تقنية

عن الكلوب هاوس -مقالات مختارة-

كلوب هاوس” بئر الأصوات/ رائد وحش

تأخذنا المساحة التي خلقها كلوب هاوس إلى عالم الأصوات، لنرى أناسًا نعرفهم من خلال نبرات كلماتهم وإيقاع أنفاسهم، وبالتالي سنعيد النظر في معنى المناقشة والحوار بالشكل الذي عرفناه من قبل على المنصات، إذ اتخذ شكل تعليقاتٍ في معظمها، أو ردودًا شفهية خلال البث المباشر، فيما الأمر مختلف جدًّا هنا، لأننا نعيد اكتشاف كل شخص مع الاستماع إلى صوته.

يساعد على نمو هذه المساحة الافتراضية أنها تأتي في زمن الحجر وانتظار اللقاح، ولهذا فالثرثرات التي طالما ملأت أرجاء الحياة، في البيوت، في أمكنة العمل، في الفضاء العام؛ تجتمع كلّها في مكانٍ واحدٍ لكي تشكّل ديوانًا لا نهائيًّا من الأصوات البشرية، الراغبة في تحويل الحياة إلى نوع من الحوار أو الدردشة.

الذين ذهبوا إلى البرنامج ذهبوا لكي يتكلموا. والكلام يعني أن تَسمع وتُسمع، أن تأخذ وتُعطي. إنه باختصار أن تُبادل دون استئثار.

حين تجادل وتختلف في كل ما يتعلّق بالأفكار والمشاعر فأنت مدعو لأنْ تتعلّم. صحيح أن المعلومات موجودة في كل مكان، لكنّ الكلام والحديث يجعلانا نرى الأفكار من منظور الآخر الذي نحدّثه، ما يقود إلى استيعاب العاطفة الكامنة وراء الأشياء وإلى ربطها بالحياة.

إنه حديث مفتوح من كل أحد حول كل شيء. من الفكر والاجتماع والتاريخ والأدب إلى المشاكل الشخصية. وهو أيضًا تذكير بأن البشر لا يزالون يرغبون بالكلام، وكأنه الحقيقة التي تربطهم بينهم، والتي أهملوها عندما راحوا يركّزون على صور وفيديوهات مفكرّ بها مرارًا قبل إطلاقها.

تذهب المنصات بنا إلى آفاق بعيدة، مُغيّرة من عاداتنا وأفكارنا وروتيننا. وكلما ظهر تطبيق جديد نُهرع إليه فرادى وجماعاتٍ كي نلتحق بالركب، ونبقى مستعدين للمغادرة إلى جديد آخر، فأكبر الدروس التي تُعلمنا إياها حياة التكنولوجيا والتقنيات هو أن نكون على استعداد لنمضي وكأننا بدوٌ افتراضيون، بدلًا من أن يبحثوا عن الماء والكلأ باتوا يبحثون عن إمتاع ومؤانسة. ومع تغيّر الوسائط من اللغة إلى الصورة إلى الفيديو، إلى الصوت الآن، سنظلّ مستعدين للبحث عن جديد، كي نمضي إليه ونصادف الأشخاص الذين صادفناهم من قبل في تطبيقات أخرى. فما الذي نريده حقًا؟ أن نتحدث مع بعضنا البعض بأكثر من طريقة؟ أم أن نجرّب إمكانيات الوسائط بالأشخاص؟ أم أن نجرّب الأشخاص لاكتشاف التقنيات؟ أم أننا آخر الأمر سنقرّ ونعترف بأن ذلك كله تجارب على أنفسنا بالتقنيات والأشخاص معًا؟ من يدري!

ما الدافع النفسي إلى عدم الاكتفاء بالمنصات التقليدية: فيسبوك وتويتر، رغم أنهما، كما غيرهما، يحاولان احتكار وجودنا عليهما عبر تقديم كلّ شيء؟ هل نمضي نتيجة لضجرنا من شعبية تلك المنصات؟ لكن المنصات الجديدة ستصبح شعبية أيضًا! أم هي الرغبة في التواجد في مكان حرّ، نسبيًّا، لا يُشوش علينا بالإعلانات والجماهير الواسعة؟

ليست فكرة كلوب هاوس بالجديدة. إنه نوع من التطوير للتراسل اللاسلكي الذي عرف أشكالًا عديدة أشهرها جهاز “Citizens Band Radio” الذي اشتُهر في ثمانينيات القرن الماضي، عندما أتاح فرصة الاتصال الصوتي بين الأفراد على مسافات معينة. لكن الجديد هنا، وهذا مجرد انطباع أولي، أنه ليس المهم كيف تبدو بل من أنت حقًّا. ليس المهم كيف تريد أن تكون بل من تكون على وجه التحديد. هنا لا يمكنك اختراع هوية، فلا صور ليكون لها فلاتر ومحسنّات، ولا مساحة للسطو على مقولات جميلة وشاعرية ونسبها إلى نفسك. هنا تحضر حضورك الطبيعي، بالهوية التي تمتلكها لا بالتي تدعيها، وتحضر بالقوة ذاتها في الآخر ويحضر فيك، وبمقدار قدرة كلٍّ منكما على اكتشاف الآخر المقابل والآخر الذي فيك سيأخذ ديوان الأصوات معناه، أو أنه سينهار ويتحول إلى مجرد بئر من أصوات مخيفة وغير مفهومة.

الترا صوت

————————

كل ما تريد معرفته عن “كلوب هاوس”.. غرف مغلقة وحديث متواصل/ فهد الحجي

يبدو أن الصيحة الجديدة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي أتت بشكل مجنون لم يخطر على البال. فجأة أصبح الجميع يتحدثون عن “كلوب هاوس”

وبات الأصدقاء والمعارف يطلبون الدعوات من بعضهم البعض للانضمام إلى هذه التطبيق، ليستكشفونه ويقضوا فيه ساعات طوال.

ما هو تطبيق كلوب هاوس؟

ببساطة، هو تطبيق للدردشة الصوتية الجماعية، حينما تدخل التطبيق يمكنك الانضمام إلى أي “غرفة” من الغرف الموجودة لتشارك من فيها الحديث، أو تُنشئ غرفة للتحدث فيها مع أصدقائك أو مع من يشاركك اهتماماتك.

من ينشئ الغرفة يصبح هو مسؤول الغرفة، ويتحكم في من يأخذ “المايك” ليتحدث، أو يسحب “المايك” منه، أو يدعو أحد الحضور للحديث، كما يمكنه إعطاء صلاحية إدارة الغرفة لأكثر من شخص معه في الغرفة، ولذلك ترى بعض الغرف لها عدد كبير من المسؤولين أو المنظمين، ومسؤول الغرفة تظهر بجانبه نجمة خضراء اللون.

نمط المحادثات الفورية هو من أهم عوامل جذب الكثير من المستخدمين، لأنه يعطي شعوراً بالقرب والحميمية، بالجلسات والسهرات التي اعتدنا عليها، ومع أزمة كورونا وابتعاد الناس عن الخلطة وقلة الاجتماعات بدا برنامج “كلوب هاوس” كبديل مناسب لذلك، ولو مرحلياً.

كما أن الكثير ممن يقطنون في بلاد المهجر كالمبتعثين وغيرهم وجدوا فيه حلاً مناسباً لمعاناتهم بسبب البعد عن الناس والمجتمع الذي ألفوه منذ الصغر، لذلك نجد في الكثير من الغرف من ينطلق تماماً على سجيته، وكأنه لم يتحد لأحد منذ زمن.

من أطلق التطبيق؟

التطبيق خرج من وادي السيليكون، وأطلقه بأول دافيسون Paul Davison والموظف السابق في “غوغل روهان سيث Rohan Seth، وحصل على تمويل أولي قدره 12 مليون دولار من صندوق التمويل الاستثماري أندرسون هورو ويتز Andreessen Horowitz.

ظهر التطبيق في أبريل 2020 ، وارتفع عدد مستخدميه بسرعة رعالية ليصبح بالملايين، وارتفعت مع ذلك قيمته التقديرية، لتصل في آخر تقييم إلى مليار دولار، مع العلم بأن التطبيق لم يكسب دولاراً واحداً حتى الآن.

كيف أسجّل في كلوب هاوس؟

إن قمت بتحميل التطبيق مباشرة ستكتشف أنه لا يمكنك التسجيل فيه، الطريقة الوحيدة لتسجل في التطبيق هي أن تتلقى دعوة من شخص لديه حساب في “كلوب هاوس”.

وإن وصلتك الدعوة وقمت بالتسجيل فيه، فسيمنحك التطبيق عدد معين من الدعوات لتوزيعها على من تريد، ويمكنه أن يمنحك دعوات أخرى إضافية من وقت لآخر.

ولو كنت من مستخدمي (الأندرويد) فلن تجد التطبيق في متجر التطبيقات، وذلك لأن تطبيق كلوب هاوس متاح فقط لمستخدمي نظام (IOS)، أي الآيفون والآيباد فقط. وكان الرئيس التنفيذي للتطبيق باول ديفيدسون قد صرّح بأن التطبيق سيكون متاحاً لمستخدمي الأندرويد في وقت قريب.

من أجد في التطبيق؟

مجموعة كبيرة من المشاهير عقدوا بالفعل جلسات حوارية وندوات فيه، مثل إيلون مسك الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، ومارك زوكيربيغ صاحب فيس بوك، والإعلامية أوبرا وينفري.

كما حضر وتحدّث في هذا التطبيق مجموعة من الوزارء والمسؤولين في الخليج، وقد تدخل التطبيق لتجد أحدهم متحدثاً أو ضيفاً في إحدى الغرف.

التطبيق أخذ انتباه الجميع، من كل الشرائح، فيمكنك أن تجد فيه مسؤولين حكوميين، رجال أعمال، روّاد أعمال، متخصصين في الصحة، في الطاقة، في الاقتصاد، عازفون، كتاب ومؤلفون وأدباء وشعراء، ممثلون، مخرجون وكتاب دراما ومسرح، وأشخاص من كل صنف ولون.

هناك غرفة مغرقة في الجدية، ينشئها أشخاص من تخصص دقيق، وهناك غرف في قضايا عامة، كالقرارات الحكومية أو القضايا الاجتماعية.

وهناك غرف تقنية، طبية، أعمال، غرف مخصصة للنساء، للرجال وللعزاب وللفاشلين في مشاريعهم التجارية وللفاشلين في الدراسة وللمتميزين في الدراسات العليا، للمبتعثين في أميركا أو أستراليا، لعشاق السفر، لمن يحب فن الخبز في البيت، لمن ليس له غرفة ينضم إليها، لتبادل المتابعة، لمن شاهد سالي وحرق البوكيمون وهو في صغره! وكل ما يمكن أن يخطر على البال.

العديد من المشاهير بدؤوا في استخدام المنصة لتقديم محتوى أو خدمات مختلفة، برز منهم مثلاً الخبير التقني فيصل السيف الذي يعقد جلسات تقنية دورية، وكان أول لقاء عقده عن تفاصيل استخدام الكلوب هاوس وكيفية التعامل معه، وهناك سعيد باعقيل المتخصص في بناء العلامات التجارية والذي يعقد الكثير من الجلسات التحفيزية للشباب ورواد الأعمال.

كما نشأت العديد من الغرف التي يلتقي فيها أصحاب الأفكار والمشاريع بالمستثمرين مباشرة لعرض مشاريعهم عليهم والتي قد تنشأ منها استثمارات وصفقات، أو لعرض مشاكل تواجههم وسماع النصح والتوجيه مباشرة من رجال الأعمال، وبرز من هؤلاء يزيد الراجحي، وإبراهيم الجاسم مؤسس تطبيق هنقرستيشن، ويقيم عبيد العبدلي جلسات دورية لمناقشة قضايا مختلفة حول التسويق وما يتعلق به، وغيرهم كثير.

اختلاط الهويّات.. وشهوة الكلام

عند التسجيل هناك اقتراح بربط حساب “كلوب هاوس” بحساب المستخدم في “تويتر”، مما يعطي إيحاء بأن كلوب هاوس هو امتداد لمنصة تويتر في جديتها وأساليب طرحها، لذلك كثير ممن سجلوا في كلوب هاوس كانت صورهم الشخصية هي الصور الرسمية لهم في تويتر، وكذلك المعرّفات.

ولكن هناك منهم من اكتشف الجانب الآخر لكلوب هاوس: الجانب الترفيهي، في اللقاءات والسهرات التي لا تجد فيها للضحك والمزاح نهاية.. أو في غرف الفضفضة التي يتكلمون فيها بأريحية عن جوانب من حياتهم العملية والاجتماعية بصراحة وبسرد الأسرار والفضائح.

وهذا ما لا يتوافق مع معرفاتهم الرسمية، لذلك قاموا بتغيير معرفاتهم بعد ذلك إما لإخفاء هوياتهم أو بغرض عدم الظهور في طابع رسمي في هذه الأماكن. هذا النمط كان واضحاً إلى درجة أن هناك من أنشأ غرفاً للتهكم على أصحاب الصور الرسمية في كلوب هاوس.

المثير في كلوب هاوس أنه فتح مجالاً للناس للحديث، وهذا ما جعل البعض يعتقد أن كلوب هاوس نجح لأنه خاطب شهوة الكلام عند البشر. هناك الكثير ممن يدخلون الغرف فقط لغرض الحديث وليس الاستماع، وحينما يقوم مدير الغرفة بمنحهم “المايك” للكلام تجدهم يعبرون عن فرحهم وامتنانهم.

وبعضهم يصرّح بأنه متضايق من الغرف الأخرى لأنه ينتقل من غرفة لغرفة ولا أحد يتيح له الكلام، مع العلم بأن هذه الغرف تتحدث عن مواضيع مختلفة وتخصصات مختلفة.

هناك أشخاص أنشأوا غرفاً لهذا الغرض، فيجعلون عنوان الغرفة سؤالاً واضحاً: هل تمنح ابنك جهاز جوال؟، هل اقترضت من بنك؟ كم كتاباً تقرأ في العام؟ وذلك ليدخلها الزائر، يحجز دوره، يأخذ “المايك” ليجيب عن السؤال، ثم يخرج باحثاً عن غرفة أخرى يسهل فيها له الحصول على “المايك”.

لغط.. وهجوم

من أهم فروق كلوب هاوس عن غيره هو سقف الحرية العالي فيه، فهو تطبيق محادثات فورية، ويمنع التسجيل الصوتي المباشر من الجهاز نفسه حفاظاً على خصوصية المستخدمين، (بالطبع يمكن التسجيل بطرق تقليدية)، وهذا الحديث المباشر لا يمكن مراقبته بأي حال من الأحوال.

ولذلك الكثير تحدثوا عن تجاوزات تحدث، بعض النساء تحدثوا عن تحرش يحدث لهم، كما ذكرت تقارير صحفية إنشاء بعض الغرف العنصرية، وغرف تنشر الشائعات والمعلومات المضللة.

مع تزايد هذه الحالات أعلنت الرئيس التنفيذي لكلوب هاوس عن تعيين مراقبين للمحتوى، ولكن هناك شكوك حول جدواها، كما تم تحديد عمر 17 عاما ليكون الحد الأدنى للتسجيل في البرنامج، لأنه مكان غير مناسب للصغار إطلاقاً.

هذه الصفات أثارت حفيظة الكثيرين، فظهرت دعوات مؤخراً بمغادرة ومقاطعة برنامج كلوب هاوس، لأنه يدعو للرذيلة، والانحراف، وأنه مليء بالأفكار الهدامة، وبدأت هذه الدعوات تلقى صدى ودعماً من بعض المؤثرين والمشاهير الذين أخذوا يتحدثون علناً ويحذرون الناس من استخدام هذا التطبيق.

هناك أيضاً من هاجم التطبيق بسبب إهلاكه للوقت، الاستخدام الطبيعي للتطبيق يعني وقتاً قد يصل لعدة ساعات في الجلسة الواحدة، وبالتالي استخدامه يومياً يعني إهدار الكثير من الوقت، مما رأيناه في كلوب هاوس من ينشئ غرفة، سواء كانت هزلية أو جادة، وتستمر الجلسة لساعات وساعات.

وأحياناً يغادرها أشخاص ليناموا ثم يعودوا لينضموا إليها في الصباح، هذا النمط جعل من البعض يفتح غرفة اسمها (الغرفة الدائمة) بتحدي أن تبقى هذه الغرفة مفتوحة لأطول فترة ممكنة.

وللطرافة مكان

في جو كهذا تكثر المواقف الطريفة والغريبة، ففي إحدى الغرف أعطى المسؤول “المايك” لأحد المتحدثين، ليتحدث ذلك الشخص لساعة كاملة بلا توقف، ثم سكت عن الحديث، والكل مستغرب من عدم إيقاف المسؤول له، ليتفاجؤوا بعد ذلك أن المسؤول قد استغرق في نومه وتركهم.

وفي غرفة أخرى دخلت فتاة وتحدثت بأسلوب جيد، ومنحها المسؤول أحقية أن تكون مسؤولة، ليدخل فجأة مجموعة كبيرة، وتعيّنهم هذه الفتاة كلهم مسؤولين، ويغيرون صورتهم إلى سلاحف الننجا، ويعلنون اختطاف الغرفة. وغرفة أخرى أعلنوا عن مسابقة بين الجمهور، ولكن من يشارك عليه أن يضع صورته وهو صغير، لذلك إن دخلت الغرفة تجدها كلها صور لأطفال، وكأنك دخلت ملتقى لأطفال روضة أو حضانة.

——————–

كلوب هاوس.. خليط من المزح والجد والنقاش/ سارة الديب

الشرق الأوسط يجد متنفسا في المنصة رغم المخاوف والشكوك.

بعد أن وفرت للمشتركين من الشرق الأوسط مساحة للنقاش في أمور كانت تعتبر من المحرمات، بدءا بالسخرية من سياسييهم وصولا إلى الجدل حول مواضيع مثل الإجهاض والمثلية الجنسية، أثارت تقارير عن وقوع تسريبات لبيانات أكثر من 1.3 مليون من مستخدمي منصة كلوب هاوس مخاوف من أن تسهل هذه التسريبات استهداف أصحابها.

يتجه مئات الآلاف من الأشخاص في العالم العربي إلى تطبيق الدردشة الصوتية سريع الانتشار، كلوب هاوس، للسخرية من سياسييهم والحديث عنهم، أو مناقشة قضايا حساسة مثل الإجهاض والتحرش الجنسي، أو النقاش والاستفسار عن أفضل المطاعم التي تقدم طبق شاورما وأرخصها خلال الأزمة الاقتصادية.

ولا ينتهي الجدل مع تنزيل أكثر من 970 ألف شخص من الشرق الأوسط للمنصة الجديدة منذ إطلاقها خارج الولايات المتحدة في يناير الماضي. حيث أتاحت مساحة للمحادثات الشخصية في ظرف تعطل فيه الاتصال المباشر بسبب الوباء. ويجمع التطبيق بين أولئك الموجودين في الوطن والكثيرين في المنفى أو في الخارج.

تؤمن المنصة مساحة للتنفيس عن الإحباط، في منطقة ترسخت فيها صراعات عنيفة وحكام مستبدون، حيث تبدو سبل التغيير القليلة قابلة للمناقشة.

وقالت ديانا مقلد، وهي صحافية لبنانية تتابع منصات التواصل الاجتماعي عن كثب، إن المنصة تعد بمثابة المقهى المفتوح الذي يخترق ما تمنعه ​​الأنظمة السياسية في المنطقة. وتسمح للمستخدمين بتبادل الآراء والأفكار في ما بينهم.

وشكل الشرق الأوسط 6.1 في المئة من 15.9 مليون عملية تنزيل عالمية للتطبيق، الذي أطلِق في الولايات المتحدة قبل سنة.

وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة السابعة عالميا من حيث التنزيلات التي تتطلب دعوات خاصة، مع أكثر من 660 ألف تنزيل. وهي على القائمة مباشرة بعد تايلاند وقبل إيطاليا، وفقا لشركة سينسور تاور لتحليلات تطبيقات الأجهزة المحمولة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها. وترجع أحد أسباب شعبيتها إلى المساحات الحرة التي تغذيها حيوية المحادثات الجماعية.

ونظم السعوديون غرفا لمناقشة قضايا سياسية محلية ساخنة شملت ولاية العهد. ودخلوا في جدل مع مصريين حول قضايا تتعلق بالممارسات الديمقراطية ومع لبنانيين وأردنيين حول علاقة المملكة بشؤونهم الداخلية.

تتناول غرف أخرى مواضيع محظورة تتراوح من الإلحاد إلى الشذوذ الجنسي. وناقشت امرأة سعودية ما إذا كان يجب السماح بالإجهاض في المملكة، مما أثار نقاشا حادا.

كما أصبحت المنصة مكانا لتبادل المعلومات، مما يمثل تحديا لوسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدول إلى حد كبير في المنطقة.

فبعد دقائق من ورود أنباء عن محاولة انقلاب في الأردن الأسبوع الماضي، تجمع الأردنيون من داخل البلاد وخارجها في غرفة لتبادل المعلومات حول التقارير المُربكة الصادرة عن الحكومة ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها. وشاركت عائلات المعتقلين في الحملة التي تلت الحدث أخبارهم. ودافع بعض المستخدمين عن الملك عبدالله فيما تعهد أنصار الأمير حمزة بدعمه.

هذه المساحة ملكنا

دارت نقاشات لم يكن من الممكن تصورها في السابق بين أطراف من المجتمع كانوا يتجنبون أو يحجبون بعضهم البعض على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

وناقش المعارضون أنصار جماعة حزب الله اللبنانية القوية. كما انتقد اللبنانيون البنوك الخاصة التي يلقون باللوم عليها في الانهيار الاقتصادي الذي تشهده بلادهم، بحضور المصرفيين في الغرفة.

في غرفة أخرى، انتقد العراقيون (وجلّهم من المنفيين) تأثير الميليشيات الدينية العديدة في بلادهم على حياتهم.

 المنصة تؤمّن مساحة للتنفيس في منطقة ترسّخ فيها حكّام مستبدون حيث تبدو سبل التغيير القليلة قابلة للمناقشة

وسردت المديرة، وهي امرأة من مدينة النجف الشيعية، والتي تعيش في أوروبا اليوم، كيف حاولت عائلتها المحافظة تشكيلها لتصبح “مثلهم” وعارضوا إرسالها إلى الجامعات حيث يختلط الرجال والنساء. وصدّت رجلا قال إنها كانت تبالغ، وأخبرته أنه لم يعش ما مرّت به.

وواصلت تسمية شخصيات من الميليشيات الشيعية القوية وزعماء الدين، قائلة إنها شاهدت كيف يستهينون بالقواعد التي وضعوها للآخرين. وفي المحادثة الحرة، كان أنصار الميليشيات يقاطعون كثيرا، مما أثار سيلا من الشتائم من المشرفة والآخرين حتى أُجبروا على المغادرة.

وقالت عن الميليشيات “لقد سيطروا على الأرض بعضلاتهم. لكن وسائل التواصل الاجتماعي تحتاج إلى عقول. هذه المساحة ملكنا”.

من بين المئات من الغرف التي تناقش الحرب في سوريا، قرر بعض المستخدمين تهدئة الأجواء. ونظم نشطاء المعارضة مقابلة ساخرة مع شخص يؤدي شخصية الرئيس بشار الأسد.

وقد أثاروا الضحك ولكنهم ذكروا بكيفية تدمير الصراع المستمر منذ 10 سنوات للبلاد. قال أحد السوريين المنفيين للأسد المزيف “هربت منك وما زلت تتبعني إلى كلوب هاوس”.

لكن المخاوف تتزايد من إمكانية إخضاع الفضاء المفتوح بسرعة للمراقبة أو الرقابة الحكومية نفسها مثل وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

سياسات تثير المخاوف

قبل عشر سنوات توافد النشطاء على تويتر وفيسبوك بعد أن وفرا مساحة حرة ومنذ ذلك الحين بدأت السلطات تستخدم المواقع لاستهداف المنتقدين قبل عشر سنوات توافد النشطاء على تويتر وفيسبوك بعد أن وفرا مساحة حرة ومنذ ذلك الحين بدأت السلطات تستخدم المواقع لاستهداف المنتقدين

قبل عشر سنوات، توافد النشطاء في احتجاجات الربيع العربي على تويتر وفيسبوك، بعد أن وفرا مساحة حرة مماثلة. ومنذ ذلك الحين، بدأت السلطات تستخدم المواقع لاستهداف المنتقدين واعتقالهم ونشر دعايتها الخاصة.

وحظرت سلطنة عُمان بالفعل تطبيق كلوب هاوس. وفي الأردن تحظره بعض شبكات الهاتف المحمول، بينما تحدث مستخدمون في الإمارات العربية المتحدة عن بعض المشاكل التي لم يتمكنوا من تفسيرها.

انتقد المعلقون المؤيدون للحكومة كلوب هاوس في البرامج التلفزيونية والصحف، واتهموا المنصة بمساعدة الإرهابيين في التخطيط لهجمات، ونشر المواد الإباحية أو تقويض الشخصيات الدينية والدولة.

أولا، استقطب كلوب هاوس المدافعين عن الحقوق والناشطين السياسيين. ثم جاء أنصار الحكومة.

وصاح أحد المشاركين في غرفة تضم معارضين لولي العهد السعودي “لقد كبرت هذه الغرفة لأن رجال سلمان هنا للدفاع عنه”.

تحولت مناقشة إطلاق سراح الناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول إلى فوضى عندما هدد عدد من الحاضرين بفضح المتحدّثين وإبلاغ السلطات عنهم. فسرعان ما انقطعت الدردشة.

ظهرت تسجيلات على الإنترنت من محادثات على كلوب هاوس واعتُبرت مسيئة، مثل نقاش تناول كون المثلية الجنسية أصبحت مقبولة، مما أثار شكوكا ومخاوف من أن مستخدمين سعوديين موالين للحكومة يراقبون المنتقدين. وطُلب من إحدى المشاركات ترك محادثة بين اللبنانيين عندما اكتشفوا أنها إسرائيلية، ويرجع ذلك جزئيا إلى خشية بعض المستخدمين من إمكانية محاكمتهم بموجب القوانين اللبنانية التي تحظر الاختلاط بالإسرائيليين.

ويخشى البعض أن يكون عناصر الأمن في الغرف سرا.

ويستخدم معظم المشاركين في التطبيق، والذي يظل حصرا لمستخدمي الأيفون، أسماء حقيقية ويشاركون معلوماتهم أحيانا. لكن الأسماء المستعارة في تزايد.

قال علي السباعي، وهو ناشط في مجال الحقوق الرقمية وحرية التعبير، إنه دون إخفاء الهويات، يمكن أن تتحول خلافات النادي إلى عنف في الحياة الواقعية.

وذكر أن سياسات كلوب هاوس “الغامضة” تثير المخاوف أيضا. حيث تقول الشركة إنها تخزن المحادثات مؤقتا للتحقيق في الانتهاكات. ولا تذكر إلى متى أو من يراجع المحتوى العربي، مما يثير تساؤلات عن هذا الطرف الثالث، ويعرض أمن المشاركين للخطر.

قالت مقلد رئيسة تحرير موقع درج الذي يشكّل منصة إعلامية مستقلة على الإنترنت، إن فرض السلطات مراقبة على كلوب هاوس لن يكون مفاجئا. لكنها قالت إن منصة أخرى ستأتي. و”طالما لا يشعر المستخدمون بأنهم جزء من عملية صنع القرار، فسيجدون هذه المنصات”.

————————-

تطبيق اجتماعي يغيّر مشهد الحوار في المنطقة العربية

كلوب هاوس وفر مساحة فريدة للتنفس أين استمعت الشعوب العربية إلى صوتها مجددا بعد سنين.

من الطبيعي جدا أن تراقب الحكومات العربية، التي تبرع عادة في إدارة الصمت الجماعي، تطبيق كلوب هاوس الذي انفجر كلاما في الفترة الماضي.

تتخذ الحكومات العربية، في مراقبة “تطبيق الكلام” الجديد وضعية الصمت.. صمت ممزوج ببعض الصبر والكثير من الحذر.

أما التحلي ببعض الصبر فهو أمل أن يكون التطبيق مجرد صيحة تستهوي الشباب “الثرثار” كغيرها من الصيحات وسرعان ما سيملون وتخفت، أما الحذر الكبير فمرده أن هذه الحكومات، المفتونة بالسيطرة على كل شاردة وواردة، خائفة من أن تتحول الثرثرة إلى نقاشات وحوارات عميقة.

لم تنس هذه الحكومات الخطيئة الكبرى لفيسبوك وتويتر قبل عقد من الزمن، تلك التي أطاحت بأنظمة وهدمت بلدانا.

إن مراقبة الحكومات لكلوب هاوس تظهر استعدادها لاستباق أي نقاشات قد تخرج عن السيطرة مستقبلا، فلا أحد من بينها يرغب في إعادة ثورات لازالت ارتداداتها حتى الآن ـ خاصة أن اعتقادا يسود بأن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا رئيسيا في اندلاعها. لقد نزلت حشود المتظاهرين بسرعة فائقة إلى الشوارع بشكل باغت الحكومات ولم يعطها الوقت لرد الفعل. استعادت الحكومات الرقابة والسيطرة وقوة الضغط من جديد وليست مستعدة للتنازل.

وفي المنطقة العربية حيث يؤدي الضغط الاجتماعي والرقابة الرسمية إلى خنق الأصوات المعارضة وإسكات الآراء غير المطابقة، وفر كلوب هاوس مساحة فريدة للتنفس أين استمعت الشعوب العربية إلى صوتها مجددا بعد سنين.

ورغم أن التطبيق فكرة ليست بالجديدة كما أنه يعمل بنظام الدعوات فقط وهو لا يتوفر إلا على نظام التشغيل “أي.أو.أس” في الوقت الحالي إذ إن استخدامه يقتصر على مالكي هواتف أيفون فقط، أي أنه موجه للفئات الميسورة نسبيًا فقد استطاع أن يجد لنفسه موطئ قدم في المنطقة العربية وسط سوق مثقل بمواقع التواصل الاجتماعي المراقبة والمليئة بالجيوش الإلكترونية.

وفيما تبدو سوق مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية مفتوحة وحرة ظاهريا، يختلف الواقع تماما إذ أن الحكومات تحكم قبضتها على هذه المنافذ. ففي السنوات القليلة الماضية تغيرت التكتيكات وانتقلت من الحجب والحظر إلى نشر الجيوش الإلكترونية لترويج سردياتها واستهداف المشككين وقادة الرأي.

تعي الأنظمة أن استمرار القمع المباشر قد يؤدي بالشباب نحو وسائل احتجاج أكثر عنفاً لينتهي كل شيء بالخروج عن السيطرة لذلك تلجأ إلى القمع المقنع لشل حركة النقاشات التي لا تصب في مصلحتها.

وفي كلوب هاوس يعيد العرب اكتشاف طعم حرية التعبير، إذ رغم كل شيء لا تزال الإنترنت بمثابة طفرة عميقة غيّرت الكثير في عقلية الجيل العربي الجديد من جهة ومن طبيعة المعلومة والإعلام العربي من جهة أخرى.

ومن حُسن حظ كلوب هاوس أنه أتى بعد نفور الناس من مواقع التواصل الاجتماعي الكبرى، مثل فيسبوك وتويتر، التي تعتمد سيلا من الصور والنصوص والأخبار الكاذبة تحرص الجيوش الإلكترونية على حسن توظيفها.

وما زاد الترحيب بالتطبيق في هذه الأوقات الحبس القسري الذي فرضته جائحة كورونا. إذ أتاحت الشبكة الاجتماعية حرية التعبير وفتح النقاشات في سياق القيود المفروضة على الأماكن العامة.

وعبر صالونات افتراضية مفتوحة، جرب الجميع متعة الحديث بعد الصمت واستمعوا إلى أصواتهم مجددا وبدأوا في بدء مناقشات حول مختلف المواضيع التي يختارونها.

الكثير من المستخدمين على التطبيق الصوتي يثرثرون لأجل الثرثرة. يتحدث آخرون عن علم النفس الموسيقى، السفر، الأدب، الطبخ، عن كل شيء ولا شيء.

بدت موضوعات أخرى أنها طرح جريء إذ نادرا ما يتم مناقشتها علنا، نوقشت قضايا مثل الإلحاد، وحقوق المثليين والانتهاكات التي يرتكبها حزب الله في لبنان والميليشيات الموالية لإيران في العراق وجرائم الشرف.

وبدا في الكثير من الأحيان أن هؤلاء المتناقشين نسوا أنهم يعيشون في منطقة الشرق الأوسط فتخلوا عن حذرهم وربما تغافلوا أن السياق السياسي والاجتماعي الذي يعيشون فيه لم يتغير بعد.

وعلى كلوب هاوس تلعب المواهب الصوتية الجديدة التي لعبت دور الوسيط لتنظيم الحوارات دور قائد الرأي الجديد، ولأسباب وجيهة أحيانا ومدفوعة أحيانا أخرى لا يتردد هؤلاء في مهاجمة الحكومات القائمة ومناقشة الموضوعات المحرمة في مجتمعاتهم.

قد لا يطول الأمر قبل أن تتدخل الحكومات لتقمع الأصوات الحرة، فمن غير المستبعد أن تزرع حاليا في كل غرفة مخبر. وللأسف الكثير من الدول العربية تخشى كلام الناس؛ وتعمل على سد منافذ الكلام بشكل تام.

ولا يعرف شيء عن مستقبل التطبيق عربيا خاصة بشأن المدة التي سيستغرقها قبل إغلاقه، أم أنه لن يغلق وستطور وظيفة المخبرين المتنصتين ليصبحوا “مستخدمين مارقين” يملأون التطبيق بسرديات الحكومات وبذلك يتحول كلوب هاوس إلى نسخة أخرى من فيسبوك وتويتر.. لكن نسخة صوتية هذه المرة.

—————————–

الكلام على كلوب هاوس ببلاش/ هيثم الزبيدي

وصف لي زميل اندهاشه، وتقديره في آن، لمستوى الحوارات الكلامية التي “اندلعت” في منابر التطبيقات الاجتماعية الجديدة. أقول اندلعت لأنها بالفعل أشبه بالنار في الهشيم. بدأها كلوب هاوس، لكن ها هي المنصات الأخرى تلحق به حتى من قبل أن يتم نسخة أندرويد بعد أن ظل التطبيق محصورا في هواتف أيفون.

لا أعتقد أن المنبر الإلكتروني سيتمكن من تعليم الناس المنطق والهدوء، أو حتى الانفعال والمزايدة، بعد أيام قليلة من انطلاقه. طاقة القرار بالحديث المنطقي موجودة، ولكنها كانت كامنة. تنتظر هذه الطاقة فرصتها لكي لا تضيع في تهريج التغريدات المقتضبة وما يصاحبها من طنين وتشهير.

لماذا التطبيق الكلامي؟ لأن الكلام هو صفة طبيعية في البشر. كما وصف من قبل، الإنسان هو “حيوان” ناطق. طريقة التعبير الأساسية لجموع البشر هي الكلام. نسمع راديو ونشاهد تلفزيون أكثر مما نقرأ. الكتابة جاءت لاحقا. إجادة الكتابة والتعبير لا تزال حكرا على عدد محدود من البشر. انظر عالم الصحافة بالعربية أو مستوى الكتب التي تنشر في عالمنا العربي لتعرف حجم الفجوة الهائلة بين قدرة التعبير الناطقة ورثاثة ما يكتب للتعبير عن الأفكار.

ضع نفسك أمام هذا الامتحان. لديك أفكار. عندما تجالس الأصدقاء يقولون لك “كلامك حلو. لماذا لا تكتبه”. ولأن الناس أقدر على تقييم إمكاناتها الذاتية، فهي تتردد بدافع احترام الذات. ستخطئ بالصياغة والنحو والإملاء. وبدلا من التركيز على الفكرة، فإنك تضيع في ارتباك التقديم. فجأة تتقلص المفردات ويصبح التعبير في نطاق تكرار الكلمات. تقرأ ما كتبته وتقول: من دونه أفضل. وتسكت. الشبكات الاجتماعية المكتوبة إما أسطر تغريدات أو بوستات محدودة. حتى المدونات المكتوبة بدأت تتراجع وتختفي. ولشخص يحترم ذاته، سيتردد في الدخول في مهاترات تويتر مثلا.

غرف الدردشة الجديدة أكثر طبيعية للناس وأكثر تلقائية للأفراد. “كلامك الحلو” سيجد من يستمع إليه ويقدره. إذا لحنت في الكلام أو بدأت الجملة باسم منصوب (نقول عادة المصريين قالوا كذا وليس المصريون قالوا كذا) لن يحاسبك أحد. لو تكلمت بلهجة محلية قد تجد من يطرب لما تقول لأن وقع اللهجة العراقية على أذنه ممتع. لو أثرت قضية تبدو خاصة وحساسة في مجتمع محافظ أو يدعي المحافظة، فإنها ستتبخر بعد الدردشة. لن تلازمك كظلك مثل ما يحدث مع تغريدة تستدعى ضدك مع كل مرة تغرد. حق النسيان يأتي مع حق الدردشة سوية. حتى التافهون لهم مكانهم في غرف الدردشة، لأنهم يستفزون المتحاورين. الكلام على كلوب هاوس ببلاش.

عصر المدردش قد حل بعد أن طال عصر المغرد. تنابزوا في تغريدات تويتر. احتكروا الكلام على الفضائيات. لكم منابركم ولنا منابرنا.

كاتب من العراق مقيم في لندن

العرب

—————————

متنفّس الخليجيين الجديد… معارضون وموالون للسلطات يتبارون في غرف “كلوب هاوس”/ نزيهة سعيد

تهافت الخليجيون على “كلوب هاوس”. في وقت قصير، صارت الغرف التي يديرها خليجيون أو يشاركون فيها كثيرة ومتنوّعة. منها السياسية والحقوقية ومنها الدينية والثقافية، وهناك مكان أيضاً للغرف الترفيهية.

صار التطبيق فضاء جديداً للتعبير عن الذات وعن الشأن العام الذي تتجاهله الصحافة المحلية، لعدم توافر مناخ للحرية في بلدان الخليج.

و”كلوب هاوس” هو تطبيق تواصل اجتماعي للنقاشات الصوتية، يمكن لمستخدمي نظام iOS فقط استخدامه، ويعتمد على التواصل الصوتي، في غرف افتراضية بإمكانها استيعاب مجموعات تصل إلى 5000 شخص، وتناقش موضوعاً أو موضوعات معيّنة.

فرصة للحوار

“ما ميّز هذا التطبيق عن غيره من المنصات ليس ما يتيحه من هامش لحرية التعبير، فهذا الهامش متاح أيضاً على تطبيقات ومنصات أخرى، ولكن تمكين مستخدميه من التحاور المباشر، ومن النقاش والسجال حيال القضايا التي تُطرح، ومن فنّ إدارة الاختلاف”.

هذا ما يقوله الكاتب والصحافي العماني د. محمد اليحيائي، في تعليقه لرصيف22 على الإقبال الخليجي على “كلوب هاوس”، مضيفاً: “في المجتمعات العربية عموماً، وفي مجتمعات الخليج على وجه الخصوص، لم نختبر قدرتنا على إدارة الاختلاف بهدوء وروية، ولا قدرتنا على الاستماع إلى الرأي المختلف دون شخصنة وتشنج”.

لهذا الواقع الذي يشخّصه أسباب كثيرة برأيه. “في المقام الأول، لا يعود إلى النزعة الفردية في التفرد بالرأي ومصادرة الرأي المختلف، وإنْ كانت هذه النزعة هي واحدة من سمات النظم التسلطية وما تنتجه من ثقافة عصبوية منغلقة، لكنه يعود إلى غياب الفضاء أو المساحات أو المنصات التي تعطي للناس الحق في التحاور وفي السجال وفي الاختلاف، علناً ووجهاً لوجه”.

يشاطره في الرأي الصحافي البحريني ورئيس رابطة الصحافة البحرينية عادل مرزوق. يقول لرصيف22: “يبادر المواطن الخليجي ويتفاعل مع كل منصة اجتماعية جديدة تتيح له إبداء رأيه والتعبير عن مواقفه السياسية أو حتى مواقفه التي تتناول الشؤون العامة والخدمية، لأنه ممنوع من المشاركة في قنوات الصحافة الكلاسيكية ولا يسمع منها إلا صوت الدولة والإشادة بسياساتها”.

منحت وسائل التواصل الاجتماعي الخليجيين الفرصة للتواصل مع العالم والتعبير عن أنفسهم، وأصبحت مكاناً للتنظيم السياسي والمناظرات الأدبية، والمطالبات الحقوقية، حتى بدأت السلطات بمراقبة هذه الأدوات ومحاسبة الأشخاص على آرائهم وانتقاداتهم واعتراضاتهم على الفضاء الإلكتروني.

يقول مرزوق: “لفترة من الزمن، كانت المنصات الاجتماعية، تويتر وفيسبوك وإنستغرام، فضاءات مفتوحة، حتى بدأت الدولة في مزاحمتها بملايين الحسابات الإلكترونية المزوّرة (الذباب الإلكتروني) وعبر حزمة من القوانين والإجراءات العقابية لكل رأي لا يتماشى ولا يتسق مع مخرجات الإعلام الرسمي وسياسات الدولة الداخلية والخارجية”.

لكن لبعض الناشطين آراء أخرى حول مدى ما توفّره هذه المنصة الجديدة من الحرية. تقول “النور”، وهي ناشطة كويتية في قضايا حقوق مجتمع الميم-عين إن مساحة الحرية على منصة تويتر مفتوحة أكثر. وتضيف لرصيف22: “يملك الشخص تلك المساحة وهو حرّ بكيفية التعبير ووقته، بينما على ‘كلوب هاوس’ تعتمد المساحة بشكل أكبر على منظّمي الغرفة ومختاري الموضوع، لأن الجميع ملزم بوقت معيّن تقريباً، كذلك تحتوي أغلب الغرف على شروط مؤسسي الغرفة والتي لا يجب تجاوزها”.

وبين الرأيين، هناك رأي ثالث يمثّله الناشط والحقوقي الإماراتي حمد الشامسي الذي يقول لرصيف22 إن مساحة الحرية التي يمنحها “كلوب هاوس” هي نفسها التي يمنحها تويتر، “ولكن الفرق أن ‘كلوب هاوس’ يعطي فرصة التواصل المتبادل مع الجمهور والتحاور المباشر وليس فقط التلقّي كما هو الحال في تويتر”.

مساحة جديدة للنقاشات

في ظل غياب الفرص أمام عامة الخليجيين لمناقشة أمور متعلقة بحياتهم بشكل مباشر، عبر المجتمع المدني أو الأحزاب السياسية، تسدّ منصات التواصل الاجتماعي هذا النقص.

تقول الناشطة الاجتماعية البحرينية سبيكة الشملان لرصيف22: “سمح ‘كلوب هاوس’ بنقاشات عميقة في موضوعات معقدة، وبالأخص مع انتشاره في وقت قلّت فيه التجمعات وجهاً لوجه (بسبب انتشار فايروس كورونا)، وزاد الحضور على المساحات الافتراضية، وتميّز التطبيق بجمعه حاملي آراء ووجهات نظر مختلفة، لم يكن لهم أن يلتقوا في الواقع أو يندمجوا في حوارات صريحة وجريئة”.

وتضيف: “احتضن التطبيق موضوعات مختلفة، لها علاقة بهموم الفرد العربي سياسياً واجتماعياً وروحانياً، إضافة إلى التحديات التي يواجهها الشباب ويهتمون بأن يتعلّموا المزيد عنها، مثل الأمراض النفسية ومواضيع الدمج الاجتماعي والنسوية والتحديات التي تواجه المرأة العربية”.

وتشير إلى أن مما لفت انتباهها “الغرف الثقافية الكثيرة والمتنوّعة، والمساحات التي ناقشت قضايا التطبيع وغرف جمعت بين مواطنين خليجيين وفلسطينيين وناقشت الهموم المشتركة وعرضت آراء سياسية مختلفة”.

ترى الشملان في “كلوب هاوس” مكاناً مناسباً لمناقشة جميع الأمور المتعلقة بالتحديات التي تواجه المرأة الخليجية اجتماعياً، وتقول: “أرى هذه المساحة مكاناً ملائماً للنقاش مع فئات مختلفة من المجتمع التي قد لا تتفق مع المطالب النسوية أو حراك العمل النسائي في الخليج، إلا أنها قد تبدأ بالتعرف عليها وفهمها أكثر”.

تتنوع الموضوعات التي تُطرح عبر المنصة الجديدة. وأشارت الناشطة الكويتية “النور” إلى أن الخليجيين على “كلوب هاوس” يثيرون موضوعات جدلية كالمثلية الجنسية والعبور الجندري والموضوعات السياسية بشكل عام.

ولفتت انتباه اليحيائي سلوكيات الخليجيين على التطبيق. يقول: “دخلت إلى عدد من غرف النقاش التي أنشأها مستخدمو التطبيق في عُمان -قبل حجب التطبيق- وفي السعودية والكويت والبحرين، وفي كل ما استمعت إليه لم أجد سوى قدر عالٍ من المسؤولية الأخلاقية ومن الانضباط ومن الرغبة في المعرفة وفي السجال والنقاش”، يقول.

أمور كثيرة لفتت انتباهه أيضاً. “من خلال الاستماع إلى الحوارات في بعض الغرف في الكويت نرى أن هامش حرية التفكير والتعبير بل والحريات السياسية والاجتماعية في هذا البلد أكبر بكثير مما يُعتقد”.

ويضيف: “يمكنني القول بثقة كبيرة إن ‘كلوب هاوس’ قدّم لي صورة لم أكن أعرفها عن السعودية، فمن خلال بعض غرف النقاش ومن خلال القضايا المثارة وعبر السجالات العميقة والجادة يمكن القول إن هذا البلد يعيش ما يشبه الثورة الثقافية، وإن جيلاً سعودياً جديداً سيغيّر خلال السنوات القادمة، ليس وجه السعودية، ولكن وجه المنطقة”.

يميّز الشامسي، انطلاقاً من ملاحظات جَمَعها، بين اهتمامات مختلفة لشعوب الدول الخليجية، معتبراً أنه لا يمكن وضع كل شعوب الخليج في قالب واحد. يوضح: “الشعب الكويتي مثلاً يميل إلى طرح المواضيع السياسية والتفاعل مع الأحداث السياسية بإقبال جماهيري كثيف وهذا نتيجة لسقف الحرية المرتفع في الكويت المحمي بالدستور. أما إماراتياً وسعودياً، وبما أن الحديث السياسي ممنوع في هاتين الدولتين، فالناس تميل إلى طرح المواضيع الاجتماعية، ونرى أن شخصيات محسوبة على السلطة تدير غرفاً تُشيطن أصحاب المطالبات السياسية”.

ويلفت إلى أن “كلوب هاوس” رفع سقف المواضيع التي تُطرح، “فمن الواضح أن الموضوعات المطروحة تجاوزت الكثير من الخطوط الحمراء التي وضعتها السلطة كإصلاح النظام السياسي والمطالبات بالمَلَكية الدستورية، ولكن هذه المطالبات حصرياً تتصدرها المعارضة الخارجية بحكم أن الطرح السياسي من داخل هذه الدول مجرّم قانوناً ويلاحَق المغردون ومستخدمو هذه المنصات إذا كانت لهم آراء داعمة للتغيير”.

مراقبة السلطات

في الرابع عشر من آذار/ مارس، تفاجأ مستخدمو “كلوب هاوس” في عُمان بعدم قدرتهم على الولوج إليه، وسرعان ما أعلنت السلطات العُمانية أنها حجبته “لعدم حصوله على الترخيص المناسب”، ما أثار امتعاض كثيرين.

يقول اليحيائي: “الحجب أمر مؤسف فهو لا يُظهر الضيق بالآراء المختلفة لقطاعات واسعة من المجتمع، ولا سيما الشباب فحسب، ولكنه يحرم السلطة من معرفة يومية ومباشرة لاهتمامات الناس وأسئلتهم، بل ومن فرصة التحاور معهم”، مشيراً في المقابل إلى مشاركة شخصيات بارزة في بعض النقاشات، مثل الأمير الوليد بن طلال في السعودية، وإلى حضور وزارة الإعلام الكويتية بحساب خاص بها على التطبيق.

وبرأي الشامسي، “تحاول السلطات أن تحدّ من الحرية المتاحة، إما بسنّ قوانين تجرّم التعبير بما يتجاوز الخطوط الحمراء التي تحددها هي، وإما بالتشويش كما هو الحال في الإمارات حيث اشتكى العديد من المستخدمين من تشويش، أو بالحظر كما جرى في سلطنة عُمان”.

هذه التضييقات تُفقد الكثيرين من الخليجيين الإحساس بالأمان. ولكن “النور” تعتبر أن موضوع إحساس الخليجيين بالأمان “أمر نسبي”. تقول: “هناك مَن يخافون من التعبير بسبب موانع اجتماعية أو قانونية، وهناك مَن يعانون من الرهاب الاجتماعي، ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد فئة قادرة على التعبير وعددهم ليس بقليل”.

وتضيف: “منح ‘كلوب هاوس’ مساحة مفتوحة وحرّة لمناقشة موضوعات معيّنة إلى حد كبير، ولكن هذا يعتمد على مؤسسي الغرفة والموضوع ومدى استحسانهم للرأي الآخر”.

أيّاً يكن الحال، صار “كلوب هاوس ” يمثّل اليوم فضاءً جديداً ومساحة جديدة وساحة مواجهة بين الحكومات الخليجية ومجتمعاتها، حسبما يرى رئيس رابطة الصحافة البحرينية. يقول: “يمكننا ملاحظة عشرات الغرف الخليجية الصاخبة بالآراء الناقدة لدول الخليج والتي تتناول موضوعات وملفات سياسية واقتصادية واجتماعية وفي شتى المجالات، إلا أنني لا أعتقد أننا سننتظر كثيراً لنسمع بالاستدعاءات والمحاكمات القضائية لنشطاء خليجيين بسبب مشاركاتهم على هذه المنصة، هذا الأمر سيحدث لا محالة”.

ويضيف: “فعلياً، وبشكل واضح، بدأنا نلاحظ دخول الحكومات في دول الخليج ومحاولتها مزاحمة النشطاء والصحافيين في التأثير وصناعة الرأي العام. هي مسألة وقت وستكون المواجهة أكثر حدة وشراسة”.

يبقى التطبيق الحديث العهد مساحة حرة للخليجيين وغيرهم لإيصال صوتهم وإثبات وجودهم، رغم القمع والتضييق على حرية التعبير في العديد من المناطق حول العالم.

وتبقى خشية لدى البعض مما يعتبرونه “خطابات منفلته”. يقول مرزوق: “كيف يمكن لإدارة الشركة المؤسِّسة التعامل مع الخطابات المنفلتة أو التي تحرّض على الكراهية والعنف؟ شخصياً، استمعت في بعض الغرف لخطابات منفلتة وتساءلت ما إذا كانت هذه المنصة ستعاني من صعوبة في الرقابة على المحتوى، وما إذا كان بالإمكان أساساً مراقبة محتوى صوتي مباشر”.

رصيف 22

++++++++++++++++++++

بعد “تليغرام”.. طهران تتمدد في “كلوب هاوس

تحاول السلطات الإيرانية استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها “كلوب هاوس” الذي يحظى بشعبية واسعة مؤخراً لتحقيق مكاسب سياسية.

وفيما يقوم القادة الاستبداديون حول العالم بإطلاق حملات قمع على المعارضين الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، عموماً، في محاكاة واضحة لحائط الصد الذي يعزل الصين إلكترونياً عن باقي العالم الخارجي، فإن إيران التي تحجب كثيراً من مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، باتت تنتهج سياسة أخرى، في ظل إدراكها بأن تلك الإجراءات لن تكون كافية لإبعاد الإيرانيين عن المنصات العالمية لمواقع التواصل الاجتماعي، مع استخدام طرق للتحايل على الحجب الرسمي مثل الشبكات الافتراضية “VPN”.

وعليه، باتت طهران تغرق تلك المنصّات بالدعاية الرسمية بهدف قلب الأمور إلى صالحها، وهو ما يبدو واضحاً في “كلوب هاوس”، حيث يشكو ناشطون من أن السلطات الإيرانية تستغل التطبيق الصوتي من أجل الترويج لمظهر ديموقراطي زائف قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران/يونيو المقبل، من أجل تعزيز نسبة المشاركة التي يستخدمها النظام الإيراني بوصفها رمزاً للشرعية.

وأوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن الإيرانيين انجذبوا إلى “كلوب هاوس” في الأشهر الأخيرة، وناقشوا قضايا جدلية تتراوح من انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد إلى القضايا الثقافية ومقاطعة الانتخابات. ومنذ إطلاق التطبيق العام الماضي يجد مستخدموه فرصة للاجتماع بصورة افتراضية عبر غرف الدردشة، حيث يستطيع أي شخص الانضمام إلى المناقشات.

ويمكن وصف “كلوب هاوس” تحديداً بأنه منصة تستطيع زعزعة استقرار العديد من القادة الاستبداديين. وفي الوقت الذي تحركت فيه حكومات متعددة في الشرق الأوسط نحو حظره، فإن إيران استعانت به لبث دعايتها. وفي إحدى الأمسيات استقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التساؤلات حتى الساعة الواحدة صباحاً، ما أدى إلى مشاركة الحد الأقصى الذي وصل إلى 8 آلاف مستمع، بينما شارك محافظ البنك المركزي وقادة عسكريون آخرون في مثل هذه المناقشات عبر “كلوب هاوس” أيضاً.

ولم تسلم الشفافية والصراحة التي يتمتع بها “كلوب هاوس” من الرقابة الإيرانية في العديد من المناسبات. فعندما حاول أوميد معماريان، وهو صحافي إيراني مقيم في الولايات المتحدة، الدخول في نقاش حاد مع رستم قاسمي، أحد قادة الحرس الثوري، والمرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، حول مقتل المئات من المواطنين الإيرانيين في الشوارع إبّان الاحتجاجات التي شهدتها الجمهورية الإسلامية العام 2019، فإن صوت معماريان تم قطعه، عبر القائمين على إدارة الحوار في طهران.

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن معماريان، وهو مدير الإعلام في منظمة “الديموقراطية للعالم العربي الآن”: “اتهموني بأن لدي أفكاراً متطرفة، وأنه لا يجب السماح لي بطرح تلك الأسئلة”، فيما علقت نقين شيراغاي، المذيعة السابقة في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” والتي تقوم أيضا بتنظيم أنشطة في “كلوب هاوس”، بأن “السلطات الإيرانية تحاول تطبيق القواعد التي تنتهجها في الجمهورية الإسلامية على التطبيق الجديد”.

وأضافت شيراغاي: “إنهم يحاولون رسم صورة في إيران. خلال اللقاءات التي تتم مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، يتم السماح لبعض الأشخاص بطرح أسئلة حساسة، كي يبدو الأمر وكأنه حوار فعلي”.

وتجب الإشارة إلى أن العديد من الإيرانيين في الفترة الأخيرة فقدوا إمكانية الدخول على “كلوب هاوس”، بعد قيام بعض مشغلي الخدمة في إيران بحظره، ولكن في الوقت نفسه، فإن الموالين للمؤسسات الحاكمة يستخدمون التطبيق بشكل يومي في الترويج للنظام الإسلامي الإيراني، وللمرشحين المحافظين المحتملين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

وقال فريد نديري، وهو مهندس مدني يبلغ من العمر 33 عاماً في طهران، أنه يقضي ثلاث إلى أربع ساعات يومياً في التطبيق لأنه “في الشبكات الاجتماعية الأخرى التي تعتمد على الكتابة، يمكن للناس تعديل ما يقولونه. لكن في كلوب هاوس، يتحدث الأفراد بشكل عفوي. الحقيقة عارية وشفافة”.

إلى ذلك، رأت مهسا المرداني، التي بحثت في نهج إيران في وسائل التواصل الاجتماعي في جامعة “أوكسفورد”، أن “إيران تتبع تجاه كلوب هاوس نفس النهج الذي اختبرته مع باقي وسائل التواصل” مشيرة إلى أن “طهران استجابت لصعود تطبيق تليغرام للمراسلة من خلال حظره أولاً ثم إغراقه بالرسائل المؤيدة للنظام”. علماً أن بعض الحسابات الإيرانية الأكثر متابعة على “تليغرام” اليوم، يديرها الحرس الثوري أو وسائل الإعلام الحكومية المتشددة. و”مع تطور تليغرام لم يكن لدى إيران سيطرة على التطبيق، لكنها فعلت الكثير للسيطرة على مساحة المعلومات”.

المدن

————————

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى