الأحداث التي جرت في الساحل السوريسقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوعسياسة

عن الأحداث التي جرت في الساحل السوري أسبابها، تداعياتها ومقالات وتحليلات تناولت الحدث تحديث 10 أيار 2025

لمتابعة مكونات الملف اتبع الرابط التالي

الأحداث التي جرت في الساحل السوري

—————————-

كي لا ننسى: ماذا ترك لنا آل الأسد؟/ د. فيصل القاسم

لو أحصينا عدد الشعارات التي رفعها النظام السوري الهارب والتي تدعو إلى الوحدة على الصعيدين الداخلي والعربي على مدى أكثر من ستين عاماً لوجدنا أمامنا آلاف الشعارات التي كانت تغطي جدران سوريا من أقصاها إلى أقصاها، فقد كانت تلك الشعارات «الوحدوية» تحاصر السوريين من كل حدب وصوب، وكانت ترفرف على واجهات المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية وخلفيات السيارات. وليس عندي شك أن تلك الشعارات أو الأقمشة واللوحات الخشبية والمعدنية التي استخدمها النظام لكتابة تلك الشعارات عليها كلفت ملايين الدورات من الميزانيات السورية على مدى عقود. وحدث ولا حرج عن الخطاب الإعلامي الذي ساد فترة حكم آل الأسد، فقد كان يفطر السوريون «وحدة»، ويتغدون «وحدة» ويتعشون «وحدة» ويتحلون «وحدة» برز بحليب، مع ذلك اكتشفنا بعد سقوط النظام أن «الوحدة» التي كان يروجها النظام ووسائل إعلامه وتُقحمها على نواظرنا ومسامعنا ليل نهار كانت لذر الرماد في العيون والضحك على الذقون، فقد كان حافظ الأسد ومن بعده ابنه الموتور ألد أعداء الوحدة بمفهوميها السوري والعربي، فكيف يمكن أن تكون نظاماً طائفياً وأقلوياً وعصبوياً وفي الآن ذاته نظاماً وحدوياً. مستحيل، فهناك تناقض طبيعي بين الوحدة والعصبية السياسية أو الطائفية.

لا شك أن معظم السوريين يعرفون أن النظام الساقط كان يمارس التفرقة ودق الأسافين والتطييف داخل الطائفة التي كان يزعم أنه ينتمي إليها ألا وهي الطائفة العلوية. مخطئ من يعتقد أن العلويين كانوا كتلة واحدة، لا أبداً، بل كان داخلها أفخاذ وعشائر متناحرة مثلها مثل كل الطوائف والمذاهب الأخرى، فليس كل العلويين كانوا بمرتبة واحدة لدى آل الأسد، بل كانت هناك عائلات وعشائر، بعضها كان يحظى بالعناية والرعاية، والبعض الآخر كان منبوذاً ومغضوباً عليه. وقد كان آل الأسد يعادون بعض العشائر العلوية أكثر مما يعادون الطوائف والمذاهب السورية الأخرى، وبالتالي فإن كل الشعارات الوحدوية التي ضحكوا بها على السوريين على مدار حكمهم كانت شعارات مزيفة وكاذبة. وكل السوريين يعرفون أن النظام القومجي الوحدوي المزعوم كان يرفع شعارات عربية عريضة تدعو إلى توحيد العرب من المحيط إلى الخليج، بينما في الحقيقة كان يحكم على أساس دون الطائفي، أي أنه لم يكن حتى طائفياً بالمعنى الشامل للكلمة، بل كان يضرب مكونات الطائفة الواحدة وحتى العائلة الواحدة بعضها ببعض.

ولم تقتصر هذه اللعبة القذرة على التلاعب بأطياف الطائفة العلوية فحسب، بل انسحب على بقية الطوائف والمذاهب. وكانت لعبة النظام المفضلة تخويف مكونات الشعب السوري من بعضهم البعض ودق الأسافين بينهم وجعلهم مرتابين من الآخرين على الدوام. وأتذكر مثلاً أن رئيس المخابرات العسكرية في المنطقة الجنوبية الضابط سيئ الصيت وفيق ناصر كان يفعل كل ما بوسعه لضرب الموحدين الدروز بجيرانهم المسلمين في حوران المجاورة، لأنه هو ونظامه الهالك كان يخشى أي نوع من التعاضد والتلاحم بين أي مكوّنيّن سورييّن، فقد كان وفيق ناصر يأتي إلى الشباب الدروز في السويداء ويقول لهم إن أهل درعا سيهجمون عليكم وسيقتلونكم وسيهدمون منازلكم، لهذا من الأفضل لكم أن تتحالفوا معنا كي نحميكم من غدر جيرانكم. وكان يفعل الشيء نفسه مع سكان درعا ليحرضهم على جيرانهم الموحدين الدروز، مع ذلك فقد فشل النظام في تأليب الدروز على أهل حوران والعكس صحيح. ولعل أخطر الأسافين التي دقها النظام كانت بين العلويين وبقية مكونات الشعب السوري، فقد كان يدعمهم لترهيب السوريين والتنمر والتسلط عليهم حتى من خلال اللهجة العلوية وحرف القاف تحديداً، فقد كان بقية السوريين على مدى نصف قرن يرتعبون عندما يسمعون شخصاً يتحدث باللهجة العلوية المتسلطة، لأنه كان يمثل وقتها إرهاب السلطة وجبروتها وإجرامها. لم يكن حافظ الأسد ولا ابنه من بعده يهمه مدى الضرر الذي سيقع على الطائفة العلوية بعد سقوطه. لقد كان يستخدمها فقط لتحقيق أطماعه السلطوية ضد السوريين، وليأتِ الطوفان عليها بعد سقوطه. وهذا ما حصل، ولا شك أن المكونات السورية تحتاج زمناً طويلاً كي تدفن أحقادها لأن حجم الحقد والكراهية التي زرعها آل الأسد بين السوريين كان مرعباً للغاية.

وقد تندر الكاتب السوري الراحل نبيل فياض الذي كان أحد أذرع أجهزة الأمن لتفكيك المجتمع السوري، تندر بعد اندلاع الثورة قائلاً أمامي: «عجيب يا أخي، خمسون عاماً من الشعارات الوحدوية والبعثية والأدلجة الحزبية والتلقين والتدجين لم تنجح في جمع السوريين على قلب رجل واحد، لا بل إن النظام فشل حتى في جمع السوريين حول أي شخصية وطنية أو قيادية، بدليل أن غالبية السوريين راحوا يتجمعون ويلتفون حول قياداتهم الطائفية والمذهبية والدينية والقبلية والعشائرية، بدل التجمهر حول قائد وطني جامع». طبعاً لم يكن ذلك مفاجئاً، فقد كان الهدف الأول والأخير للنظام الذي كان يتشدق بالشعارات الوحدوية زوراً وبهتاناً تفريق السوريين وتأليبهم على بعضهم البعض كي يعيش هو على تناحرهم وتناقضاتهم، ولعلنا نتذكر أنه في بداية الثورة فإن كل الشعارات الطائفية التي انتشرت آنذاك كانتشار النار في الهشيم كانت من صناعة أجهزة المخابرات السورية، وخاصة شعار «المسيحي على بيروت والعلوي على التابوت»، وذلك لضرب السوريين بعضهم ببعض كي تفشل ثورتهم ضد النظام الغاشم. باختصار، فإن النظام الساقط لم يحرق فقط الشجر والحجر، بل دمر أيضاً النسيج الوطني نفسه.

وعندما تنظر اليوم للأسف إلى التفكك الخطير للمجتمع السوري لا بد أن تسأل: هل يقف الذباب الإلكتروني فعلاً وراء السُعار الطائفي والصراعات العقدية والتناحر الاجتماعي المتفشي على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، أم إن كل ذلك من رواسب ومخلفات وإرث نظام البعث البائد؟

كاتب واعلامي سوري

القدس العربي

————————————

إرث الطائفية.. سلاح يهدد مساعي السوريين لبناء دولتهم/ علاء الدين الكيلاني

9/5/2025

بعد 6 عقود من حكم حزب البعث، وهيمنة عائلة الأسد على السلطة في سوريا، يتركز اهتمام السوريين على بناء دولة وطنية ديمقراطية، تتوفر فيها شروط الحياة الكريمة، على الرغم مما يواجهونه من تحديات، وواقع معيشي مثقل بالهموم والمصاعب.

وحذر خبراء من أن الطريق إلى هذا الهدف لا يزال يواجه عوائق كثيرة، فبالإضافة إلى إرث الرئيس المخلوع بشار الأسد وتداعياته على بلد خرج لتوه من الجحيم، ولا يزال يعاني من أزمة إنسانية متواصلة منذ 2011، تواجه سوريا هجمة مضادة، تسعى من خلالها فلول النظام السابق إلى جانب قوى محلية وجهات خارجية إلى تقويض ما أنجزته الثورة، وصبغ المرحلة الانتقالية بصبغة طائفية، تمهيدا لإنشاء كيانات تخدم مصالحها وتوجهاتها.

سياسة الأسد الطائفية

يوارى أحمد، خلفَ هدوئه، وهو يتحدث، أوجاع سنوات من القهر والعذاب، فقد فر مع عائلته إلى تركيا إثر تعرض أحياء مدينة حمص الثائرة وسط البلاد لقصف بري وجوي حوّلها إلى ركام.

وبعد سقوط الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استفاد كغيره من السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا، من تسهيلات قدمتها الحكومة التركية، سمحت لهم بزيارة مدنهم الأصلية، والاطمئنان على سلامة أوضاعها، قبل أن يقرروا العودة ومغادرة تركيا بشكل طوعي.

وتحدث أحمد للجزيرة نت عما شاهده قائلا “رأيت منزلي مجرد أطلال، الحياة شبه معدومة داخل الحي بسبب الخراب، وعلى مشارف أحياء أخرى تتمركز قوات الأمن العام تراقب بحذر حركة السيارات دون إزعاج، بعد أن تعرض بعض عناصرها لكمائن محكمة من قبل فلول النظام السابق، أسفرت عن مقتل العشرات”.

وخلال الفترة التي قضاها، شنت تجمعات عسكرية لفلول النظام السابق في مدن مجاورة لمدينته هجمات مسلحة على عناصر الأمن العام ومقرات الحكومة، ما دعاه ليؤكد أن ما يجري لا يشكل تهديدا أمنيا فحسب، بل من شأنه تفكيك المجتمع، رغم هشاشة تماسكه متأثرا بإرث سياسة الأسد الطائفية.

وكانت مدن الساحل السوري إلى جانب أحياء في حمص يقطنها علويون قد شهدت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، اشتباكات وتوترات طائفية على إثر هجمات مسلحة شنها موالون للأسد على قوات الأمن العام أدت إلى مقتل المئات.

وامتدت التوترات والصدامات مؤخرا إلى مناطق بريف دمشق تسيطر عليها مليشيات درزية إثر سجالات من التصريحات الطائفية، تخللها تدخل إسرائيلي.

طريق المستقبل ليس ممهدا بالكامل

بعد عقود من حكم الاستبداد، بات السوريون يأملون أن يشكل انهيار نظام الأسد فرصة ثمينة لتجسيد ما دعت إليه ثورتهم ضد النظام السابق، بالانتقال إلى دولة ديمقراطية، تضمن الحرية والكرامة للجميع، وتصون وحدة أراضيها.

ويخشى كثيرون -بحسب منشورات على منصات التواصل الاجتماعي- من أن يفسد الحراك الطائفي والمناطقي عليهم فرحتهم بسقوط الأسد، أو يحبط ما تبقى لديهم من طموحات وآمال بمستقبل أفضل.

وفي هذا الإطار، استبعد الخبير الحقوقي عبد الملك الأحدب أن تمتلك الحكومة المؤقتة حلا سحريا لمشكلات سوريا الراهنة في ظل استمرار العقوبات التي فرضها الغرب على النظام السابق.

وأشار الأحدب، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن الطريق نحو المستقبل ليس ممهدا بالكامل، إذ تعترضه تحديات، منها:

    الوضع الحياتي، حيث يحتاج الاقتصاد إلى رافعة تمكن البلد من تلبية متطلبات نهوضه وإعادة إعماره، ومن ثم تهيئة الظروف لعودة ملايين اللاجئين.

    أزمة الأقليات، التي انحرف بعض من تصدروا لتمثيلها على خلفية انفصالية للاستقواء بدول أجنبية، من بينها إسرائيل.

    التحدي الخارجي، ويتصل بالعقوبات التي ما زال الغرب يفرضها، ويربط رفعها بمطالب قد تمس سيادة الدولة.

    إلى جانب ما تشكله هجمات إسرائيل العسكرية، واستثمارها الجانب الطائفي من الأزمة الداخلية، من خطر يهدد الأمن القومي السوري.

السرديات الطائفية تدعم الفلول

وانتقد الأحدب السردية التي تروجها الأطراف المتضررة من سقوط الأسد، معتبرا أن “ما يتم تصويره كصراع طائفي أو مواجهة بين أغلبية سنية وأقليات المجتمع السوري، هو تضليل خطير، يراد منه توجيه رسالة للغرب مفادها أن الأقليات تتعرض لمذابح على يد الإسلاميين (النظام الجديد) وعلى المجتمع الدولي إنقاذها”.

ويتفق ما طرحه الخبير الأحدب، مع ما ذهب إليه الباحث في معهد دراسات الحرب، رايان كارتر، حيث أوضح في تقرير أن السرديات الطائفية التي تنشرها جهات مناهضة لحكومة أحمد الشرع، تدعم أهداف المتمردين.

وحث الحكومات الغربية على توخي الحذر عند تقييم العنف الناشئ، لأن الجهات الفاعلة في سوريا والمنطقة تحاول دعم روايات المتمردين -عن قصد أو بغير قصد- المصممة لتقويض النظام الجديد.

كما كشف كارتر وجود حسابات شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها باللغة الإنجليزية، تنشر محتوى يهدف إلى تأجيج هذا التوتر. ومن المرجح -بحسب رأيه- أن يكون هدفها هو نزع الشرعية عن الحكومة  لدى الجمهور الأجنبي، وتعزيز مشاعر الخوف والحرمان الكامنة لدى العلويين.

إسرائيل في عمق المشهد

لطالما ادعت إسرائيل -التي ربطتها مع النظام المخلوع تفاهمات فرضت استقرارا يحفظ أمنها- وقوفها على الحياد من  المذابح والمجازر التي كان يرتكبها الأسد بحق شعبه طوال الأعوام الماضية.

دفع سقوط النظام السابق المدوي على يد الثوار الإسلاميين، إسرائيل إلى العودة لسياسة كانت قد استخدمتها سابقا في العراق ولبنان، ترتكز في مبادئها على إضعاف خصومها، وشل قدراتهم، وتشجيع الأقليات على إنشاء كانتونات تخدم مصالحها.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن تل أبيب تعمل حاليا على إقناع القوى العالمية بدعم فكرة تبني الدولة الناشئة في سوريا، نظاما اتحاديا، يضم مناطق عرقية مستقلة، مع جعل المناطق الحدودية الجنوبية منزوعة السلاح، معتبرة “سعي الإسلاميين لتوحيد سوريا إنما يشكل تهديدا لها”.

وفي المقابل، ذهب يائير رافيد رافيتز، رئيس فرع عمليات الموساد في بيروت، إلى أبعد من ذلك، عندما طلب من حكومته التعاون مع الأقليات السورية لمواجهة من أسماهم أعداء اسرائيل.

وذكر لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، وجود تنسيق يجرى على الأرض بين إسرائيل والدروز، شارحا، أنه رغم غياب المعلومات المؤكدة لديه، إلا أنه يقدّر، استنادا إلى معرفته، أن الأسلحة الإسرائيلية تنقَل بالفعل إلى محافظة السويداء.

واستعرض رافيتز خطط تل أبيب المستقبلية لاستخدام الأكراد والعلويين في تحقيق أهدافها، مؤكدا -وفق الصحيفة- أن الظروف مهيأة لدعم الحركة الكردية في سوريا سرّا، وحتى تزويدها بالسلاح. أما بالنسبة للعلويين، فيرى أنه من المناسب تقديم دعم سري لهم، وتزويدهم بالسلاح والمعدات “لاستنزاف دماء أعدائنا الرئيسين في سوريا حاليا، وهم السنة المنتمون لتنظيم القاعدة”.

“كفوا عن مناصرة الأقليات”

بَيد أن حدثا مهما كشف جانبا من الوضع السائد، وقدم صورة مغايرة للسردية الرائجة حول حقيقة الأوضاع في سوريا. ففي فبراير/شباط الماضي، التقت رئيسة الأمانة الدولية للحرية الدينية، نادين ماينزا، بطاركة وأساقفة وقساوسة مسيحيين أثناء زيارتها لدمشق برفقة وفد رسمي يمثل منظمات دولية.

ونقلت ماينزا عن رجال الدين المسيحيين في سوريا قولهم “على الغرب أن يكف عن مناصرة وحماية الأقليات في سوريا، لأن من شأن ذلك أن يعزز الرواية الخطيرة التي استخدمها الأسد، وقسمت سوريا إلى أغلبية وأقلية. وبدلًا من ذلك، عليه السعي للاعتراف بهم كعناصر متساوية في المجتمع حتى ولو قلت أعدادهم”.

وذكرت ماينزا في تقرير أعدته عن الزيارة، ونشره مركز ويلسون، الذي يقدم المشورة والرؤى حول الشؤون العالمية لصناع القرار في الولايات المتحدة، أنها استمعت لأغلب الحضور، وكان من جملة ما أكدوا عليه أن معظم جيرانهم المسلمين السنة يرفضون الطائفية والعنف، وأنه في فترة ما قبل حكم الأسد، عاشت الطوائف الدينية والعرقية المتنوعة في سوريا معًا في سلام نسبي، ويأملون استعادة هذا التاريخ.

وأكدوا كذلك أن تأجيج التوترات الطائفية الذي أثبت فشله في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين، غذى عدم الاستقرار بدلًا من تعزيز التعافي، ودعوا إلى عدم تكرار نظام المحاصّة العراقي أو النظام الطائفي اللبناني، خشية أن يرسّخ الانقسامات الطائفية نفسها.

وأفادت ماينزا بأن هناك إجماعا على الحاجة الملحة لرفع العقوبات، إذ تنذر الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في سوريا بالتحول إلى مجاعة جماعية. وقالت “أعرب معظم الذين قابلتهم عن امتنانهم للرئيس أحمد الشرع الذي أطاح بالأسد، على الرغم من وجود مخاوف جدية لديهم بشأن صِلاته القديمة”.

من وجهة نظر الكاتب البريطاني، سيمون تيسدال، الذي يرى في تدخل القوى الأجنبية بالشأن السوري أمرا قد يعرض ثورة السوريين للخطر، بدأت سخرية المواقف الحالية تخطف الأنفاس. فالأصدقاء والجيران تكالبوا كالذئاب المفترسة، على جثة نظام البعث المخلوع، التي لا تزال تنتفض، وإذا لم يتم كبح جماحهم -كما يرى- فقد يمزقون سوريا من جديد.

وأوضح في مقال، نشرته صحيفة غارديان البريطانية، أن على القوى الأجنبية أن تدع سوريا وشأنها، وترْكَ أمر مستقبل السوريين للسوريين.

وأضاف “ليس للمجتمع الدولي الحق بإبداء رأيه بعد 13 عاما من الفشل في سوريا، خصوصا أن “تدخلات الغرب الجبانة” أجّجت الحرب، وأمام القيادة الحالية العديد من المصاعب، من إعادة اللاجئين والتخلص من الألغام إلى إصلاح اقتصاد البلاد المتهالك والتعافي من السنوات السابقة.

وتساءل تيسدال “كم سيكون من المنعش أن يثق العالم ولو لمرة واحدة فقط بشعب تحرَّر للتوّ، كي يرسم طريقه نحو العدالة والمصالحة وإعادة الإعمار بعيدا عن التدخل الخارجي؟”.

المصدر : الجزيرة

——————————–

الصراع والاشتراطات على سوريا/ أحمد عيشة

2025.05.09

ركزت السياسة الاستعمارية الفرنسية وغيرها على التعامل مع السكان كمجموعات دينية متناحرة، وزاد في الأمر تشكّل إسرائيل كجزء مكمل لسياسة تلك القوى، التي ما تزال تستثمر في سياسة “حماية” الأقليات.

بعد خروج القوات الفرنسية، لم ينته هذا التقسيم، وإنما بقي جزءاً من التركة، سواء بين الجيش، أو في على مستوى السياسة، وتنامى بشكل خطير بعد استلام البعث للسلطة عام 1963، الذي غذى تلك التقسيمات تحت غطاء خطاب عنتري، أفضى فيما بعد إلى تسلم حافظ الأسد للسلطة عام 1970، الذي أدخل سوريا في نفق مرعب، يعتمد فيما يعتمد عليه على التمييز الطائفي، إضافة إلى اختراق وتفتيت المجتمع السوري وفق سياسة الولاء والمحسوبية.

عارض كثير من السوريين سياسة الأسد الأب، لكن قوة قمعه وشراكته الطبقية مع برجوازيي دمشق وتمكّنه من تصوير الحركة المناهضة لسلطته عام 1980 بأنها حركة تتبع تنظيم الطليعة والإخوان المسلمين وطبيعة الاستقطاب الدولي في تلك الأيام ساعدته على سحق الحركة وتدمير أجزاء من المدن، وصولاً إلى إسكات الأصوات المعارضة من خلال رميها في السجون لفترات طويلة أو تهجيرها. ومع وراثة الابن للسلطة، وسّع تغلغله بين السوريين لدرجة الهيمنة على مفاصل الحياة (أمن وسياسة واقتصاد واجتماع)، وفق الأسس ذاتها الطائفية والمحسوبية، فكان لها آثار مدمرة في بنية المجتمع السوري، لكن في الوقت نفسه دفعت الناس إلى التمرّد والثورة بعد أن وصلت إهانة نظامه إلى عمق لا يمكن تحمّله، ناهيك عن حالة الإفقار والابتزار. لقد عمّق كل الانقسامات سواء الأفقية أو العمودية بين السوريين، لدرجة التنميط الثابت.

بدأت ثورة السوريين بمطالبة في الإصلاح والحقوق الأساسية، لكن فظاعة المواجهة وتصوير الناس كـ “جراثيم”، وتصوير الثورة كعمل إرهابي طائفي تدعمه دول تتصارع وفق الأساس ذاته، وأنها تحمل صراعاً وجودياً مع جمهوره، سواء على مستوى الطوائف أم المحسوبيات، دفعت الأمور نحو مناح أخرى، وهي العسكرة كحق طبيعي بالمقاومة، حيث أدرك الثوار أنها الطريق الوحيد للخلاص من نظامه. دخلت البلاد في حالة من الانقسامات المدعومة بالسلاح، من خلال كثير من الفصائل والميليشيات، فكانت إلى جانب النظام إيران وعموم الميليشيات الطائفية وكتائب الدفاع الوطني التي تعمل وفق رؤية النظام الطائفية، وفي المقابل، تشكلت كثير من الفصائل المناهضة، وأكثرها بمرجعية إسلامية، وبعضها بتوجه طائفي معتمداً على ما عانته الأكثرية السنية، ومحاولاً احتكار تمثيلها. وفي الوقت نفسه تشكلت القوة المسلحة الكردية -وليدة حزب العمال الكردستاني- صاحب العلاقات القوية مع نظام الأسد، التي قامت في جزء منها على أساس طائفي.

كان يوم 8 كانون الأول 2024، يوماً تاريخياً سيبقى محفوراً في ذاكرة السوريين، يوم الخلاص من النظام الأسدي الذي تصور وأوهم جمهوره بأنه أبدي. تنفست البلاد نسائم الحرية، وكانت حالة الابتهاج لدى عموم السوريين، بينما أبدت قلة لدوافع مختلفة “قلقها”، وشعرت فئات بأنها متضررة، وبدأت حالة الاشتراطات على الإدارة الجديدة، وبصيغة “ما يتوجب” تنفيذه من الإدارة، اشتراطات ظاهرها شيء يتلطى خلف مطالب مختلفة، وجوهرها رفض النظام الجديد تحت حجة أنه تكفيري وأنه سيقتل الجماعات الدينية في ترداد لدعايات الأسدية، على الرغم من التطمينات الكثيرة التي قدمتها الهيئة الحاكمة في الفترة الأولى، تطمينات لاقت رفضاً شعبياً خاصة بقضية التسامح مع القتلة.

تمثلت الاشتراطات بقسم من الجماعات الدينية (العلويين والدروز) من جهة، والعرقيات (الأكراد ممثلة بقسد التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي ذو البنية الأمنية والعقلية الشمولية)، فظهر اسم الشيخ الهجري رافعاً من سقف المطالب، ورافضاً التعاون مع الحكم الجديد، بحجة أنه يخضع لتنظيم تكفيري، واضعاً الشرط تلو الآخر، مستغلاً حالة الحكم الوليد والتهديدات الإسرائيلية التي توهمه وغيره أنها ستحميه، فبدأت بإطلاق التصريحات حول حماية الدروز، سواء في السويداء أو حتى في ضاحية جرمانا (دمشق)، وأنها لن تسمح بنشر الجيش السوري جنوب دمشق، حيث عدّها الهجري وكأنها دعم له أو لأجله غير مدرك أن السياسة الإسرائيلية لا تُرسَم من أجل قلة من المأجورين، وأن مصلحة إسرائيل هي عدم قيام نظام وبلد قويين في سوريا، لا اليوم ولا غداً، ومع ذلك، فإن وهم الهجري الذي يستظل بتلك العنجهية الإسرائيلية قد يضاعف حالة الاستقطاب الديني أكثر ويمهد لاقتتال أطول.

إضافة لحركة الهجري، كانت حركة التمرد في الساحل، بقيادة ضباط سابقين من قوات الأسد وبدعم إيراني، التي كادت أن تدخل البلاد بحالة من الاقتتال الطائفي المرعب، فكانت عمليات القتل لقوات الحكومة من جهة ولأبناء الطائفة بالمجان، قتل يغذيه حالة الاحتقان الطائفي في البلاد التي غرسها نظام الأسد.

عكست حركة الهجري وتمرد الساحل حالة الاحتقان الطائفي المزمن، فغدا الحديث إضافة للقتل بناء على تصنيف “نحن” و”هم” من جهة، ومن جهة أخرى، عكس ضعف الدولة الجديدة وكشف التحديات الكبرى أمامها، وأهمّها عملية توحيد الفصائل العسكرية تحت هيكل واحد، وتخليصها من الحالة الفصائلية التي مثلت أهم المشكلات أمام الدولة الوليدة.

الاشتراط الأخير أتى من مجموعة الأحزاب الكردية وقوات (قسد) بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي التي تسيطر قواته على ربع مساحة البلاد وأهمّ ثرواته، وتمتلك قوة عسكرية كبرى مدعومة من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وذلك من خلال الاجتماع الأخير في القامشلي، وما صدر عنه من بيان تصعيدي يرفع سقف المطالب الكردية، مناقضاً الاتفاق بين الشرع وعبدي، حيث تزامن البيان هذا مع رفع سقف مطالب الهجري، وصولاً إلى رفض التعامل مع الحكومة الجديدة ما لم تنصَع لشروطه.

لا شك أن الأكراد تعرضوا لكثير من المظالم والانتهاكات على مستويات المختلفة، ويتطلب الأمر إنصافهم بالكامل من خلال الإطار الوطني الديمقراطي الذي يضمن حقوق وحرية وكرامة الأكراد، ضمن أشكال يتم التوافق عليها، بعيداً عن المطالب التي تؤسس لكيانٍ معطل على طريقة حزب الله في لبنان.

ما تكشفه الصراعات والتمردات الأخيرة في البلاد بوجه الحكومة الجديدة هو عمق حالة التطييف والانقسامات في البلاد، التي رسخها نظام الأسد من خلال الامتيازات التي قدمها، ومن خلال بنية أجهزة القمع لديه، سواء الجيش أم المخابرات التي كانت تعمم العنف في مناطق وتخصصه في أخرى تبعاً للتركيبة السكانية، ناهيك عن خلق فئة من رجال المحسوبية ضمن تلك الطوائف المرتبطة عضوياً مع نظام الأسد، التي تشربت العداء للسنّة، من خلال تصويرهم كجماعة “متخلفة” ومنبع لـ “الإرهاب” و”تكفيريين”، وغير ذلك من التهم التي تبرر عمليات القتل الجماعية بحقهم، هذه الحالة مهدت التربة لنشوء جماعات تكفيرية وفق خطاب وممارسة طائفية تدعي احتكار مظلومية السنة، وتصور الصراع على أساس طائفي فقط ناسفة أسبابه الأخرى، وأهمها الاستبداد وتغييب الحريات وهدر كرامة الناس.

بالطبع، لا يمكن فصل ما يحدث في الداخل من حركات تمرّد ومطالبات عن صراعات القوى الإقليمية والدولية على سوريا، فإيران التي خسرت “واسطة العقد” في محورها المقاوم لن توفر أي جهد لزعزعة الوضع، وكذلك إسرائيل التي لن تسمح بوجود قوي لتركيا في جوارها، خاصة بعد إنهاء الوجود الإيراني، ناهيك عن الصراع العالمي بين أميركا والغرب من جهة، والصين وروسيا من جهة، على الهيمنة، لكن ما يتوجب علينا فهمه أن تلك الدول تتصارع وفقاً لمصالحها وأمنها، وليس من أجل السوريين، ربما ما يلزمها منهم هو الديكور أو الاستخدام المؤقت المأجور.

أمام الواقع السوري الذي تنخره الصراعات، وأهمّها الطائفي الذي برز مؤخراً والذي يصعب نكرانه وتجاوزه، يجب على الجميع، وأولهم الدولة الوليدة، معالجة الأمر سياسياً -كون أساس التطييف سياسياً وليس دينياً- وهذا يستدعي أولاً مشاركة أوسع القطاعات في عمليات البناء، فعلاً لا قولاً، في عملية بناء أجهزة الدولة، والعمل على فرض القانون على الجميع، وخاصة على من خلال القضاء وأجهزة إنفاذ القوانين، وخاصة على كبار القتلة أولاً وعلى ما يطلق عليهم الجماعات “المنفلتة”، وإطلاق حوار سياسي واسع في البلاد حول أهم القضايا، والعودة عن القرارات الخاطئة، إن تبيّن عدم رضا الناس عنها.

الأمر الأكثر أهمية هو عدم التعامل مع الجماعات الدينية أو الإثنية كجماعة متماسكة، فلا حركة الهجري تمثل الدروز، ولا مجلس الطائفة العلوي يمثل العلويين، ولا حزب الاتحاد الديمقراطي، ومن باب أولى لا يمثل السنة أي تنظيم أو جماعة سياسية، وينبغي التعامل كمواقف سياسية وتيارات لها مصالح وارتباطات ومطالب سياسية، مما يسهّل حتى عزلها وتجنب المزيد من الخسائر، وبالتالي تحويل حتى

الصراعات إلى عملية سياسية تحكمها القوانين، بعيداً عن الصراع على أسس هوياتية يمكن أن يفتح باب الجحيم من جديد على البلاد.

تلفزيون سوريا

—————————-

التصوّرات الطائفيّة تدمّر الدولة السورية/ راتب شعبو

09 مايو 2025

التصوّرات التي نرى من خلالها حدثاً ما تحكم مواقفنا وتحدّد سلوكنا تجاهه. وللتصوّرات قدرةٌ على مقاومة الواقع وإرغامه على التوافق معها عبر آليات نفسية أكثر منها عقلية، مثل انتقاء الوقائع وزيادة أو إنقاص وزن الحقائق بما يناسب التصوّر… إلخ. على سبيل المثال، التصوّر بأن الكوارث التي أصابت المسلمين السُّنة في سورية منذ انطلاق الثورة في 2011، هي استهداف تمييزي ضدّ السُّنة من نظام سياسي طائفي يقلب الموازين بطريقة تضرب على العصب، فيضع أبناء الأقلّية العلوية في موقع مميّز في الدولة، وتسانده الأقلّيات التي لم تعترض (كما يجب) على السياسة الإجرامية الاستباحية التي مارسها نظام الأسد ضدّ جمهور الثورة السورية، الذي كان في غالبيته من السُّنة، في حين لم يلحق بالأقلّيات القدر نفسه من الأذى الذي لحق بهؤلاء… نقول إن هذا التصوّر يجعل من يحمله من المسلمين السُّنة (نستثني الكرد لأن لهم قضية قومية مستقلّة عن الانتماء الديني فلا يتطوّر لديهم مثل هذا التصور) في موقف شديد العداء للأقلّيات الدينية، وقد يجعله متساهلاً مع (أو ربّما راغباً في) الاقتصاص منهم، وصولاً إلى تقبلّ المجازر بحقّهم، حتى لو كان هذا الشخص ذا ثقافة حديثة، وحتى لو كان ذا ميول ضدّ إسلامية في السياسة.

سيجعلك هذا التصوّر ترى أن هناك ظلماً كبيراً وقع على السُّنة في سورية، فقط لأنهم سنّة، على يد الأقلّيات الامتياز نفسه، وسيبدو هذا الظلم أكثر ثقلاً إذا ذهب التفكير بك إلى محاكمة تقول إن السُّنة ليسوا فقط مسلوبي الحقّ في حكم البلد الذي هم أكثريته السكّانية، بل يتعرّضون، فوق ذلك، إلى صنوف البطش على يد “أقلّيات متحالفة”. مع تعثّر الثورة في سورية وارتفاع منسوب بطش نظام الأسد إلى حدودٍ غير مسبوقة، تعزّز حضور النظرة الطائفية في الإعلام، وفي الوسطَين الشعبي والعالِم المضادّ للنظام السابق. والحقّ يحتاج المرء إلى قدر جيّد من العقل النقدي للتغلّب على الغريزة الهُويَّاتية التي تجعله يستسلم لانطباعات سطحية سهلة.

وفوق ذلك، سيبدو الظلم رهيباً أكثر لدى الفئة التي تحمل تصوراً دينياً دنيوياً يرى في المسلمين السادة الأجدر للعالم، فكيف يكونون إذاً محكومين ومظلومين ومبطوشا بهم في بلدهم. ويظهر ثقل هذه المفارقة الحادّة في اللغة الإبادية الصريحة التي بات سماعها مألوفاً ويمرّ من دون تبعات، اللغة التي تنظر إلى الصراع الجاري على أنه استمرار لصراع مذهبي، ولكنّه مفتوح اليوم على إبادة لا محلّ فيه للهداية. شيوع هذا التصوّر الطائفي هو ما يفسّر التأييد الذي تحظى به السلطة الجديدة في دمشق، وضعف الموقف الاحتجاجي منها، مع غلبة النزوع التبريري من جانب غالبية المسلمين السُّنة، بصرف النظر عما تفعله أو لا تفعله هذه السلطة. هناك خشيةٌ واضحةٌ لدى المسلمين السُّنة من سقوط السلطة الجديدة، تشبه خشية العلويين السابقة من سقوط نظام الأسد. وهذه الخشية، يضاف إليها وجود تصوّر خرافي عن قدرات غامضة يمتلكها العلويون وبقايا النظام، كانت في أصل التلبية الواسعة للنداء إلى النفير في السادس من مارس/ آذار الماضي، بطريقة تشبه ردّة الفعل المناعي على فيروس سبق للجسم أن تلقّى لقاحاً ضدّه، ولكن المستهدف في هذه الحالة ليس سوى الجسم نفسه، ذلك أن التصوّر الطائفي السائد لدى أهل السلطة وأنصارهم يحرّض في الجسم السوري مرضاً له الآليات نفسها لما يسمى في اللغة الطبّية “أمراض المناعة الذاتية” التي تنهك المريض، فتقوم وسائل حماية الجسم بمهاجمة خلايا الجسم نفسه.

في كلّ حال، يسحق التصوّر الطائفي كلّ مقوّمات التصوّر الوطني، ويبقى ضيّقاً على استيعاب دولة عمومية. حين سيطر التصوّر الطائفي عند المسيطرين على الدولة السورية من العلويين، برز لديهم الشعور بخصوصية الدولة الذي عبّر عن نفسه في “نحن الدولة” في مواجهة الأخرين، وقد دفعت ممارسة هذا التصوّر من موقع قيادة الدولة إلى تحفيز عصبية طائفية علوية تتماهى مع الدولة وتتمسّك بها حتى اللحظة الأخيرة، رغم كلّ الموت والبؤس الذي أوصلتهم “دولتهم” إليه. وفي المقابل، دفعت طائفية نظام الأسد إلى تحفيز عصبيةٍ سنّيةٍ مضادّة، حين استقرّ في وعي عموم السُّنة أنهم في مرتبة أقلّ في بلدهم، عصبية لم تنفع معها محاولات نظام الأسد اختراق المتن السُّني وجذبه من طريق الغزل الديني في بناء المساجد ومعاهد تحفيظ القرآن وإنشاء قناة تلفزيونية دينية وقبيسيات وتقريب رموز دينية… إلخ، أو الغزل السياسي في المناصب الإدارية أو الاقتصادي في مجالات التجارة والصناعة، الأمر الذي انتهى إلى تحطيم الدولة عقب صراع مدمّر أخرج من المجتمع السوري أسوأ نوازعه.

واليوم، حين يسيطر التصوّر الطائفي على المُمسكين بمقاليد الحكم في سورية، ويسيطر لدى السُّنة شعور التماهي بالدولة كما كان حال العلويين من قبل، تتحوّل الدولة دولةً خاصّةً، وتتحوّل الطوائف الأخرى محمياتٍ وخواصرَ رخوةً تكون الدولة ضعيفة بهم، بقدر ضعف تماهيهم بها. كان أنصار الأسد يعلنون إنهم يدافعون عن الدولة السورية، فيما يحمل العلويون منهم بوجه خاص، دافعاً أعمق هو صدّ الإسلاميين بوصفهم العدو المباشر لهم. هكذا كانت تتحوّل الدولة أداةً أو حتى ذريعةً في صراع مذهبي. يتكرّر الحال اليوم مع أنصار السلطة الجديدة، حين يبرّرون الممارسات العنيفة ضدّ الأقليات المذهبية بأنها حرص على بناء الدولة. في الحالتين، يبرّر المناصرون المجازر باسم الدولة. في الحالتَين، يدافعون عمّا يدمّر الدولة باسم الحرص على الدولة، وهو حرص غير حقيقي، ويُضمِر نزعةً طائفيةً ربّما لا يدركها المناصر. من الطريف اليوم أن عناصر الفصائل التي تسيطر في الدولة لا يتكلّفون عناء تجميل دوافعهم الطائفية، ذلك لأنهم الأقوى على هذا الصعيد، على خلاف العلويين من قبل.

يبقى من الصعب أن يستقرّ الحال في سورية على هذه الصورة، لأنه من الصعب أن تلعب العصبية السُّنية، الدور نفسه الذي لعبته العصبية العلوية في النظام السابق، فالسُّنة هم أغلبية المجتمع وبيئة التنوع السياسي فيه. فضلاً عن أن أسباب الخوف الأقلّوي العلوي غير متوفّرة عند الأكثرية السُّنية. صحيح أن مثل هذا الخوف محسوس اليوم لدى غالبية السُّنة، ولكنّه غير قابل للاستمرار ليكون سنداً دائماً للنظام الذي يتشكّل في دمشق. على هذا سيكون استقرار النظام السياسي في سورية مرهوناً بمدى ابتعاده من النزوع الطائفي غير الوطني، أي بمدى قدرته على تحدّي نفسه. هذا وحده ما يشكّل أرضيةً لتماهي الجماعات السورية غير السُّنية، مع الدولة، وأيضاً لرضى الغالبية السُّنية نفسها واستقرار علاقتها بالدولة الجديدة.

العربي الجديد

——————————

اصطفافات جديدة تعزّز الكارثة/ رشا عمران

09 مايو 2025

في عام 2011، مع بدايات الثورة السورية، حدثت انقسامات حادّة في المجتمع السوري، طاولت حتى العائلات والأُسر، ولم تقتصر على الكتل المجتمعية المختلفة (دينيةً ومذهبيةً ومناطقيةً). انقطعت أواصر أُسر وأزواج وأصدقاء (خسرت كاتبة هذه السطور أصدقاء عُمُرٍ انحازوا إلى النظام وردّدوا سرديته ضدّ الثورة والثوّار)، وتشكّلت بنية علاقات جديدة، قوامها الانحياز إلى الحدث الثوري وظروف اللجوء والهجرة إلى مجتمعاتٍ جديدةٍ غريبةٍ في لغتها وعاداتها، فرضت على السوريين وقتها المزيد من التلاحم والتكتّل في مجتمعاتٍ خاصّة بهم، خصوصاً في السنوات الأولى، حين كان العمل في الإغاثة ودعم المناطق المُحاصَرة ومناصرة المهجّرين والضحايا يستلزم تكاتفاً جمعيّاً من سوريّي الخارج.

تشكّلت وقتها علاقاتٌ بين أفرادٍ سوريين ما كانوا ليكونوا أصدقاءَ، لولا تلك الظروف التي نتحدّث عنها. ومع مرور الوقت، وانشغال البشر في حياتهم اليومية، وخروج الوضع السوري من أيدي السوريين وثباته على ما كان عليه في سنوات الأسد الأخيرة، لم يعد أولئك السوريون يلتقون إلا في المناسبات، عدا الذين استطاعوا الشغل في بنية تلك العلاقات وتحويلها من علاقة مؤقّتة، فرضها ظرف سياسي ما، إلى علاقات صداقة متينة لا تخضع لمزاج المتغيّر السياسي.

سقط الأسد وانتصرت الثورة، وعمّت الاحتفالات بالنصر المجتمعات السورية كلّها في الخارج، مثلما حدث في الداخل السوري. الفرح والنشوة بالانتصار جعلا السوريين يشعرون كما لو أنهم استعادوا سورية جميعاً، ومعها استعادوا الثقة بأنهم أبناء مجتمع متماسك ومتين، فما فرّقهم ذات يوم قد اختفى الآن، ما يعني أن القُطَب المفكوكة في بِساط المجتمع قد رمّمها الانتصار واستعادة الوطن وهُويَّته. لكنّ هذا لم يدم فترةً طويلةً. انتهت الأفراح وليالي النصر الملاح، وبدأ الواقع الهشّ والمهترئ يتكشّف شيئاً فشيئاً، ومع كلّ انكشاف كان ثمّة صدمة كبيرة وقاسية تغلق (شيئاً فشيئاً) نوافذ الأمل المفتوحة على آفاق مستقبلٍ سوريٍّ جديد يتسم بالعدالة والشفافية، والتغيير الشامل لكلّ البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي رسّخها نظام الأسد عبر 50 عاماً.

لكن الانتهاكات (سمّيت فردية) بحقّ العلويين مبدئياً، ثمّ مجازر الساحل السوري، ثمّ ما حدث في مناطق الدروز في ريف دمشق ومحافظة السويداء، والخطاب الطائفي التحريضي المعمّم في وسائل التواصل، الذي يقوده إعلاميون مقرّبون من السلطة المؤقتة، وإقصاء وتهميش شرائحَ واسعة من المجتمع السوري، والتّدخل السافر في عادات السوريين وحياتهم الاجتماعية، والأسئلة المُحرجة عن طوائفهم، والغياب الكامل للعدالة ومعاقبة المرتكبين… ذلك كلّه ترك الباب مفتوحاً للعدالة الانتقامية، والثأر على الطريقة القَبلية، وفلتان الوضع الأمني وعدم القدرة على ضبطه. ومع كثير ممّا يحدُث يومياً، أُسدل الستارُ نهائياً على حلم سورية الجديدة الموحّدة، ودُقَّ مسمارٌ أخير في نعش الهُويَّة الوطنية السورية لمصلحة هُويَّات ما قبل وطنية، خصوصاً الدينية والطائفية.

انعكس هذا التغيّر على العلاقات المجتمعية وأعاد الاصطفافات السابقة إلى نقطة الصفر، لتبدأ اصطفافاتٌ مبنيةٌ على الموقف من السلطة الحالية، ومعظمها ذو طابع طائفي يعزّز الخراب القائم. وكما حدث في أوّل الثورة، الانحياز هنا أيضاً متطرّفٌ ويصل إلى حدّ القطيعة، وكأنّه لا يجوز لأحد أخذ مسافة ما لفهم سياقات ما يحدُث، والتريّث في الحديث عنه، أو كأنّ ثنائية “مع أو ضدّ” القاتلة يجب أن تبقى هي السائدة، وهي (للأسف!) مدعّمة من السلطة المؤقّتة بالكامل، ما أبعد من واجهة المشهد السوري العام شخصيات مؤهّلة عِلمياً واقتصادياً ومجتمعياً ودولياً للمساهمة في إعادة ترتيب أولويات السوريين لبناء سورية الحلم، لمصلحة شخصيات ميزتها الوحيدة هي التطبيل لكلّ ما يصدر من السلطة، وترويجه، وإيجاد المبرّرات والذرائع للأخطاء القاتلة التي سوف تؤدّي حتماً إلى تفتيت سورية التي نعرفها.

أمّا أسوأ ما يحدث الآن فهو أن يُعتبَر الشبّيحة السابقون من مؤيّدي مجازر الأسد واقفين في صفّ واحد مع الديمقراطيين والعلمانيين ممّن يعترضون اليوم على سياسات ومجازر السلطة المؤقّتة، بقوة اعتراضهم نفسها على سياسات الأسد ومجازره، وهو لا يقترب من الحقيقة قيد أنملة، ذلك أن ما نراه اليوم ليس سوى نتيجة سلسلة طويلة ومهولة من الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، وهلّل لها مؤيّدون لا يملكون ضميراً وطنياً، ولا يختلفون عن مؤيّدي جرائم اليوم وضمائرهم الميّتة.

العربي الجديد

—————————-

تحالف “أسدي” في أميركا يرفع شعار الديمقراطية ويخفي مشروعاً طائفياً للتقسيم

2025.05.09

كشفت مصادر خاصة لموقع “تلفزيون سوريا” عن نشاطات سياسية وإعلامية تقودها مجموعة تدّعي تمثيل العلويين السوريين في الولايات المتحدة، تحت اسم “رابطة العلويين في الولايات المتحدة”، وتعمل بتنسيق وثيق مع تيار مدني يضم شخصيات كانت على ارتباط مباشر بالأجهزة الأمنية التابعة لنظام المخلوع بشار الأسد.

ووفقاً لوثائق وصور حصل عليها موقع “تلفزيون سوريا”، فقد أرسلت الرابطة خلال الأشهر الماضية رسائل إلى الكونغرس الأميركي تزعم فيها أن العلويين يتعرضون لـ “تطهير عرقي”، و”إبادة جماعية” في سوريا، مطالبةً بدعم مؤتمر تنظمه الرابطة في 12 و13 من أيار الجاري في مبنى الكونغرس بواشنطن.

654

ويظهر البحث عبر المصادر المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي أن “رابطة العلويين في الولايات المتحدة” أعلنت عن انطلاقاتها في شباط الماضي

، أي قبيل اندلاع التوترات الأخيرة في الساحل السوري، ما يشير إلى وجود خطة عمل ممنهجة.

شخصيات بارزة وصلات أمنية

تُظهر الوثائق التي اطلع عليها تلفزيون سوريا أن الرسائل الموجهة إلى الكونغرس تحمل توقيع شخص يُدعى عيسى سلامة، وهو زوج سارة حيدر، العضو البارز في الرابطة، ويُعتقد أنه مقرّب وأحد أفراد عائلة العميد أديب سلامة

، أحد أبرز قادة المخابرات الجوية سابقاً، والمعروف بـ “سفاح حلب”.

والعميد أديب سلامة أحد أبرز رموز نظام الأسد الأمنية، ومدرج على قوائم العقوبات الأميركية والأوروبية والبريطانية الكندية، ويُتهم بإشرافه المباشر على عمليات القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب التي كان يقوم بها عناصر فرع المخابرات الجوية في شمالي سوريا.

كما ورد ذكر العميد أديب سلامة في تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” بعنوان “أقبية التعذيب: الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري في مراكز الاعتقال السورية”، والذي يؤكد عمليات التعذيب التي تعرض لها المعتقلون في محافظة حلب على يد العميد أديب سلامة، فضلاً عن ارتباطه مع ميليشيات إيرانية ارتكبت انتهاكات واسعة بحق السوريين.

ويرأس “رابطة العلويين في الولايات المتحدة” الدكتور مرهف إبراهيم، وهو طبيب سوري مغترب، ينحدر من محافظة حمص، ومقيم في الولايات المتحدة منذ العام 2004.

ويُعرف عن الدكتور مرهف إبراهيم ارتباطه الوثيق بنظام الأسد ومؤسساته، بما في ذلك “مؤسسة العرين الإنسانية”، وهي كيان مدني رديف لمؤسسات الأسد الأمنية، تديره أسماء الأسد، ويخضع للعقوبات الدولية، وصُنفت المؤسسة بأنها “توزع المساعدات وفق سياسات وأولويات النظام، وبالتالي الاستفادة منها ودعمها”.

كما ارتبط اسم الدكتور مرهف إبراهيم بإجراء عمليات جراحية لمصابي وجرحى جيش نظام الأسد، بتمويل من “مؤسسة العرين”، حيث روّجت وسائل إعلام الأسد أن الدكتور إبراهيم يطلق “مبادرات إنسانية

” لمساعدة مرضى القلب في سوريا.

“شبيحة” يعودون بثوب مدني

تظهر إحدى الوثائق اجتماعاً عقده أعضاء من الرابطة مع شخصيات داعمة لنظام الأسد في الولايات المتحدة الأميركية، بينهم عزيز وهبي، الذي ينتمي إلى ما يُسمى “التيار السوري المدني الحر”، وهو تيار يضم فيه أشخاصاً عملوا سابقاً ضمن تشكيلات “الشبيحة”، قبل أن يعيدوا تقديم أنفسهم كناشطين مدنيين عقب سقوط نظام الأسد.

وتشير معلومات صفحة “التيار السوري المدني الحر” إلى أنه أنشأ في كانون الثاني

الماضي، أي قبيل أحداث الساحل والتوترات الأخيرة فيه، ما يشير إلى خطة عمل ممنهجة أيضاً.

وتؤكد المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لكل من عزيز وهبة و”رابطة العلويين في الولايات المتحدة” و”التيار السوري المدني الحر” إلى تعاون وثيق، يروج لجملة من الخطابات المثيرة للجدل، منها:

    الدعوة العلنية لتقسيم سوريا إلى كانتونات طائفية، كما صرح بذلك عزيز وهبي على حسابه الشخصي.

    تصوير العلويين كمستهدفين من قبل الحكومة السورية الجديدة.

    رفض أي حل سياسي في سوريا من دون تمثيل الأقليات.

“مؤتمر من أجل الديمقراطية”: مغالطات ومزاعم تمثيل العلويين

وتستعد “رابطة العلويين في الولايات المتحدة” لعقد مؤتمر بعنوان “المؤتمر السوري الأميركي من أجل الديمقراطية”، يومي 12 و13 أيار الجاري، داخل مبنى الكونغرس الأميركي، وذلك تحت مزاعم “حماية الأقليات وتعزيز التعددية”، إلا أن الوثائق التي حصل عليها موقع “تلفزيون سوريا” تكشف عن جوهر مختلف تماماً.

وتكشف الوثائق والصور عن شبكة أمنية وسياسية موالية لنظام الأسد المخلوع، تعمل على إعادة تدوير رموزها عبر خطاب مدني مزيف، يتهم الحكومة السورية الجديدة بأنها عبارة عن “جهاديين” ينفذون “حملة تطهير طائفي”.

وتستخدم الوثائق الرسمية للمؤتمر لغة قانونية حقوقية تستند إلى مفاهيم العدالة والحرية، إلا أنها تتضمن مزاعم كاذبة ومغالطات بارزة، منها:

    اتهام الحكومة السورية الجديدة بارتكاب جرائم تطهير عرقي وطائفي.

    تقديم الطائفة العلوية كمجموعة محايدة لا علاقة لها بالحرب في سوريا أو جرائم نظام الأسد.

    تجاهل دور الأجهزة الأمنية في الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

    المطالبة بما يسمى “حقوق رئاسية” للعلويين كشرط لأي تسوية سياسية.

    اشتراط بقاء هيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب إلى حين منح الأقليات حق الرئاسة.

    مطالبة الولايات المتحدة بربط رفع العقوبات عن سوريا بمصير العلويين.

    المطالبة بدعوة وفود أميركية لزيارة الساحل السوري بذريعة التحقق من المجازر بحق الأقليات.

    تزعم الرابطة أنها تمثل “مجموعة من الأطباء والمهنيين”، في محاولة لإضفاء شرعية أكاديمية على نشاطها.

تحالف أمني – مدني يروّج للتقسيم تحت غطاء الأقليات

ولدى البحث عبر المصادر المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي عن الشخصيات المرتبطة بـ “رابطة العلويين في الولايات المتحدة” و”التيار السوري المدني الحر” والمشاركين في “المؤتمر السوري الأميركي من أجل الديمقراطية”، تبرز الأسماء التالية:

مرهف إبراهيم: يشغل منصب رئيس “رابطة العلويين في الولايات المتحدة”، وهو طبيب ينحدر من محافظة حمص، يعرف عنه ارتباطه الوثيق بنظام الأسد ومؤسساته، بما في ذلك “مؤسسة العرين الإنسانية”، ويرتبط اسمه بإجراء عمليات جراحية لمصابي وجرحى جيش نظام الأسد، بتمويل من “مؤسسة العرين”، الخاضعة للعقوبات.

عيسى سلامة: ويعتبر الذراع التنفيذي للرابطة في واشنطن، وهو من وقّع على المراسلات الرسمية باسمها الموجهة إلى الكونغرس الأميركي، ويُعرف بكونه قريباً للعميد أديب سلامة، أحد أبرز قادة المخابرات الجوية في عهد النظام السابق، والمعروف “سفاح حلب”.

سارة حيدر: زوجة عيسى سلامة وإحدى الشخصيات الفاعلة في نشاطات الرابطة، تنتمي إلى عائلة أمنية، وظهرت في عدة صور تمثّل الرابطة خلال لقاءات ومؤتمرات، وتعد أحد الوجوه الساعين لترويج خطاب “العلويين المضطهدين” في الأوساط السياسية الأميريكية.

عزيز وهبي: أحد أبرز وجوه “التيار السوري المدني الحر”، شارك في عدة فعاليات مشتركة مع الرابطة، ودعا بشكل علني إلى تقسيم سوريا إلى أقاليم طائفية، وظهر في صور إلى جانب سفير نظام الأسد في روسيا، بشار الجعفري، وشارك بعدة تظاهرات وتجمعات مؤيدة للأسد في الولايات المتحدة.

عدي حسن: أحد المشاركين في الاجتماعات المشتركة بين الرابطة والتيار، وكان سابقاً جزءاً من مجموعات “الشبيحة”، قبل أن يعيد تقديم نفسه كناشط مدني، وتربطه صلات مباشرة بمسؤولين رفيعي المستوى في النظام المخلوع.

إعادة تدوير أدوات الأسد

تؤكد مصادر موقع “تلفزيون سوريا” أن هذه المبادرات تأتي في سياق مشاريع دولية تهدف إلى تقسيم سوريا إلى كيانات طائفية وإثنية بذريعة حماية الأقليات، بدعم غير معلن من شخصيات سياسية أميركية ذات توجهات يمينية.

ويؤكد أحد المصادر أن “ما يجري هو إعادة تدوير لأدوات نظام الأسد، كاستخدام خطاب الأقليات، بهدف كسب اعتراف سياسي وربما حصة مستقبلية في أي حل دولي”.

ويشير المصدر إلى أن “ما يظهر للعلن أن هذه المجموعات تسعى لمؤتمر يروّج للديمقراطية وحقوق الأقليات في سوريا، لكن في الحقيقة يخفي في جوهره مشروعاً موجهاً لإعادة إدماج بقايا نظام الأسد الأمنية في المعادلة السياسية السورية”.

وشدد المصدر على أن “استخدام يافطة (العلويين المضطهدين) باتت أداة لترويج تقسيم سوريا، والطعن في شرعية مؤسسات الحكومة السورية، والمطالبة برفع العقوبات عن شخصيات ارتبطت عضوياً بالآلة القمعية للنظام المخلوع مع إبقاء العقوبات على سورية والضغط الدولي على الحكومة السورية مستمرا”.

تلفزيون سوريا

—————–

==========================

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى