الحدث

تضامناً مع الفنّان السوري المُعتقل: “يوسف مستحيل أن ينكسر”/ ريّـان ماجـد

“اللحظة التي دخلت فيها الى المعرض ورأيت الثلاثية التي تحمل إسم “أيلول الأسود” كانت مؤثرة. هذه الثلاثية التي أنجزها عام 1976 ترسم تاريخ جيلنا، وهي كانت مشروع تخرّج يوسف في الجامعة، ونفّذها بعد مجازر أيلول (حين اصطدم الجيش الأردني بالمقاومة الفلسطينية في عمّان عام 1970). التفاصيل في العمل تتكرّر في الـ2013، لكن هذه المرة في سوريا؛ تداخل الأحصنة الطيّبة مع الأحصنة الشريرة مجسّد بطريقة دموية فظيعة وبعنف غير معقول. هذه الثلاثية تُظهر كيف أن الفنّ يمكنه توثيق اللحظة وفي الوقت ذاته يحذّر من المستقبل ويستمرّ في إطلاق صرخة مديدة لا تتوقّف. فيها كثافة مشاعر، وهي تعطي قوّة فظيعة وإحساساً بأن المقاومة مستمرّة وبأن يوسف مستحيلٌ أن ينكسر أو أن تُقيّد يداه عن التعبير والرسم…لكن في الوقت ذاته، مضى 13 يوماً على اعتقاله وليس هناك أي خبرعنه”.

تحاول السينمائية السورية هالة العبدالله، بالرغم من الحزن والألم والخوف على مصير زوجها الفنّان التشكيلي السوري يوسف عبدلكي الذي اعتقل من قبل قوات النظام السوري عند حاجز للأمن على مشارف مدينة “طرطوس” في 19 تموز هو وصديقاه توفيق عمران وعدنان الدبس، أن تبقى “إيجابية”، وهي تنتظر خروجه من سجون الاستبداد. “رح يرجع ويكفّي رسم”.

حضرت هالة الى اللقاء التضامني مع الفنّان المُعتقل الذي عُقد في “غاليري أجيال” في بيروت يوم الثلاثاء، وشارك فيه فنّانون وناشطون لبنانيون وسوريون، وعُرضت خلاله مجموعة من أعمال عبدلكي.

“هذا اللقاء هو للتضامن مع فنّان وزميل نحبّه ونحترم فنّه ومواقفه الإنسانية. وهو أيضاً لعرض أعمال نادرة له رسمها في مراحل متعدّدة من حياته، ومنها مشروع تخرجّه المتمثّل بثلاثية تعبّر عن نظرته لصعوبة الوضع في منطقتنا وللعنف الغارقة فيه. وهو بقي طوال حياته مؤمناً بقضايا العدالة والحرية، واعتُقل من أجلها”، كما قال صالح بركات،  صاحب غاليري “أجيال”.

وُلد يوسف عبدلكي في القامشلي شمال شرق سورية عام 1951. تخرّج من كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1976، واعتُقل للمرّة الأولى بسبب مواقفه السياسية بين العامين 1979 و1980، ثم غادر سوريا بعد خروجه من المعتقل ليعيش في المنفى الباريسي ربع قرن. أكمل دراسته هناك، “ويعمل منذ العام 1968 في مجالات غرافيكية متعددة، وقام بتصميم عشرات الملصقات وأغلفة الكتب، والشعارات، كما نُشرت رسوماته وأعماله الكاريكاتورية في مجلات وصحف عديدة، عربية وعالمية (…). أقام الكثير من المعارض الفردية في مختلف عواصم ومدن العالم منذ العام 1973 (…) وتقتني لوحاته أهم متاحف الفن في العالم مثل المتحف البريطاني، ومتحف معهد العالم العربي في باريس، ومتحف ديني لي بان في فرنسا، ومتحف عمان للفن الحديث، ومتحف الكويت”، بحسب ما جاء على الصفحة المخصّصة له على فايسبوك.

عاد للمرة الأولى الى سوريا بعد 25 عاماً من الغياب عام 2005 ، حيث أقيم أول معرض في بلده بحضوره.

اعتُقل الفنّان منذ 13 يوماً. انضمّ الى عشرات ألوف المعتقلين السوريين من أطباء وكتّاب وممثلين وسينمائيين وصحافيين ومدوّنين وناشطين من أجل السلام ومواطنين وأطفال، يعيشون عتمة المعتقلات وعذاباتها.

“الأخوة الذين لا قلب لهم اقتادوك الى العتمة …قيّدوك بالضوء …فاختفوا هم…”، كما كتبت هالة العبدالله على فايسبوك بعد انتشار خبر اعتقال يوسف…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى