشلت فرقها المختصة أربع جثث مجهولة الهوية، توزعت بين مدينة صحنايا وبلدة أشرفية صحنايا، بعد ورود بلاغات من السكان المحليين، حيث تم توثيق الجثامين وفق الإجراءات المعتمدة وتسليمها رسميًا إلى مشفى المواساة بدمشق.

كما أجلت فرق الطوارئ التابعة للمنظمة، يوم الأربعاء، عائلتين من مدينة صحنايا، بناءً على طلبهم، إلى وجهة اختارتها العائلتان، وكان من بين أفرادها مرضى بحاجة إلى رعاية خاصة.

وإضافة إلى ذلك، أخمدت فرق الإطفاء حريقًا نشب في مستودع أخشاب ببلدة أشرفية صحنايا، ناتج عن الاشتباكات في المنطقة. وتم تنفيذ عملية التبريد وتأمين الموقع بشكل كامل منعًا لتجدد الحريق.

أما في يوم الخميس 1 أيار/مايو، فقد ارتفعت حصيلة الجثامين المنتشلة إلى ثمانية جثامين مجهولة الهوية، وفقًا للتقرير، وانتشلت الفرق أربعة منها من غربي أشرفية صحنايا، وأربعة أخرى من أحيائها الداخلية، حيث نُقلت ستة منها إلى مشفى المواساة، واثنان إلى مشفى المجتهد في دمشق.

وقامت فرق الطوارئ أيضًا بإجلاء 18 عائلة من مدينة صحنايا، استجابة لطلبهم المباشر نتيجة تفاقم الأوضاع الأمنية. شملت العملية حالات مرضية وفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم نقلهم إلى أماكن آمنة اختاروها بأنفسهم.

واختتمت المنظمة تقريرها بالتأكيد على التزامها الإنساني الكامل في إنقاذ الأرواح مشددة على مساعدتها للجميع دون تحيز أو تمييز، ومجددة عهدها بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في جميع الظروف، مهما بلغت التحديات.

وتعرضت بلدة أشرفية صحنايا، ليلة 28 – 29 نيسان/أبريل، لهجوم دموي من قبل مجموعات متطرفة، أوقع إصابات بين أهالي البلدة، بالتزامن مع هجوم آخر على مدينة جرمانا.

———————–

وزارة العدل.. تعميم قضائي لحماية الملكيات العقارية ومكافحة التزوير في سوريا

2 مايو 2025

أصدرت وزارة العدل السورية تعميمًا جديدًا لمكافحة ظاهرة نقل ملكية العقارات عن طريق التزوير والاحتيال، وهي ظاهرة آخذة في التفاقم في السنوات الأخيرة، ما بات يُشكّل تهديدًا حقيقيًا لحقوق المالكين في مختلف المحافظات.

وأكدت الوزارة أن التعميم جاء استجابة لتصاعد هذه الظاهرة، وانتشارها على نطاق واسع، ما يستدعي تدخلًا قضائيًا وتنظيميًا عاجلًا لضمان حماية الملكية العقارية.

وطالبت الوزارة، في تعميمها الموجه إلى المحاكم المختصة، بضرورة إلزام أطراف الدعاوى المتعلقة بتثبيت البيوع أو نقل الملكية، بتقديم بيانات عقارية مصدقة رسميًا، تُثبت تسلسل انتقال الملكية وصولًا إلى المالك الحالي، مع التحقق من صحتها.

كما دعت المحاكم إلى إجراء كشف حسي وخبرة فنية على العقارات محل النزاع، يشمل التأكد من شاغلي العقار وصفة إشغالهم، واستجواب الجيران للاستدلال على المالكين الفعليين للعقارات المعنية.

وشددت الوزارة على أهمية إجراء المضاهاة الفنية بين التوقيع أو البصمة المنسوبة للمدعى عليه في العقد محل النزاع، وبين ما هو محفوظ في السجلات العقارية أو السجلات المدنية، خصوصًا في حال تخلف المدعى عليه عن الحضور.

وكلّفت الوزارة إدارة التفتيش القضائي والمحامين العامين في المحافظات بمتابعة تنفيذ التعميم بدقة، وضمان عدم تسجيل أي مخالفات.

وكانت حقوق الملكية العقارية في سوريا قد تعرضت لانتهاكات واسعة خلال سنوات الحرب، طالت ملايين السوريين ممن فقدوا وثائق ملكياتهم بسبب التهجير، أو القصف والحرائق، بالإضافة إلى قوانين النظام السابق التي استُخدمت للاستيلاء غير القانوني على الممتلكات.

ومع سقوط نظام الأسد وبدء عودة المهجرين، برزت الحاجة إلى إطار قانوني جديد يساعد السوريين على استعادة حقوقهم وإثبات ملكياتهم العقارية في ظل فقدان الوثائق الرسمية وتضرر السجلات.

——————————–

السلطات السورية تعتقل طلال ناجي الأمين العام لـ”الجبهة الشعبية- القيادة العامة

لندن- “القدس العربي”: اعتقلت السلطات السورية، اليوم، طلال ناجي، الأمين العام لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة”، حسب ما ذَكَرَ عضوٌ في اللجنة المركزي للمنظمة الفلسطينية الموالية للنظام السوري السابق.

وكتب عبد الهادي النشاش، عضو اللجنة المركزية للجبهة، على صفحته في فيسبوك: “السلطات السورية تعتقل الدكتور طلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة“.

يذكر أن “الجبهة الشعبية- القيادة العامة” من أبرز المنظمات الفلسطينية الموالية لنظام بشار الأسد، وقد شكّلت رأس حربة في حصار وضرب المخيمات الفلسطينية في سوريا، وخصوصاً مخيم اليرموك، أثناء الثورة السورية التي اندلعت في آذار مارس العام 2011.

وانتخب ناجي أميناً عاماً للجبهة إثر وفاة زعيمها أحمد جبريل في العام 2021.

——————————-

وزير سوري يكشف عن قرب توقيع اتفاقية لاستجرار الكهرباء من تركيا

إسطنبول: كشف وزير الطاقة السوري، محمد البشير، أن بلاده ستوقّع قريبًا اتفاقية لاستجرار الكهرباء من تركيا عبر خط بجهد 400 كيلو فولت، وأنهم يعملون أيضًا على خط غاز طبيعي بين كيليس التركية وحلب.

جاء ذلك في حديث على هامش مشاركته في قمة إسطنبول للموارد الطبيعية التي انطلقت الجمعة.

وأكد البشير على علاقات الجوار بين تركيا وسوريا، ولفت إلى دعم أنقرة المستمر للسوريين منذ بداية الثورة السورية.

وأشار البشير إلى أن تركيا قدمت مساعدات كبيرة لشمال سوريا، خاصة في مجال الكهرباء.

وأردف: “نحن على وشك توقيع اتفاقية لخط كهرباء بجهد 400 كيلو فولت يمتد من تركيا إلى سوريا. كما نعمل أيضًا على خط غاز طبيعي بين كيليس وحلب”.

وتابع: “نستطيع من خلال هذا الخط (نقل الغاز) توريد 6 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا لمحطات توليد الكهرباء في سوريا. سيساهم هذا أيضًا في تحسين وضع الطاقة في البلاد”.

وذكر البشير أن خطًا آخر للطاقة بين البلدين مطروح على جدول الأعمال أيضًا.

وأوضح: “قد يبدأ العمل عليه خلال الأيام المقبلة، وهو حاليًا في مرحلة الإعداد. سيربط هذا الخط بين الريحانية (بولاية هاتاي التركية) ومنطقة حارم (بريف إدلب). يوجد مركز تحويلات على الجانب التركي. وبعد إتمام عملية المناقصة، سيتم نقل حوالي 80 ميغاواط من الكهرباء إلى شمال سوريا عبر هذا المركز”.

وحول أهداف بلاده في مجال التعدين، قال البشير: “سيتم العمل على المعادن مثل الفوسفات والليثيوم”.

وأشار البشير إلى أن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، طرح أيضًا مسألة التنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية، وقال: “سيتم توقيع اتفاقية إطارية عامة للتعاون بين سوريا وتركيا في مجال الطاقة”.

ودعا البشير الشركات التركية إلى الاستثمار في بلاده، قائلًا إن الاستثمار متاح في جميع مجالات الطاقة في سوريا، بما في ذلك استكشاف النفط والغاز الطبيعي وتكريرهما ونقلهما، وإعادة تأهيل خطوط الكهرباء ومحطات توليد الطاقة، وإعادة بناء المصافي، وفي مجال التعدين أيضًا.

(الأناضول)

——————————————

سورية: العثور على جثة ضابط بارز في جيش النظام السابق/ محمد كركص

03 مايو 2025

عُثر على جثة ضابط في جيش النظام السوري السابق، المقدم خالد عناد الطلب الغزالي، صباح اليوم السبت، بالقرب من مفرق النجيح في ريف درعا الشمالي جنوبي سورية وفق ما أفادت به شبكة “درعا 24″، التي أوضحت أن الجثة كانت تحمل آثار إطلاق نار ونُقلَت إلى مشفى مدينة إزرع بريف درعا الشرقي.

وبحسب الشبكة، فإن الضابط كان يُعرف بكونه الذراع اليمنى للواء رستم غزالي (المسؤول الأمني البارز في النظام السابق)، ويُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين السوريين، من بينها القتل. وأشارت الشبكة إلى أن الغزالي كان يقيم في العاصمة دمشق، وتوارى عن الأنظار بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وينحدر من بلدة قرفا في الريف الأوسط لدرعا.

وفي تطورات أمنية أخرى، أفادت مصادر أمنية لـ”العربي الجديد” بأن إدارة الأمن العام نفذت عملية دهم في مدينة القرداحة بريف محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية، بعد ورود معلومات عن وجود “مجموعة خارجة عن القانون”. وأدت العملية إلي اعتقال شخصين وضبط كميات من الأسلحة والذخائر، التي قالت المصادر إنها استُخدمت في هجمات سابقة استهدفت نقاطاً تابعة للجيش والأمن.

وفي ريف دمشق، تعرضت دورية أمنية تابعة لإدارة الأمن العام – منطقة قدسيا، بعد منتصف ليل الجمعة/السبت، لهجوم بالرصاص وإلقاء قنبلة يدوية عليها في أثناء قيامها بدورية روتينية في منطقة مساكن الديماس. وأكدت مصادر أمنية لـ”العربي الجديد” عدم وقوع إصابات بين عناصر الدورية.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية، يوم أمس الجمعة، أن مديرية أمن ريف دمشق ضبطت كميات من الأسلحة والذخائر عقب طرد مجموعات وصفتها بـ”الخارجة عن القانون” من منطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا. وقالت الوزارة، في بيان، إن ذلك “يأتي في إطار الجهود الحكومية لتعزيز الأمن وترسيخ الاستقرار في المنطقة”.

وكانت السلطات السورية قد ألقت القبض على ضابط رفيع في قوات نظام الأسد المخلوع قالت إنه متهم بالتورط في جرائم حرب السبت الماضي. وذكرت مديرية أمن حمص وسط سورية، في بيان، أنها ألقت القبض على اللواء عساف عيسى النيساني الذي كان قد تقلّد عدة مناصب عسكرية ميدانية، وقالت إنّ النيساني عُرف بـ”تنفيذه المباشر لسياسات القمع والإجرام والتدمير”، وكان من المقرّبين من الواء سهيل الحسن، قائد القوات الخاصة في النظام السابق.

——————————

دير الزور.. الأمن العام يفصل عناصر لصلتهم بميليشيات إيرانية

فصل جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية السورية في محافظة دير الزور شرقي سوريا عناصر في صفوفه بسبب ارتباطات سابقة مع النظام السابق وميليشيات تتبع لإيران.

وقال مراسل عنب بلدي في دير الزور اليوم، السبت 3 من أيار، إن الأمن العام فصل 32 عنصرًا من صفوفه بعد ثبوت ارتباطهم بميليشيات تتبع لإيران، وميليشيا “الدفاع الوطني” الرديف لجيش النظام السوري السابق.

وأضاف المراسل، نقلًا عن قيادي في الأمن العام، تحفظ على ذكر اسمه، أن العناصر انتسبوا إلى الأمن العام بعد تزوير هوياتهم عقب سقوط النظام السوري السابق.

وسيتم التحقيق معهم، وتحويلهم للقضاء المختص لمتابعة أمرهم، وفق المصدر.

سيطرت “إدارة العمليات العسكرية” نواة وزارة الدفاع الحالية، على مركز مدينة دير الزور في 11 من كانون الأول 2024، بعد ثلاثة أيام من سقوط النظام.

وبقي بعض عناصر النظام السابق في مواقعهم بالرغم من سقوط النظام، بينما هرب آخرون إلى العراق.

وبعد سقوط النظام السوري، أجرت الإدارة الجديدة حملات تسوية لعناصر جيش النظام السابق، ومنحتهم بطاقات مؤقتة “لتسهيل حركتهم”، وتسليم أسلحتهم بغية منع أي خروقات أمنية.

بالمقابل، فتحت الباب للانضمام إلى جهاز الأمن العام، ووضعت شروطًا تتعلق بالعمر والبنية الجسمانية والخلفية الأخلاقية وسلامة السجل الجنائي من الجرائم.

وكانت دير الزور تحوي عناصر يتبعون لميليشيات تدعمها إيران منها “الحشد الشعبي” العراقي و”زينبيون” و”فاطميون” إضافة إلى متعاونين مع “الحرس الثوري” الإيراني.

واهتمت إيران بتجنيد شبّان من المدينة بسبب قربها من الحدود العراقية ووقوعها على خط الإمداد العسكري واللوجستي إلى سوريا ولبنان.

وأعلن الأمن العام مرات عديدة القبض على عناصر يتبعون للميليشيات الإيرانية، أحدثها الجمعة 2 من أيار، إذ قبضت على أحمد عبد السلال الزكي، وقالت إنه انتسب سابقًا إلى ميليشيا “زينبيون” ومتهم بتعذيب مدنيين وتصفية أحدهم.

من جانب آخر، تعرض الأمن العام لاستهدافات متكررة من خلايا تتهم باتباعها للنظام السابق.

وفي 9 من آذار الماضي، قتل عنصر من الأمن العام بهجوم متزامن على أربعة مواقع في دير الزور، نفذه مسلحون يستقلون دراجات نارية.

مراسل عنب بلدي قال حينها، إن الأمن العام تمكّن من اعتقال مسلح حاول الهجوم على أحد المراكز الأمنية داخل مركز مدينة دير الزور، وتبين أنه عنصر سابق في ميليشيا “الدفاع الوطني”.

وأشار المراسل إلى أن الأمن العام اعتقل المهاجم في وقت سابق ثم أطلق سراحه.

———————————

في أرض صخرية.. اكتشاف مقبرة جماعية في الزبداني

يواصل “الدفاع المدني السوري” في الزبداني انتشال جثث من مقبرة جماعية اكتشفت اليوم، الجمعة 2 من أيار، على عمق ثلاثة أمتار في منطقة صخرية.

وانتشلت فرق “الدفاع” تسع جثث فيما لا تزال هناك ثلاث جثث على الأقل مدفونة في منطقة “وادي شحرايا” القريبة من سهل مدينة الزبداني بريف دمشق.

وأفاد “الدفاع المدني”، عنب بلدي، أن المقبرة اكتشفت بعد ورود بلاغ بوجود جثة في أرض موجودة بالسهل.

ويبعد سهل الزبداني، عن مركز المدينة حوالي ثلاثة كيلومترات، وسيطرت قوات نظام الأسد وحليفها “حزب الله” اللبناني على “وادي شحرايا” بداية عام 2015.

“الدفاع المدني” استخرج تسع جثث من المقبرة الجماعية المكتشفة، مشيرًا إلى أنه من غير المتوقع وجود مقبرة جماعية في تلك المنطقة.

وبحسب “الدفاع”، توقف الحفر بالآليات نظرًا لصعوبة المكان وطبيعة الأرض الصخرية التي توجد فيها المقبرة، فيما بدأت الفرق الحفر بالأيدي لاكتشاف كامل المقبرة.

الطبيب الشرعي في الزبداني والذي رافق فرق “الدفاع المدني”، الدكتور علي التيناوي، كشف لعنب بلدي أن الجثث لم يدفنوا مرة واحدة، وإنما دفنوا على دفعات في عمق وصل ثلاثة أمتار.

وأشار التيناوي إلى أن الجثامين تقريبًا مدفونة منذ ثمانية سنوات، أي أنها دفنت بين عامي 2016 و2017، حينما كان “حزب الله” اللبناني وجيش النظام يسيطران على تلك المنطقة.

الطبيب الشرعي، أكد أن أعمار الضحايا مختلفة بناء على الملابس وحجم العظام المكتشفة، ومن بينهم امرأة وطفل وشبان بأعمار تتراوح بين 16 و18 عامًا، ورجل كبير.

التيناوي، وفي حديثه لعنب بلدي، أشار إلى أمرين مهمين في أثناء البحث، أولًا أن إحدى الجثث كانت مكممة الفم، بدليل بقاء الكمامة على موضع الفم في الجمجمة.

الأمر الآخر أن هناك ما بين ثلاث وأربع جماجم من الرفات المكتشفة، مهشَّمة بمعنى أنها تعرضت لتعذيب وضرب شديدين، أدت إلى تهشِّمها.

وسبب الوفاة، وفق ما يرى التيناوي، أن الجثث تعرضت لتعذيب شديد، ثم لإطلاق نار أدى إلى مفارقتها الحياة، كما هو واضح من فحص العظام والملابس.

ومن الصعب التكهن بوجود مقابر جماعية، أخرى في الزبداني أو في المناطق المجاورة، وفق ما قاله “الدفاع المدني”، والطبيب الشرعي علي التيناوي.

وفي 28 كانون الأول 2024، اكتشف الدفاع المدني مقبرة في “حرش بلودان” الذي كان مقرًا لـ”الفرقة الرابعة” ومعتقلًا في آن واحد، زُّج به مئات من أهالي الزبداني ولم يخرجوا منه، وفقًا شهادات متقاطعة حصلت عليها عنب بلدي.

مقابر جماعية أخرى

في 28 من كانون الثاني، عثر “الدفاع المدني” على مقبرة جماعية جديدة، تحوي بقايا جثث متفحمة في قبوين منفصلين في بلدة سبينة بريف دمشق.

وقالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن المقبرة الجماعية تضم ما لا يقل عن 26 جثة، بينها رجال ونساء وأطفال، تحمل بقايا أجسادهم آثار جروح ناجمة عن طلقات نارية وحروق.

واستخرج أعضاء “الدفاع المدني” بقايا هياكل عظمية مجزأة ومتآكلة من قبو عقارين في بلدة سبينة، جنوب غرب العاصمة، وسجلوا كل مجموعة من البقايا ورمّزوها، ومن ثم جرى تحميلها على شاحنات لنقلها.

وقال أحد عناصر “الدفاع المدني” عبد الرحمن المواس، لـ”أسوشيتد برس”، إن الدفاع المدني اكتشف أكثر من 780 جثة، معظمها مجهولة الهوية منذ 28 تشرين الثاني 2024.

وأضاف المواس أن العديد من الجثث عُثر عليها في قبور ضحلة اكتشفها السكان المحليون أو حفرتها الحيوانات، حيث يتم نقل الجثث إلى أطباء الطب الشرعي لتحديد هويات أصحابها ووقت وسبب الوفاة، وكذلك مطابقتها مع أفراد الأسرة المحتملين، مضيفًا “بالطبع هذا الأمر يتطلب سنوات من العمل”.

وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة، أكدت ارتكاب النظام السوري السابق جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وقالت اللجنة الأممية في تقرير لها، في 27 من كانون الثاني الحالي، إن قيام النظام السابق في سوريا بالاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري بشكل منهجي ضد السوريين، يشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ويعد أسوأ الانتهاكات المنهجية للقانون الدولي التي تم ارتكابها.

اللجنة أعدت تقريرًا بعنوان “شبكة عذاب: الاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة في الجمهورية العربية السورية”، ويستند إلى أكثر من ألفي إفادة من الشهود، بما في ذلك أكثر من 550 مقابلة مع ناجين من التعذيب.

وشددت المنظمة الأممية على أن معاناة عشرات الآلاف من العائلات التي لم تعثر على أقاربها المفقودين بين السجناء المفرج عنهم لا تزال مستمرة، مؤكدة أن اكتشاف مقابر جماعية إضافية دفع العديد من العائلات إلى استنتاج الأسوأ.

—————————-

بريطانيا: لا سلام في سوريا دون حماية كل المكونات وإشراكها في العملية السياسية

3 مايو 2025

أدانت وزارة الخارجية البريطانية الهجمات الطائفية الأخيرة التي استهدفت مناطق جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا، ذات الغالبية الدرزية في ريف دمشق ووصفتها بأنها مروعة، وذلك في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني اليوم السبت.

وقالت الخارجية إن المملكة المتحدة “تشعر بالفزع” إزاء الهجمات الأخيرة التي استهدفت الطائفة الدرزية في سوريا، داعيةً السلطات السورية إلى “اتخاذ خطوات لإعادة الهدوء، وحماية المدنيين من العنف، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات”.

وطالبت جميع الأطراف المعنية بوقف العنف وضمان حماية المدنيين، وتفادي أي خطوات قد تُسهم في تأجيج التوترات بين مكونات المجتمع السوري. كما طالبت دولة الاحتلال الإسرائيلي بالامتناع عن أي تصرفات “قد تهدد استقرار سوريا”.

وأكدت الخارجية البريطانية أن احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها “أمر بالغ الأهمية”، مشددةً على أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم أو مستقبل أفضل للسوريين من دون توفير الحماية لجميع مكونات المجتمع السوري، وإدراجها كذلك بشكل كامل في عملية الانتقال الديمقراطي.

وأدانت عدة دول إقليمية وعالمية الهجمات الطائفية التي شنّها مسلحون ينتمون إلى فصائل متشددة على مناطق جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا خلال الأيام القليلة الماضية، ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية، التي أكدت أن “أعمال العنف والخطاب التحريضي ضد أفراد المجتمع الدرزي في سوريا مستهجنة”، وذلك وفقًا لبيان صادر عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس.

وطالبت بروس السلطات السورية “بمحاسبة مرتكبي أعمال العنف وملحقي الأذى بالمدنيين، وضمان أمن السوريين كافة”، مشيرةً إلى أن الطائفية لن تحقق شيئًا “سوى إغراق سوريا والمنطقة في بحر الفوضى ومزيد من أعمال العنف”.

وأضافت بروس “لقد شهدنا قدرة السوريين على حل خلافاتهم بشكل سلمي ومن خلال المفاوضات. لذا ندعو إلى حكومة مستقبلية تمثيلية تحمي وتدمج كافة الأطياف السورية، بما في ذلك الأقليات الإثنية والدينية”.

——————————

===============================

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى