شعر

توماس ترانسترومر: 30 قصيدة هايكو *

اختيار وترجمة: تحسين الخطيب

ريحُ اللَّهِ وراءَ ظهري

بِلاَ صوت تأتي الطَّلقةُ.

حلمٌ مديدٌ لا ينتهيْ.

■ ■ ■

الشَّمسُ البيضاءُ، وهيَ تتمرَّنُ

وحيدةً، تركضُ المسافةَ الطَّويلةَ

صوبَ جبالِ الموتِ الزَّرقاء.

■ ■ ■

حضورُ اللَّهِ.

في نفقِ غناءِ الطيورِ

بابٌ مُوصَدٌ ينفتحُ.

■ ■ ■

العشبُ الصَّاعدُ..

وجهُهُ، حجَرٌ رُوْنِيٌّ

منتصبٌ في الذَّاكرة.

■ ■ ■

عالياً، على طُولِ المنحدَراتِ

أسفلَ الشَّمسِ: كانَ الماعزُ

يرعى النَّار.

■ ■ ■

ينحني الموتُ عليَّ

مسألةٌ في الشِّطرنجِ أنا،

والحَل لديهِ.

■ ■ ■

محمولاً بالعتمةِ.

أقابلُ ظلاً هائلاً

في عينَيْنِ اثنتَيْن.

■ ■ ■

واقفاً في الشرفةِ

في قفصِ أشعَّةِ الشَّمسِ:

كقوسِ قزح.

■ ■ ■

جِدَارٌ هُوَ البحرُ

أسمعُ النَّوارسَ تصرخُ

وَلَنَا تُلوِّحُ.

■ ■ ■

صمتٌ رمادي

يعبرُ الماردُ الأزرقُ،

بارداً يهب مِنَ البحرِ النَّسيمُ.

■ ■ ■

حدثَ شيءٌ.

أضاءَ الغرفةَ القمرُ.

واللهُ يعرفُ.

■ ■ ■

ريحٌ أكَّالةٌ

تعصفُ عبرَ البيتِ في اللَّيلِ:

اِسمُ الشَّياطينِ.

■ ■ ■

يشربُ الصبي حليبَهُ

قَرِيرَ العَيْنِ في زنزانتهِ ينامُ،

أُمّا مِن حجَرْ.

■ ■ ■

شاحنةٌ هائلةٌ

تدمدمُ بعدَ أنْ حلَّ اللَّيلُ.

أحلامُ النزلاءِ ترتعشُ.

■ ■ ■

ركلوا كرةَ القدمِ

فجأةً عمَّتِ الفوضى:

الكرةُ تطيرُ فوقَ الجدارِ.

■ ■ ■

مُهمهماً في السَّديمِ

هُنَاكَ في الخارجِ قاربُ الصَّيدِ:

نُصُبٌ تذكاري على المياهِ.

■ ■ ■

جدارُ اليأسِ

يأتي ويرحلُ،

حمَامات بلا وجوه.

■ ■ ■

ديرُ رهبان لاميِّينَ

بحدائقَ معلَّقة.

صُوَرُ معركة.

■ ■ ■

تَقِفُ الأفكارُ ساكنةً

مثلَ بلاطاتِ فُسيفساءَ

في باحةِ القصرِ.

■ ■ ■

يتشمَّسُ الأيِّلُ

مُسرِعاً يطيرُ الذبابُ ويخيطُ الظلَّ

على الأرضِ.

■ ■ ■

صنوبراتٌ شعثاء

في السَّبخةِ الفاجعةِ

إلى الأبدِ إلى الأبد.

■ ■ ■

عَقْعَقٌ أسودُ أبيضُ

حَرُوناً يقفزُ، يتعرَّجُ

في الحقولِ.

■ ■ ■

ظلالٌ تنكمشُ..

ضائعونَ نحنُ في هذهِ الغابةِ

بينَ عشائرِ الفطرِ.

■ ■ ■

في ساعة مُحدَّدة

تستريحُ الرِّيحُ العمياءُ

أمامَ الواجهاتِ

■ ■ ■

هُنَا شمس وهَّاجةٌ

صاريةٌ بأشرعة سوداءَ

مِنَ الأيَّامِ العتيقةِ.

■ ■ ■

ينشَقُّ السَّقفُ

يَرَانِي الرَّجلُ الميِّتُ

هذا الوجهُ..

■ ■ ■

أسمعُ أنينَ المطرِ..

أهمسُ بالسِّرِّ

كي أدخل.

■ ■ ■

لوحةٌ معتمةٌ

رسِمَ فوقَها الفقرُ

أزهاراً في السِّجنِ.

■ ■ ■

هُنَاكَ كُنْتُ

على جدار مُبيَّض

يحتشدُ الذبابُ.

■ ■ ■

على الرَّفِّ يرقدُ

في مكتبةِ الحمقى

كتابُ المواعظِ، لَمْ يُلمَسْ بَعْدُ.

* نقلاً عن المجلة الإلكترونية «دفاتر الشعر»، التي يحررها ويترجم دفاترَها تحسين الخطيب، العدد الأول، ربيع 2023

ملحق كلمات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى